صنع الملياردير الإماراتي عبد الله الغرير ثروة طائلة تزامنت مع الازدهار الاقتصادي التي تعيشه دبي منذ سنوات، وقد تمكن من تحقيق هذه الثروة بجهوده لذا يُطلق عليه الملياردير العصامي.
اشتهر الغرير بأعماله الخيرية وحبه للعطاء ويعتبر من أكبر الداعمين لتطوير قطاع التعليم والنهوض به في دولة الإمارات لذا ارتبط اسمه بالمؤسسات الخيرية غير الربحية التي تركز على خدمات التعليم، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وكيف تمكن من صنع ثروته.
من هو عبد الله الغرير؟
عبد الله بن أحمد الغرير هو رجل أعمال وملياردير إماراتي ولد في عام 1930 في مدينة دبي، وهو من أبرز وأشهر رواد الأعمال والمليارديرات في الإمارات والخليج والوطن العربي.
عبدالله الغرير هو رئيس مجلس إدارة "مجموعة الغرير للاستثمار". قبل ذلك، شغل مناصب بارزة في عدة شركات، بما في ذلك عضوية في مجلس إدارة "بنك المشرق" من عام 2019 حتى 2021، حيث كان سابقاً رئيس مجلس الإدارة للبنك منذ عام 1996 وحتى 2019، إضافة إلى توليه منصب المدير العام في الفترة ذاتها. كما قاد أيضاً مجلس إدارة "شركة الأسمنت الوطنية".
عبدالله وشقيقه سيف ينتميان إلى عائلة تجارية بارزة في الإمارات، وقد استثمرا في مجموعة متنوعة من القطاعات، مع بنك المشرق يعتبر من أبرز استثماراتهم. تأسس بنك المشرق عام 1967 على يد عبدالله الغرير، وأصبح بعد ذلك واحداً من أكبر المصارف في العالم العربي.
يمتلك الغرير وعائلته ثروة تقدر بنحو 3مليار دولارات وفقاً لتقديرات مجلة "فوربس". وفي عام 2015، جاء في المرتبة الرابعة من حيث الثراء في العالم العربي. وفي عام 2018، احتل المرتبة الأولى في الإمارات والمرتبة 296 عالمياً في قائمة "فوربس لأثرياء العالم"، حيث بلغت ثروته حينها 5.9 مليار دولار أمريكي، نتيجة لنجاحاته في عدة مجالات استثمارية.
عائلة الغرير
ينتمي رجل الأعمال الإماراتي عبد الله الغرير إلى عائلة الغرير وهي عائلة إماراتية بارزة في مجال الأعمال. عُرفت عائلته بالعمل في صيد اللؤلؤ في العشرينيات، وبحلول الثلاثينات اتجهت العائلة إلى العمل في التجارة.
عملت الشركة في نقل المواد الغذائية مثل التمور من العراق إلى إفريقيا والهند ثم العودة بهذه السفن محملة بالأقمشة والمنسوجات والأخشاب التي تصنع منها المراكب فيها بعد، كما عملت في تجارة الذهب أيضًا.
لدى رجل الأعمال الإماراتي عدة أشقاء منهم رجل الأعمال سيف الغرير مؤسس مجموعة الغرير التي تعد من أهم الشركات التجارية، وكانت مجموعة أول من أسست معملًا للإسمنت في دبي.
عاش الغرير في بيت طيني، وهو الابن الرابع بين 9 أبناء، ولم يتمكن من استكمال دراسته، حيث حصل على الابتدائية فقط
زوجته وأبنائه
عبدالله الغرير متزوج ولديه 4 أبناء ويعيشون في دبي. ابنه الأكبر هو رجل الأعمال عبد العزيز الغرير وهو الرئيس التنفيذي لبنك المشرق ورئيس مجلس إدارة الغرير للاستثمار، أما ابنه الآخر اسمه عامر ويعمل معه أيضًا في إدارة مجموعته.
بداية القصة
كانت نشأة عبد الله الغرير في عائلة تعمل في التجارة كبير الأثر على حياته فيما بعد، فقد نما فيه حب التجارة من الصغر، وكانت أول تجارة يعمل بها تجارة السمك التي يشتريها بكمية كبيرة من جميرا ويبيعها لطواقم السفن التجارية الهولندية في دبي.
توسع الغرير في تجارة وسافر إلى عمان لبيع السمك فيها، وتحديدًا سمك السردين للسفن التي تبحر في مضيق هرمز، ولما بلغ سن 16 عامًا تمكن من جمع مبلغ كبير اشترى به قطعة أرض في دبي مقابل 500 روبية.
لم يلقَ هذا الأمر قبول والده الذي وبخه بشدة إلا أنه فيما بعد أثنى عليه، ليستمر الغرير في شراء المزيد من الأراضي التي أصبحت قيمتها فيما بعد ملايين الدولارات.
تأسيس مجموعة الغرير
في عام 1960 بدأ عبد الله الغرير محطة جديدة في مسيرته المهنية بتأسيس شركة قابضة تعمل في مجال العقارات والتصنيع، وقد أدار هذه الشركة عبد الله بجانب إخوته سيف وماجد مروان وجمعة، وأشرف عبد الله على ممتلكات المجموعة.
في عام 1967 أسس الإخوة بنك عُمان، وعرف فيما بعد باسم "بنك المشرق" بداية من عام 1993، وكان توقيت افتتاح هذا البنك مناسبًا للغاية حيث بدأت إمارة دبي بتصدير النفط منذ عام 1969 لتشكل بداية حركة الازدهار الاقتصادي في الإمارة، لتنضم إمارة دبي فيما بعد إلى دولة الإمارات.
ساهمت الثروة النفطية في البلاد على تطوير أعمال الشركة، وقد أسست الدولة بنيتها التحتية بالشراكة مع بنك الغرير، وهو ما أسهم في تعزيز النمو الاقتصادي.
في عام 1976 أسست الشركة أول مطحنة دقيق في الإمارات العربية المتحدة، وبعدها بعامين تم تأسيس دار الغرير للطباعة والنشر في دبي، والتي أصبحت بحلول الألفينات المطبعة الوحيدة المتعاقدة مع صحف الإمارات وأكبر مطبعة في الشرق الأوسط.
وفي عام 1981 تم تأسيس شركة الغرير للعقارات، وفي العام التالي افتتحت الشركة أول مركز للتسوق في منطقة الشرق الأوسط.
في الثمانينات دخلت المجموعة في مجال الإنشاءات بشكل أوسع وبدأت إنتاج الخرسانة الإسمنتية الجاهزة وقد تمكنت الشركة من تزويد الخرسانة الإسمنتية لمشروع مترو دبي وذلك بحلول عام 2006، كما شاركت الشركة في تركيب الإكساءات الخارجية لبرج خليفة في عام 2007.
وبحلول نهاية التسعينيات تم تأسيس جامعة الغرير، كما أسست الشركة مدرسة دار المعرفة عام 2008
في بداية الألفينات أسس المجموعة وحدة معالجة البذور الزيتي في دبي، وتعد الأكبر في الإمارات، وبحلول عام 2013 أصبحت قيمتها تبلغ 2 مليار درهم.
تأسيس بنك المشرق
بدأ عبد الله الغرير مع إخوته في تأسيس بنك عمان الذي أصبح فيما بعد باسم بنك "المشرق" عام 1993 وقد تولى الغرير منصب رئيس البنك لسنوات. أصبح البنك فيما بعد من أكبر البنوك في الإمارات العربية المتحدة، ويمتلك الغرير حصة نسبتها 31%، وقد وصلت قيمة الشركة إلى 1.15 مليار دولار.
مؤسسة عبد الله الغرير
عُرف رائد الأعمال الإماراتي عبد الله الغرير بحبه للعلم والتعلم، لذا أسس مؤسسة عبد الله الغرير التعليمية عام 2015 وقد خصص ثلث ثروته الشخصية، والتي تبلغ قيمتها 4.2 مليار درهم، من أجل تمويل هذه المؤسسة.
تسعى المؤسسة لتحقيق تعليم جيد ومنصف وشامل يساهم في تحسين مستويات المعيشة للجميع، إضافة إلى تعزيز الشراكات العالمية.
تعمل المؤسسة على تحقيق هذه الأهداف من خلال شراكات استراتيجية مع منظمات دولية، حكومات، مؤسسات، ومنظمات غير حكومية، وجامعات، بهدف تمكين الشباب وإحداث تأثير إيجابي دائم في المنطقة العربية وجعل التعليم العالي فيها أكثر شمولية وملاءمة.
تقدم المؤسسة برامج عالية الجودة لتنمية وصقل المهارات، مع التركيز على المهارات المستقبلية. كما تولي المؤسسة اهتماماً خاصاً لرأي الشباب ووجهات نظرهم في تخطيط وتطوير وتنفيذ برامجها، بهدف تحقيق تأثير إيجابي أكبر ونجاح طويل الأمد.
حتى الآن، استفاد أكثر من 98 ألف شاب وشابة من برامج المؤسسة، وتهدف المؤسسة للوصول إلى 200 ألف متعلم مستفيد بحلول عام 2025، ويترأس مجلس الأمناء سعادة عبد العزيز الغرير، نجل رائد الأعمال الإماراتي المرموق عبد الله أحمد الغرير، مؤسس المؤسسة.