يعد الإعلامي السعودي علي الظفيري واحد من أبرز الإعلاميين الخليجيين الذين نجحوا في تقديم محتوى إعلامي مميزة خلال مسيرته المهنية، وجمع بين الفكر والتحليل العميق، واشتهر بأسلوبه الهادئ وحواره الراقي في البرامج السياسية والفكرية التي قدمها، ليصبح وجهًا إعلاميًا مهمًا وبارزًا في العالم العربي، وترك بصمة واضحة في عالم الأخبار والبرامج الحوارية، في هذا المقال نلقي الضوء على حياته ومسيرته المهنية.
من هو المذيع علي الظفيري؟
علي بن عبدالله الظفيري، وهو إعلامي سعودي ومقدم برامج في قناة الجزيرة الإخبارية، ولد في 19 أكتوبر عام 1975 في مدينة الجهراء في الكويت، وتعود أصوله إلى مدينة حفر الباطن في المملكة العربية السعودية.
بدأ الظفيري حياته المهنية في نهاية التسعينات كمراسل إخباري في مناطق الحروب، منها غزو العراق عام 2003، ثم انتقل بعدها للعمل في قناة الجزيرة عام 2004، والتي كانت نقلة نوعية في مساره المهني.
اشتهر الظفيري ببرنامج "في العمق"، وهو واحد من أهم برامج قناة الجزيرة على الإطلاق، وناقش فيه قضايا سياسية واجتماعية مع مفكرين وخبراء وسياسيين، كما اشتهر بتقديم برنامج "المقابلة".
اشتهر الظفيري بأسلوبه الهادئ والمستند على الحقائق في الحوار، وهو ما جعله واحدًا من أبرز الإعلاميين وأكثرهم احترامًا وتأثيرًا في المنطقة، وقد تمكن من تقديم تحليلات شاملة للقضايا الراهنة مع الحفاظ على الحيادية والموضوعية، وهو ما عزز من مكانته كواحد من الأصوات الإعلامية الرائدة.
نشأته وتعليمه
ولد الإعلامي علي الظفيري في مدينة الجهراء في الكويت، وقد تلقى تعليمه في مدارس الكويت حتى المرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية التربية في جامعة الكويت عام 1993، وتخصص في علم النفس التربوي، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1997.
بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية، عاد الظفيري إلى المملكة العربية السعودية، والتحق ببرنامج الدبلوم العالي في جامعة الملك سعود، حيث تخصص في الإذاعة والتلفزيون، ليبدأ مسيرته المهنية عام 1999 من خلال التلفزيون السعودي.
![علي الظفيري.. وجه الحقيقة صاحب المسيرة الإعلامية المميزة]()
مسيرته المهنية
بدأ الإعلامي علي الظفيري مسيرته المهنية عام 1999 ن خلال العمل في إذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية حتى عام 1999، وخلال تلك الفترة عمل في نشرة الأخبار، كما عمل مراسلًا صحفيًا خلال غزو العراق عام 2003، وحصد شهرة كبيرة خلال تلك الفترة.
كانت الانطلاقة الحقيقية في مسيرة الظفيري الإعلامية عندما انتقل إلى قناة الجزيرة في قطر عام 2004، وبدأ بالعمل كمذيع نشرات الأخبار الرئيسية لعدة سنوات، وبعدها تدرج في عمله الصحفي، وأصبح مقدمًا للعديد من البرامج الحوارية في قناة الجزيرة.
بجانب تقديم البرامج وتقديم الدورات التدريبية، يكتب الظفيري مقالات في عدة صحف عربية بداية من عام 2000، ومنها جريدة الوطن السعودية، وجريدة العرب القطري، وجريدة العربي الجديد.
ألف الظفيري كذلك عدة كتب تحدث فيها عن الإعلام، منها كتاب "بين الجزيرة والثورة.. سنوات اليأس ورياح التغيير"، وسرد في الكتاب تجربته الشخصية في مهنة الإعلام، وكيفية تناول الإعلام العربي للثورات العربية.
مشواره مع قناة الجزيرة
خلال عمله مع قناة الجزيرة بداية من عام 2004، شارك الإعلامي علي الظفيري في العديد من التغطيات الإخبارية، فقد غطى حرب لبنان عام 2006، كما غطى الانتخابات الأمريكية من واشنطن عام 2008، فضلًا عن تغطيات ميدانية في العديد من المناطق العربية.
بداية من عام 2009، تولى الظفيري تقديم وإنتاج البرنامج الحواري الشهير "في العمق"، والذي يعد من أهم برامج قناة الجزيرة السياسية وأكثرها نجاحًا، وهو برنامج تناول موضوعات سياسية وفكرية وقضايا استراتيجية.
استضاف الظفيري في البرنامج كبار لمفكرين والمحليين للبحث في الزوايا المختلفة المثارة على طاولة النقاش، وقد حصد البنراج جماهيرية كبيرة، واحتل المراتب الأولى في نسب المشاهدة في الوطن العربي، واستمر في تقديم البرنامج على مدار 7 سنوات، ويقدم البرنامج حاليًا الإعلامي المصري زين العابدين توفيق.
عمل الظفيري كذلك مدربًا ومستشارًا في مركز الجزيرة للتدريب والتطوير الإعلامي، وقدم العديد من الدورات التدريبية المتخصصة في التقديم الحواري والإخباري، كما شارك في دورة التقديم التلفزيوني في دولة الكويت من تنظيم معهد الجزيرة للإعلام.
![علي الظفيري.. وجه الحقيقة صاحب المسيرة الإعلامية المميزة]()
الاستقالة من الجزيرة ثم العودة
في عام 2017، وخلال أزمة قطع العلاقات مع قطر، قرر الإعلامي علي الظفيري تقديم استقالته من قناة الجزيرة، وقد غادر الظفيري مع عدد من الإعلاميين السعوديين، منهم المعلق السعودي فهد العتيبي.
خلال هذه الفترة، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع قطر، وقد ظل الظفيري في البداية على خط الحياد لعدة أيام منذ اندلاع الأزمة، وكتب عبر حسابه على تويتر: "أزمة وتنتهي بإذن الله وبحكمة من بيدهم الأمر، ونبقى إخوة، وأهل، وأحباب وتعود المياه لمجاريها بين الرياض والدوحة وأبوظبي حفظ الله الخليج".
إلا أنه أعلن تقديم استقالته، وذلك عبر تدوينة عبر تويتر قال فيها: "طاعةً لله وولاة الأمر حفظهم الله وانحيازاً للوطن والتزاماً بسياساته وقوانينه أستقيل من قناة الجزيرة متمنيا التوفيق لكل أهلي وزملائي هناك".
استمر غياب الظفيري عن قناة الجزيرة لمدة 4 سنوات، وقد فضّل الابتعاد عن العمل الإعلامي خلال تلك الفترة، وعاد مجددًا إلى الإعلام من خلال قناة الجزيرة مرة أخرى بداية من شهر أكتوبر عام 2021. وقد أعلنت قناة الجزيرة عن عودة المذيع السعودي علي الظفيري للعمل مها من خلال برنامج "المقابلة".
![علي الظفيري.. وجه الحقيقة صاحب المسيرة الإعلامية المميزة]()
برنامج المقابلة مع علي الظفيري
يقدم الإعلامي السعودي علي الظفيري برنامج "المقابلة" على قناة الجزيرة، وهو برنامج يروي سيرة وحياة ومحطات العديد من الشخصيات البارزة في المجالات السياسية والفنية والثقافية والفكرية، وغيرها.
يحاور الظفيري الضيوف في أجواء أقل رسمية، ويسلط الضوء على جوانب جديدة من حياة الضيف. خلال البرنامج، استضاف الظفيري شخصيات بارزة، منهم المفكر الإيراني محسن كاديفار، والمؤرخ المصري خالد فهمي، والبروفيسور وائل حلاق، والفنان الكويتي عبد الكريم عبد القادر، وشخصيات أخرى.
