عاطف سالم.. مخرج الواقعية الذي اهتم بالمجتمع في أفلامه

ترك المخرج المصري عاطف سالم رصيد فني حفل وصل إلى 54 فيلمًا اهتم فيها بالموضوعات الاجتماعية والإنسانية، وخلال مسيرته الفنية قدم العدد من الوجوه السينمائية الجديدة التي أصبحت فيما بعد من رموز السينما المصرية وعلى رأسهم الفنانة نبيلة عبيد، تعرف على مسيرته الفنية وحياته.

من هو الفنان عاطف سالم؟

هو ممثل ومخرج مصري ولد في مدينة الأبيض في السودان في 23 يوليو عام 1921، والده كان ضابطاً في الجيش المصري في السودان حينما كانت خاضعة للاستعمار البريطاني.

يعد عاطف من أهم وأبرز رموز السينما المصرية، فقد أخرج العديد من الأفلام السينمائية الناجحة بداية من عام 1953، وفي رصيده الفني أكثر من 50 فيلماً سينمائياً شارك فيه أبرز نجوم الفن المصري.

حققت أفلامه نجاحًا كبيرًا وقبولًا جماهيريًا واسعًا، وقد تعاون مع كبار المؤلفين والأدباء منهم نجيب محفوظ، كما أن له مجموعة من الأعمال الفنية التي قدمها خلال مناسبات وطنية وقومية مثل ثورة 23 يوليو.

لقب عاطف بمخرج الواقعية المصرية ويعتبره الكثير من النقاد أحد أهم رواد مدرسة الواقعية في السينما، حيث تناولت أفلامه الأسرة المصرية وما تواجهه من مواقف ومشكلات.

نشأته وتعليمه

ولد عاطف سالم في السوادين لوالدين مصريين، حيث كان والده يعمل ضابطًا في الجيش المصري حينما كانت السودان مستعمرة بريطانية.

عاد بعدها إلى مصر وحصل على شهادة البكالوريوس في الفنون التطبيقية من جامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليًا، وبدأ مسيرته المهنية في السينما منذ عام 1943 كممثل.

زوجات عاطف سالم

تزوج المخرج عاطف سالم أكثر من مرة المرة الأولى كانت من سيدة من خارج الوسط الفني ورزق منها بابنيته ليلى وسلوى، ثم تزوج من نبيلة عبيد وانفصل عنها بعد عدة سنوات وكانت زيجته الأخيرة من سيدة من خارج الوسط الفني ولم يستمر الزواج طويلًا.

بعد فشله في زيجاته الثلاثة قرر عدم الزواج مرة أخرى وقضى بقية حياته عازبًا، وقد تعرض في حياته لصدمة كبيرة حينما فقد ابنته ليلى منذ عدة سنوات وعانى من أزمة نفسية حادة تغلب عليها بالسفر لحضور المهرجانات السينمائية.

عاطف سالم ونبيلة عبيد

تزوج عاطف سالم من الفنانة نبيلة عبيد وكانت وقتها طالبة في المرحلة الثانوية بينما هو يكبرها ب25 عامًا. تعرفت نبيلة عبيد على زوجها من خلال شقيقته اعتماد سالم، وقد طلبت منه أن تمثل وبعد أن أصبحت ممثلة عرض عليها الزواج.

وافقت نبيلة على الزواج من عاطف اعتقادًا منها بأنه سيقدم لها أعمالًا جيدة وسيحقق لها النجومية التي تطمح إليها، وبالفعل تمكنت من ذلك بمساعدة عاطف وأصبحت نجمة صف أول في السينما المصرية.

بمرور الوقت دبت الخلافات بين الزوجين، حيث أصبح عاطف غيورًا جدًا لدرجة أنه يمنعها من الخروج من المنزل ويرافقها أثناء التصوير إذا كانت تعمل مع مخرج آخر غيره.

استمرت علاقة عاطف سالم ونبيلة عبيدة المتوترة لفترة حتى وصلت إلى مرحلة لا يمكن التراجع فيها، وذلك عندما اكتشفت نبيلة أن عاطف يغير رقم الهاتف الأرضي في منزلهما عندما يسافر للتصوير خارج مصر.

قررت نبيلة أن تنفصل عن عاطف بسبب ذلك وطلبت منه الانفصال على مائدة العشاء عام 1967، وفي هذه الفترة كانت تعاني من مشكلات في عملها بسبب تشديدات زوجها عليها.

مسيرته الفنية

بدأ عاطف سالم مسيرته الفنية كممثل في "ماجدة" عام 1943 انتقل بعدها للعمل كمساعد ثالث للمخرج حتى تمكن من أن يصب مساعد أول لأهم المخرجين في مصر خلال الأربعينيات منهم أحمد جلال وحلمي رفله وأحمد بدرخان وغيرهم.

تمكن سالم من تقديم أول عمل سينمائي من إخراجه عام 1953 من خلال فيلم "الحرمان" من بطولة فيروز التي حققت نجاحًا كبيرًا، وقد لاقت أفلامه فيما بعد قبولًا جماهيريًا كبيرًا.

أشهر أفلام عاطف سالم

حظيت الكثير من أفلام المخرج عاطف سالم بإشادة كبيرة من الجمهور والنقاد، ومن أفلامه الناجحة الفيلم الرومانسي العاطفي "يوم من عمري" بطولة عبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت.

تنوعت الأفلام التي قدمها عاطف سالم بين أفلام رومانسية وأفلام اجتماعية، ومن الأفلام الاجتماعية التي عمل فيها بالتعاون مع الأديب نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 1988، كـ "جعلوني مجرما" و"النمرود" و"احنا التلامذة" و"خان الخليلي".

من بين أعماله المعروفة أيضًا في السياق الكوميدي فيلم "أم العروسة" مع عماد حمدي وتحية كاريوكا، فضلاً عن أفلام أخرى كـ "أين عقلي" و"النمر الأسود" و"صراع في الوادي".

بالإضافة إلى أفلام السينما، قام لعاطف سالم بإخراج العديد من الأعمال الفنية التي تناولت المناسبات الوطنية وأعياد ثورة 23 يوليو/تموز.

أنتج أفلامًا قصيرة تسلط الضوء على إنجازات تلك الفترة مثل "جنود الظلام" و"الكلية الحربية" و"الرمال الخضراء" و"فجر جديد" و"السد العالي" و"ثورة اليمن". أما آخر أفلامه كان فيلم "فارس ظهر الخيل" وقد أخرج هذا الفيلم وهو على الكرسي المتحرك.

جوائز وتكريمات

حصل المخرج عاطف سالم على العديد من الجوائز والتكريمات ومنها جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1999. حصل كذلك على جائزتي عن فيلم "ثورة اليمن"، وفيلم "السد العالي".

وفاة عاطف سالم

توفي المخرج عاطف سالم في 31 يوليو عام 2002 عن عمر 75 عامًا في أحد مستشفيات القاهرة بعد صراع مع المرض دام لثلاث سنوات.

في آخر حياته عانى من ارتفاع السكر وأصيب بجلطة في الدماغ أثرت على حركته وأصيب بشلل نصفي عام 99 وقضى حياته على كرسي متحرك، وعانى من أزمة مالية ولم يتمكن من دفع مصاريف علاجه حتى تمكن من العلاج على نفقة الدولة.

وبسبب حالته الصحية ابتعد عنه تلاميذه وأصدقاءه وعانى من حالة نفسية شديدة ورفض العودة إلى المنزل وفضل البقاء في المستشفى وكان يزوره فقط ابنته سلوى وحفيدته والممثلة وفاء سالم.

وقد حضر جنازته مندوب الرئيس المصري حسني مبارك ونقيب السينمائيين آنذاك ممدوح الليثي، كما حضر جنازته كبار نجوم التمثيل ورؤساء النقابات الفنية وتلاميذه وأفراد أسرته.