علاقة الذكاء العاطفي بمواقع التواصل الاجتماعي

  • تاريخ النشر: السبت، 13 يوليو 2024
علاقة الذكاء العاطفي بمواقع التواصل الاجتماعي

هل تساءلت يومًا عن علاقة الذكاء العاطفي بمواقع التواصل الاجتماعي وكيف يمكن لتلك المهارة أن تؤثر على تعاملاتك الخارجية بالأفراد عبر المواقع المختلفة، في الحقيقة يمكن أن يمثل الذكاء العاطفي الأساس الذي يبنى حوله عملية التواصل بالكامل سواء عبر المواقع أو في الحياة الاجتماعية.

علاقة الذكاء العاطفي بمواقع التواصل الاجتماعي

تعريف الذكاء العاطفي وأهميته

يعتبر الذكاء العاطفي من أقوى المهارات التي يجب أن يمتلكها الفرد طوال حياته وخاصة في عصر التواصل الاجتماعي، لأنه يجعل الفرد قادرًا على التحكم في مشاعره وعلاقتها بمشاعر الآخرين، فالأمر لا يقتصر عما تشعر به، ولكن بأثره على الآخرين أيضًا.

ومن أهم النقاط التي يلعب الذكاء العاطفي دورًا خلالها في عصر مواقع التواصل الاجتماعي ما يلي:

فهم الرسائل المكتوبة

يساعد الذكاء العاطفي على فهم الرسائل النصية المكتوبة أو الصور والتي لا يوجد بها أي مشاعر والوصول إلى أهم محتوياتها دون فهم خاطئ ناتج عن تلك الصور أو النصوص الخالية من أي تعبيرات.

الوصول إلى التعاطف الرقمي

يساعد على فهم الآخرين بشكل جيد والتعبير عن ذلك الفهم باستخدام مشاعر جيدة وتعابير متزنة دون اللجوء إلى التطرف في الأفكار أو التصرف بوقاحة بسبب وجود الفرد بعيدًا عن الآخرين.

علاقة الذكاء العاطفي بمواقع التواصل الاجتماعي

التحكم في المشكلات وحلها

يمكن للذكاء العاطفي أن يمكن الفرد من التعامل مع الصراعات والمشكلات بشكل أفضل، ففي بعض الأحيان يميل الأفراد إلى الأداء القوي أو التعصب بسبب عدم وجود الفرد في الحقيقة أمامه فيتطاول عليه أو يهينه وهو لا يشعر، لكن التحكم في تلك المشاعر وفهمها يجعل الفرد قادرًا على التعامل بحكمة أكبر.

رفع الوعي بالذات

كلما ارتفع مستوى الوعي العاطفي لدى الفرد تمكن من التحكم في انعكاس مواقع التواصل الاجتماعي عليك، حيث يبدأ في رؤية نفسه بالصورة الصحيحة وليست المنتقصة الناتجة عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي عليها.

يعي الفرد أيضًا تأثير المحتوى الذي يقوم بنشره على الآخرين وكيف يقوم ذلك بالتأثير على التواصل الفعال بين الأفراد والاهتمام بالصحة النفسية والعقلية لهم.

علاقة الذكاء العاطفي بمواقع التواصل الاجتماعي

تأثير السوشال ميديا في الصحة العاطفية والنفسية

نعلم جميعًا أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الفرد بشكل سلبي وإيجابي، لكن تلك التأثيرات منها العاطفي والنفسي والذي يتمثل فيما يلي:

  • تمنح مواقع التواصل الاجتماعي الفرد القدرة على التواصل مع الآخرين بشكل إيجابي بغض النظر عن المسافات بينهم، ولذلك يفضل الكثير من المقيمين بعيدًا عن ذويهم الوجود عبر تلك المواقع والتواصل من خلالها لإلغاء الشعور بالابتعاد.
  • تزيد من الشعور بالانتماء سواء للأصدقاء أو للمجتمع ككل.
  • يمكنك مشاركة الاهتمامات الخاصة بك مع مجموعات لديها نفس الاهتمام، أو تجربة أشياء لم تجربها من قبل، وهو ما يساهم في تعزيز الثقة بالنفس والحصول على الترفيه والاستمتاع في الوقت نفسه.

على الجانب الآخر من الممكن أن تتسبب تلك المواقع في إيذاء الصحة النفسية والعاطفية للفرد من خلال تعرض الفرد للمقارنة مع الآخرين من نواحي غير حقيقية مثل ظهور البعض بالفلاتر التي تغير الوجه وترفع من مستوى معايير الجمال أو مقارنة الأوضاع المالية أو الاجتماعية مع الآخرين.

من ناحية أخرى، تكون وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً للضغط النفسي والقلق، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمقارنة الاجتماعية، فيؤدي التعرض المستمر للصور والتحديثات التي تظهر حياة الآخرين بشكل مثالي إلى الشعور بعدم الكفاية وانخفاض تقدير الذات.

وفي النهاية قد يؤدي الاستخدام المفرط أو غير الصحيح لمواقع التواصل الاجتماعي إلى الإدمان، لذلك يجب استخدامها بوعي كبير خاصة بالنسبة إلى المراهقين.

يجب أن تحدد أيضًا الوقت المخصص لاستخدامها على مدار اليوم، مع التعرف على المحتوى الإيجابي فقط، والتفاعل معه بالقدر المطلوب.

علاقة الذكاء العاطفي بمواقع التواصل الاجتماعي

استراتيجيات تطوير الذكاء العاطفي للتعامل مع تحديات مواقع التواصل الاجتماعي

لا يقتصر الأمر على استخدام الذكاء العاطفي فقط على حالته، ولكن يجب أن تقوم بتطويره للتعامل مع المشكلات التي تستجد يوميًا عبر مواقع التواصل الاجتماعية، لذلك إليك الاستراتيجيات التي يجب أن تتبعها:

التعرف على النفس

في البداية يجب أن تكون واعيًا بمشاعرك تمامًا وكيفية تأثيرها على السلوكيات التي تقوم بها، بالإضافة إلى تطوير ذلك من خلال التأمل والتفكير الإبداعي والنقدي.

التعاطف

لا يعني التعاطف أن تتعامل بالرفق واللين والتأثر مع كافة المشاعر التي تتعرض إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يجب أن تطور قدراتك التعاطفية للوصول إلى الأشياء التي يمكنك التعاطف معها والأخرى التي لا يمكنك التعامل معها سواء لكون مشاعرك لا تتقبلها أو لكونها غير منطقية.

إذا أردت ممارسة التعاطف عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكنك ممارسته من خلال عدم الحكم على الآخرين، والاستماع الجيد إليهم.

علاقة الذكاء العاطفي بمواقع التواصل الاجتماعي

اكتساب التنظيم العاطفي

نظم عواطفك من خلال التدرب على اتخاذ مواقف واضحة خلال المشكلات والمواقف الضاغطة على النفس،من خلال إدارة المشاعر وممارسة اليقظة في الحاضر.

اكتساب المهارات الاجتماعية

اكتسب بعض المهارات التي يمكنك أن تطورها مع الوقت للصمود أمام مواقع التواصل الاجتماعي وتحدياتها مثل مهارات التواصل مع الآخرين وكيفية الحصول على علاقات إيجابية عبر هذه المواقع، بالإضافة إلى احترام الذات وتعلم أن الآخرين يمتلكون وجهات نظر تختلف عنا، ولا يمكن أن تكون سيئة أو خاطئة بالضرورة.

التكيف مع التغيرات

تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي من أكثر البيئات المتغيرة التي يمكنك التعرف عليها، وذلك لوجود الكثير من التحديثات والتغيرات التي تحدث والمفاجآت التي لا يمكن لأحد التحكم بها.

يجب أن تركز على الإيجابيات في علاقاتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا السلبيات أو عدد العلاقات التي تمتلكه، فيكفيك الحصول على بعض العلاقات البسيطة التي تجمع بينكم بعض من الود والتفاهم المستمر، دون تطلب الكثير من التضحيات.

كيف يمكن أن يساعد الذكاء العاطفي في تغيير حياتك عبر السوشيال ميديا؟

على التحكم في المشاعر خلال التعامل مع التحديات النفسية التي تطال البعض في رحلتهم خلال تلك المواقع، وعلى سبيل المثال هناك الكثير من الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر من خلال تلك المواقع واستغلوا هذا الوضع في كسب تعاطف الآخرين وتطوير محتوياتهم بالتحدث عن أهمية الصحة النفسية وكيف يمكن للآخرين التعامل مع الذكاء العاطفي.

يُمكنك الذكاء العاطفي من عدم الغضب أو التصرف بشكل غير لائق، ولذلك تتحول ساحة هذه المواقع من ساحة انسحاب واكتئاب إلى مكان لتسجيل الانتصارات المتتالية.

يمكنك دعم الكثير من الأشخاص من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عاطفيًا ونفسيًا، وذلك عن طريق مقاطع الفيديو أو مجموعات الوعي الداعم أو الاستماع لتجارب الآخرين ونشرها والتفوق على الأفكار السلبية في مواجهة الأخرى الإيجابية.

بناء العلاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي

يمكنك استخدام الذكاء العاطفي في بناء العلاقات الإيجابية المتعددة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك من خلال اكتساب بعض المهارات المتعددة، لأن تلك العلاقات إذا بنيت بدون أساس يعتمد عليه، سوف تتحول إلى علاقات فاشلة تنتهي على الفور، أو علاقات سامة لا يمكن تحملها فتدمر الفرد نفسه.

يمكن للعلاقات الناجحة أن تخدمك للوصول إلى أهدافك، وذلك من خلال مراعاة المشاعر عند التعامل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فلا تتعامل مع الأمر وكأن من يتواجد على الطرف الآخر هو مجرد شاشة ثابتة لا تشعر بل هو فرد لديه كافة المشاعر التي تمتلكها.

يمنحك الذكاء العاطفي القدرة على التعبير عن صحيح المشاعر بصورة صادقة ومحترمة وتصل إلى القلب مباشرة لا لعاطفيتها، ولكن لالتزامها بأقل قواعد السلام النفسي والاحترام المتبادل والآدمية التي تفتقدها بعض العلاقات عبر تلك المواقع.

إذا تمكنت من استخدام مشاعرك بالصورة الصحيحة وتفهم مشاعر الآخرين ستكون لديك الفرصة لإضافة الثقوة والتقدير للعلاقات،كما ستبتعد عن سوء التقدير والاختيار والمشكلات الناجمة عنه.

تنعكس العلاقات الموجودة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على علاقاتك في الواقع فيمكن أن تعزز كلا منهما الآخر لتحول الأمر إلى التفاعل المتبادل بين الأطراف، فلا يجوز أن يكون الأفراد لديهم شخصيتين إحداهما جيدة في الواقع الافتراضي والأخرى عكس ذلك في الواقع، أو العكس.

علاقة الذكاء العاطفي بالمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي

هل تساءلت يومًا عن علاقة المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالذكاء العاطفي؟ يرتبط الطرفين بعلاقة وثيقة، فنجاح أي مؤثر يرتبط بتحكمه في مشاعره وما يرتبط بها من ردود أفعال وتعامل مع متابعين من خلال ما يلي:

  • يجب أن يمتلك المؤثر الذكاء العاطفي لفهم الآخرين وردود الأفعال الناتجة عن تصرفاتهم، لذلك يتدرب الكثير من المؤثرين على اكتساب مهارات التعامل الذكي للتحكم في رد فعلهم على ما يخبرهم به المتابعين.
  • إذا تمكن المؤثرين من تتبع ذكائهم العاطفي سيكون لذلك تأثير كبير على ولاء المتابعين لهم.
  • يجب أن يحصل الفرد من المؤثرين على قرارات ونصائح وأشياء تفيد محتوياتهم من خلال التعليقات والردود التي يكتبها الآخرين لهم، ثم يطورون من أنفسهم بناء على ذلك بدلًا من الانزعاج من الكلمات الموجهة إليهم.
  • يجب أن تكون على قدر التوقعات التي يضعها الجمهور ويظن أنك ستقوم بها كمؤثر، بما يتناسب مع قدراتك.
  • اكتسب مهارات إدراك المحيط والوعي بما يدور حولك كمؤثر فهي من الأشياء المتعلقة بالذكاء العاطفي.
  • يساعد الذكاء العاطفي على التحكم في الاتجاهات المنتشرة والتعامل معها بطريقة مدروسة ومخطط لها بعناية.
  • يعترف الكثير من المؤثرين بقدرتهم على تحسين الإدراك والوعي الخاص بالجمهور من خلال التحكم في عواطفهم وإظهار احترام اختلاف الثقافات الموجودة في المجتمع من حولهم.
  • تؤدي تلك الاستراتيجية الناجحة في النهاية إلى حصول المؤثرين على المشاهدات والتفاعل الذي يريدونه من الجمهور المتابع وهو ما يرفع من قيمتهم ويجعلهم الأفضل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
  • يجب أن يكون العملاء والجمهور على قدر من الوعي الكافي بقدرات المؤثرين على التحكم فيهم مما يجعل الأمور تسير إلى صالحهم دائمًا من خلال سعي المؤثر لكسب العملاء عن طريق الصدق والتعامل مع المنتجات ذات الثقة العالية..

أنواع الذكاء العاطفي

تتعدد أنواع الذكاء العاطفي التي تضم عدد من القدرات وكل نوع منها يجب أن تكتسبه مع الوقت لتكتمل شخصيتك القادرة على التعامل مع كافة أنواع المشاعر خلف الشاشات، حيث يمكن أن يؤثر كل نوع على تعامل خاص بك عبر مواقع التواصل وقدرتك على مواجهتهومنها ما يلي:

  • قدرات الفرد على الوصول إلى ما يشعر به في موقف محدد وشرح ذلك ووضع يده على نقاط القوة والضعف في نفسك.
  • القدرة على إدارة الذات والتحكم في كل ما يخصها ومنها التحكم في العصبية والغضب وكافة أنواع المشاعر وإدارتها بالأسلوب الصحيح.
  • إمكانية الفرد تحفيز ذاته والوصول إلى أفضل السبل لذلك، حتى يتمكن من الركض خلف أحلامه مهما ابتعدت.
  • التعاطف مع الآخرين والتعرف على مشاعرهم والوصول إلى ما يرضيهم من خلال التعامل المتبادل بينك وبينهم، وذلك عن طريق منع التنمر والابتعاد عن المشكلات القائمة على السخرية وغيرها من المشكلات.
  • السعي للحصول على المهارات الاجتماعية المناسبة وتفهم مشاعر الآخرين من خلالها وتطوير تلك المهارات كلما احتاج الأمر إلى ذلك.

في الختام تعرفنا على علاقة الذكاء العاطفي بمواقع التواصل الاجتماعي وكيف يمكنك استغلاله لبناء علاقات جيدة والتخلص من مخاوفك ودعم الآخرين، بالإضافة إلى التعرف على مكنون نفسك وما يمكنك القيام به، وما يمكنك أيضًا تحفيز ذاتك للوصول إليه بالرغم من الصعاب.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة