ليس من السهل أن تجد فنانًا به كل مقومات النجومية، من صدق في الأداء، وحسن اختيار الأدوار، وقدرة على جعلك تضحك من قلبك، وتحزن من قلبك، ولكن جاءت النجمة عبلة كامل وقدمت لنا أدوارًا كوميدية ضحكنا فيها من قلبنا، وأدوارًا حزينة بكينا فيها من قلبنا، لتؤكد لنا أنها من أعظم ما أنجبته مصر من فنانين.
عبلة كامل محمد عفيفي هي ممثلة مصرية ولدت في نكلا العنب مركز إيتاي البارود في محافظة البحيرة في 17 سبتمبر عام 1960، وقدمت عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية الخالدة.
درست عبلة في كلية الآداب قسم مكتبات وتخرجت فيه عام 1984، وبعدها بدأت حياتها الفنية في مسرح الطليعة حيث شاركت في مسرحيات وأعمال فنية مختلفة لعل أهمها "نوبة صحيان"، وبعدها عملت مع الفنان محمد صبحي في عدة مسرحيات.
تزوجت الفنانة عبلة مرتين المرة الأولى من الفنان أحمد كمال بعد خطبتها في عام 1979 وتخرجهما في معهد التمثيل، وأنجبت منه ابنتين توأم وهما زينب، وفاطمة ولكنهما انفصلا بعد ذلك.
وقال الفنان أحمد كمال إن سبب انتهاء زواجه مع عبلة أن رحلة كل منهما لها إيقاع مختلف، فرحلة عبلة كان إيقاعها أصغر، ولكن أحمد كمال كان فناناً مسرحياً أكثر.
وبعد انفصالها عن الفنان أحمد كمال تزوجت للمرة الثانية من الفنان محمود الجندي بعد أن مثلا معًا في مسلسل "حديث الصباح والمساء" في عام 2003، ولكن سرعان ما انفصلا أيضًا في عام 2005 دون أي أبناء.
وقال محمود الجندي إنه بعد وفاة زوجته كان يرغب في زوجة يشاركها تفاصيل الحياة، وأعجب بعبلة لأنها تشبه السيدات المصريات، كما أنها من الفلاحين مثله ويتشاركان معًا في الطباع والأخلاق والقيم الريفية.
وفي حديث له مع الصحافة قال الفنان محمود الجندي إنه دفع مهرًا لها قيمته 25 قرشًا فقط، كما نفى أن يكون زواجهما حدث سرًا، وإنما تحدثت الصحافة وقتها عن هذا الزواج، ونشرت الخبر فور حدوثه.
وكان سبب الانفصال في الزيجتين واحدًا، حيث أثر غيابها في التصوير على العلاقة، كما أن المنتجين كانوا يختارونه للتمثيل معها مجاملة له، وهو ما رفضه بشكل قاطع، وكان قرار الانفصال بناءً على رغبة عبلة.
بدأت الفنانة عبلة كامل مسيرتها الفنية في مسرح الطليعة، وأول أعمالها الفنية كان مونودراما "نوبة صحيان" كما شاركت في مسرحيات مختلفة منها مسرحية "للصغار رأي آخر"، ومسرحية "مقالب حيران".
على الرغم من أنها لا تمتلك الملامح الجذابة التي تجعلها واحدة من النجمات اللاتي اشتهرن بالجمال والأنوثة، ولكنها تملك جواز مرور لقلوب جماهيرها، فاختيارها لأعمالها الفنية كانت متقنة جدًا، كما أن أداءها الصادق في أي دور مهما كان نوعه جعلها تملك مكانة كبيرة في قلوب محبيها.
منذ أعوام 1985 حتى 1990 شاركت عبلة في عدد كبير من الأعمال الفنية ما بين الأفلام، والمسلسلات والمسرحيات، ومنها فيلم "الوداع يا بونابرت" ، وفيلم "اليوم السادس"، و"البنات والمجهول"، و"يوميات امرأة عصرية"، و"يوم مر يو حلو"، و"سرقات صيفية"، و"إسكندرية كمان وكمان" وغيرها.
أما في التلفزيون فشاركت في مسلسل "ليالي الحلمية" بأجزائه الثلاث الأولى، و"أشواقي بلا حدود"، و"العزف على أوتار ممزقة"، و"أحلام في الظهيرة"، و"الزائرة".
أما في المسرح فشاركت في مسرحية "وجهة نظر" مع الفنان محمد صبحي والتي تعد واحدة من أهم وأشهر المسرحيات التي شاركت فيها، كما شاركت في مسرحية "عفريت لكل مواطن".
وفي التسعينات قدمت أعمالًا متنوعة رسخت فيها اسمها أكثر، وما ميزها أنها تنوعت في اختيار أدوارها، فأبدعت في الكوميديا، والتراجيديا، وكان أداؤها صادقًا جدًا فتمثيلها يبدو سهلًا وصادقًا للغاية.
شاركت في التسعينات التمثيل مع كبار الفنانين، ومنهم الفنان محمود عبد العزيز في أعمال فنية مثل فيلم "قانون إيكا" وفاتن حمامة في مسلسل "ضمير أبلة حكمت"، وأحمد زكي في فيلم "الفأس في الرأس"، و"سواق الهانم".
وفي هذه الحقبة الذهبية قدمت أعمالًا فنية خالدة، ومنها مسلسل "المال والبنون" وشاركت فيها بشخصية رقية محمد المالكي" كما شاركت في الجزء الرابع والخامس من مسلسل "ليالي الحلمية"، وأهم مسلسلاتها مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" مع الفنان نور الشريف في عام 1996.
أيضًا شاركت في مسلسل هوانم جاردن سيتي بدور شكران الشاذلي لتبدع في تجسيد شخصية من الطبقة الأرستقراطية، وفي الأعمال التاريخية فجسدت شخصية عصماء في مسلسل هارون الرشيد التي تعد من أعمالها التاريخية المهمة.
ولا يجب أن ننسى شخصية "لبيبة" في مسلسل "امرأة في زمن الحب" التي أبدعت فيه مع الفنانة سميرة أحمد، وأيضًا مسلسل "اللص والكلاب" في عام 1998، وفي عام 1999 قدمت واحد من أعظم أفلامها "عرق البلح".
وفي الألفينات أصبحت عبلة واحدة من أهم وأنجح الفنانات في مصر، وقدمت أعمالًا متنوعة أخرى وأدوارًا عظيمة وخالدة، ومنها مسلسل "حديث الصباح والمساء" بدور جليلة، ومسلسل "البر الغربي"، ومسلسل"أين قلبي".
كما جسدت شخصيات كوميدية لا يزال يستخدمها شباب هذا الجيل في عالم "الميمز" على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها شخصية فرنسا أم اللمبي في فيلم اللمبي عام 2002، وشخصية عسلية في فيلم "كلم ماما"، وشخصية الدكتورة في فيلم "اللي بالي بالك".
أيضًا شخصية "فرنسا درديري" في فيلم "خالتي فرنسا" عام 2004، وشخصية "حنيفة" في فيلم "سيد العاطفي"، فضلًا عن إبداعها في تجسيد شخصية ريا في مسلسل "ريا وسكينة" وجمعت فيها الكوميديا والدراما بشكل مبدع لا يتقنه سوى العظماء.
وفي عام 2005 بدأت حقبة جديدة من حياتها الفنية بعد قرارها ارتداء الحجاب بعد عودتها من الحج، وقدمت وهي مرتدية الحجاب أعمالًا فنية ناجحة، ولكنها قليلة مقارنة بإنتاجها الفني الغزير قبل ارتدائها الحجاب.
ومن هذه الأعمال الفنية فيلم "عودة الندلة" بدورة استفتاح أو هانيا، ومسلسل "العندليب" بدور علية، كما قدمت أدوار جادة أكثر ومنها شخصية "كاملة" السيدة الصعيدية في مسلسل "حق مشروع".
وفي الوقت نفسه لم تبتعد عن الكوميديا فقدمت شخصية "سيدة أو بلطية" في فيلم "بلطية العايمة" في عام 2008، لتعود مرة أخرى لتجسيد الشخصية الصعيدية في فيلم "أفراح إبليس" أمام الفنان جمال سليمان.
ومنذ عام 2013 قدمت سلسلة مسلسلات "سلسال الدم" وهو المسلسل المكون من 5 أجزاء وجسدت فيه شخصية "نصرة" السيدة الصعيدية قوية الشخصية وحقق المسلسل نجاحًا كبيرًا في مصر والوطن العربي.
