صور عمدة مدينة فرنسية للمسلمين: صوموا دون ضجيج!

يواجه المسلمون في القارة العجوز «أوروبا» تحديات كبيرة فيما يتعلق بشعائرهم الدينية وذلك بسبب تزايد الهجة على الإسلام وكل من ينتمي إليه وارتفاع نغمة ما يعرف بـ«الإسلاموفوبيا» والتي تعني الخوف من كل ما هو إسلامي.

ويرجع هذا الهجوم، نظرا لبعض الحوادث المؤسفة التي استهدفت الآمنين في عدد من الدول الأوروبية وقام بها أشخاص متطرفين ينسبون نفسهم زورا للإسلام، متناسين أن الإسلام دين تسامح لا يدعو على الإطلاق للعنف واستهداف الأبرياء.

وقد طلب جيرار تاردي، عمدة مدينة لوريت في منطقة لالوار غرب فرنسا التي يبلغ تعدادها السكاني نحو 5 آلاف نسمة بث رسائل هي الأولى من نوعها في شهر رمضان، عبر شاشات منتشرة في الشوارع وتتضمن عبارات تستهدف المسلمين في شهر رمضان.

وطالبت الرسالة الأولى المسلمين بعدم إصدار الضجيج في شهر رمضان، أما الرسالة الثانية فقد خصصت للنساء المسلمات واحتوت على مضمون يذكرهن بأن العيش والإقامة في فرنسا لا يكون إلا بكشف الوجه.

بدورها قالت صوفي روبير الكاتبة الصحفية التي تميل لليمين المتطرف في منطقة لالوار، في تدوينة لها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: "أمام نفاق أحزاب اليمين واليسار؛ أشيد بشجاعة العمدة الذي ذكّر بمبادئ الجمهورية".

@bleustetienne @Leprogresloire @ActivRadio Enfin un maire courageux qui rappelle les règles de l'ordre républicain @france3loire #ramadan

— Sophie Robert (@SophieRobertFN) June 5, 2016

واتجهت وسائل الإعلام الفرنسية لعمدة المدينة لمطالبته بتقديم استفسار إلا أنه رفض الرد على أسئلتها مباشرة ولكنه اكتفى بإرسال رسالة نصية عبر الهاتف للصحفيين متهماً إياهم بالاصطياد في الماء العكر ورفض تقديم أي اعتذار.

وأصدرت الجالية الإسلامية هناك بيانا احتجاجيا ضد تصرفات العمدة، حيث قال عمر بلبواب رئيس المجلس العلمي لمنطقة لالوار: "إن ما أقدم عليه العمدة يعتبر استفزازاً لمشاعرنا كمسلمين وقد طالبنا منه الكف عن هذه التصرفات التي ترفع من نسب الإسلاموفوبيا"، وفقا لما ذكره موقع «هافنجنتون بوست» الإخباري.

وأضاف بلبواب "العمدة يرفض دخول النساء المحجبات إلى البلدية رغم أن القانون الفرنسي لا يمنع المحجبات بل المنتقبات فقط من ارتداء النقاب في الأماكن العمومية والحكومية".

وردا على التصرفات غير المسؤولة من عمدة المدينة، دعا عشرات الشباب المسلمين في مدينة لوريت لتنظيم إفطار جماعي وسط ساحة البلدية، وبحسب باسم بريكي منظم الإفطار الجماعي، فقد طلب الشباب المسلم حضور المواطنين سواء كانوا مسلمين وغير مسلمين إلى مائدتهم لمشاركتهم الإفطار في أجواء احتفالية.