لقب بالعبقري رغم أنه لم يدرس التمثيل ولم يكن يخطط للعمل به، كان يحب الشرطة وكان واحد من أكفأ الضباط إلى أن جاءته الفرصة الأولى ببطولة فيلم أمام شادية، فأخذته السينما بسحرها واستقال من عمله.
وقدم مسيرة فنية تزيد عن 250 عملا، وتلقى عروض للاستقرار والمشاركة في السينما العالمية ولكنه رفض إنه النجم صلاح ذو الفقار مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
اسمه بالكامل صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار، ولد في 16 يناير عام 1926، بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، ووالداه من حي العباسية في القاهرة.
والده كان أميرا لاي -ما يعادل رتبة عميد حاليا- في وزارة الداخلية، وكان أحد كبار رجال الدولة، أما والدته فهي نبيلة هانم ذو الفقار، منذ صغره عرف عنه حب الرياضة، ففي عام 1947 وعمره 21 عاما فاز ببطولة كأس الملك في الملاكمة (وزن الريشة).
كان صلاح متفوقا في الدراسة منذ صغره واستطاع الحصول على مجموع كبير في الثانوية العامة أهله لتحقيق حلم والده بالالتحاق بكلية الطب بجامعة الإسكندرية مثل جده، ولكن تعرض والده لأزمة صحية فنقل صلاح أوراقه من كلية الطب إلى أكاديمية الشرطة لكي يكون بجوار والده، وكعادته تفوق فيها سواء في الدراسة أو الرياضة.
في عام 1946 تخرج ذو الفقار من أكاديمية الشرطة، وعين في مصلحة السجون في مديرية أمن المنوفية، وفي عام 1949 عين مدرسا في أكاديمية الشرطة نظرا لتفوقه العلمي.
كان ذو الفقار الضابط المكلف على سجن الرئيس الأسبق محمد أنور السادات وقت حبسه في قضية اغتيال أمين عثمان، وكان يعلم أن سجنه بسبب وطنيته لذلك كان يحرص على حسن معاملته ويحضر له السجائر والجرائد، وساعده لكي تحصل أسرته على تصريح الزيارة.
وفي عام 1952 كان ذو الفقار أحد الأبطال المصريين في معركة الإسماعيلية، والذي شهد بسالة ضباط لشرطة المصرية في ذلك الوقت ضد الجيش البريطاني.
وبعد أن قامت ثورة 1952، وحدث العدوان الثلاثي كان ذو الفقار أحد الضباط الوطنيين المدافعين ضد العدوان، فكون فريق من 19 من طلابه داخل الأكاديمية وتطوعوا للدفاع ضد الهجوم، وبعد زوال العدوان منحه الرئيس جمال عبد الناصر نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى تعبيرا وشكرا لدوره الوطني.
تزوج ذو الفقار 4 مرات، الزيجة الأولى في عام 1947 من نفيسة بهجت نجلة محمود بك بهجت، وأنجبت له ثلاثة أبناء هم أحمد، مراد، ومنى، وظلت زوجته نفيسة على ذمته رغم زواجه عدة مرات حتى وفاتها عام 1988.
وبعدها أثناء تصويره أحد الأفلام مع الفنانة زهرة العلا وقع في حبها واشترط عليها أن يظل الزواج سرا حفاظا على أسرته، ولكن تم تسريب الخبر للصحف فانفصل عنها بعد شهر واحد فقط.
وعاش ذو الفقار قصة حب كبيرة مع النجمة شادية كللت بالزواج، وقدما ثنائي ناجحا في السينما، ورغم قصة حبهم الشديدة إلا أنهم انفصلوا بعد 7 سنوات من الزواج.
وتزوج ذو الفقار للمرة الرابعة من بهيجة وكانت خارج الوسط الفني، واستمر الزواج حتى وفاته، أما عن أبناء فلم ينجب إلا من زوجته الأولى، ولم يعمل أي من أبنائه بالمجال الفني، ورزق بثلاثة أحفاد وهم كريم، صلاح، وإنجي.
وفي 22 ديسمبر عام 1993 توفي صلاح ذو الفقار داخل مستشفى الشرطة، بعد إصابته بأزمة قلبية أثناء مشاركته في فيلم الإرهابي مع الزعيم عادل إمام، ودفن في مقابر العائلة بمنطقة الإمام الشافعي بالقاهرة.
ولد ذو الفقار في عائلة فنية، فشقيقاه الكبار هم المخرجين محمود ذو الفقار وعز الدين ذو الفقار، وكان أحيانا يرتاد معهم استوديوهات التصوير حتى أنه استعان به شقيقه في أحد المشاهد وهو في مرحلة المراهقة.
حاول أشقائه كثيرا إقناعه بخوض التمثيل ولكنه كان يرفض لمعرفته بمعارضة هذا مع عمله الذي يحبه، حتى عام 1955 حينما جاءه شقيقه عز الدين ببطولة فيلم عيون سهرانة مع شادية، تشجع ذو الفقار لطلب الموافقة من وزير الداخلية ونجح في الحصول على موافقة استثنائية.
بعدها هذا الفيلم شارك ذو الفقار في الفيلم الشهير رد قلبي والذي عرض عام 1957، بعدها بدأت تنهال عليه البطولات فاضطر أن يستقيل من وزارة الداخلية عام 1957، وتم ترقيته لرتبة مقدم تقديرا لمجهوده الحافل في وزارة الداخلية.
فور استقالته تم تعيينه من قبل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات والذي كان يرأس منظمة التضامن لشعوب الدول الأفروآسيوية مديرا تنفيذيا للمنظمة، إلا أنه لم يستمر طويلا واستقال من أجل شركة الإنتاج التي أسسها مع شقيقه المخرج عز الدين ذو الفقار في عام 1958، إلى جانب اهتمامه بالتمثيل.
اختاره المخرج العالمي يوسف شاهين لبطولة فيلم الجميلة في عام 1958، وفي عام 1959 شارك في 6 أفلام حققت نجاحا كبيرا أبرزها فيلم الرجل الثاني مع النجم رشدي أباظة ومن إخراج أخوه عز الدين ذو الفقار.
وتألق ذو الفقار في فترة الستينات وقدم مجموعة من الأفلام الهامة منها فيلم مال ونساء مع المخرج حسن الإمام وشاركته بطولته السندريلا سعاد حسني في عام 190، وفي نفس العام قد فيلم إني أتهم من المخرج حسن الإمام، وفيلم لقمة العيش مع المخرج نيازي مصطفي.
وفي عام 1961 قدم فيلم أنا وبناتي، فيلم الحب كده، وفي العام التالي قدم موعد في البرج، وفيلم القصر الملعون، وعام 1963 شارك في بطولة فيلم الناصر صلاح الدين، وقدم فيلم الأيدي الناعمة جائزة الدولة الأولي في التمثيل في هذا العام.
واستمر في الإبداع لتقديم رصيد فني تجاوز الـ 250 عملا، كان أخرهم قبل وفاته من خلال المشاركة عام 1993 كضيف شرف في فيلم الطريق إيلات، إلى جانب مشاركته الزعيم عادل إمام في بطولة فيلم الإرهابي، وكلاهما عرض بعد وفاته، وحصل ذو الفقار خلال مشواره على العديد من التكريمات.
قدم ذو الفقار عدة مشاركات في أفلام عالمية، كان أولها عام 1964 من خلال الفيلم الإيطالي سر أبو الهول، والذي تم تصويره في مصر، ورشحه للدور المخرج العالمي دوشيو تيساري.
كما لعب دور صلاح الدين ذو الفقار في الفيلم الإنجليزي الفرسان، وفي عام 1973 قدم آخر مشاركة له في فيلم عالمي من خلال الفيلم المكسيكي نفرتيتي وأخناتون، مع النجمة البريطانية جيرالدين تشابلن ولعب ذو الفقار دور حور أم حب وزير الدفاع في عهد الملك أخناتون.
وتلقى ذو الفقار عرضا من المخرج دوشيو تيساري للسفر إلى إيطاليا للعمل في السينما الإيطالية، ولكنه رفض وفضل الاستقرار في مصر.