يعد النجم السوري عصمت رشيد من الأسماء البارزة في عالم الطرب في سوريا والوطن العربي، فقد قدم خلال مسيرته الفنية العديد من الأغنيات الخالدة، ولمست أغنياته قلوب المستمعين، وعمل لفترة في مصر عزز فيه من شهرته العربية، تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته.
من هو الفنان عصمت رشيد؟
عصمت الحاج حسن رشيد علي هو مغني وملحن وموسيقار سوري، ولد في عام 1948 في حي ساروجة بالعاصمة السورية دمشق، وهو واحد من الأسماء الطربية المميزة في سوريا والوطن العربي.
بدأ رشيد شغفه بالغناء والموسيقى في سن مبكرة، وكانت بداياته الفنية بالغناء أمام كبار الموسيقيين في وقته، منهم سهل عرفة، وسليم سروة، وأمين الخياط وغيرهم، حيث شارك في اختبارات الإذاعة.
وكانت الانطلاقة الحقيقية في مسيرته بتقديم أغنية "يا شعرا الأشقر" والتي قدمت في الإذاعة السورية، لتبدأ مسيرته الطربية بتقديم أكثر من 220 عملًا فنيًا بين الإذاعة والتلفزيون.
ولم تقتصر مسيرة الفنان عصمت رشيد في الغناء فحسب، بل عمل ملحنًا كذلك، وقد مزج بين الألوان الموسيقية المختلفة، واستمد من الموشحات الأندلسية والموسيقى الشعبية والقدود الحلبية إلهامه لتلحين أغانيه.
وبجانب الغناء والتمثيل، شارك عصمت كممثل في عدد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، وقد عمل أمام كبار نجوم التمثيل في سوريا في ذلك الوقت، وقد استقر في مصر لمدة 14 عامًا، وقدم فيها عدة أعمال، وتعاون مع كبار الملحنين هناك، مثل سيد مكاوي ومحمد سلطان، وهو أكسبه شهرة عربية واسعة.
قدم رشيد العديد من الأعمال الفنية الخالدة، وقد ابتعد عن الوسط الفني في سنواته الأخيرة بسبب ظروفه الصحية، حتى وفاته في دمشق عام 2024.
نشأته وبداية مسيرته الفنية
ولد الفنان عصمت رشيد في العاصمة السورية دمشق، وقد أحب الغناء والفن منذ صغره، ونظرًا لامتلاكه موهبة فنية وصوتًا جميلًا، قرر أن يحترف الغناء، فخاض العديد من تجارب الغناء أمام كبار نجوم الموسيقى في ذلك الوقت، ومنهم سهيل عرفة، وسليم سروة، وأمين الخياط وغيرهم.
وبعد عدة تجارب غناء في الإذاعة السورية، اقتنعت لجنة الحكام بموهبته الفنية، وبدأ بتقديم أغنيات في الإذاعة السورية، أما انطلاقته الحقيقية، فكانت أغنية "يا شعرا الأشقر" من ألحان سعيد قطب وكلمات أحمد قنوع، والتي حققت رواجًا كبيرًا في الإذاعة السورية وقت عرضها.
بعد نجاح هذه الأغنية، زادت شهرة رشيد، وواصل الغناء في الإذاعة لسنوات، وقدم ما يزيد عن 220 عملًا فنيًا بين الإذاعة والتلفزيون.
أغاني عصمت رشيد
قدم عصمت رشيد خلال مسيرته الفنية العديد من الأغاني في التلفزيون والإذاعة، ومن أشهر أغنيات عصمت رشيد كان عندي غزال، وكفك يا جميل، ودقوا على الخشب، وليه بتشكي يا دنيا من الورد، وغيرها من الأغنيات الناجحة.
وفي أغانيه، جمع رشيد بين الطابع الكلاسيكي والموسيقى المعاصرة، كما أنه دمج بين الموسيقى الشعبية والعربية، وهو ما جعله من بين رموز التجديد في الأغنية السورية، ولاقت أغانيه إقبالًا كبيرًا.
سافر رشيد بعدها إلى مصر، واستقر في البداية في مصر لمدة عامين، بدعم من الفنان محمد عبد المطلب، وفي مصر قدما لعديد من الحفلات والأعمال الناجحة، ثم مدد إقامته في مصر لمدة 14 عامًا، تعاون فيها مع كبار الملحنين، ومنهم محمد سلطان وسيد مكاوي، وكان مكوثه في مصر سببًا في تحقيقه شهرة عربية واسعة، حيث امتدت شهرته خارج بلده سوريا، ووصلت أغانيه إلى أسماع الجمهور العربي أجمع.
قدم الفنان رشيد كذلك ألحانه للعديد من المطربين والمطربات في مصر، فلم تقتصر مسيرته الفنية على الغناء فحسب، ومن أبرز ألحانه أغنية "سارح مع مين كنت أمبارح" للمطربة سهام إبراهيم، وكانت أغنية ناجحة من حيث الكلمات والألحان، كما أنها اشتهرت كثيرًا كونها أول أغنية يتم تصويرها بتقنية الكاميرا الملونة في سوريا.
أعماله في التمثيل
خاض الفنان عصمت رشيد تجربة التمثيل في عدد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، والتي ساعدت على زيادة نجوميته في الوطن العربي. ومن أعماله "على رأي المثل"، و"أبو عنتر بوند"، و"صيد الرجال"، و"يوميات ظريفة"، و"عريس الهنا"، و"عائلة فهيم"، و"الفراري"، و"مداد دبليو".
شارك كذلك في "السفينة رحلة 13"، و"آخر أعماله كممثل مشاركته في مسلسل "بهلول أعقل المجانين" عام 2008، كما قدم أعمالًا مميزة على المسرح مع كبار الفنانين في سوريا.
قصة أغنية دقوا على الخشب
من أشهر أغاني عصمت رشيد التي حققت نجاحًا كبيرًا كانت أغنية "دقوا ع الخشب" وهي من ألحانه، وكلمات سمير المصري، وتوزيع أسعد خوري. وقد تحدث الفنان عصمت عن قصة تأليف هذه الأغنية في أحد البرامج الإذاعية في سوريا.
وقال عصمت أن الكاتب سمير المصري زاره في منزله، وكان يشعر بالحزن والاكتئاب، فأراد عصمت أن يشغل تفكيره بشيء آخر، وفي ذلك الوقت كانت تُذاع مباراة كرة قدم على التلفزيون، فخطر على بال عصمت فكرة تأليف أغنية لتشجيع المنتخب السوري.
وجع عصمت كلامه لصديقه الشاعر سمير المصري، واقترح عليه تأليف أغنية للمنتخب السوري لكرة القدم، حيث كان سيشارك في مباراة مهمة. أعجب سمير المصري بالفكرة، وسأله عن ماذا يكتب، فرد عليه عصمت "أي شيء اكتب دقوا ع الخشب يالمنتخب".
قال عصمت هذه الكلمة، وذهب لتحضير القهوة، وفور عودته، كان سمير قد بدأ بالفعل في تأليف كلمات الأغنية، وكان أول مقطع من الأغنية "دقوا عالخشب دقوا عالخشب زقفة زوغلوطية يا حبايب للمنتخب بدنا جول هاتو الكول يهز الملعب عرض وطول والنصر انكتب".
أعجب رشيد جدًا بالكمات، ولحن كلمات الأغنية في الوقت نفسه، وبعد عرضها أصبحت الأغنية الرسمية لتشجيع المنتخب السوري، ولم تصدر أي أغنية رياضية تحقق نجاحًا مثل أغنية دقوا عالخشب.
مرض عصمت رشيد ووفاته
عانىا لفنان عصمت رشيد من وعكة صحية أثرت على مشواره الفني وأبعدته عن الغناء، وقد نقل إلى المستشفى أكثر من مرة، منها في يوليو 2024، حيث أجرى عملية زراعة شبكات قلبية في مستشفى الرشيد بالعاصمة السورية دمشق.
وفي 24 نوفمبر 2024، توفي الفنان عصمت رشيد بعد صراع مع المرض عن عمر 76 عامًا، وقد نعته نقابة الفنانين في سوريا عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، وتم تشييع جثمانه من مشفى هشام سنان، وتمت الصلاة عليه في جامع لالا باشا في شارع بغداد في دمشق، ودفن في مقبرة نبي الله ذو الكفل في زين العابدين.