-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
مكان وتاريخ الميلاد
-
الوفاة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
أسماء الأولاد
-
عدد الأولاد
-
سنوات النشاط
-
-
معلومات خفيفة
-
البرج الفلكي
-
السيرة الذاتية
عبد الرحمن الأبنودي الخال ابن صعيد مصر صاحب الأشعار العامية التي تدخل إلى القلب دون استئذان والمناضل الذي وقف في صف الشعب والثورة ودافع عن حقوقه بكلماته وقصائده فعبر عنه من خلال صور بديعة وموضوعات مختلفة.
طوّع الأبنودي أشعاره وقصائده العامية ووظفها لخدمة قضايا الأمة العربية، واهتم أكثر بأبناء الريف والصعيد المصري في الجنوب المهمشين، والذي كان واحدًا منهم، فتمكن من إيصال صوت الفلاح إلى كل البلاد، تعرف أكثر على مسيرته الإبداعية وأهم قصائده وأهم المحطات في حياته.
من هو عبد الرحمن الأبنودي؟
عبد الرحمن محمود الأبنودي هو شاعر عامي مصري ولد في 11 أبريل عام 1939 في قرية أبنود في قنا وهو من أهم شعراء العامية في مصر والوطن العربي.
قدم الأبنودي نفسه بأنه أحد أبناء الوطن وقد نقل حياة الفلاحين والمواطن المصري البسيط وصعوبات حياته في قصائده فعشق الشعب شعره وصدقه وأصبح من أهم شعراء العامية في مصر.
كان الأبنودي صديقًا لكل فئات الشعب المصري، فقد كان يملك شخصية محببة ومتواضعة وحكي الكثير من الناس عن تواضعه مع الجميع الفقير قبل الغني.
اهتم الأبنودي في أشعاره بالثورة ودافع عن حقوق الشعب وخدم بقصائده قضايا الأمة العربية مثل القضية الفلسطينية.
نشأته وتعليمه
ولد عبد الرحمن الأبنودي في قرية بنود في محافظة قنا في بيئة ريفية بسيطة وفقيرة في صعيد مصر، وقد أجبرته هذه الظروف أن يعمل منذ نعومة أظافره فعمل أول ما عمل على رعي الغنم فنشأ فلاحًا وراعيًا وهو ما أضفى على تجربتة الشعرية روح عميقة لا نلمسها في الكثير من الشعراء المعاصرين.
كانت أمه، فاطمة قنديل، هي ملهمته الأول التي شجعته على تطوير موهبته الشعرية التي ظهرت معه من الصغر، وقد كتب عنها الأبنودي قائلًا: "إن العلاقة بيني وبين أمي تخترق أشعاري جميعا جيئة وذهابا، وهي ملهمتي ومعلمتي الأولى التي أرضعتني الأشعار والطقوس والأغنيات والتراث".
درس الأبنودي في مدارس مدينة قنا منذ المرحلة الابتدائية حتى الثانوية التي انتقل إليها فيما بعد وتحديدًا في شارع بني علي، وفيها استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها وكانت إلهامه وعشقه الأول في الشعر.
ما هو لقب عبد الرحمن الأبنودي؟
حصل عبد الرحمن الأبنودي على لقب "الخال" وقد حصل على هذا اللقب لأن حياته كلها كانت موجهة للناس يكتب الشعر عنهم لذا وصفه الكثيرون بأنه "خال المصريين".
وقد تحدثت زوجته الإعلامية نهال كمال أنها تحب أن يُطلق على الأبنودي لقب "الخال" لأن "الخال والد" كما يُقال في التراث الشعبي، وهذا حاضر في كتاباته وتراثه الأدبي.
من أي بلد عبد الرحمن الأبنودي؟
ولد الأبنودي في قرية أبنود بمحافظة الأقصر في مصر.
والدة عبد الرحمن الأبنودي
عشق عبد الرحمن الأبنودي والدته فاطمة قنديل، أو كما يُقال لها "فاطنة" وكان دائمًا يؤكد في جميع لقاءاته أنه "ابن أمه" وقد ورث عنها التمرد، فقد كانت أول امرأة تثور على وضعها في قرية أبنود وتهرب من بيت زوجها مرتين وطلبت من والدها الانفصال عن زوجها مهددة بحرق نفسها إذا لم ينصاع لأمرها.
وقد حكى الأبنودي قصة صعبة عن والدته فاطنة، حيث قال إنه تزوجت أول مرة وعمرها 13 عامًا ولم تكن تعرف أي شيء عن الزواج، وفي اليوم التالي هربت من منزل الزوجية وهي تنزف نزيف شديد وذهبت إلى منزل والدها مشيًا لمدة 13 كيلو تحت حرارة الصعيد الحارقة ونامت في عش الدجاج في منزل والدها.
لم يلحظ أفراد أسرتها عن الأمر إلا في اليوم التالي حيث اكتشفتها جدتها وهي تنزف في عش الدجاج وقد مرضت مرضًا شديدًا بسبب النزيف، ولم يسأل عنها زوجها لمدة 13 يومًا، وبعدما عادت صحتها أعادها والدها إلى بيت زوجها مرة أخرى واعتذر منهم بحجة أنها طفلة ولا تعرف ما معنى الزواج.
إلا أن فاطمة أبت أن تعود إلى زوجها فهربت مرة أخرى وحينها اضطر والدها إلى تطليقها، ثم تزوجت من محمود الأبنودي وأنجبت منه أبنائها.
وعن تأثير فاطمة في حياته فقد قال الأبنودي أن الأغاني والتراث الشعبي الذي كان يستمعه من والدته كان إلهامه الأول في الشعر، فقد كانت تردد له الأغنيات الشعبية في مختلف المناسبات بداية من أغاني تنويم الطفل حتى أغاني وداع الميت، فكانت بالنسة له كنزًا لطقوس غناء وبكائيات قريتها وأهل الصعيد كله.
وقد حصل الأبنودي في طفولته على لقب "رمان" حيث كان يعشق هذه الفاكهة، وكان جاره يزرع الرمان فدخل مزرعته وأخذ يأكل حبة تلو الأخرى، ولما رآه عاد الجار ذهب إلى منزل فاطمة وأهدها قفصًا من الرمان وقال لها "هذا السبت لرمان". لم تغضب فاطمة من ولده، بل أطلقت عليه هي أيضًا لقب "رمان" وأصبح هذا اللقب مشهورًا به في قريتهه.
السفر إلى القاهرة وبداية تجربته الشعرية
عشق عبد الرحمن الأبنودي الشهر وتعلق بالسيرة الهلالية وبدأ رحلته باحثا ومحققًا فيها يجمع قصائدها، وخلال عمله في وظيفة روتينية شعر أنها ستدفن موهبته الشعرية فقرر ترك الوظيفة والانتقال إلى القاهرة من أجل أن يطلق العنان لموهبته في نوادي الشعراء.
درس الأبنودي في كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة وحاز على الشهادة الجامعية، وخلال سنوات دراسته اطلع على الشعر العربي القديم والحديث وتأثر بالشعراء العرب وعلى رأسهم أبو العلاء المعري.
وفي القاهرة لجأ الأبنودي أولًا إلى أحد معارفه هناك، فسكن مع رفيقه أمل دنقل في منتصف الخمسينيات في عوامة على النيل، لتنطلق موهبتهما الشعرية معًا وكتب فيها أعظم أغانيه وقصائده التي تغنى كبار نجوم الفن والطرب في مصر والوطن العربي.
ظل الأبنودي يصارع من أجل أن يصل إلى أيقونات الغناء والألحان في مصر حتى يأخذوه قصائده، ولكنهم لم يبدوا تجاوبًا معه في البداية، وباءت محاولاته الأولى كلها بالفشل.
إلا أن شعر الأبنودي أصبت نفسه في الساحة الفنية، وخاصة عندما نشر له الشاعر صلاح جاهين أولى قصائده "تحت الشجر يا وهيبة" في مجلة صباح الخير وتغنى بها الفنان محمد رشدي لتصبح من أشهر الأغنيات في الساحة الفنية.
بعد نجاح هذه الأغنية توجهت الأنظار إلى الشاعر الصعيدي الجندي وأصبح كبار الملحنين والمغنيين يبحثون عنه من أجل التعاون معه، فنجح الأبنودي بأن يقدم أشعاره وقصائده لأهم نجوم الغناء في زمنه منهم عبد الحليم حافظة، وأحمد عدوية ومحمد ومنير وشادية ونجاح سلام ومروان خوري والكثير.
قصة عبد الرحمن الأبنودي مع النجوم
كتب الأبنودي العديد من الأغنيات المشهورة التي غناها كبار النجوم في مصر منهم عبد الحليم حافظ، ومحمد رشدي ووردة الجزائرية وشادية وماجدة الرومي وفايزة أحمد ومحمد منير وصباح ونجوم آخرون.
وقد شكّل الأبنودي مع عدد من النجوم ثنائيات ناجحة، وعلى رأسهم الفنان عبد الحليم حافظ وقدما معًا أغنيات "عدى النهار"، و"أحضان الحبايب"، و"أنا كل ما أقول التوبة".
بدأت صداقة الأبنودي مع عبد الحليم بشكل غريب، حيث طلب عبد الحليم من بعض الأشخاص اختطاف الأبنودي بإيهامه بأنه من أمن الدولة، وما إن ذهب معهم حتى وجد عبد الحليم في وجهه، وهنا بدأت الصداقة الحميمية بين الاثنين.
من النجمات اللاتي عملن مع الأبنودي أيضًا الفنانة شادية التي غنت له "آه يا أسمراني اللون"، و"قال لي الوداع"، وأغنيات فيلم شيء من الخوف. ومع محمد رشدي كتب له "تحت الشجر يا وهيبة" وهي أول قصائده الغنائية، و"عدوية"، و"وسع للنور"، و"عرباوي".
غنت الفنانة فايزة أحمد للأبنودي مجموعة من الأغاني الناجحة، ومنها "يا أما يا هوايا يا أما"، و"ما دام معايا"، و"ومال علي مال". أمام تعاونه مع محمد منير كان من أهم تعاوناته الفنية فقد قدم له مجموعة من الأغنيات منها "من حبك مش بريء"، وبره الشبابيك"، و"قلبي ما يشبهنيش"، و"يا رمان"، و"يا حمام"، و"عزيزة" و"يونس"، و"الليلة دي" وأغنيات أخرى.
قصائد عبد الرحمن الأبنودي ودواوينه
ظهر الشاعر عبد الرحمن الأبنودي في فترة شهدت بروز الشعر العامي المصري وظهور أسماء بارزة فيه منهم فؤاد حداد وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم وغيرهم، فضلًا عن التحولات السياسية التي شهدتها مصر والتي أثرت على الكثير من الشعراء ومنهم الأبنودي.
لذا نجد في أولى قصائد الأبنودي تناول فيها موضوعات سياسية واجتماعية، فتحدث عن مشكلات بيئة الصعيد التي عاش ونشأ فيها وأحلام أهل هذه المناطق، أما أول دواوينه كانت بعنوان "الأرض والعيال" وصدرت عام 1964.
تعرض الأبنودي بعدها بعام للاعتقال بتهمة الانضمام إلى الشيوعية وسجن في سجن القلعة لمدة 4 شهور. في عام 1967 أصدر ديوانه الثاني بعنوان "الزحمة"، ثم ديوان "عماليات" عام 1968، وديوان "جوابات حراجي القط" في عام 1969.
أكمل الأبنودي مسيرته الشعرية المبدعة في السبعينيات بإصدار العديد من الدواوين الناجحة، ومنها "الفصول"، و"أنا والناس"، و"بعد التحية والسلام"، و"صمت الجرس"، و"المشروع الممنوع".
في الثمانينات أصدر السيرة الهلالية وكانت من أهم أعماله، كما نشر ديوان "الاستعمار العربي" ومختارات شعرية عنه في التسعينيات، ثم أصدر كتاب "أيامنا الحلوة" وبها مجموعة من القصص نشرت في جريدة الأهرام وسرد فيها حكايات عن قريته في الصعيد.
ونجد في كل قصائد عبد الرحمن الأبنودي اهتمامه بالناس ومعاناته والثورة، فقد كتب عن الصعيد وأهله، وعن الأم، وعن الفلاح وعن الشعب الثائر.
من أجمل ما قال عبد الرحمن الأبنودي
كتب الأبنودي عدد كبير من القصائد الشعرية والأغنيات التي وصل عددها إلى 2700 أغنية، ومن أجمل قصائد الأبنودي قصيدة "خايف أموت"، ويقول فيها:
خرج الشتا وهلِّت روايح الصيف
والسجن دلوقتى يرد الكيف
مانتيش غريبة يا بلدى ومانيش ضيف
لو كان بتفهمى الأصول
لتوقفى سير الشموس..
وتعطلى الفصول.
وتنشفى النيل فى الضفاف السود
وتدودى العنقود
وتطرشى الرغيف
ما عدتى متمتعة وانتى فى ناب الغول
بتندغى الذلة وتجترى الخمول
وتئنى تحت الحمول
وتزيفى فى القول
وبأى صورة ماعادش شكلك ظريف
من قصائده الناجحة أيضًا قصيدة "الأحزان العادية" ويقول فيها:
وفجأة
هبطت على الميدان
من كل جهات المدن الخرسا
ألوف شبان
زاحفين يسألوا عن موت الفجر
استنوا الفجر ورا الفجر
إن القتل يكف
إن القبضة تخف
ولذلك خرجوا يطالبوا
بالقبض على القبضة
وتقديم الكف
الدم
قلب الميدان وعدل
وكأنه دن نحاس مصهور
أنا عندى فكرة عن المدن
اللى يكرهها النور
والقبر اللى يبات مش مسرور
ومن شعر عبد الرحمن الأبنودي عن الأم يقول:
وأمي.. والليل مليل
طعم الزاد القليل
بترفرف.. قبل ترحل
جناح بريشات حزانى
وسددت ديونها
وشرت كفن الدفانة
تقف للموت يوماتي:
"ما جاش ابن الجبانة"
أشد ف توبها يمى
تنهر كإني عيل
القلب اللي تحجر
قوَّال.. بطَّل يموِّل
لا الحزن عاد يبكِّي
ولا الأحلام تنوِّل
أمي ست البلابل
بتقول: "العمر طوِّل
يا زمن كفايه حوِّل
يا زمن برده يقرنص
وما حسبناش حسابه"
لو زارت أمي همي
بتطرد الكتابة
ومن قصائد الأبنودي الرومانسية قصيدة "حبيبتي" ويقول فيها:
حبيبتي كل ما بنسى تفكرني الحاجات بيكي
أئنك تدمعك عيني كأني مش هغنيكي
دمايا ماتستاهلش تكون كحلة ليله لعينيكي
وأنا الدرويش
أنا السابح بمسبحتي ومبخرتي وتوب الخيش
أغنيلك واأمولك مواويلك ماتسمعينيش ولا تشوفينيش
ومش لازم ما دام عايشة ما دمت بعيش
وياما بيكي عقلي إتجن
وانتي الأن وأنتي الظن
وأنتي قلمي لحظة فن
يا غنيوتي أنا أحزن أغانيكي
وأنتي الحلم اه مـ الحلم لا نسيني ولا نسيكي
السيرة الهلالية عبد الرحمن الأبنودي
أما في الثمانينات فقد حقق عبد الرحمن الأبنودي إنجازًا ضخمًا بإصداره "السيرة الهلالية" في خمسة أجزاء وفيها جمع أشعار شعراء الصعيد عن بني هلال وقصصه.
ظل الأبنودي يجمع قصائد عن السيرة الهلالية خلال 30 عامًا، وتحديدًا في أعقاب هزيمة يونيو عام 1967، حفاظًا عليها من الاندثار، وقد تنقلت رحلاته بين مصر والسودان والجزائر وليبيا وحدود التشاد والنيجر وتونس ودول أخرى.
وقد غنى هذه الملحمة في الإذاعية المغني جابر أبو حسين من سوهاج في الإذاعة المصرية التي حققت نجاحًا كبيرًا، وأصبحت النسخة المسجلة تلك الأكثر شعبية ورسوخًا حتى تم تقديم النسخة التلفزيونية منها بصوت الأبنودي نفسه.
وقد قالت ابنته آية أنه سافر إلى تونس 22 مرة على حسابه الشخصي من أجل أن يجمع قصائد وحكايات السيرة الهلالية في كتابه المكون من 4 مجلدات.
تأليف أغاني تترات المسلسلات
ألّف الشاعر عبد الرحمن الأبنودي تترات مسلسلات لا تزال خالدة في أذهان المصريين والمشاهدين العرب حتى الآن، ومن هذه الأغنيات "هارب من الأيام"، و"خالتي صفية والدير"، و"خلف الله"، و"حكاية حياة"، و"رحلة أبو العلا البشري". وقد غنى من كلمات كبار النجوم منهم علي الحجار، ومحمد الحلو، وأحمد سعد، ومحمد رحيم ونجوم آخرين.
أسلوب شعر عبد الرحمن الأبنودي
وفي أشعاره وأغنياته نجد تخليد الأبنودي لملامح الشخصية القروية وهذا يمثل تمجيداً لجذور الهوية المصرية وعمقها، حيث يتجلى ذلك في إبرازه لروح البساطة والتواضع التي تميز الشخصيات الريفية.
هذا النهج ينبع من ارتباط صادق بالانتماء القومي، حيث يجسد تعبيراً عميقاً عن الهوية المصرية الأصيلة وموروثها الثقافي. فعندما يجسّد الأبنودي هذه الشخصيات، يقوم في الحقيقة بتقديم تحية لعظمة الأصالة والعراقة في تاريخ مصر، ويعكس بذلك قيم العطاء والتضحية والتواصل الاجتماعي التي تشكل أساساً للهوية الوطنية المصرية.
طاقة الإبداع للأبنودي كانت تتجاوز إمكانياته الفنية الواحدة، حيث كان يتجلى دفقها الإبداعي في مختلف المجالات الفنية والأدبية. فقد تجلى إبداعه في القصيدة، ورواية الشعر، والأغنية، والسيرة الذاتية، والنثر، والحوارات الإعلامية، وحتى في كتابة تترات المسلسلات والأفلام.
هذا التنوع في مجالات التعبير الفني ساهم في تغيير نظرتنا نحو شعر العامة، حيث أصبح يُفهم ويُقدر على أنه بناء جمالي يحفز خيال القارئ ليكتشف الرموز والروابط الفنية فيه.
وقد استدعى هذا التنوع والغزارة في الإبداع من قِبل الأبنودي تحديات جديدة، حيث تمكن من إثارة إعجاب الجمهور والخبراء على حد سواء، وتقديم إبداع فريد في شعر العامية، رغم الاعتقاد السائد بعدم قدرته على إرضاء الأذواق الراقية والمتخصصة.
علاقة عبد الرحمن الأبنودي مع رؤساء مصر
اختلفت مواقف عبد الرحمن الأبنودي مع السلطة ورؤساء مصر، فقد أحب الأبنودي جمال عبد الناصر رغم أنه اعتقل في عقده خلال الستينيات، ولم يكن عتبر نفسه ناصريًا إلا أنه كتب الكثير من الأغاني الوطنية في عهده.
وقد كتب الأبنودي قصيدة رثاء بعد وفاة عبد الناصر قال فيها:
مش ناصري ولا كنت ف يوم
بالذات في زمنه وف حينه
لكن العفن وفساد القوم
نسّاني حتى زنازينه
وقد جمع عبد الناصر بالأبنودي لقاء وحيدة عندما كان الأبنودي طفلًا، حيث زار عبد الناصر قرية الأبنودي في قنا وسلّم عليه. وقد تعلق الأبنودي بالمشروع الناصري وأيد تجربة السد العالي.
أما علاقة الأبنودي مع السادات فقد كانت متوترة، وخصوصًا موقف الأبنودي الرافض لمعاهدة السلام مع إسرائيل، ورفضه منصبًا وزاريًا في عهده، حيث رفض منصب وزارة التثقيف الشعبي الذي كان منصبًا جديدًا حينها، وبرفض الأبنودي أغلقت صفحة هذه الوزارة إلى الأبد، ولكن بدأت رحلة عداء بين الاثنين. ومن صور العداء زيارات الأبنودي المتكررة إلى مقر أمن الدولة بعد كل قصيدة جديدة ينشرها الأبنودي.
ومع بداية تولي مبارك للحكم توطدت علاقة الأبنودي للسلطة، حيث كتب عدد من الأوبريتات في مناسبات وطنية مجدت بطولات الجيش والشرطة وخلت من مدح الرئيس، إلا أن الأبنودي حصل على لقب "شاعر الرئيس" وقد ظل هذا اللقب يطاره لسنوات وتعزز هذا اللقب بعد حصوله على جائزة الدولة التقديرية عام 2001.
توترت العلاقة بين مبارك والأبنودي بعد مشروع توشكى، حيث رفض أن يكتب قصيدة عنها مثلما كتب قصيدة عن السد العالي وبرر موقفه بأنه لا بشر بهذا المشروع.
وفي عام 2008 تنصل مبارك من علاج الأبنودي على نفقة الدولة لتبدأ القطيعة بينها، وقد ظه الخلاف واضحًا حينما كتب الأبنودي عدد من القصائد رصدت الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية، كما كان الأبنودي أول المشاركين في ثورة يناير بقصائد نشرت على الجرائد وعرضت على التلفزيون.
ومن القصائد التي نشرها الأبنودي خلال الثورة قصيدة "دولة العواجيز"، وقال فيها:
أيادى مصرية سمرا ليها فى التمييز
ممددة وسط الزئير بتكسر البراويز
سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس
آن الآوان ترحلى يا دولة العواجيز
عواجيز شداد مسعورين أكلوا بلدنا أكل
ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل
طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع
وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل
اقتلنى قتلى ما هيعيد دولتك تانى
بكتب بدمى حياة تانية لأوطانى
وفي عهد الرئيس مرسي كان الأبنودي من المعارضين له وكان من المؤيدين للسيسي التي لم تجمع بينهما أي علاقة خاصة إلا في لقاء جمع السيسي بعدد من المثقفين والسياسيين والشخصيات العامة والرموز الوطنية.
إلا أن الأبنودي واصل كتابة الأشعار التي انتقدت تصرفات الحكومة وقرارتها، وقد كتب قصيدة استخدم فيها لغة تحذيرية من غضب الشعب وقال:
الشعب عُمره ما راح يعود للوَهم
والرجرجة في القول والأفعال
المسألة غياب سلوك الحسم
في حرب جبارة جهاد وقتال
المسألة مش دعم
رايحين لفين دا الأهم
زوجات عبد الرحمن الأبنودي
تزوج الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي مرتين، المرة الأولى من مخرجة الأفلام التسجيلية عطيات الأبنودي التي لم ينجب منها أطفالًا ولكنهما تبيان ابنة الراحل يحيى الطاهر عبد الله واسمها أسماء وعاشت مع عطيات حتى بعد انفصالها عن الأبنودي.
ولا يعرف الكثير من الناس عن اسم زوجته الأولى بسبب قصة حب الأبنودي مع زوجته الثانية مذيعة التلفزيون نهال كمال التي تزوجها عام 1986 وأنجب منها ابنتين وهما نور وآية.
وقد واجه الأبنودي انتقادات حادة من المثقفين بزواجه من نهال رغم أنه قرار شخصي، وذلك لعدة أسباب الأولى بسبب الفنانة عطيات الأبنودي التي كانت زوجة للأبنودي لسنوات، ثانيًا بسبب فرق العمر بينهما، فالأبنودي كان يكبرها بقرابة 30 عامًا فرأى المثقفون أن هذه العلاقة مصيرها الفشل، وخاصة أن تفاوت السن كان يجعل نهال تنهي خطاباتها للشاعر الأبنودي بلقب "ابنتك نهال".
تعرفت نهال على الأبنودي خلال ندوة حضرتها في جامعة الإسكندرية وحينها أحبت شعر الأبنودي وسافرت إلى أوروبا ثم عادت لتعمل مذيعة في التلفزيون فاستضافت الأبنودي في برنامجها وبدأت علاقة الصداقة بينهما.
استمرت علاقة الصداقة لفترة حتى زارت نهال والدة الأبنودي في منزلها، وحينها أقنعته والدتها بأن يتزوج منها، إلا أن عائةل نهال رفضت ولكن مع إصرارها وافق أهل نهال في النهاية على هذه الزيجة.
وقد ظهرت نهال في شعر الأبنودي بوصها الحبيبة لا التلميذة، فكتب لها 4 أغنيات، ومنها أغنية "قبل النهاردة" التي غنتها وردة، وقال فيها:
أنا ياما قلت خلاص وقلت فات الوقت
عمري يا ناس يبتدي دالوقت
وكأني أول مره بتبسم
وكأن عمر القلب ما أتألم
بتعلم الدنيا من الأول من الأول
كتب لها أيضًا أغنية "طبعًا أحباب" وغنتها وردة، وأغنية "يا بت يا بيضا" وغناها علي الحجار، وأغنية "سنة واحدة" وغنتها نادية مصطفى.
مرض عبد الرحمن الأبنودي ووفاته
كان عبد الرحمن الأبنودي مدخنًا شرهًا وقد واجه مشكلات صحية كثيرة بسبب ذلك. وفي 21 أبريل عام 2015 توفي الأبنودي عن عمر 77 عامًا بسبب مضاعفات لعملية جراحية أجراها في المخ.
وكان الأبنودي قد قضى آخر سنوات حياته في منزل ريفي في الإسماعيلية وكان بيته مفتوحًا للمثقفين والفنانين للجلوس والتحدث معه، كما كان يتابع الشأن الوطني والتطورات السياسية من منزله.