طلعت زكريا.. طباخ الريس صاحب البسمة التي تلمس الوجدان

فنان كوميدي ظهوره على الشاشة يرسم البسمة على الوجوه، أشهر أفلامه هو طباخ الريس الذي وطد علاقته بالرئيس الأسبق حسني مبارك، ودافع عنه حتى وفاته، إنه الفنان طلعت زكريا الذي ترك مسيرة فنية رائعة متضمة حوالي 170 عملا ما بين سينما وتلفزيون ومسرح.

عانى من غيبوبة شهرين، وعاد مرة أخرى وأمتع جمهوره بمجموعة من الأفلام الرائعة حتى وفاته، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية..

حياة طلعت زكريا ونشأته

اسمه بالكامل طلعت زكريا محمد يوسف، ولد في محافظة الإسكندرية،  في 18 ديسمبر عام 1960، عانى  من الفقر واضطر للعمل منذ الصغر، وتنقل ما بين بيع الصحف، والعمل كنادل في المطاعم والكافيهات، وبين بعض الأعمال الحرة.

كان "طلعت" يحلم بأن يكون ممثلا، لذلك التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل على البكالوريوس عام 1984 قسم التمثيل والإخراج، وبدأ بالانضمام للفرق المسرحية بمحافظة الإسكندرية.، واستقر به المطاف في فرقة الإسكندرية المسرحية، وشاركهم في أكثر من 30 عملا، بعدها قرر الانطلاق للقاهرة بحثا عن الشهرة والنجومية.

أول ظهور لطلعت زكريا في السينما من خلال فيلم حادي بادي مع النجم فريد شوقي والفنان سمير غانم والفنانة دلال عبدالعزيز في عام 1984.

أولى مسرحياته كانت مع الفنان سمير غانم وشاركه في مسرحية "فارس وبني خيبان" في عام 1987، وفي عام 1990 شارك في مسلسل "هي وغيرها" مع الفنانة صابرين والفنان محمد ثروت.

مسيرته الفنية

تنوعت مسيرة "زكريا" في التسعينات ما بين المسرح والسينما، فظهر مع الزعيم عادل إمام في فيلم الجردل والكنكة بخيت وعديلة 2، وفي عام 1998 شارك في فيلم أبو خطوة بطولة الشحات مبروك.

وفي عام 1999 شارك في فيلم ولا في النيلة أبقي بطولة هاني رمزي وأحمد آدم، وفي عام 1999 شارك في فيلم نور ونار مع الفنانة ليلى علوي والفنان فاروق الفيشاوي.

أما في المسرح فظهر في عدة مسرحيات مثل البعبع، المستخبي، الباراشوت، الحرامية أهم، المحظوظ وأنا،  بهلول في إستنبول، إيه اللي حصل في شهر العسل، تكسب يا خيشة، عائلة الفك المفترس، أنا ومراتي ومونيكا.

بدأ "زكريا" بالاتجاه نحو الكوميديا في أفلامه وشارك في عدد من الأفلام ذات الطابع الكوميدي مثل التجربة الدنماركية مع الزعيم عادل إمام، وخالتي فرنسا مع الفنانة عبلة كامل، وكلم ماما مع عبلة كامل أيضا، وفيلم أوعى وشك، وفيلم المشخصاتي، جائزة نوفل، وفيلم هو فيه إيه.

كما شارك في فيلم غبي منه فيه مع الفنان هاني رمزي، فيلم عوكل مع محمد سعد، فيلم السيد أبو العربي وصل مع هاني رمزي، حريم كريم مع مصطفى قمر، السيد العاطفي مع الفنان تامر حسني، وشارك في مسلسل مبروك جالك قلق، كما شارك الزعيم عادل إمام في فيلم عمارة يعقوبيان.

وقدم بطولة حاحا وتفاحة مع ياسمين عبدالعزيز، وشارك الفنان أشرف عبد الباقي في ست كوم "راجل وست ستات"، وشارك في مسلسل الرسوم المتحركة مع الفنان محمد هنيدي وحنان ترك "سوبر هنيدي".

تعد البطولة المنفردة الأولى له من خلال فيلم طباخ الريس والذي حقق نجاحا كبيرا، حتى إن الرئيس مبارك طلب لقاءه، وبعد أزمة ثورة يناير ظهر في مسلسل العراف مع الزعيم عادل إمام، وكذلك في مسلسله "صاحب السعادة"، وقدم مسرحية "رسمي فهمي نظمي"، أما آخر أفلامه فكان في 2017 من خلال فيلم "حليمو أسطورة الشواطئ".

وفي 2017 قرر "زكريا" دخول عالم الإنتاج وأنتج مسلسل "عائلة حاحا" المأخوذ عن فيلم حاحا وتفاحه لكن لم يعرض حتى الآن، وشارك قبل وفاته مجموعة من النجوم العرب في فيلم "بعد الخميس" الذي تم عرضه بعد وفاته في 2020.

طلعت زكريا وهنا الزاهد

"زكريا" كان زوج أم هنا الزاهد، التي تحدثت عن العلاقة في أحد اللقاءات بأن والدتها شيرين المنزلاوي انفصلت عن والدها وهي في العاشرة من عمرها، وكانت شقيقتها فرح في الثامنة، وشقيقتها الصغرى نور في الثالثة.

وأن "زكريا" ووالدتها تزوجا في 2005 بعد انفصاله عن زوجته الأولى وأم أبنائه عمر وأميمة، وأنهم كانوا يربطهم علاقة قوية به وكانوا ينادونه في المنزل "بابا".

وفي 2018 وبعد زواج استمر 13 عاماً أعلن "زكريا" و"المنزلاوي" انفصالهم وأنه تم باتفاق ورضى الطرفين، ولم يصرح أي منهم بأكثر من ذلك، ورغم الانفصال عن والدتها حضر "زكريا" حفل خطوبة هنا الزاهد وأحمد فهمي وحضر أيضا حفل زفافها.

وبعد وفاته نعته برسالة مؤثرة، وكتبت له إن المولى عز وجل سيدخله الجنة جزاء تربيته 3 بنات كأنه والدهم، وأنها لم تعلم كلمة "بابا" إلا معه، وأنها طوال حياتها لم تعرف لها أبا غيره، وكانت تحتمي به من والدتها عندما تخطئ.

وأكدت على أنه كان دائما يشجعها ويؤكد لها إنها ستصبح شيئاً مهماً، وحينما أحضرت له طبق "بيض أومليت" أعطاها 100 جنيه تشجيع على الطبخ، وكان يقترح عليها افتتاح مطعم "بالهنا والشفا". وأشارت إلى فرحته بتخرجها وبكائه في هذا اليوم، وأنه لم يشعرها يوما أنه ليس والدها.

مرض طلعت زكريا

بدأت معاناة طلعت زكريا مع المرض في عام 2007، حينما ارتفعت حرارته وبدأ يعاني من احمرار الوجه، فتوجه إلى المستشفى ظنا منه أنه دور برد، ولكن تم تحويله إلى مستشفى الحميات وأكد الأطباء أن الحالة خطيرة، وتم نقله إلى مستشفى خاص ودخل في غيبوبة استمرت شهرين.

واتضح من الفحوصات أنه يعاني من التهاب في جذع المخ، وأصدر الرئيس الأسبق حسني مبارك قرارا لعلاج "زكريا" على نفقة الدولة، إلا أنه بعد تعافيه وقيام ثورة يناير أعلن "زكريا" أن الرئيس مبارك دفع له 8 ملايين جنيه من حسابه الخاص تكاليف علاجه خارج مصر ولم يتم علاجه على نفقة الدولة.

وأكد أنه اتصل به واطمئن على صحته بعد خروجه من المستشفى وعودته. وخرجت شائعات بأنه حاول الانتحار وقت مرضه بمحاولة نزع أجهزة التنفس، إلا أن "زكريا" نفى ذلك، معتبرا أن المنحة التي مرت كانت علامة لقربه من الله.

طلعت زكريا وثورة يناير

هاجم "زكريا" ثورة يناير واتهم في إحدى المداخلات "شباب ثورة 25 يناير في التحرير، ليس للتعبير عن آرائهم فقط، بل هم هناك للطبل والزمر والرقص وبنات وشباب ومخدرات وعلاقات جنسية كاملة".

وبعد نجاح الثورة وإعلان  تنحي الرئيس السابق أكد أنه لم يكن يقصد الثوار وإنما المحيطون بالميدان، معبرا عن تقديره لشباب الثوار.

وبعد ثورة يناير قدم "زكريا" فيلم الفيل في المنديل، ولكن ظهرت دعوات لمقاطعته، فخرج محمد السبكي مؤكدا أن هناك 300 أسرة أخرى سوف تتأثر بأي دعوات وأنه ليس فيلم "زكريا". واعتبر "طلعت" أن توقيت الفيلم كان سيئاً وهو أن الجماهير بعد الثورة غير مؤهلة لفيلم سينمائي مؤكدا نجاحه عند عرضه بالدول العربية. 

وفاته

في 8 أكتوبر 2019، تم إعلان خبر وفاة "زكريا" بعد بالتهاب رئوي حاد أثر على الكلى والكبد، ودخل المستشفى ولكن تدهورت الحالة وحدثت الوفاة.