عائشة المنصوري.. أول كابتن طيار إماراتية لشركة طيران تجارية

تحولت الإماراتية عائشة المنصوري إلى نموذج يفتخر به فتيات الإمارات وقدوة لجميع الفتيات في العالم اللاتي يطمحن لدخول عالم الطيران، فهي أول كابتن طيار إماراتية، وأول إماراتية تقود أكبر طائرة في العالم وهي بعمر 26 عامًا فقط، فمن هي؟ وكيف حققت هذا الإنجاز؟ تعرف أكثر عليها في هذا المقال.

من هي عائشة المنصوري؟

الكابتن الطيار الإماراتية عائشة المنصوري هي واحدة من الطيارين البارزين في الإمارات العربية المتحدة. بدأت مسيرتها المهنية في مجال الطيران مع الاتحاد للطيران في عام 2007، وكانت واحدة من أولى السيدات الإماراتيات اللاتي دخلن مجال الطيران التجاري.

المنصوري أصبحت أول قائدة طائرة إماراتية على طائرة من طراز إيرباص A380، وهي أكبر طائرة ركاب في العالم، وكانت خطوة تاريخية وملهمة للنساء في الإمارات والمنطقة ككل، حيث أظهرت أن النساء يمكنهن تحقيق النجاح في مجالات تقليدية كانت تعتبر لوقت طويل حكرًا على الرجال.

المنصوري ليست الفرد الوحيد في عائلتها الذي يعمل في مجال الطيران، فشقيقتها مريم هي أول إماراتية تحصل على رتبة رائد طيران في سلاح الطيران الإماراتي، أما شقيقها هو طيار مروحية.

عشقت الطيران منذ طفولتها

عشقت الكابتن عائشة المنصوري الطيران منذ طفولتها، وقد تعلقت بالطيران حينما زارت، بصحبة شقيقتها مريم، معرض الطيران، عندما كان في الثامنة عشرة من عمرها، وحينها شعرت أنها تنتمي إلى هذا المكان، وأنها تود أن تصبح بالقرب من الطائرات لبقية حياتها.

وخلال تواجدها في المعرض تلقت دعوة للالتحاق ببرنامج لتأهيل الإمارتيين لقيادة الطائرة، لذا لم تتردد للحظة، وشعرت أنها تتخذ أفضل قرار في حياتها، وكانت تبلغ من العمر 18 عامًا فقط.

درست المنصوري في برنامج الطيار المتدرب التابع للاتحاد للطيران في أكتوبر عام 2007، وكانت واحدة من بين شابتين إماراتيتين في دفعتها، وهي سلمى البلوشي، ضمن 450 طالبًا في الأكاديمية، وكانتا أول فتاتين من الطيارين المبتدئين لدى الاتحاد للطيران، إلى جانب 10 من الذكور.

درست المنصوري أيضًا لمدة عامين في الأكاديمية الدولية للطيران "هواريزن" في العين، وبعدها عيُنت مساعد طيار ثانِ في الاتحاد للطيران، حيث حصلت رخصة طيار نقل في الشركة، وقامت بأول رحلة تجارية لها على متن طائرة الإيرباص A320 إلى العاصمة الأردنية عمّان.

حصلت المنصوري على ماجستير في إدارة الطيران عام 2018 من المدرسة الوطنية للطيران المدني في فرنسا.

كانت الرحلات الأولى للمنصوري قصيرة، اقتصرت عدد ساعاتها الخمس ساعات، وبعد 4 سنوات من انضمامها إلى الشركة، تم ترقيتها إلى مساعد طيار، وبدأت في قيادة طائرات إيرباص A330، وزادت عدد ساعات الرحلات التي شاركت فيها إلى أكثر من 12 ساعة طيران.

سافرت المنصوري إلى أستراليا، والمغرب، وفرنسا، وعدة دول حول العالم، وتمكنت من تحقيق 3 آلاف ساعة طيران حتى عام 2016.

وتتذكر المنصوري أول رحلة طيران لها، والشعور الذي انتابها بعد قيادتها للطائرة في رحلتها الأولى، فبعد الهبوط اقترح عليها مدربها توديع المسافرين لدى خروجهم من الطائرة، وهي تقليد قديم يقوم به الطيارون الجدد، وعند وقوفها بجانبه التفت إليها قائلًا: "كل هؤلاء الناس كنت مسؤولة عن حياتهم".

أول إماراتية تقود أكبر طائرة في العالم

استطاعت عائشة المنصوري تحقيق إنجاز آخر في مسيرتها المهنية، حيث أصبحت أول إماراتية تقود طائرة إيرباص 380 العملاقة، والتي تعد أكبر طائرة ركاب تجارية في العالم، وتحمل ركاباً يتراوح عددهم بين 550 إلى 580 راكبًا، وذلك في عام 2018.

وبعد اختيارها لقيادة هذه الطائرة قامت برحلات إلى عدة مدن حول العالم، منها نيويورك، وملبورن، ولدن، وسيدني، وبومباي، وقد تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز بعدما تلقت تدريبات مكثفة في الاتحاد، وبعد أن تسلمت عدة طائرات من شركة إيرباص الفرنسية.

وعن تحقيقها هذا الإنجاز قالت المنصوري: "شعرت بالفخر الشديد، والمسؤولية الكبيرة المحمولة على عاتقي".

اقرأ أيضًا: أحمد بن عسكر النقبي.. أول طيار عسكري في إمارة الشارقة

أول كابتن إماراتية لشركة طيران تجارية

بعد قيادتها لأكبر طائرة في العالم اتجهت الكابتن عائشة المنصوري نحو تحقيق هدفها التالي، وهي أن تصبح كابتن طيار، وقد تمكنت من تحقيق هذا الهدف في أغسطس عام 2022، حيث أصبحت أول كابتن إماراتية لشركة طيران تجارية في الإمارات، وهي من أهم إنجازات عائشة المنصوري.

ولكي تحقق هذا الهدف تمكنت من الوصول إلى 5500 ساعة طيران، وهي ساعات الطيران الإلزامية لتصبح مؤهلة للترقية، كما اجتازت بنجاح جميع الفحوصات واختبارات المعرفة النظرية التي تشترطها الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات.

بالإضافة إلى ذلك، تمكنت من اجتياز امتحانات التحليق العملية، مما أهلها لأن تصبح رسمياً أول كابتن طيار إماراتية تحمل رخصة طيار للنقل الجوي في الإمارات العربية المتحدة.

 وقد أقيمت مراسم ترقيتها في مركز إحاطة الطواقم الجوية التابعة للاتحاد للطيران، وحضر الترقية أفراد من أسرتها وزملائها من الطيارين والإدارة العليا للشركة كذلك، وقد باشرت مهامها ككابتن طائرة بداية من 28 أغسطس عام 2022 في يوم المرأة الإماراتية.

وعن تحقيق هذا الإنجاز قالت كابتن عائشة المنصوري: "أنا ممتنة للغاية للحصول على فرصة الانضمام إلى برنامج تدريب الطيارين في الاتحاد للطيران، مما سمح لي بتطوير مسيرتي المهنية على مر السنين. أشعر بالامتنان أيضًا للدعم الكبير الذي قدمه لي المسؤولون عن تدريبي في الاتحاد، حيث كانت توجيهاتهم ونصائحهم الثمينة أساسية في تحسين مهاراتي وإعدادي للوصول إلى هذه الرتبة".

يُذكر أن الاتحاد للطيران يلتزم باستراتيجية التوطين، ويحرص على تعزيز فرص المرأة الإماراتية ودورها في نمو صناعة الطيران، حيث لا تميز الشركة بين الجنسين، بل تعطي الفرص لم يستحقها من أصحاب الكفاءة والمهارات، وقد نالت المنصوري بجدارة رتبتها لتلهم غيرها من الإماراتيات اللاتي يطمحن إلى دخول مجال الطيران والنجاح فيه.

اقرأ أيضًا: عبد الوهاب الديواني.. أول قبطان بحري في الإمارات