عادل إمام.. الزعيم عملاق الفن في مصر والوطن العربي

الزعيم عادل إمام واحد من عمالقة الفن في مصر والعالم العربي، استطاع على مدار سنوات طويلة أن يكون رمزا للضحك والكوميديا ولا يزال يتربع على عرش الكوميديا. 

"بيدور قدامي شرائط وأحلام وتوقعات وأشياء كوميدية وأشياء تراجيدية ونجاح وفشل وصعود وطلوع.. حاجات كتير ممكن تعدي قدام عيني يومياً مش لازم يوم ميلادي" هكذا تحدث الفنان المصري عادل إمام، عن تذكره شريط حياته وأحداثها المختلفة، رداً على سؤال وجهه له عمرو الليثي خلال برنامج "واحد من الناس" حول تذكره لأحداث حياته. مسيرته الفنية وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...

نشأة عادل إمام وحياته

اسمه بالكامل عادل محمد إمام محمد، ولد في مدينة المنصورة المصرية، يوم 17 مايو عام 1940، كان يهوى التمثيل منذ صغره، والتحق بجامعة القاهرة، وهو ما تطلب انتقاله إلى العاصمة، يقول إمام عن بداية سكنه في القاهرة: "كنت أسكن في غرفة واحدة بها مرحاض بدون باب".

تخرج إمام في كلية الزراعة، خلال أحد لقاءاته التليفزيونية يقول إمام عن علاقته بأساتذته في كلية الزراعة: ""أنا إلى الآن لو قابلت أستاذ ليّ من أساتذة كلية الزراعة أوطي أبوس إيده".

خلال سنوات دراسته اكتشف شغفه الحقيقي للتمثيل، فشارك في المسرح الجامعي وعروضه، وكانت العروض التي يُقدّمها تُثير إعجاب الكثير من زملائه.

كانت الخطوة الواسعة التي خطاها إمام في بداية مشواره الفني في عام 1962، حينما قدّم أول مسرحياته على شاشة التلفاز "أنا وهي والهوا" وبعدها مسرحية "النصابين".

والديّ عادل إمام ومدى تأثره بهما

خلال لقاءات تليفزيونية، تحدث عادل إمام عن أن والده كان قاسياً في طفولته، لكنه أصبح صديقه عندما كبر، مُشيراً إلى أن التعليم والدين كانا أهم ما يحرص والده على انضباطه بهما، فيجب أن يكون ناجحاً ومتفوقا في التعليم وأي إخفاق في هذا الأمر كان يستلزم عقاباً من والده، كذلك يجب المواظبة على الصلاة بشكل تام.

يقول عادل إمام عن والده: "لما كبرت.. اكتشفت أن كان يقسو عليّ لأنه كان خائفاً عليّ، واكتشفت أنه قد حماني من حاجات كتير، فحبيته أوي وبقينا أصحاب".

توفي والد عادل إمام حينما كان يعرض إحدى مسرحياته في لبنان، في اليوم الأخير لعرض المسرحية أخبرته زوجته برحيل والده، واجه إمام الخبر بهدوء وتقبل، وذهب لأداء دوره على خشبة المسرح لأنه لم يكن يستطيع تأجيل العرض أو إلغاءه، وفي نهاية المسرحية، وقف إمام على خشبة المسرح وقال: "أنا عايز أتكلم عن أبويا.. هتكلم مع مين غير جمهوري؟ اليوم مات أبي".

خلال برنامج "واحد من الناس" يقول إمام: "بينما كنت أحكي عن والدي على خشبة المسرح، كنت أرى وجوه الناس تضحك حيناً وتبكي حيناً، وزملائي حولي يبكون، وأول ما فعلته بمجرد نزولي مصر هو ذهابي لزيارة والدي".

أما عن والدته فقال إمام "والدتي كانت أمية، لكن كان لديها حس ثقافي غريب، وقوة شخصية، كانت تحبني محبة كبيرة فقد كنت أكبر أولادها، وكانت دائماً ما تدعو لي قائلة: ربنا يحبب فيك خلقه." أشار إمام إلى أن والدته قد توفيت وهي تدعو لزوجته هاله لأنها كانت دائماً معها.

بعد وفاتها شعر إمام بأنه فقد أكبر وأغلى حباً في حياته، يقول عن هذا: "بعد نحو الشهر ونصف وفاتها، وجدتني أوقف سيارتي في الشارع في الثالثة أو الرابعة فجراً، ووقفت أبكي على فقد أمي".

زوجة عادل إمام وأولاده

تزوج عادل إمام من "هالة الشلقاني" أخت الفنان الراحل مصطفى متولي، وأنجبا بنت وحيدة هي "سارة"، وولدان هما: "رامي" و"محمد".

وتزوج كل أبناء الزعيم عادل إمام وأنجبوا له عدة أحفاد يعيشوا معا في نفس المنزل، وتحدث عن علاقته القوية بأحفاده وأنهم سر سعادته في العديد من اللقاءات.

"أنا حاسس بسعادة.. هتقولي ليه؟ مش عارف!" هكذا عبّر الفنان المصري، عادل إمام، عن شعوره أثناء احتفاله بأحد أعياد ميلاده، من الأسباب الحالية لسعادة "الزعيم" التي سردها خلال البرنامج، كان عائلته وأحفاده، والذين يقول عنهم إمام "ربنا قالي أنا أريد أن أسعدك.. فجابلي الأحفاد دول".

خلال لقاء سابق مع برنامج "أنا مشهور" المُذاع على منصة شاهد، قال إمام عن أحفاده: "هما مش بيقولوا ألقاب، بيقولوا لجدتهم "هالة" وبيقولوا لرامي ومحمد بأسمائهم، جم عندي يقولون لي "بابا عادل" قلت لهم " لا.. لا أنا عاوز جدو.. كلمة جميلة جداً". مُضيفاً: "أنا اليوم اللي مابشوفهمش فيه ما يتحسبش من عمري، زي ما بتقول الست أم كلثوم.. كلهم صحابي".

المشوار الفني للزعيم عادل إمام

اختارت الأمم المتحدة عادل إمام سفيراً للنوايا الحسنة وكانت إحدى حيثيات هذا الاختيار أنه فنان البسطاء في مصر، قدّم إمام العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، التي جسدت حياة أشخاص بسطاء رُبما لم يكن أحد ليسمع بهم أو يتعرف على حيواتهم. بالضحك حيناً وبالتراجيديا حيناً استطاع "الزعيم" أن يغزو قلوب المصريين ويؤكد في كل عمل من أعماله على مرّ العقود الماضية أنه واحداً منهم.

كان من أبرز الأعمال المسرحية التي قدّمها إمام في بداياته، دوره في مسرحية "مدرسة المشاغبين" عام 1973، والتي تُعدّ من أكثر المسرحيات العربية شهرة وما تزال تعرض على شاشات التلفاز إلى اليوم. تلاها العديد من المسرحيات الناجحة مثل مسرحية "شاهد ما شافش حاجة" عام 1975، "الواد سيد الشغال" عام 1984، "الزعيم" عام 1993.

وفي السينما قام إمام بأداء العديد من الأدوار الهامة، التي تنوعت بين الدراما، السياسة، الكوميديا والرومانسية، بدأ "الزعيم" بأداء أدوار صغيرة، لكنها كان لديها القدرة على إظهار موهبته، مثل فيلم "لصوص لكن ظرفاء" عام 1968 أمام الفنان أحمد مظهر.

أما دوره السينمائي الذي شكّل نقلة في بداياته السينمائية فكان دوره في فيلم "البحث عن فضيحة" عام 1973 مع ميرفت أمين وسمير صبري، كان دور إمام في هذا الفيلم بمثابة الإعلان عن توديع الأدوار المساعدة والاستعداد لمرحلة جديدة عنوانها "البطولة المطلقة"، وهي المرحلة التي استمرت بدءاً من فيلم "البحث عن فضيحة" في السبعينيات، وصولاً إلى فيلم "زهايمر" عام 2010، وهي الرحلة التي تضمنت ما يصل إلى نحو 127 فيلماً.

خلال رحلته السينمائية قدّم "الزعيم" العديد من الأدوار البارزة، التي حفرت مكانها في الذاكرة المصرية والعربية، منها: "قاتل ما قتلش حد" و"خلي بالك من جيرانك" عام 1979، "شباب يرقص فوق النار" عام 1978، "الأزواج الشياطين" و"جنس ناعم" عام 1977، "ألو.. أنا القطة" و"ممنوع في ليلة الدخلة" عام 1975، "على باب الوزير" عام 1982، "الأفوكاتو" عام 1983، "الإنس والجن" عام 1984، "كراكون في الشارع" عام 1986 "الإرهاب والكباب" عام 1992، "الإرهابي" عام 1994 والذي تعرّض بسببه للتهديد بالقتل.

بالإضافة إلى "التجربة الدنماركية" عام 2003، "عريس من جهة أمنية" عام 2004، "السفارة في العمارة" عام 2005، "عمارة يعقوبيان" عام 2006، "مرجان أحمد مرجان" عام 2007.

قدّم إمام أيضاً عدد من المسلسلات الدرامية الكوميدية الاجتماعية، منها المسلسل الشهير "فرقة ناجي عطالله" عام 2012، مسلسل "العراف" عام 2013، مسلسل "صاحب السعادة" عام 2014، "أستاذ ورئيس قسم" عام 2015، "عوالم خفية" عام 2018، "فالنتينو" عام 2020 وهو آخر عمل شارك فيه حتى الآن.

أما عن التكريمات التي نالها "الزعيم"، فبخلاف عظيم محبة الجمهور له، حصل إمام على العديد من الجوائز، التي منها: "جائزة حورس" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مرتين، "الجائزة الفخرية" في مهرجان مراكش السينمائي الدولي 2014، "جائزة اللجنة الدولية" في مهرجان ساوباولو الدولي في البرازيل عام 2005، وجائزة "إنجازات مهنية" من مهرجان الجونة السينمائي عام 2017.