يبرز رجل الأعمال المصري صلاح دياب كواحد من أهم رجال الأعمال الذين تركوا بصمة واضحة في عالم الاقتصاد والإعلام في مصر، فقد شملت استثماراته قطاعات متنوعة، وعلى رأسها الزراعة والصحافة والعقارات، ونجح في تأسيس مشروعات رائدة، وبرز اسمه بفضل دوره في تغيير خريطة الإعلام المصري بإنشائه صحيفة المصري اليوم التي أصبح من أكثر الصحف تأثيرًا في مصر والوطن العربي، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وقصة نجاحه.
من هو صلاح دياب؟
صلاح الدين أحمد دياب، هو رجل أعمال مصري، وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة بيكو التي تعمل في خدمات وقطاعات مختلفة، كما أنه مؤسس صحيفة المصري اليوم منذ عام 2004، أحد أهم الصحف المصرية.
بدأ دياب مشواره الاقتصادي في مجال الزراعة، وأسس عدة مشاريع مبتكرة تهدف إلى تطوير الزراعة المصرية وزيادة إنتاجيتها، وعزز مكانته كرائد أعمال في هذا المجال.
قرر دياب التوسع في قطاع الإعلام، فأسس صحيفة المصري اليوم، التي أصبحت في فترة قصيرة نموذجًا للصحافة المستقلة، حيث عرفت بتناولها القضايا الوطنية بموضوعية وشفافية، وأصبحت الصحيفة صوتًا لنقل نبض الشارع المصري.
ولم تقتصر استثمارات دياب في الزراعة والإعلام فحسب، بل توسعت في مجالات الطاقة والعقارات، وبفضل رؤيته، ساهم في تعزيز الاقتصاد المصري من خلال مشروعاته التي أثرت بشكل مباشر على القطاعات التي عمل بها.
عائلة صلاح دياب
ينتمي رجل الأعمال المصري صلاح دياب إلى واحدة من أشهر العائلات في محافظة الشرقية، والتي تعود أصولها تحديدًا إلى قرية سنهوت البرك في مركز منيا القمح.
جده هو الصحفي المصري البارز محمد توفيق دياب، الذي كان صحفيًا خلال العصر الملكي، وأسس عدة صحف مصرية، وآخرها جريدة الجهاد، التي توقفت عن النشر عام 1938. خاله هو رجل الأعمال كامل دياب.
دراسته
درس صلاح دياب في مدارس إنجليزية، والتحق دياب بعدها بالكلية الفنية العسكرية، وقد درس فيها لمدة عام واحد فقط، وتم فصله بعدها لتمرده، وعدم التزامه بقوانين الكلية الصارمة والنظام المتبع فيه الكلية.
التحق دياب بعدها بكلية الهندسة، ولم يكن طالبًا متفوقًا في بداية دراسته في الكلية، حيث كان منشغلًا بأمور أخرى غير الدراسة، إلا أنه في السنة الأخيرة من الجامعة اجتهد في دراسته، وتخرج بتقدير جيد جدًا.
تم تعيين دياب بعدها معيدًا في الكلية على يد أستاذه حازم عبداللطيف، وقام بتدريس مادة "الحركة والوقت" والتي أثرت على تفكيره ومسيرته المهنية في التجارة فيما بعد.
من هي زوجة صلاح دياب؟
تزوج رجل الأعمال المصري صلاح دياب من السيدة عنايات الطويل. رزق صلاح دياب وزوجته ب3 أبناء، وهم رجل الأعمال توفيق صلاح دياب، الذي يدير الشركة مع والده، وسيدة الأعمال شهيرة وعصمت.
شهيرة صلاح دياب هي سيدة أعمال بارزة في قطاع الحلويات، فهي تدير محلات لابوار الشهيرة للحلوى، والتي بدأت بالعمل فيها منذ كانت في الـ12 من عمرها، وقد تولت إدارة المحلات، وتمكنت من إعادة هيكلتها، وحققت مجموعة المحلات نجاحًا كبيرًا تحت إدارتها، ويطلق على ابنة صلاح دياب لقب "ملكة الحلويات في مصر".
تزوجت ابنة صلاح دياب، عصمت، من محمد هاني طلعت، وهو ابن رجل الأعمال هاني طلعت مصطفى شقيق رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى في عام 2016، وأقيم حفل الزفاف في مدينة فلورنسا بإيطاليا
بداية مسيرته المهنية
بدأ رجل الأعمال المصري صلاح دياب رحلته مع التجارة عندما كان طالبًا في كلية الهندسة، وكان وقتها موصومًا من العائلة بعدما طرد من الكلية الفنية العسكرية، لذا كان أمام تحد كبير لإثبات نفسه لعائلته.
عرض عليه أحد أقاربه، وهو الطيار المهندس رجاء حسين، أن يعمل في محطة قوى السويس الحرارية، وتولى إدارة موقع الكسارة، والتي كان يعمل بها 500 عامل، و80 خبيراً روسياً، وخلال عمله في هذا الموقع أثبت جدارته، حيث تمكن من إنهاء عمل الموقع في فترة قياسية.
نال دياب إعجاب رئيسه في العمل، فمنحه إدارة الموقع كله، وكان وقتها لا يزال في السنة الأولى من كلية الهندسة، وتعلم في تلك الفترة أهمية مركزية القرار، وقد حصل على راتب 400 جنيه خلال عمله في هذا المشروع.
عاد دياب إلى الكلية ولديه الكثير من الشجاعة والثقة بالنفس، ومنحته دفعه لمواصلة رحلة النجاح والدخول في مغامرات جديدة لاكتشاف نفسه ومهاراته.
كان لخاله، كامل دياب، دور مهم في بداية رحلته مع التجارة، فهو من شجعه على مواصلة العمل، فبعد التخرج من كلية الهندسة، وجد له فرصة عمل في إحدى شركات رجل الأعمال المهندس نيازي مصطفى، وعمل معه لمدة عام، وحصل على مرتب كبير وقتها، ووصل راتبه 80 جنيه مصريًا. وخلال تلك الفترة، بدأ صلاح دياب في البحث عن فرص مختلفة لبدء رحلته في الاستثمارات الزراعية.
بداية رحلته مع الزراعة
خلال عمل رجل الأعمال صلاح دياب في شركة نيازي مصطفى، وصل إلى مسامعه أن "بطيخ اللب" يحقق مكاسب جيدة؛ ولأن والده يعمل مهندسًا زراعيًا، طلب منه أن يجلب له بذور بطيخ اللب، وطلب من أحد العاملين في أراضي عائلته زراعة هذه البذور.
بعد 3 أشهر، أخبره أنه باع المحصول، ووصل قيمته 750 جنيهًا، وكان وقتها راتبه السنوي 900 جنيه. فكر دياب في ذلك الوقت الاستقالة من الشركة للتركيز على الزراعة، إلا أنه بنصيحة من والده استمر بالعمل في الشركة لعام إضافي لاكتساب المزيد من الخبرات التي ستفيده لاحقًا في تجارته.
في عام 1973، استقال دياب من الشركة كما استقال خاله من شركة الوادي، وقرر بعدها بدأ عمله في الزراعة، وكان أول مشروع يرغب في القيام به هو إعادة فتح قناة السويس، ولم يكن لشركته أي اسم في ذلك الوقت.
كانت قناة السويس بعدها العديد من العقبات والتحديات، وخاصة بعدما تم إغراقها عمدًا خلال حرب أكتوبر لمنع قوات إسرائيل من التقدم، وقد نجح دياب في التواصل مع شركات أجنبية للتعاون من أجل استصلاح الأراضي في قناة السويس، وقد كان هذا أهم إنجاز في بداية مسيرته المهنية.
مجموعة بيكو لصلاح دياب
بدأ رجل الأعمال صلاح دياب بالعمل في قطاع الزراعة، كونه نشأ في عائلة تعمل في هذا القطاع لسنوات، إلا أنه توسع فيما بعد، وشملت شركات صلاح دياب استثمارات في قطاعات مختلفة، والتي أصبحت ضمن مجموعة بيكو، والذي يشغل فيها منصب الرئيس فيها.
تضم مجموعة بيكو 10 شركات تابعة، وهي شركات بيكو للخدمات البترولية، وبيكو للاستثمار، وبيكو الهندسية، وبيكو للخدمات الصناعية، وبيكو جرين، وبيكو للزراعة الحديث، وبيكو للإسكان والعقارات، وبيكو السياحية، التي تضم شركات لابوار لإنتاج الحلويات وبينوس، وبيكو للآلات.
تأسيس المصري اليوم
في عام 2004، اتجه رجل الأعمال صلاح دياب للعمل في قطاع جديد، ألا وهو قطاع الإعلام بافتتاح جريدة المصري اليوم، والتي نجحت في أن تكون من أهم الجرائد الخاصة المصرية.
كان هدف دياب من افتتاح هذه الجريدة هو إكمال رحلة العائلة في هذا المجال، فجده كان يملك أشهر جريدة في مصر خلال الثلاثينات عرفت باسم "الجهاد" وأراد أن تكون المصري اليوم امتدادًا لإرث العائلة.
صلاح دياب في حبر سري
حل رجل الأعمال المصري صلاح دياب في برنامج "حبر سري" مع الإعلامية أسما إبراهيم في قناة "القاهرة والناس"، وفي البرنامج تحدث عن بداية مسيرته المهنية، وتحدث عن تفاصيل من حياته الشخصية.
ومن بين المعلومات التي ذكرها في البرنامج أنه زار الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك عام 2014 خلال تواجده في المستشفى، وذكر أنه "قبّل يد الرئيس" عندما رآه.
خلال البرنامج، انتقد رجل الأعمال صلاح دياب تصريحات رجل الأعمال المصري محمد توفيق بأن تكون عدد ساعات العمل 12 ساعة، إنه يجب أن يجب العامل المقابل المادي لعدد ساعات العمل الطويلة. ذكر دياب أنه كتب مذكراته الشخصية، وأنها في طور المراجعة، وسيتم نشرها قريبًا.
ثروة صلاح دياب
لا يوجد معلومات مؤكدة حول قيمة ثروة صلاح دياب، إلا أنه عدد من الشركات التي تقدر قيمتها بالملايين. يمتلك دياب شركة بيكو التي تعمل في قطاعات مختلفة، كما يمتلك شركة أواسيس الترفيهية لتقديم الأطعمة، والتي تأسست عام 2006، كما أنه مؤسس صحيفة المصري اليوم.
تحتكر عائلة دياب كذلك توكيلات العديد من الشركات الأمريكية في مصر بنسبة 70%، كما تستحوذ على 43% من توكيلات لشركات أمريكية، منها شركة البترول هاليبرتون.
أزمات وقضايا قانونية
في عام 2020، تم حبس رجل الأعمال صلاح دياب على ذمة التحقيقات لمدة 15 يومًا بتهمة الاستيلاء على أراض ملك للدولة وبناء مصانع دون ترخيص عليها بعد الثورة كما اتهم بعدة قضايا أخرى منها التهرب الضريبي وعدم سداد مستحقات الدولة، والتي بلغت 11 ملياراً و135 مليون جنيه.
وقد تم الإفراج عن المهندس صلاح دياب في شهر أكتوبر من العام نفسه، وكان المحامي فريد الديب هو الموكل بالدفاع عن قضيته.