على الرغم من رحيل الفنان السوري عصام عبه جي عن عالمنا عام 2014، ولكن لا تزال أدواره التي قام بها في التلفزيون السوري خالدة في أذهان محبيه، فهذا الفنان الذي أخلص للفن طوال حياته قدم عدد كبير من الأعمال الفنية ما بين السينما والمسرح والتلفزيون قاربت ل200 عمل فني، تعرف على مسيرته في السطور التالية.
حياة عصام عبه جي ونشأته
هو ممثل سوري ولد في مدينة دمشق في 9 فبراير عام 1941، وبدأ مشواره الفني في الستينيات، ويعتبر من مؤسسي فرقة المسرح القومي عام 1960.
بدأ الفنان عصام مشواره الفني على خشبة مسرح المدرسة حينما كان طالبًا في المرحلة الثانوية، وفي المرحلة الجامعية ثقل موهبته الفنية عبر ما تلقاه من خلال عمله في المسرح القومي رفقة الفنانة رفيق الصبان وفرقته.
درس عصام في كلية الحقوق في جامعة دمشق، واستمر نشاطه الفني على خشبة المسرح القومي حتى نهاية الخمسينيات، وكان مشاركته في مسرح الجامعة عبارة عن جواز مروره إلى المسرح القومي الذي يعد أحد مؤسسيه.
تدرب عصام في المسرح القومي على يد الفنان الراحل رفيق الصبان، وهو أكاديمي جاء من فرنسا لتدريب فرقته التي كان عصام أحد أعضائها.
مع الفرقة شارك عصام في العديد من المسرحيات الشهيرة منها الملك لير، والعنب الحامض، والملك هو الملك وهي رائعة الراحل سعد الله ونوس.
وبعد إبداعه في المسرح تمكن من المشاركة في التلفزيون، وشارك في عدة مسلسلات منها "هجرة القلوب إلى القلوب"، و"الدغري" وغيرها.
تزوج الفنان عصام من سيدة من خارج الوسط الفني، ولديه منها 4 أبناء ولديه العديد من الأحفاد
وفاته
توفي عصام عبه جي في مدينة دمشق في 24 نوفمبر عام 2014 عن عمر ناهز 73 عامًا إثر نوبة قلبية، وبتكتم شديد وغياب الصحفيين تم دفنه مساء. حيث خرج المشيعون من منزله في حي المهاجرين، ودفن في مقبرة زين العابدين.
لم تتحدث العائلة عن وفاة عصام إلى الصحفيين، فلم تعرف نقابة الفنانين في دمشق أنه سيدفن ليلًا، حيث فوجئ نقيب الفنانين زهير رمضان أن عصام تم دفنه بالفعل، حيث رجع أنه سيدفن في مقبرة باب الصغير على أن يكون التنسيق بين العائلة وبين النقابة.
وكانت التكتم الغريب عن دفنه هي رغبة العائلة، حيث فضلت عدم إقامة مراسم دفن معتادة، ودفن بهدوء.
بعد وفاته نعاه الفنان أسعد فضة، حيث وصفه بالعبقري الذي سخر صوته لخدمة الشعب، وأنه فنان لا يمكن تعويضه.
أما الفنان رفيق سبيعي إنه شارك مع في أكثر من ألف ساعة في الدراما وعشرات الأفلام السينمائية، وأن علاقتهم بدأت مع المسارح البدائية والمقاهي العامة، وإذا تحدث عنه ستغدره اللغة.
نعاه أيضًا الفنان سامر المصري الذي تذكر أهم مشاريعهم الفنية معًا، وهو مسلسل باب الحارة، وبعيدًا عن التصوير كان الاثنان مقربين من بعضهم البعض.
من الفنانين الآخرين الذين نعوا عصام هو الفنان حسام تحسين به الذي وصفه بأنه صورة من صور دمشق الجميلة، وصوت من أصواتها الشجية.
قبل وفاته كان عصام يقرأ 4 نصوص لمسلسلات سورية كان من المقرر أن تعرض عام 2015، ومنها مسلسل "طوق البنات" ومسلسلان اجتماعيان، فضلًا عن مسلسل كوميدي.
قبل وفاته اشتهر بأعمال خالدة منها "لعنة الطين" التي قدمها عام 2010 وجسد فيها شخصية رجل حكيم يوجه عائلة مشتتة إلى طريق الصواب.
مشواره الفني
بدأ الفنان عصام عبه جي مشواره الفني من خلال مسرح المدرسة، وثقل موهبته الفنية بالمشاركة في مسرح جامعة دمشق، حيث كان يدرس فيها الحقوق، ومن خلال مسرح الجامعة انضم إلى فرقة الفنان رفيق الصبان الذي جاء من فرنسا لتدريب الشباب على التمثيل.
مع رفيق الصبان شارك عصام في عروض عالمية، منها الملك لير، والعنب الحامض، والملك هو الملك للراحل سعد الله ونوس، وكانت مسرحيته "العنب الحامض" فاتحة خير على نجوميته في المسرح، إذ قابل مخرجون كبار ساعدوه في مسيرته الفنية لاحقًا.
من المخرجين الذين قابلهم عصام في المسرح المخرج هيثم حقي، ومأمون البني الذي قال عنهم إنهما من أهم المخرجين الذين عمل معهم.
على الرغم من نجاح عصام في المسرح، ولكنه لم يمتلك "كاريزما النجم" في المسرح القومي، لعدة أسباب لعل أولها أنه لم يملك أساساً ثقافيا مثل غيره من الفنانين الذين درسوا التمثيل بشكل أكاديمي، وهو ما أثر بالإيجاب على مشوارهم الفني.
من الأسباب الأخرى هو عدم قدرته على التلوين باللهجات السورية المتعددة، لذا اقتصرت مشاركاته على الأعمال المقدمة باللهجة الدمشقية أو اللجة السورية البيضاء.
ارتبط اسم عصام في التلفزيون بالأعمال الدرامية في مطلع السبعينيات، وأولها مسلسل "حارة القصر" عام 1970 الذي قدم فيها شخصية أبو زكي صاحب دكان في الحارة، وصديق بطل العمل أبو ممدوح. شارك أيضًا في مسلسل "زقاق المايلة" عام 1972.
بعد هذين العملين شارك في العديد من المسلسلات، ولكن كانت شهرته الحقيقية مشاركته في مسلسل "مرايا" عام 1982، وبداية من هذا المسلسل زادت شهرة عصام بمشاركته في الأعمال الشامية منها "ليالي الصالحية"، و"الخوالي"، "بيت جدي"، و"الدبور" وغيرها.
من أهم المسلسلات الشامية التي شارك فيها عصام عبه جي وحققت له شهرة ليست فقط سورية وإنما عربية هو مسلسل "باب الحارة التي جسد فيها شخصية أبو إبراهيم، وحقق عصام شهرة واسعة بمشاركته في هذا العمل الناجح.
على الرغم من أن شخصية أبي إبراهيم تم إيقافها مبكرًا من المسلسل ولكنها حققت شهرة كبيرة، كما لم يخرج إبراهيم لمهاجمة المخرج مثلما فعل بعض الفنانين، وإنما كان راضيًا تمامًا بنصيبه من هذا العمل الناجح.
قدم عصام طوال مسيرته الفنية 7000 ساعة تلفزيونية، ومئات الساعات في السينما، فضلًا عن آلاف الساعات على المسرح، وأكثر من 3 آلاف ساعة إذاعية.
لم يقتصر نجاح عصام في سوريا فقط، وإنما اتجه إلى العالمية من خلال مهرجان مسرح الأم في بلغاريا عام 1982، وحصد في المهرجان جوائز مهمة.
