قدم الأديب المصري علاء الأسواني العديد من الأعمال الروائية التي ترجمت إلى أكثر من 35 لغة وطبعت في 100 دولة، ورغم أن حياته الشخصية وآراءه ومواقفه أثارت الجدل واختلف عليها الكثيرون إلا أنه يظل واحد من أشهر وأنجح الأدباء المعاصرين في مصر، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو علاء الأسواني؟
اشتهر الأسواني بأعماله الأدبية التي أثارت بعضها الجدل في مصر بسبب تناوله لموضوعات اجتماعية وسياسية حساسة قل التحدث عنها، ولعل أشهرها "عمارة يعقوبيان" التي تحولت إلى عمل سينمائي ناجح فيما بعد.
عُرف الأسواني بمواقفه السياسية الحادة والواضحة، فهو من أبرز الأدباء المعارضين الذين أوضحوا مواقفهم المعارضة بالمقالات والروايات واللقاءات التلفزيونية كذلك، وبسبب مواقفه المعارضة انتقل للعيش في المنفى في فرنسا منذ عام 201.
نشأته وتعليمه
نشأ الأديب المصري علاء الأسواني في عائلة أرستقراطية مثقفة، فوالده عباس الأسواني كان محامًا وروائيًا وكاتبًا يكتب مقالات في روز اليوسف تحت عنوان "أسوانيات" وقد تلقى والده جائزة الدولة التقديرية للرواية والأدب عام 1972.
أما والدته زينب فقد نشأت في عائلة أرستقراطية كان عمها وزيرًا للتعليم قبل ثورة يوليو، وقد تأثر الأسواني بهذه البيئة المثقفة.
درس الأسواني في مدرسة الليسيه الفرنسية في مصر، ثم التحق بكلية طب الأسنان في جامعة القاهرة وحصل على البكالوريوس عام 1980، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة وحصل على شهادة الماجستير في طب الأسنان من جامعة إلينوي في شيكاغو عام 1985.
من هي زوجة علاء الأسواني؟
تزوج الأسواني من السيدة إيمان تيمور ولديه منها 3 أبناء وهم ندى ومي وسيف.
أين يعيش علاء الأسواني؟
يعيش علاء الأسواني حاليًا في الولايات المتحدة، وسبق أن عاش في فرنسا لفترة من حياته بعد عام 2014 بعد خروجه من مصر. وخارج مصر نشر العديد من الروايات والكتب الناجحة وكتب مقالات في صحف عالمية.
مسيرته المهنية
باشر علاء الأسواني عمله كطبيب أسنان بعد عودته من الولايات المتحدة وحصوله على الماجستير، حيث افتتح عيادة خاصة في حي جاردن سيتي والذي يعد من أرقى أحياء القاهرة، وخلال عمله كطبيب أسنان كتب العديد من الروايات. عمل الأسواني أيضًا كأستاذ زائر في كلية بارد عام 2017، وكلية دارتموث عام 2019.
مسيرته الأدبية
نشر الروائي والأديب المصري علاء الأسواني روايته الأولى عام 1985 بعنوان "جمعية منتظري الزعيم"، أما أول قصة قصيرة كتبها كانت عام 1977.
طوال مسيرته الأدبية كتب الأسواني العديد من الروايات التي تناولت موضوعات اجتماعية وسياسية مختلفة تهم الشارع المصري، وقد أثارت بعض هذه الروايات الجدل بسبب تناولها لموضوعات حساسة.
روايات علاء الأسواني
في عام 1985 صدر للأسواني أول رواية له بعنوان "جمعية منتظري الزعيم"، وفي عام 1990 أصدر رواية "أوراق عصام عبد العاطي".
أما رواية "عمارة يعقوبيان" التي صدرت عام 2002 تعد من أشهر كتب علاء الأسواني، والتي تحولت إلى عمل سينمائي ناجح شارك فيه مجموعة كبيرة من نجوم الفن في مصر.
وصلت الرواية سريعًا إلى قائمة الروايات الأكثر مبيعًا في العالم، وتتحدث الرواية عن مبنى في القاهرة بني في الثلاثينيات وكان عبارة عن تحفة معمارية، ولكن مع وصول العسكريين إلى السلطة غادره سكانه الأصليون وحل ماكنهم خليط من التجار والأثرياء والفقراء الذين يعيشون على السطح.
تناولت الرواية حياة عدة أسر سكنت هذه العمارة، وقد ناقش الأسواني عدة قضايا اجتماعية عادة ما يتم تجنب الحديث عنها في المجتمع العربي والمصري، منها استغلال الفتيات الفقيرات جنسيًا والمثلية وفساد السلطة والظلم والطبقية وغيرها.
رغم النجاح العالمي والمحلي الذي حصلت عليه الرواية إلا أن الأسواين هوجم بشدة من بعض المصريين الذين رفضوا الحديث عن مثل هذه الموضوعات الشائكة واتهموا بأنه يسيء إلى قيم المجتمع المصري.
تم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم عام 2006 من سيناريو وحيد حامد وإخراج مروان حامد، كما تحولت إلى مسلسل تلفزيوني عام 2007.
في عام 2007 صدر للأسواني روايته الثالثة "شيكاجو"، وفي عام 2013 أصدر رواية "نادي السيارات" والذي تحدث فيها عن موضوعات الحرية والعدل والكرامة وحكى ضمن أحداث الرواية دخول السيارات إلى مصر.
في عام 2018 أصدر رواية "جمهورية كأن" ويتدث فيها عن ثورة يناير والشخصيات المؤثرة في الثورة. في عام 2020 صدر للأسواني كتاب جديد بعنوان "متلازمة الديكتاتورية" وقد صدر الكتاب باللغة الإنجليزية.
في الكتاب قارن الأسواني الحكام المستبدين في إفريقيا والعالم العربي وأوروبا خلال القرن العشرين وحتى اليوم، كما شمل الكتاب دراسة تاريخ المستبدين في مصر منذ ثورة يوليو.
من ضمن أعماله الأدبية أيضًا القصص القصيرة، وشهرها قصة "نيران صديقة" التي صدرت عام 2004 وتحول إلى عمل درامي مصري عام 2013 شارك فيها منة شلبي ورانيا يوسف وعمرو يوسف وكندة علوش.
مقالات علاء الأسواني
كتب الأسواني العديد من المقالات في صحف مصرية خلال حكم مبارك منها "الشروق"، و"المصري اليوم"، و"العربي" وقد انتقد في هذه المقالات نظام الحكم. وبعد ثورة 30 يوليو منع من الكتابة في الصحف المصرية أو الظهور في مقابلات تلفزيوني.
اضطر الأسواني بعده الخروج إلى مصر، وكتب بشكل منتظم في صحيفة "دويتشه فيلله" الألمانية، كما كتب الكثير من المقالات في صحف عالمية، منها لوموند، والباييس، والجارديان، وذي إندبندنت، وفاينانشال تايمز، ونويويرك تايمز وغيرها.
مواقفه السياسية
برز الكاتب علاء الأسواني كناشط سياسي معارض منذ حكم مبارك، فقد انضم إلى حركة كفاية المعارضة في مصر، كما أنه كان من أوائل من شارك في ثورة يناير.
لم يتوقف نشاطه السياسي على الثورة، فقد برز في المشهد السياسي خلال حكم المجلس العسكري وحكم مرسي، وكان داعمًا للرئيس السابق محمد مرسي ثم أصبح معارضًا له فيما بعد.
وفي خلال حكم السياسي ثبت الأسواني على موقفه المعارض لنظام الحكم في مصر، ولكنه تعرض لحملة شرسة اضطر بعدها إلى السفر خارج مصر.