لم يكن لقب جميلة الجميلات مبالغًا فيه لوصف الفنانة الإيطالية صوفيا لورين، فهذه الفنانة صاحبة أجمل وجه في إيطاليا عُرفت بجمالها الأخاذ وأسلوبها الكلاسيكي الراقي وبجانب جمالها فلها رصيد فني كبير، وحصلت على العديد من الجوائز العالمية عن أدوارها السينمائية في إيطاليا وأمريكا.
صوفيا كوستانزا بريجيدا فيلاني سكولون هي ممثلة إيطالية تم تسميتها كواحدة من أعظم النجمات في سينما هوليوود الكلاسيكية ولدت في 20 سبتمبر عام 1934 في روما إيطاليا، والدها مهندس بناء من أصل نبيل.
عاشت صوفيا حياة صعبة، إذ التقت والدها طوال حياتها 3 مرات فقط، مرة وعمرها خمس سنوات، والمرة الثانية وعمرها 17 عامًا والمرة الثالثة في عام 1976 وهو على فراش الموت، وتقول إنها سامحته ولكنها لم تنسَ أبدًا أنه تخلى عن والدتها.
لدى صوفيا أخت اسمها ماريا ولدت في عام 1938، ولم يرغب والدها في الاعتراف بها، ولكن نجحت لورين في جعل والدها يعترف بشقيقتها حينما دفعت له، ولدى صوفيا إخوة غير أشقاء وهم جوليانو، وجوزيبي، وروميلدا وعاشوا مع جدتهم في نابولي.
خلال الحرب العالمية الثانية أصيبت صوفيا بشظية في ذقنها، وبسبب قرب منزها بمصنع الزخائر الذي كان هدفًا متكررًا للقصف انتقلت العائلة إلى نابولي، ولكن عادت الأسرة بعد الحرب إلى بوزولي.
وهناك افتتحت جدتها حانة في غرفة المعيشة لبيع خمور الكرز محلية الصنع، وكانت أخت صوفيا تعزف على البيانو، بينما كانت شقيقتها الصغيرة ماريا تغني، وصوفيا كانت تعمل نادلة في الحانة وتغسل الأطباق، وكانت هذه الحانة مكانًا شائعًا للجنود الأمريكيين.
وحينما بلغت صوفيا 15 عامًا دخلت في مسابقة جمال إيطاليا عام 1950، وحصلت على المركز الثاني، وحصلت على لقب Miss Elegance.
قابلت صوفيا زوجها الأول بونتي في عام 1950 وكانت تبلغ من العمر 15 عامًا، بينما كان يبلغ هو 37 عامًا، وعلى الرغم من أنه كان في هذه الفترة منفصلًا عن زوجته الأولى جوليانا ولكنه لم يطلقها قانونيًا.
ولهذا السبب تزوجته صوفيا بالوكالة، وقام محاميان من الذكور بالتناوب عنهما، ولكن ألغي زواجهما في عام 1962 هربًا من تهمة الجميع بين زوجتين ولكن استمرا في العيش معًا، وفي عام 1965 أصبحا مواطنين فرنسيين بعد أن وافق رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك جورج بومبيدو على طلبهم.
وفي هذا العام حصل بونتي على الطلاق من جوليانا في فرنسا، حيث لم تكن تسمح إيطاليا بالطلاق وتزوج صوفيا في أبريل عام 1966، وأنجبت منه طفلين، وهما كارلو الذي ولد عام 1968، وإدواردو الذي ولد عام 1973، وظلت صوفيا مع زوجها بونتي حتى وفاته في 10 يناير عام 2007 من مضاعفات رئوية.
بدأت صوفيا لورين مشوارها الفني حينما التحقت بالمدرسة الوطنية للسينما وبعدها ظهرت في الفيلم الملحمي Quo Vadis في عام 1951، وكانت تبلغ من العمر وقتها 16 عامًا، وفي العام نفسه لعبت دوراً في فيلم Era lui ... sì! Sì، كما لعبت أدوارًا ثانوية في عدة أفلام منها La Favorita عام 1952.
وبعدها غيرت لقبها إلى لورين وكان أول دور بطولة لها في فيلم Aida عام 1953، وفي العام نفسه لعبت الدور الرئيسي في فيلم Two Nights with Cleopatra وبعدها حققت شهرة كبيرة ومثلت فيما بعد في العديد من الأفلام منها The Pride and the Passion.
تمكنت صوفيا بعد ذلك من تحقيق شهرة سينمائية عالمية بعد أن وقعت مع شركة Paramount Pictures، ومن بين أفلامها التي صورتها بعد توقيعها مع هذه الشركة فيلم Desire Under the Elms، وفيلم Houseboat، وظهرت في الفيلم كشقراء لأول مرة.
وفي عام 1960 لعبت دور البطولة في فيلم Two Women، الذي يحكي عن قصة أم وابنتها تحاولان العودة إلى مدينتهما في أثناء الحرب، وكان من المقرر أن تمثل لورين دور الابنة، ولكنها أدت دور الأم.
وحصلت بسبب هذا الفيلم على عدة جوائز، بما في ذلك جائزة أفضل أداء من مهرجان كان السينمائي، وجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وهي أول جائزة كبرى لأداء بلغة غير الإنجليزية ولممثلة إيطالية أيضًا، كما حصلت على 22 جائزة دولية.
وعلى الرغم من فخرها بحصولها على كل هذه الجوائز ولكنها لم تحضر بسبب خوفها من الإغماء في الحفل، وتلقت خبر فوزها بالأوسكار هاتفيًا في روما.
صوفيا لورين ومجد الشهرة
وخلال الستينيات كانت صوفيا واحدة من أشهر الممثلات في العالم، وقدمت أفلامًا في الولايات المتحدة وأوروبا ولعبت دور البطولة أمام كبار الممثلين العالميين، ووصلت مسيرتها المهنية ذروتها حينما لعبت دور البطولة في فيلم The Fall of the Roman Empire.
كما حصلت على ترشيحها الثاني لجائزة الأوسكار عن أدائها في فيلم Marriage Italian Style، وفي هذه الفترة ظهرت في العديد من الأفلام منها The Millionairess، وArabesque، وحصلت صوفيا على أربع جوائز غولدن غلوب بين أعوام 1964 إلى 1977.
بعد أن أصبحت أمًا قلّت أعمالها الفنية وظهرت في عدد قليل من الأفلام ومعظم أدوارها كانت في إيطاليا، ففي عام 1974 لعبت دور البطولة في فيلم The Voyage، كما لعبت دور البطولة في فيلم The Cassandra Crossing الذي حقق نجاحًا دوليًا كبيرًا.
وفي عام 1977 شاركت في فيلم A Special Day الذي رُشح لـ11 جائزة دولية منها أوسكار، وحصل على جائزة غولدن غلوب، وبعد هذا النجاح لعبت دور البطولة في فيلم Brass Target، وحصلت على جائزة غولدن غلوب أفضل ممثلة وهي الجائزة الرابعة لها.
وفي عام 1991 حصلت على جائزة الأوسكار الفخرية، وفي عام 1995 حصلت على جائزة غولدن غلوب، وطوال التسعينات والألفينيات كانت انتقائية حول اختيار أفلامها، ولكن في عام 1994 شاركت في فيلم Ready to Wear.
وفي العام التالي شاركت في فيلم Grumpier Old Men، وفي عام 2002 شاركت في فيلم Between Strangers، وتوقفت عن التمثيل 5 سنوات لتعود في عام 2009 وتشارك في عرض مسرحي، كما شاركت في فيلم Nine.
أما آخر أعمالها الفني كان الفيلم الروائي الطويل The Life Ahead الذي صدر في عام 2020، وحصلت على جائزة AWFJ أفضل ممثلة.