حقق النجم المصري الراحل عادل الفار شعبية كبيرة بفضل فن المونولوجست الذي أبدع فيه، فقد بدأ مسيرته في الثمانينات بالعمل في الملاهي الليلية، ثم انتقل للعمل في السينما والتلفزيون، وقدم العديد من الأعمال المميزة، ونجح في إضفاء نكهة خاصة للأدوار التي قدمها، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
من هو عادل الفار؟
هو ممثل ومونولوجست مصري، ولد في 20 ديسمبر عام 1961 في محافظة القاهرة، وقد بدأ مسيرته الفنية في حفلات الزفاف والملاهي الليلية كمونولوجست، وبعدها اكتشفه المخرجين، وقدموه في أدوار متنوعة في السينما والتلفزيون.
اكتسب الفار شعبية كبيرة بفضل الأدوار الثانوية التي قدمها، والتي نجح في إضفاء طابع مميز لها، وقد قدم العديد من الأغنيات المميزة التي حققت له المزيد من الشهرة، ورغم أن أدواره كانت صغيرة مقارنة بغيره من النجوم، إلا أنه خلق قاعدة جماهيرية كبيرة، وأحبه الجمهور لبساطته وتلقائيته.
ابتعد الفار بعدها عن التمثيل لفترة طويلة، وواجه الكثير من المشكلات الشخصية والعائلية، بالإضافة إلى حالته الصحية التي منعته من تقديم أعمال فنية في آخر أيامه حتى الوفاة.
مسيرته الفنية
بدأ الفنان عادل الفار في الثمانينات، حيث كان يقدم فقرات كوميدية وغنائية في الأفراح والملاهي الليلية، وبمرور الوقت اكتسب شعبية كبيرة، وأصبح يطلب في المزيد من المناسبات المختلفة، كما كان يشارك في التعليق والاحتفالات خلال المباريات في دوريات الشباب.
قدم الفار أول ألبوم له بعنوان "الحقني يا شكري" والذي قدمه خلال مباراة بين شباب مصر الجديدة وشباب بولاق، وقد اكتسب الألبوم شعبية كبيرة بسبب هذه المباراة، وزادت شعبية الفار بفضل أغنيات وعروض الألبوم.
بعد نجاح هذا الألبوم، أصبح الفار مطلوبًا في العديد من الأندية والملاهي الليلية، وبعدها أصبح مطلوبًا في السينما والتلفزيون، وأصبحت شعبيته في مصر كلها.
تميز الفار بخفة دمه وتعليقاته المضحكة، وكلمات أغانيه المرحة والغريبة في الوقت نفسه، كما اشتهر بخفة حركته على المسرح، فقد كان يرقص ويقف ويتفاعل مع جمهوره، وهو ما سبب له شعبية كبيرة، وقد كانت أعماله محبوبة للكبار والأطفال.
ومن أغاني عادل الفار "مين سرق العمود"، و"النمل"، و"فوزي"، و"الملحن"، و"لولو"، و"النونة"، شيكوبكا"، و"أوبريت آخر كلامنا"، و"احنا الشباب"، و"أوبريت شرفت يا عيد"، و"شيبسي" وأغنيات أخرى.
أعماله في السينما والتلفزيون
تمكن عادل الفار من دخول السينما بفضل أغنياته التي اكتسبت شعبية كبيرة، وأصبحت مسموعة من فئات كبيرة من الشعب المصري، ليدخل مجال السينما لأول مرة في عام 1998، من خلال فيلم "هيستريا" من بطولة عبلة كامل، وأحمد زكي، وشريف منير.
تمكن الفار من الحصول على فرصة في السينما بفضل ألبوم "سرق العمود" الذي استمع إليه مؤلف فيلم "هيستريا" وأعجب به كثيرًا، ثم اقترح على الموزعة ناهد فريد شوقي مشاركته في الفيلم، حيث أعجبت به، واعتقدت أنه سيكون مناسبًا لشخصية "كتكوت" مع أحمد زكي في فرقة الموسيقى العربية.
وبعد تقديمه هذه الشخصية، تلقى الفار المزيد من العروض، وتنوعت أعماله بين السينما والمسرح والتلفزيون، فقد شارك في "مسرحية شقاوة"، وفيلم "عمر 2000"، و"شجيع السما"، و"الأجندة الحمراء"، و"زكية زكريا في البرلمان"، و"جالا جالا"، و"الرغبة"، و"فيلم هندي"، و"الواد لا لا".
ومن أفلام عادل الفار الأخرى أفلام "حارة البنات"، و"اثنين على الرصيف"، و"بون سواريه"، و"بارتي في حارتي"، وفيلم "رأس السنة" عام 2020، والذي كان آخر أعماله في السينما.
شارك كذلك في مسلسلات عديدة، منها "يوميات مصري"، و"الكومي"، و"9 شارع السلام"، و"مطعم تشي توتو "، و"حاسبوا منه"، و"رست هاوس"، و"جريمة على لساحة الشمالي"، و"الإخوة كرامة عوف"، و"أحلام كومبارس"، و"عيال عفاريت"، "عائلة بسطويسي"، و"الحلنجي"، و"صاحب السعادة".
شارك كذلك في مسلسلات "مدينة النارنج"، "ستات قادرة"، و"بس مباشر"، وآخر أعماله مشاركته في مسلسل "الفتوة" عام 2020، وقدم فيه شخصية الأعور.
ابن عادل الفار
توفي الابن الوحيد للفنان عادل الفار شادي عام 2020، وقد تحدث الفار بحزن وتأثير شديدين عن وفاة ابنه، وعن ندمه لانشغاله عن ابنه وتقصيره في تربيته. وقد صرح الفار في التلفزيون أن ابنه كان يطلب منه الكثير من الأموال، ولأن الفار مشغولًا عنه بسبب العمل والتصوير، كان يمنحه الأموال، ولكنه اكتشف في النهاية إدمانه.
دخل ابن عادل المصحة للعلاج أكثر من مرة، ولكنه انتكس، وقد في حديث عادل الفار عن ابنه، قال إنه توفي في النهاية بسبب المخدرات في عمر 35 عامًا.
وعن تفاصيل وفاته، أوضح الفار أنه كان على خلاف كبير مع ابنه، وقاطعه لفترة طويلة، ثم تلقى اتصالًا من زوجته ابنه تخبره بأن شادي في المستشفى، وهناك نظر له ابنه نظرة عتاب، وبعد عدة أيام تلقى اتصالًا من المستشفى تفيد بوفاة ابنه.
كانت وفاة ابنه أكبر صدمة في حياته، وخاصة بأنه كان على خلاف مع ابنه قبل الوفاة، وندم على عدم حل ذلك الخلاف، كما أنه تذكر الكثير من المحادثات بينه وبين ابنه، وشعر بالندم لتقصيره في تربيته والابتعاد عنه.
وبعد وفاة ابنه، وجه الفار نصائح للآباء بالاهتمام بأبنائهم ورعايتهم جيدًا قبل فوات الأوان، وقال إنه نادم على هذا الأمر، ويطلب من الله السماح كل يوم.
وفاة عادل الفار
توفي الفنان عادل الفار يوم الخميس الموافق 21 نوفمبر 2024 عن عمر 62 عامًا بعد صراع مع المرض، حيث مكث في العناية المركزة لمدة 23 يومًا، ثم أعلنت أسرته عن وفاته.
وقد عانى الفنان عادل الفار من مضاعفات صحية خطيرة، ثم ارتفاع ضغط الدم وفيروس سي ومرض السكري، كما عانى من سرطان الخلايا الكبدية، وانتشر ورم البروستاتا إلى عظم العانى.
وعانى الراحل أيضًا من مرض القلب الإقفاري، والحمى ونقص الأكسجين، واضطراب مستوى الوعي، فضلًا عن إصابات حادة في الكلى، وعانى من عدة نوبات في الرئة، كما كان مصابًا بصديد، ووضع على جهاز التنفس الصناعي، وقبل وفاته عانى من 3 أزمات قلبية.