"فتحي عاصم".. في الفيلم الشهير الشموع السوداء، ذلك النجم المتألق صلاح سرحان نجم الإذاعة والمسرح، الذي حقق شهرة كبيرة لدى جمهور المسرح ومحبي الإذاعة المصرية لما يتمتع به من صوت متميز، ثم بدأ مسيرته في السينما.
ولكن بعد تقديمه أشهر أدواره في الشموع السوداء ووضع قدمه على طريق النجومية داهمه الموت فجأة بعد عرض الفيلم بعامين، لتطوى صفحة نجم لم ينل حظه من الشهرة رغم موهبته الكبيرة، مسيرته الفنية وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
نشأة صلاح سرحان وحياته
ولد صلاح سرحان في محافظة الشرقية يوم 2 نوفمبر عام 1923، هو الشقيق الأكبر لكل من الفنان شكري سرحان المولود عام 1925، والفنان سامي سرحان المولود عام 1930.
كان "صلاح" يعشق التمثيل منذ صغره، وأول من برزت موهبته في تلك العائلة الفنية، وتألق في طفولته على المسرح المدرسي وكان من أشهر الطلاب في فريق التمثيل بالمدرسة.
بعد أن انتهى من المرحلة الثانوية اختار "صلاح" المعهد العالي للفنون المسرحية لكي يكون وجهته، وحصل على البكالوريوس بتفوق فكان الأول على دفعته.
بعدها اتجه "صلاح" إلى المسرح وشارك في عدد كبير من العروض المسرحية، ثم اختطفته الإذاعة، ونظرا لما يتمتم به من صوت مميز كان بطل أغلب مسلسلات الراديو في فترة الخمسينات من القرن الماضي.
شارك "صلاح" في عدد من أفلام السينما، ولكنه لم يحقق شهرة كبيرة إلا من خلال فيلم الشموع السوداء مع النجوم نجاة والكابتن صالح سليم، إلا أنه رغم ذلك يعد واحد من الأصوات الشهيرة لمحبي الإذاعة.
كما أنه واحد من عمالقة التمثيل على المسرح لمحبي المسرح في تلك الحقبة الزمنية، ومن أشهر المسرحيات التي شارك فيها، مسرحية مصر كليوباترا مع النجوم عمر الحريري، كمال ياسين، كما تألق في مسرحية المحروسة ومسرحية عنبر مع النجوم حمدي غيث وسميحة أيوب.
وقدم دور متميز في مسرحية أهل الكهف وهو دور ميشلينيا، وقدم أيضا لتوفيق الحكيم مسرحية صلاة الملائكة ولعب دور الملاك. وتألق في رائعة وليم شكسبير يوليوس قيصر وجسد دور كاسياس، وفي مسرحية الذباب لجان بول سارتر لعب دور أوريست، كما تألق في دور جين في العرض المسرحي الخرتيت إحدى روائع الكاتب المسرحي يوجين يونسكو.
أما أول أعماله على شاشة السينما فكانت في عام 1953 من خلال فيلم بين قلبين مع المخرج محمد عبد الجواد، والمؤلف زهير بكير، وبطولة النجوم كمال الشناوي، شادية، شقيقه شكري سرحان، إسماعيل ياسين، عبد البديع العربي وقوت القلوب.
واستمر صلاح سرحان في التدرج في مساحة الأدوار في السينما حتى قدم أشهر أعماله وهو فيلم الشموع السوداء. توفي صلاح سرحان يوم 21 أبريل عام 1964 عن عمر يناهز 40 عاما.
مسيرته الفنية
لم يقدم صلاح سرحان مسيرة فنية كبيرة، فقد غيبه الموت في سن صغير وعمره 40 عاما، ليترك رصيد فني حوالي 34 عملاً، كانت بدايته من خلال الإذاعة.
قدم المسلسل الإذاعي يوليوس قيصر، كما تألق في المسلسل الإذاعي نوارة، المسلسل الإذاعي نفوسة، المسلسل الإذاعي كبير العيلة، مسرحية في بيتنا رجل، مسرحية عنترة، والمسلسل الإذاعي ست الملك.
وظهر على شاشة التلفزيون لأول مرة من خلال دور صغير في السهرة التلفزيونية زوجة وسكرتير، كما تألق في المسلسل الإذاعي رحلة الليل، والمسلسل الإذاعي حظك هذا الأسبوع.
ومن أدوار صلاح سرحان الشهيرة في الإذاعة، المسلسل الإذاعي ثم عاد الربيع، المسلسل الإذاعي المملوك الشارد، المسلسل الإذاعي الكنفاني، المسلسل الإذاعي الدنيا بخير، والمسلسل الإذاعي عصبي.
وتألق "سرحان" في مسرحية القضية، والمسلسل الإذاعي الحائط الذهبي، المسلسل الإذاعي الثعبن، المسلسل الإذاعي الأبلسة، وفي عام 1953 كان أول ظهور له على شاشة السينما وقدم دور توفيق وكيل النيابة في فيلم بين قلبين مع النجوم كمال الشناوي، شادية، شكري سرحان، وإسماعيل ياسين.
في العام التالي 1954 تألق في دور طبيب العيون في فيلم علشان عيونك، كما شارك في نفس العام في فيلم شيطان الصحراء،وفي عام 1955 شارك بدور فؤاد عبد العليم في فيلم أماني العمر مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوعاب.
وفي العام التالي 1956 قدم دور الرسام في فيلم العروسة الصغيرة، وفي عام 1959 قدم دور بسطاوي في الفيلم الشهير احنا التلامذة، وفي عام 1960 قدم واحد من أشهر أعماله في الإذاعة وهو مسلسل في بيتنا رجل.
وفي نفس العام قدم دور "أحمد" في فيلم خان الخليلي مع الفنان رشدي أباظة، وفي العام التالي 1961 تألق في المسلسل الإذاعي الشهير البحث عن مؤلف، ولعب دور المهندس المعماري في فيلم حياتي هي الثمن.
مع النجوم أحمد مظهر، هدى سلطان، وحسين رياض، وفي نفس العام قدم المسرحية الشهيرة المحروسة، وفي عام 1962 شارك في فيلم صراع مع الملائكة مع النجمة سعاد حسني، كما قدم المسلسل الإذاعي العبيد.
وفي عام 1962 قدم أخر أدواره في السينما وأشهرها وهو دور فتحي عاصم في الفيلم الشهير الشموع السوداء مع النجوم، الكابتن صالح سليم الرئيس الأسبق للنادي الأهلي، نجاة، فؤاد المهندس، أمينة رزق، وملك الجمل.
ولعب صلاح سرحان في هذا الفيلم دور فتحي عاصم ابن عم البطل الذي استغل مرضه بالعمى واستولى على أمواله ونهب خيرات عذبته، كما أنه يعطي له محاولات مغلوطة، ويحاول أن يتقرب من الممرضة الخاصة بابن عمه والتي تلعب دورها الفنانة نجاة إلا أنها تتصدى له.
لتقوم في النهاية ملك الجمل بقتله سرا، ويتم اتهام "نجاة" بجريمة القتل، ويحاول البطل أحمد عاصم أن يثبت براءتها عن طريق التعرف على القاتل الحقيقي، ليستطيع في النهاية بعدما يسترد بصره أن يثبت براءتها ويخرجها من السجن.
