علماء المناخ: 2024 العام الأكثر حرارة في التاريخ المسجل

تجاوزت درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية

  • تاريخ النشر: منذ يوم
علماء المناخ: 2024 العام الأكثر حرارة في التاريخ المسجل

أعلن علماء المناخ أن عام 2024 كان العام الأكثر حرارة على الإطلاق، حيث تجاوزت درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية لأول مرة. 

هذا الارتفاع يقرب العالم من تجاوز الهدف الذي حددته اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، والذي يهدف إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض.

تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية

وفقًا لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ (C3S) التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن متوسط درجة حرارة الكوكب في عام 2024 كان أعلى بمقدار 1.6 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة (1850-1900).

 وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) إلى أن العقد الماضي شهد أحر عشر سنوات في التاريخ المسجل.

تسببت التغيرات المناخية في زيادة وتيرة وشدة الكوارث الطبيعية حول العالم، فقد اجتاحت حرائق الغابات، التي تفاقمت بسبب الرياح العاتية، مدينة لوس أنجلوس، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وتدمير ما يقرب من 10,000 مبنى.

كما عانت دول مثل بوليفيا وفنزويلا من حرائق مدمرة، بينما شهدت نيبال والسودان وإسبانيا فيضانات شديدة، بالإضافة إلى ذلك، تسببت موجات الحر في وفاة الآلاف.

زيادة حدة العواصف والأمطار الغزيرة

أكد العلماء أن تغير المناخ يزيد من حدة العواصف والأمطار الغزيرة، حيث يمكن للغلاف الجوي الأكثر دفئًا أن يحتفظ بكميات أكبر من الماء، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة بشكل غير مسبوق.

وقد سجلت نسبة بخار الماء في الغلاف الجوي مستوى قياسيًا في عام 2024، مما جعل هذا العام ثالث أكثر الأعوام رطوبة في السجلات التاريخية.

تراجع الإرادة السياسية لمواجهة التغير المناخي

على الرغم من تفاقم الكوارث المناخية، يلاحظ تراجع في الإرادة السياسية لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة في بعض الدول، ففي الولايات المتحدة، وصف الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي يتولى منصبه في 20 يناير، تغير المناخ بأنه "خدعة"، متجاهلاً الإجماع العلمي العالمي. 

كما أعلن ترامب انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ، وتعهد بزيادة إنتاج الوقود الأحفوري، مما يعكس تراجعًا في الجهود الرامية إلى التحول نحو الطاقة البديلة.

في أوروبا، أدت الانتخابات الأخيرة إلى تحول الأولويات السياسية نحو تعزيز القدرة التنافسية الصناعية، حيث تسعى بعض حكومات الاتحاد الأوروبي إلى إضعاف سياسات المناخ التي تعتبرها ضارة بالاقتصاد.

نداءات للتحرك العاجل

أكد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن ارتفاع درجة حرارة الأرض أصبح حقيقة قاسية، مشيرًا إلى أن هناك فرصة لتجنب أسوأ آثار الكارثة المناخية إذا تحرك القادة الآن.

من جانبه، قال ووبكه هوكسترا، مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي، إن تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية العام الماضي يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للقادة السياسيين لاتخاذ إجراءات عاجلة.

مستقبل قاتم إذا لم يتم التحرك

حذر العلماء من أن الكوارث المرتبطة بالمناخ ستزداد وتيرتها إذا استمر التقدم في معالجة الأسباب الجذرية لتغير المناخ بشكل بطيء. 

وأشار كارلو بونتمبو، مدير خدمة كوبرنيكوس، إلى أن عام 2024 لم يتجاوز بعد هدف 1.5 درجة مئوية على المدى الطويل، لكن الانبعاثات المتزايدة للغازات الدفيئة تعني أن العالم في طريقه لتجاوز هذا الهدف قريبًا.

ومع ذلك، أكد بونتمبو أن هناك فرصة لتغيير المسار إذا تم خفض الانبعاثات بشكل سريع، وقال: "الأمر ليس محسومًا بعد. لدينا القدرة على تغيير المسار".

توقعات الحرارة في 2025

من المتوقع أن يكون عام 2025 من بين أكثر الأعوام حرارة في التاريخ، وفقًا لزيكي هاوسفاذر، عالم الأبحاث في منظمة بيركلي إيرث غير الربحية في الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن درجات الحرارة في أوائل عام 2024 تلقى دفعة إضافية من ظاهرة النينيو، التي تتجه الآن نحو مرحلة التبريد المعروفة باسم "لا نينا".

اختتم التقرير بالإشارة إلى أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون، الغاز الدفيئ الرئيسي، وصلت إلى مستوى قياسي جديد بلغ 422 جزءًا في المليون في عام 2024، مما يؤكد الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تغير المناخ.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة