يُنظر إلى علي بن سالم الكعبي على نطاق واسع بأنه واحد من أهم شعراء الشعر النبطي والثقافة الشعبية في الإمارات والخليج العربي، فقد عُرف بقصائده الوطنية الحماسية والشعر الغزلي الذي ينضح بالوقار، وبجانب ذلك فإنه من الشخصيات السياسية البارزة في الدولة والذي شغل سابقًا منصب وزير شؤون الرئاسة، تعرف أكثر على مسيرته الأدبية والسياسية في هذا المقال.
من هو معالي علي بن سالم الكعبي؟
علي بن سالم بن عبيد بن ونيس الكعبي هو وزير وسياسي وشاعر إماراتي ولد في عام 1961 وهو رئيس مجلس أمناء "مؤسسة التنمية الأسرية" في الإمارات، وتولى سابقًا منصب مدير مكتب وزير شؤون الرئاسة، وقد شغل منصب سفير الدولة في المغرب.
عُرف الكعبي بأشعاره وقصائده المميزة، فقد أبدع في مجال الشعر سواء الشعر الفصيح أو الشعر النبطي وصدرت له العديد من الدواوين التي حققت له شهرة واسعة، وتميزت موضوعات شعره بالتنوع وتجدد الأفكار.
برز الكعبي بشكل خاص في الشعر الوطني الذي أبدع فيه، وقد تغنى بحب الإمارات ومدح قاداتها وعلى رأسهم الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراه، حيث كان قريبًا منه وشغل منصب المدير الخاص والمرافق الشخصي للشيخ زايد في العقد الأخير من حياته.
نشأته وتعليمه
نشأ علي بن سالم الكعبي في عائة تنحدر من فرع الأسود عشيرة المكاتي من قبيلة بني كعب والتي تعيش في صحراء الجزيرة العربية وتحديدًا في الإمارات وقطر والبحرين وعمان.
عشق الكعبي الشعر منذ صغره، وكان قارئًا نهمًا، وتأثر بالتراث الشعبي وهذا ما انعكس على أشعاره مستقبلًا. درس الكعبي في الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست في بريطانيا وتخرج فيها عام 1980 ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية.
مسيرته المهنية
شغل معالي بن سالم الكعبي عدد من المناصب خلال مسيرته المهنية، فقد عمل كنائب لرئيس لجنة المعارض الدولة لعدة سنوات، كما أنه كان عضوًا في مجلس إدارة مجلة الدفاع الخليجي.
شغل الكعبي كذلك منصب رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الشعبي، كما أنه كان عضوًا في اتحاد الكتاب المصريين والعرب. من المناصب الهامة التي شغلها خلال مسيرته المهنية أنه كان مدير مكتب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكان مقربًا منه في العقد الأخير من حياته، وقد ظل يشغل هذا المنصب حتى وفاة سموه رحمه الله.
شغل بعدها منصب مدير عام دائرة الأعمال الخاصة بسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، كما أنه شغل منصب مدير مكتب سمو وزير شؤون الرئاسة، ويشغل حاليًا منصب رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية.
في عام 2018 تم تعيين الكعبي سفيرًا لدولة الإمارات العربية المتحدة في المغرب، وقد غادر هذا المنصب في شهر أبريل عام 2019، حيث غادر المغرب بناء على طلب سيادي عاجل من أبوظبي.
بجانب ذلك اهتم الكعبي بسباقات الهجن كثيرًا، وشاركت نياقه في العديد من السباقات المرموقة منها كأس صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وقد فازت العديد من نياقه في سباقات هامة منها "كواعب" التي فازت في كأس الثنايا أبكار وسيق الحول، و"صوغة" التي فازت في شوط التحدي في الظفرة عام 2008.
قصائد علي بن سالم الكعبي
يعد الشاعر علي بن سالم الكعبي واحد من أبرز الشعراء العربي، والذين أبدعوا في الشعر الفصيح والشعر النبطي، وقد أنتج خلال مسيرته الأدبية العديد من الدواوين ولعل أشهرها "سحايب"، و"عقد فيروز"، و"رذاذ القوافي". من دواوينه الأخرى "عيون عليا"، و"أشعار بن ونيس في مسلسل رأس غليص".
تم استخدام قصائده بشكل واسع في مناسبات مختلفة، وقد قدمت بعض من أشعاره في مسلسلات مثل "رأس غليص"، و"عيون عليا"، كما تغنى بأشعاره كبار الفنانين في الخلجي العربي، ومنهم الفنان عبد المجيد عبد الله والراحلة ذكرى وبعد المنعم العامري الذي غنى له قصيدة "لي سيرت ذكراك على البال"، ومحمد عبده، وحسين الجسمي وراشد الماجد وغيرهم.
تميزت أشعار الكعبي بتنوع الموضوعات وأصالة الأفكار، وقد برع بشكل خاص في القصائد الوطني التي تغنى بحب الوطن وركزت على قضايا وطنية هامة، كما أنه برع في التعبير عن المشاعر والعاطفة والوجدان بكلمات عذبة، كما استخدم أغراض المدح والفخر وعبر عن القضايا الاجتماعية في قصائده.
اشتهر معالي الكعبي أيضًا بمساجلاته الشعرية مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، حيث كان قريبًا منه حينما كان المدير والمرافق الشخصي له في العقد الأخير من حياته. تميزت قصائد الكعبي بجزالة الألفاظ وعذوبة المعاني والموسيقى التي تتخللها.
وقد تناولت بعض الدراسات النقدية أشعار علي بن سالم الكعبي، ففي عام 2009 قدم الباحث المصري حسن سيد رسالة ماجستير تدور حول العلاقة بين الشعر النبطي والفصيح واتخذ من أشعار الكعبي نموذجًا.
ومن نماذج أشعاره وقصائده قصيدة "صغت عقد نادر" ويقول فيها:
صغت عقدٍ نادرٍ غالي الوصوف
لأجل مزيونه ملكني لطفها
الهنوف اللي بها تحلا الحروف
إن نقشنا وصفها في حرفها
لو تريد تْوفي حقوق الهنوف
تعجز حروفي توفّي وصفها
حلوة المنطق بمنطقها لطوف
اللآلي من ثغرها تزفها
أعمال علي بن سالم الكعبي عن الشيخ زايد
كتب معالي علي بن سالم الكعبي ديوان بعنوان "زايد رجل التاريخ" وهو ديوان مكون من قصيدة واحدة مكونة من 225 بيتًا شعريًا تحدث فيهم عن إنجازات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مختلف جوانب حياته.
تحدث الكعبي في ديوانه عن الحياة الشخصية والعامة ودور سموه في مختلف قطاعات الدولة، وقدم عن الشيخ زايد صورة تاريخية ويعد هو الإصدار الأول من ناحية من ناحية توثيق مسيرة الشيخ زايد، ومن أبيات هذا الديوان التالي:
باسم الله سمي وإلا حد بسميه
سبحانه ولا اسم تسمى على اسماه
رب يميت الميت والحي يحييه
يبدأ الخلق الخلق ويرجعه ثم يبداه
قسم لنا من منزل الأرض عاليه
سبحان من ماله جزا في عطاياه
نصيبنا شعب عزيز بأراضيه
وشيخ عظيم جموع الأجواد تتلاه
جيشه من أطراف الشوايب مصفيه
شوفوه شروى رماح حرب مضراه
زايد كثير اللي على اسمه يباريه
لكن حشا ما حد على لفعل باراه
تاريخ كامل لو بنكتب معانيه
أفصى مداد المحبرة جف بادناه
أعوام وضعون القصايد تناجيه
وتو الكلام بمطلع ما ختمناه
كل على مبداه يبني مبانيه
ولا خاب من يبني على الطيب مبداه
حي الزمان اللي رجاله تحييه
كأنه يجود بمثل زايد وشرواه