يعد الشاعر الإماراتي علي الشعالي من أبرز الأصوات الشعرية في الإمارات العربية المتحدة، وهو يبرز بقدرته على الدمج بين الأصالة الإماراتية والروح العصرية، ويعكس من خلال قصائده نبض المجتمع الإماراتي، ويستكشف قضايا الإنسان المعاصر بأسلوب شعري مميز، في السطور التالية تعرف على مسيرته وأهم إبداعاته الأدبية.
من هو علي الشعالي؟
هو شاعر وناشر ومفكر إماراتي، ولد في الإمارات في 11 نوفمبر عام 1978، ويعد من أبرز الشعراء في الإمارات. بدأ الشعالي مشواره الأدبي مستلهمًا التراث الإماراتي الغني، حيث وجد ثقافة محلية وبيئة صحراوية غنية كانت أكبر مصدر إلهام له.
تأثر الشعالي في بداياته بشعراء الإمارات، وسعى بعدها إلى التجديد، وتنوعت موضوعات قصائده بين قضايا الوطن، ومشاعر الإنسان المختلفة، وهو ما يجعل أعماله قريبة من الجمهور بمختلف اهتماماته.
إلى جانب إبداعه الشعرية، يعتبر الشعالي من المؤثرين في تطوير الحركة الأدبية الإماراتية، وساهم في دعم الأدباء والشعراء الناشئين، وشارك في تأسيس مبادرات لتعزيز القراءة والشعر في المجتمع.
تنوعت إسهامات الشعالي الأدبية بين الشعر والرواية والكتب النقدية، بجانب العديد من المشاركات في الأمسيات الشعرية والمهرجانات الأدبية المحلية والإقليمية والدولية.
دراسته
ولد علي الشعالي في الإمارات، ودرس فيها، وقد حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الإمارات، وأكمل دراسته العليا، وحصل على شهادة الماجستير في إدارة المشاريع من جامعة جورج واشنطن.
كان الشعالي من بين الخريجين في برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة، بالتعاون مع جامعة هارفارد، كما أنه حصل على شهادة المدرب المعتمد في مجال التطوير والتدريب من هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي. خلال مسيرته، حصل الشعالي على أكثر من 150 دورة تدريبية.
مسيرته المهنية
شغل الشاعر الإماراتي علي الشعالي العديد من المناصب طوال مسيرته المهنية، فبعد التخرج، عمل في مجال الهندسة لعدة سنوات، منها عمله مهندسة ف يمؤسسة الإمارات للاتصالات، كما عمل مديرًا للمشاريع في شركة دبي للعقارات.
اتجه الشعالي بعدها إلى الشعر والأدب، وشغل عدة مناصب، منها مدير إدارة النشر والترجمة، ومدير إدارة أول لإنتاج المعرفة في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة. شغل كذلك منصب المدير التنفيذي في مهرجان دبي الدولي للشعر.
تم تعيين الشعالي وكيل الوزارة المساعد لقطاع الثقافة والفنون، كما كان مستشارًا في وزارة الثقافة والشباب في الدولة، ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين. شغل الشعالي عضوية عدة مجالس أدبية وثقافية، منها ندوة الثقافة والعلوم، ومؤتمر أبوظبي للترجمة، وكلية الآداب في جامعة الشارقة، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومهرجان طيران الإمارات للآداب.
الشعالي أيضًا عضو في جمعية حماية اللغة العربية، وعضو هيئة تحرير مجلة قاف، الصادر عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، كما أنه عضو اللجنة الاستشارية في مجلة بيت الشعر. هو كذلك من بين المدربين المعتمدين في برنامج حمدان بن محمد للتدريب الشخصي للطلاب، كما أنه مؤسس دار الهدهد للنشر والتوزيع، والتي تعد من أشهر وأنجح دار النشر والتوزيع في الإمارات.
أشعار علي الشعالي
أصدر الشاعر علي الشعالي العديد من الدواوين الأدبية التي حققت نجاحًا كبيرًا، وقد تميز شعره بالبساطة والتجديد في الصور والمعاني، وهو ا جعله من أبرز الشعراء في الجيل الحالي.
ومن دواوين الشعالي "وجوه أخرى متعبة"، و"للأرض روح واحدة"، و"نحلة وربابة"، و"دلوني على الكهف"، و"العشب يشبهنا والغيم".
ضم ديوانه "وجوه أخرى متعبة"، الذي صدر عام 2010، 45 قصيدة، منها قصائد كتبها الشاعر خلال مسيرته الأدبية الممتدة منذ التسعينات، وأضفى في هذا الديوان صفة التنوع، فنوّع بين الصور والمضامين الشعرية، ومن أشعاره في هذه القصيدة:
ولتسقط عن وجه صديقك
أوراق التوت
لعلك تحيا
بعد الطعنة نهراً
قدراً
في حضرة طاغوت
لم يسأل أحدّ منذ ولدت عن استسلامك
أو عشقك
لا يعلم أحدّ
في أي جيوب الأرض تموت
فأرفض أنّات التابوت
وتنفس..!
إسهامات أدبية أخرى
لم تقتصر إنجازات الشاعر علي الشعالي الأدبية على الشعر فحسب، بل أيضًا أصدر عدة روايات، أولها رواية بعنوان "الحي الحي" عام 2019، والتي حصلت على جائزة سلطان بن علي العويس للإبداع، كما جاءت ضمن القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب
في روايته الأولى ناقش الشعالي أثار الخيال العلمي في مجتمعنا، كما ناقش قضايا خاصة في المجتمع، مثل المشكلات الأسرية، وظروف العمل، واستخدم فيها الخيال لاستشراف المستقبل.
في عام 2023، أصدر الشعالي كتاب "حجرات ذات نوافذ" وهي مجموعة من المقالات والتأملات، والتي يتجول فيها في رحلة من عمق أجواء كورونا عام 2020 كتوثيق وتحليل لتلك الفترة، والتي تزامنت فيها إصدار العديد من الكتب وتنظيم والمؤتمرات والأمسيات عبر العالم الافتراضي.
صدر في الكتاب 24 مقالة للشاعر صدرت في صحف مجلات عربية، كما اشتملت على حوارات صحفية مجمعة، ومقالات مصورة، ومن اقتباساته في هذا الكتاب: "لا يستطيع الناشرون والمؤلفون وغيرهم من المشتغلين بالصناعات الإبداعية أن يغضوا الطرف عن خطورة ما يقومون به كل صباح وأكثر المساءات، إنهم يقدمون لمجتمعاتهم ما يسهم في تشكيل وعيها ونحت ذائقتها، فهي أعمال تكتسب خطورتها من كونها بالغة الأثر، وهي أيضاً خطرة بالمعنى الشائع، أي أنها قد تعرضهم لما يكرهون أو توقعهم في حرج جراء خسارة مال أو نقد غير موضوعي".
وبجانب الإصدارات الأدبية، شارك الشعالي في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الأدبية المحلية والإقليمية، منها مهرجان طيران الإمارات للآداب.
تأسيس دار الهدهد للنشر والتوزيع
في عام 2011، أسس الشاعر الإماراتي علي الشعالي دار الهدهد للنشر والتوزيع، والتي اهتمت بنشر وتوزيع الكتب المخصصة للأطفال والناشئة، وقد توفرت إصداراتها في الخليج والدولة العربية، ووصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
حصلت الدار على جائزة أفضل دار نشر محلية عام 2019 في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ38، كما نالت ثقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لإصدار قصصه المخصصة للأطفال فيها، والتي جاءت بعنوان "عالمي الصغير" وصدرت باللغتين العربية والإنجليزية.