علامات فقدان السيطرة على حياتك.. استعد دفتك

هل تعاني من فقدان السيطرة على حياتك وعدم القدرة على إنجاز المهام؟ هناك الكثير من العلامات التي تدل على ذلك وترشدك إلى أنك في حاجة إلى الاستيقاظ من غفوتك واستعادة أمورك، ولكن كيف يمكنك ذلك وسط كل الصراعات التي تواجه الإنسان في حياته اليومية، وهل لتلك الصراعات تأثيرًا على قيادتك لنفسك؟ على الرغم من صعوبة تلك الأسئلة، لكن لا زال أمامك الوقت لحل مشكلاتك والعودة إلى السباق.

علامات تدل على فقدانك السيطرة على حياتك

يتسلل شعور فقدان السيطرة على النفس إلى الفرد بين الحين والآخر، وهو من أسوأ أنواع الشعور التي تجعلك تشعر بفقدان الاتجاه الصحيح الذي يجب أن تسير حياتك تجاهه، وللتخلص من هذا الشعور يجب أن تدرك أن زمام الأمور بيدك في الحقيقة وأنت المحرك الوحيد لها، فإن أردت حصلت على الإنجازات والوصول إلى أهدافك، وإن عجزت عن هذا فبسبب استسلامك للأمر الواقع.

ولكن كيف يمكنك التعرف على تلك الحالة إذا كنت تمر بها، وما هي أهم العلامات التي تشير إلى ذلك:

الشكوى المستمرة

تدل الشكوى المستمرة على عدم وضوح طريقك أمامك، مع وجود الكثير من العواقب التي لم تعمل على حلها، ولذلك تشعر وكأن حياتك تحولت إلى مأساة ولا تعرف كيف يمكنك التصرف فيها.

ربما تكون المشكلة التي تواجهك مهنية أو اجتماعية لكنك تتعامل معها بالطريقة الخاطئة مما يفقدك التوازن في حياتك بالكامل وهنا يجب ان تسأل نفسك عدة أسئلة أولها ماذا يجب ان تفعل لتغيير أوضاعك وكيف تحسنها حتى لا تصبح شخص متذمر فقط.

يشير التذمر أيضًا إلى شعورك بالحزن على ذاتك لكنك لا تعرف كيفية التصرف لذلك يجب أن تهتم بأمورك بهدوء لتخرج من تلك الحالة.

الشعور المستمر بالضجر

لا يكفي أن تكون حزينًا أو متذمرًا ليدل ذلك على فقدان السيطرة على حياتك ولكن يمكن أن يشير الملل إلى ذلك أيضًا، فليس هناك أي مشكلة تعكر صفو حياتك، لكنك لا تزال تفقد بوصلتك للوصول إلى ما تريد، والملل من أقوى الدلائل على ذلك.

فعندما يشعر الفرد أنه لا يوجد ما يشعره بالحماس ويحفزه للعمل، يترك مقاليد حياته من بين يديه ويجعل سفينته تسير مع مهب الريح، وهو ما يعرضه للارتطام بأقرب صخرة أو الانقلاب بفعل الأمواج دون أي تحذير مسبق.

يتعرض الفرد للإحساس بالملل بسبب الروتين المستمر الذي لا يتغير أو وجود الكثير من الضغوطات التي يهرب منها أو الاعتياد على النعم، لذلك يجب أن تمارس شكر النعم من وقت لآخر وتسعى للحصول على بعض الأشياء البسيطة التي تُشعرك بالسعادة مثل محاولة ممارسة هواية جديدة أو تعلم مهارة.

تبرير التأخر في كل شيء

يعتبر التسويف من أهم الدلائل على فقدان السيطرة على حياتك وذلك لأن الإنسان المنظم يعرف جيدًا أنه لا وقت لديه في الغد القريب للمهام المؤجلة، أما من يفقد بوصلته فيرى أنه من الممكن تحريك الالتزامات قليلًا ليوم آخر والحصول على وقت فرغ دون سبب أمر طبيعي.

عندما تفقد السيطرة على جدول أعمالك وتبدأ في التأجيل دون سبب واضح، فاعلم أنها من العلامات التي تشير لفقدانك الإحساس بذاتك وبقيمة الوقت وأن عليك العودة خطوة للوراء والبحث عن حل لمشكلتك.

العلاقات المرتبكة

يشعر الأفراد الذين يعانون من فقدان السيطرة على حياتك من عدم القدرة على تقدير علاقاتهم، وهو ما يجعلهم في مشكلات دائمة مع الأطراف الأخرى، حيث يرون أن المشكلة منهم أو من أنفسهم، وربما يختلقون بعض المشكلات المزعجة للشعور بالسيطرة على الوضع.

تكثر أسئلة الطرف فاقد الإحساس بذاته للطرف الآخر، حيث يريد الحصول على التأكيدات التي تشير إلى سير العلاقة في طريقها الصحيح على الرغم من عدم وجود أي مشكلة حقيقية، وهو ما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالتوتر والقلق وإفساد حياة الجميع.

استخدام الهاتف المحمول لوقت طويل

يترك البعض السيطرة إلى مواقع التواصل الاجتماعي ولهاتفه طوال اليوم، وهنا يكون الهاتف هو القائد والفرد مجرد تابع له، فيحدد له متى يبدأ في التصفح، دون موعد للانتهاء من ذلك.

يتأثر الفرد هنا أيضًا بالنتائج السلبية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤدي إلى تراجعه على كافة المستويات المهنية والاجتماعية، كما تتأثر صحته النفسية والجسدية ويخرج من هذه الدائرة بخسائر كبيرة تحتاج إلى وقت طويل للتخلص منها.

كيف تستعيد السيطرة على حياتك؟

لا تسمح للهزيمة بالتسلل إلى قلبك بل كن كالمحارب الذي يقف في وجه الحياة، واستعد سيطرتك على حياتك مرة ثانية بالالتزام والعمل والمثابرة وبمساعدة بعض العوامل الأخرى التي منها:

شحن طاقتك للعمل

عادة ما يشعر الفرد أنه تائه بسبب صعوبات العمل أو عدم قدرته على السيطرة على بعض المهام لذلك يجب أن تعيد شحن طاقتك من جديد لتسيطر على العمل وتدفع نفسك للتقدم والتطور من خلاله.

يجب أن تسأل نفسك هل يجب أن تبذل المزيد من الجهد، وما هي الخطوات التي يجب التفوقفيها عن غيرها، وبمجرد الإجابة على هذه الأسئلة ستتمكن من العثور على طريقك والعمل بالشكل المطلوب.

يمكنك التدرب على اكتساب مهارة جديدة في العمل والتي ستساعدك على الشعور بالتحسن والسيطرة من جديد، كما بإمكانك استعراض تلك المهارات وبعض التحديات التي تخوضها في العمل أمام مديرك لمزيد من الشعور بالتقدم.

تقييم الضغوطات المالية

يمكنك محاربة فقدان السيطرة على حياتك بالابتعاد عن المشكلات المالية قدر المستطاع، فلا يوجد شخص يقع في مشكلات مالية كبيرة يعرف كيف يرتب حياته ويديرها، لذلك يجب ان تلقي نظرة على سلوكياتك المالية والعمل على إصلاحها لتجنب الوقوع في الديون التي تكون لها وطأة قوية على حياة الإنسان وتفقده توازنه.

إذا لم تكن لديك أي ديون، يجب ان تدرس وضعك المالي بشكل جيد وتتأكد من عدم إنفاقك الكثير من المال على الأمور التافهة أو الأشياء الباهظة التي لا فائدة منها، وحتى تتمكن من ادخار المال الذي يمنحك الأمان.

جدد عاداتك المالية وسوف تشعر معها بالمزيد من السيطرة على حياتك وأوضاعك بالكامل، ولا تنسى التخطيط للمستقبل فمجرد وضع ميزانية لمصروفاتك الشهرية يعد نوع من أنواع التخطيط الجيد للمستقبل المالي والذي ينجح في انتشالك من الكثير من الضغوطات.

لا تثقل نفسك بالعلاقات غير المجدية

هناك بعض العلاقات التي تؤدي إلى فقدان السيطرة على حياتك وذلك لأن الوقت لم يعد وقتها، فربما تتحمل وأنت في سن صغير التعامل مع أشخاص يمتلكون الكثير من العيوب وتسعى إلى إصلاحهم، لكن حياة الكبار لا مجال فيها لوجود مثل هؤلاء الذين لا يستطيعون إصلاح أنفسهم، ولأنك لا تعمل كمُصلح، يجب أن تهرب من أي علاقة تعود بالسلب عليك وتتسبب في تراجع مستواك العملي أو الاجتماعي لأن بعض الأشخاص يكونون أكثر سمًا في حياتك من السم النقي.

تخلص أيضًا من العلاقات التي تعرقل تقدمك، وتثير المشكلات والطاقة السلبية في حياتك، وأيضًا من هؤلاء التي تكون حياتهم خارجة عن السيطرة لأنك وإن كنت لا تعاني من الفوضى، فسرعان ما ستصيبك العدوى من خلالهم.

التحدث إلى النفس بإيجابية

إذا شعرت بتسلل الفوضى والظلام إلى حياتك ولم تعد تستطيع السيطرة عليها، عليك أن تلجأ في البداية إلى نفسك وتعمل على دعمها، وذلك من خلال الحديث الإيجابي مع النفس، حيث تقتنع النفس دائمًا بحديث صاحبها ورؤيته لها، فإن شاء رآها بصورة إيجابية وإن أراد هدم هذه الصورة.

لا تستسلم للصورة التي يرسمها الآخرون عنك، واصنع صورتك الخاصة التي ترى نفسك خلالها في أكثر المواضع نجاحًا ومع الوقت ستتمكن من الوصول إلى هذا الهدف، ولذلك استخدم العبارات التي تهون بها على نفسك وتشجعها على الاستمرار مع ذكر صفاتك الإيجابية وتكرار الأمر عدة مرات يوميًا حتى تتحول إلى قناعة داخلية.

يستخدم البعض المرآة للتحدث مع النفس وهو أمر يزيد من الثقة في النفس ويجعل من السهل التحكم في تعابير الوجه أيضًا.

كيف أستعيد حياتي؟

إذا كنت تريد الرجوع خطوة إلى الخلف للسيطرة على حياتك من جديد، واستعادة ما سبق منها يجب أن تُركز على إصلاح أخطاء الماضي، فالعودة إليه دون التخلص من سيئاته، سيؤدي بك إلى النتيجة ذاتها وهي فقدان السيطرة على حياتك، لذلك ركز في خطواتك التالية ونفذها بحذر:

الاعتماد على الأشخاص الجديرين بذلك

إذا أردت حياة منظمة وجيدة يجب ان تراقب من هم في حياتك ويمكنك الاعتماد عليهم، وليس فقط مجرد صداقات زائفة وعدد كبير دون جدوى، وهذا لأن الحياة مليئة بالصعاب والقرارات التي تحتاج إلى من يساندك فيها، فإن لم تعثر على هذا الشخص ستعرض نفسك إلى السقوط في الاكتئاب والتوتر والقلق دون أن ينقذك أحد.

يمكنك أن تختار بعض الأشخاص الجديرين بالحفاظ على أسرارك والتنفيس عن غضبك أمامهم أو التسلية وقضاء وقت ممتع بصحبتهم، وكذلك الحصول على المساعدة في الوقت الذي تحتاجه، فوجود أشخاص مثل هؤلاء في حياتك يجعلها أفضل وينقذك من التراجع والفشل.

اكتساب الطاقة

يجب ا، تمتلك مصدرًا خارجيًا للطاقة كي تكون قادرًا على استعادة حياتك مهما حدث، ومن تلك المصادر الطعام الصحي الذي يفيد جسدك بالكثير من العناصر الغذائية التي تقويه وتحميه من الأمراض الجسدية والنفسية، وأيضًا ممارسة الرياضة بكل أنواعها وأبسطها الخروج إلى التنزه والسير على الأقدام، فكل ذلك من شأنه أن يجعلك في أفضل حالاتك الذهنية والعصبية ويصبح من الصعب وقوعك في الغضب أو التأجيل للمهام أو الارتباك أو أي مشكلة من الممكن أن تعقر صفو نفسك.

بعض التمارين الرياضية لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة يوميًا وهي كفيلة لجعلك تعيش حياة أفضل سواء في العمل أو في المنزل فالأكسجين الذي ستحصل عليه والطاقة التي ستستعيدها ستقدمك كفرد جديد للمجتمع.

استخدم الطبيعة كالملهم الأول لك واخرج لاستنشاق الهواء واللهو في الخارج كلما أتيحت لك الفرصة، كما يجب أن تعمل على إنعاش الحواس الخمس من خلال الاستمتاع بالتركيز على الروائح الجيدة والملمس الناعم وغيرها من الأشياء التي تعيد ارتباطك بذاتك وتحسن من حالتك النفسية.

التفكير الإيجابي

إذا كنت تعاني من فقدان السيطرة على حياتك وترى الحياة باللون الأسود، فيجب أن تغير طريقة رؤيتك للأشياء فالتغيير دائمًا يبدأ من الداخل وإلا تحول إلى تغيير سطحي سرعان ما يصبح بلا جدوى، لذلك اطفئ الضجيج الذي يملأ رأسك وابدأ ببث الأفكار الإيجابية حول نفسك وحول واقعك، وتخيل أنك تحقق كل ما تريد وتستعيد سيطرتك على ما يجري.

يعتبر التفكير الإيجابي من الأشياء التي يجب أن تتمسك بها، فعند حدوث مشكلة أمامك سيكون عليك التفكير في الجانب المنير منها واستغلاله لصالحك وسوف تتفاجأ بالنتائج التي تحصل عليها.

لا تفكر سوى في الأشياء التي يمكنك التحكم فيها أما الأقدار، فيمكنك أن تتركها للإرادة الإلهية مع القيام بواجباتك والتزاماتك.

تذكر أن الأوان لم يفت لتدارك أخطاءك والعمل على إصلاح أمورك، فمنذ اللحظة التي تقرر خلالها البدء من جديد تكون قد اجتزت الكثير من المسافات نحو جهة الوصول التي ترغب بها، خاصة فيما يتعلق بشؤون عملك وقدرتك على الإبداع من خلاله، فهناك فرصة جديدة تبرز مع شمس كل يوم جديد وتنتظرك لاقتناصها.

فقدان السيطرة على حياتك من الأمور التي تقع للكثيرين فلا تظن إنك الوحيد الذي تعرض إلى ذلك، بل هناك الملايين حول العالم يتساقطون في هذا الفخ تباعًا، لكن القليل منهم من يتدارك الأمر ويهرب إلى حياة جديدة يستعيد خلالها صفاته الإيجابية ويزيدها بأخرى أفضل.