عادل هاشم ممثل، مخرج، وإذاعي قدير، استطاع تحقيق نجاح كبير على كافة المجالات التي خاضها سواء داخل مصر أو خارجها، قدم مسيرة فنية كبيرة في السينما والتلفزيون، كما حقق شهرة كبيرة في الإذاعة الفرنسية وقضى في باريس 10 سنوات، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية....
نشأة عادل هاشم وحياته
ولد عادل محمد هاشم، في حي السيدة زينب بالقاهرة يوم 7 أكتوبر عام 1939، تربى "عادل" في حي السيدة زينب والتحق بمدرسة الملك الناصر الابتدائية، وحينما بلغ الثالثة عشر من عمره انتقلت أسرته من حي السيدة زينب إلى منطقة الجيزة والتحق بمدرسة السعيدية الثانوية.
بعد أن أنهى "عادل" المرحلة الثانوية أصر والده عليه بأن يلتحق بكلية الحقوق، ولكنه لم يكن يحب هذا المجال فلم يستطع استكمال الدراسة فيها وتركها والتحق بمعهد الخدمة الاجتماعية وحصل على البكالوريوس في عام 1962.
ترعرع "عادل" في أسرة مهتمة بالفن، فكان والده مفتشاً بالرقابة على المصنفات الفنية بقسم المسرح والأغاني، ولذلك كان يصطحب ابنه معه منذ الصغر كثيرا إلى المسرح لمشاهدة البروفات والعروض، ليقع الطفل الصغير في حب المسرح دون أن يدري.
بدأ "عادل" يقلد ما يشاهده في البروفات، كانت البداية من خلال المسرح المدرسي، فالتحق بفريق المسرح بمدرسة الملك الناصر الابتدائية وأصبح من نجوم المسرح المدرسي ممثلاً ومخرجاً حتى تخرج من مدرسة السعيدية الثانوية.
ومثلما كان والده سببا في حبه للمسرح كانت والدته سبباً في حبه للإذاعة، فكانت والدته التي تمتلك ماكينة خياطة تستمع إلى الإذاعة أثناء عملها على الماكينة، وكان "عادل" وهو طفل صغير يريد أن يعرف كيف يدخل المذيعون داخل الراديو، وبدأ يقلد المذيعين في مختلف المحطات الإذاعية وهو ممسك بغطاء ماكينة الخياطة، وحينما كبر تولى الإذاعة المدرسية بالمدرسة السعيدية فبرعت موهبته في الإلقاء.
ما لا يعرفه الكثيرون، أنّ عادل هاشم، التحق بكلية الحقوق، ليلبي رغبة والده، الذي رفض أن يدرس نجله التمثيل، رغم أنّه درس الموسيقى وعمل مفتشًا بالرقابة على المصنفات الفنية بقسم المسرح والأغاني.
حينما التحق عادل هاشم بالجامعة بناء على إصرار والده لدخوله كلية الحقوق جامعة عين شمس واعتراضه على دخوله المعهد العالي للفنون المسرحية، اتجه للمسرح لأنه كان شغفه الأول وانشغل فيه عن الدراسة فرسب مرتين بالكلية وتم فصله منها، وبعدها اختار "عادل" أن يدرس في معهد الخدمة الاجتماعية لحبه الشديد لعلم الاجتماع.
أما عن زوجة عادل هاشم وأولاده، فهو لم يكن يتحدث عن حياته الخاصة في الإعلام ولا يوجد معلومات عنها غير أنه تزوج من ابنة خاله، وأنه أنجب بنت وولدان. وتوفي عادل هاشم يوم 16 مارس عام 2021.
مسيرته الفنية
على الرغم من انشغال عادل هاشم بالتدريس والإذاعة، إلا أنه قدم مسيرة فنية وصلت إلى 112 عملاً، كانت بداية معرفة الجمهور به في عام 1962 من خلال مسرحية السبنسة، وشارك في الستينات في أول فيلم له في السينما وهو المارد عام 1964، ومسلسل الضحية في نفس العام.
أما عن أشهر أعماله، فهي مسلسل اسم مؤقت، مسلسل العراف، مسلسل الصفعة، مسلسل فيرتيجو، مسلسل حنان وحنين، مسلسل عمارة يعقوبيان، فيلم 90 دقيقة، مسلسل سكة الهلالي، مسلسل مصر الجديدة، مسلسل فجر ليلة صيف، وفيلم حرب أطاليا.
كما تألق في مسلسل الخيول، مسلسل بوابة الحلواني، مسلسل قسمتي ونصيبي، مسلسل الحب والاختيار، مسلسل حواري وقصور، مسلسل الوشاح الأبيض، فيلم بلية ودماغ العالية، مسلسل نسر الشرق، مسلسل الإمام ابن حزم، مسلسل رياح الشرق، فيلم ناصر 56، فيلم عفريت النهار.
ومن أعماله الشهيرة أيضا، مسلسل رفت الهجان، مسلسل الثعلب، فيلم سوق النساء، فيلم 131 أشغال، فيلم هدى ومعالي الوزير، فيلم إلا ابنتي، مسلسل الخروج من الدائرة، فيلم سوق النساء، ومسلسل الوقف.
أبرز المعلومات عن عادل هاشم
بعد أن حصل "عادل" على البكالوريوس ونظرا لحبه الشديد للفن اتجه إلى المسرح القومي، بعدما قرأ عن إعلان للمسرح يطلب فيه ممثلون ليسوا خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، فتقدم للاختبار في لجنة ضمت مصريين وأجانب ونجح في الاختبارات وتم تعينه ممثل في المسرح القومي بمكافأة 12 جنيهاً شهريا.
مع بداية مشوار عادل هاشم في المسرح القومي كممثل بدأ يحب الإخراج، فبدأ يعمل كمساعد مخرج مع كبار المخرجين في المسرح القومي، ليقدم أول مسرحية من إخراج وهي الأنس والتي قدم فيها النجم محمود ياسين فهو مكتشفه، ليستمر منذ ذلك الوقت مخرج بالمسرح القومي حتى عام 1970.
عان عادل هاشم من مرحلة اكتئاب بعد وقوع نكسة 1967، ورحيل والدته في العام التالي 1968، ليقرر السفر خارج مصر، وقبول ترشيح النجم كرم مطاوع له للعمل كأستاذ تمثيل خلفا له في الجزائر بعد عودته إلى مصر لإخراج إحدى المسرحيات.
بعد سفره إلى الجزائر وإلى جانب تدريسه التمثيل تم تكليفه من قبل وزارة الثقافة الجزائرية لتعليم المذيعين اللغة العربية، كجزء من خطة الرئيس الجزائري هواري بومدين بتعريب اللغة، واستمرت بعثته في الجزائر لمدة عامين.
كان "هاشم" يحلم بالسفر إلى باريس منذ صغره، وبعد انتهاء بعثته في الجزائر سافر إلى باريس ومكث بها 10 سنوات استطاع خلالهم تحقيق العديد من الإنجازات، فتعلم اللغة الفرنسية وأجادها بشكل تام، حصل الدكتوراه من باريس في علم الاجتماع المسرحي، إلى جانب ذلك التحق "عادل" بالإذاعة الفرنسية في القسم العربي، كما عمل مذيعا أيضا في إذاعة مونت كارلو في القسم العربي.
وفي باريس أيضا تولى "عادل" الإشراف على البرامج العربية في كل من إذاعة باريس العربية ومونت كارلو، وعمل أيضا في واحد من أكبر المعاهد في فرنسا وهو المعهد القومي للوسائل السمعية والبصرية حيث كان مسؤول داخل المعهد على تدريب العرب والفرنسيين على النطق الصحيح للغة العربية.
كشف "عادل" عن سر إجادته للغة العربية في أحد اللقاءات وقال إن المنزل الذي تربى فيه هو السبب في ذلك فعلى الرغم من أن والدته كانت حاصلة على الابتدائية فقط إلا أنها كانت بليغة في اللغة العربية، كما أن والده درس بالمعهد الديني في محافظة سوهاج، ولكنه كان يعشق الموسيقى فترك المعهد وانتقل للقاهرة والتحق بالمعهد العالي للموسيقى وبعدها حصل على وظيفة مفتش بالرقابة على المصنفات الفنية، وأوضح أن والده كان يعشق الفصحى ويكتب الشعر والزجل.