عارف الشيخ.. مؤلف النشيد الوطني الإماراتي

منذ أكثر من 30 عامًا خلّد الشاعر الإماراتي عارف الشيخ اسمه في التاريخ حينما تم اعتماد قصيدته "تحية العلم" نشيدًا وطنيًا للإمارات، وبجانب النشيد الوطني فإن له العديد من الإسهامات الأدبية من شعر ومؤلفات نثرية متنوعة، تعرف أكثر على مسيرته الأدبية وذكريات تأليفه للنشيد الوطني الإماراتي في هذا المقال.

من هو الدكتور عارف الشيخ؟

عارف الشيخ عبد الله الحسن الهاشمي هو شاعر ومؤلف وكاتب إماراتي ولد في عام 1952 في إمارة دبي ويعد من أشهر الشعراء المعاصرين في الإمارات والخليج وحقق شهرته الأكبر حينما ألف النشيد الوطني الإماراتي.

عمل الدكتور عارف في شتى المجالات منها التدريس والتأليف والخطابة للجمعة والعيد، كما أنه يعمل مأذونًا شرعيًا منذ عام 1980، وهو العضو المؤسس لجائزة دبي للقرآن الكريم ورئيسًا للجنة الفنية فيها.

شارك الدكتور عارف في تأليف المناهج الدراسية لمادة التربية الإسلامية، كما أنه يُعرف بغزارة إنتاجه الأدبي، حيث صدر له أكثر من 60 مؤلفًا ما بين النثر والشعر والتوثيق، كما كتب العديد من الأناشيد التي أصبحت مقررة في الكتب المدرسية.

تلقى الدكتور عارف تعليمًا جيدًا وحظي باهتمام ورعاية كبيرة من الناحية العلمية والثقافية منذ صغره، فدرس في الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر.

المؤلف الشاعر الدكتور عارف الشيخ من أي دولة؟

الدكتور عارف الشيخ من الإمارات العربية المتحدة وتحديدًا من إمارة دبي.

نشأته وتعليمه

ولد الدكتور عارف الشيخ في بيئة علمية وعملية وعائلة حرصت على تعليمه علوم الدين والقرآن الكريم منذ صغره، فالتحق بالكُتاب ودرس القرآن الكريم واللغة العربية.

درس الدكتور عارف المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس دبي، ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية ودرس في مكة، ومنها قصد جامعة الأزهر وحصل على الإجازة الجامعية في الشريعة من كلية الشريعة والقانون عام 1977، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 1997.

مسيرته المهنية

بدأ الدكتور عارف الشيخ مسيرته المهنية بالعمل في وزارة التربية والتعليم منذ عام 1977 وقد ظل يعمل في التدريس حتى عام 2002، كما أنه تم تعيينه مستشارًا للأمور الأسرية في محاكم دبي منذ عام 2007 وحتى الآن.

شارك الدكتور عارف في تأليف كتب التربية الإسلامية واللغة العربية للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، كما أنه شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الاجتماعية والأدبية والشعرية داخل وخارج الإمارات.

يعمل الدكتور عارف كمأذون شرعي في دبي منذ عام 1980 حتى وقتنا هذا، فضلًا عن عمله الصحفي حيث بدأ يكتب في صحف البيان والخليج منذ عام 1990. الدكتور عارف هو عضو مؤسس لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ويشغل الأمين العام للجائزة منذ عام 2005، كما أنه يعمل كخطيب جمعة ومصلى العيد في دبي منذ عام 1977.

يشغل الدكتور عارف عضوية عدد من المجالس منها عضو أول مجلس تعليم في دبي والذي أنشئ عام 2003، كما أنه عضو مجلس رعاية العمل الديني والخيري في دبي عام 2002 وحتى عام 2003، وخلال نفس الفترة كان الأمين العام الأول لمجلس تعليم دبي.

هو أيضًا عضو مجلس الشرطة الاستشاري لخدمة المجتمع منذ عام 2002 حتى الآن، ويشغل كذلك منصب رئيس مجلس أمناء المدارس الأهلية الخيرية منذ عام 2013.

مؤلفات عارف الشيخ حسن

عُرف الدكتور عارف الشيخ بإسهاماته الأدبية ومؤلفاته المتنوعة بين النثر والشعر والدراسات والتوثيق، وقد صدرت له أكثر من 75 مؤلفًا في مجالات وفنون مختلفة، وأهم مراحل حياته الأدبية هو تأليف النشيد الوطني الإماراتي عام 1986.

شارك الدكتور عارف في تأليف مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية. اشتهر أيضًا بمؤلفاته في التوثيق، فوثّق مراحل التعليم في الإمارات في عدة كتب منها "تاريخ التعليم في الشارقة"، و"تاريخ التعليم في أبوظبي"، و"تاريخ التعليم في رأس الخيمة وعجمان وأم القيوين والفجيرة".

 كما وثّق الإعلام المرئي والمسموع في الإمارات قبل الاتحاد في كتابه "تلفزيون الكويت من دبي". وثّق الدكتور عارف أيضًا الخدمات الصحية حتى بداية الاتحاد في كتاب من 3 أجزاء بعنوان "الخدمات الصحية في الساحل المتصالح"، كما وثّق البعثات التعليمية بداية من عام 1953 حتى عام 1972 من خلال أربعة كتب.

من كتبه الأخرى في التوثيق كتاب توثيقي عن القضاء في الإمارات في الفترة ما بين 1990 إلى ما قبل الاتحاد بعنوان "تاريخ القضاء في الإمارات" وصدر الكتاب عام 2013.

من مؤلفاته أيضًا المسرحيات والأوبريتات الوطنية والتربوية والاجتماعية التي بلغ عددها 9 منها "رسالة المتزوجين"، و"أنا الأصمعي"، و"أرجوزة امتحانية"، و"الحياة كما أراها"، و"القراءة من أجل التعلم".

ألّف كذلك عدة كتب عن قادة الإمارات، منها "الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ظاهرة استثنائية" وصدر عام 2008، وكتاب "زايد في عام زايد: ملامح الخير في أشعار سموه" عام 2018، و"إلهامات قائد" وصدر الكتاب عام 2016.

قصائد عارف الشيخ

ألف الدكتور عارف الشيخ أكثر من 15 ديوانًا شعريًا منها 3 دواوين مخصصة للأطفال، ومن دواوينه "ذكريات"، و"نفحات من الخليج"، و"أناشيد من الخليج"، و"من هموم المجتمع"، و"نداء الوجدان"، و"نداء الإسلام"، و"همس القريض"، و"اللهم إني إليك أتضرع".

صدرت له دواوين أخرى منها "حبيبتي بلادي"، و"حسناء يا بنت العرب"، و"إماراتي الحبيبة"، و"ديوان السجنجل"، و"عسجديات"، و"إلهامات وطن".

من هو مؤلف النشيد الوطني الإماراتي؟

الدكتور عارف الشيخ هو مؤلف النشيد الوطني الإماراتي. وعن تفاصيل وذكريات كتابة هذا النشيد ذكر الدكتور عارف أنه ألفه في 3 أيام فقط واستلهم كلمات النشيد الوطني من معزوفة السلام الوطني التي لحنها الموسيقار المصري سعد عبد الوهاب ابن شقيق الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب.

كانت وقتها الإمارات لا تملك نشيدًا وطنيًا، أي تم تأليف النشيد الوطني بعد 15 عامًا من إعلان الاتحاد، وجاءت فكرة النشيد الوطني من محافظ مركز دبي المالي العالمي أحمد حميد الطاير حيث رأى أن الطلاب يرفعون العلم في الطابور بصمت، فرأى أنه يجب ترديد كلمات وطنية حماسية بجانب العزف.

كيف تم اختيار كلمات النشيد الوطني الإماراتي؟

وقع الاختيار على عارف الشيخ لتأليف النشيد لأنه كان معروفًا بتأليف الأناشيد المقررة في المناهج الدراسية، فتم إعطاؤه موسيقى السلام الوطني في شريط لكي يكتب الكلمات عليها.

واجه الدكتور عارف في البداية صعوبة في الاستماع إلى الموسيقى، لكنه استمع إلى اللحن أكثر من 60 مرة وكان من الصعب عليه تأليف كلمات تليق على اللحن.

بعد سماع اللحن أكثر من مرة ألهم إليه كتابة أولى كلمتين في النشيد وهي "عيشي بلادي" ثم كانت الانفراجة بتأليف بقية النشيد.

أرسل الدكتور عارف النشيد إلى مكتب الوزير وتمت الموافقة عليها ثم تم تكليف إذاعة دبي بتسجيل الكلمات بصوت الطلاب، ومن كلمات النشيد الوطني:

عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا

عشت لشعب دينه الإسلام هديه القرآن

حصنتك باسم الله يا وطن

بلادي بلادي بلادي بلادي

حماك الإله شرور الزمان

أقسمنا أن نبني نعمل

نعمل نخلص نعمل نخلص

مهما عشنا نخلص نخلص

دام الأمان وعاش العلم يا إماراتنا

رمزالعروبة كلنا نفديكِ

بالدما نرويكِ

نفديك بالأرواح يا وطن

هل سعد عبد الوهاب هو ملحن موسيقى النشيد الوطني الإماراتي؟

نعم، الملحن المصري سعد عبد الوهاب هو من قدم ألحان معزوفة السلام الوطني، وبعد 15 عامًا تم تأليف كلمات النشيد الوطني الإماراتي لكي تتوافق مع الألحان.