أحد أقوى الأصوات العربية، حقق شهرة فنية واسعة وحافظ على تواجده بالساحة الفنية على مدار سنوات طويلة، إنه الفنان السوري صباح فخري المطرب والممثل والملحن، المولود في سوريا.
وصاحب الصوت الذي انتشر في جميع البلاد العربية، وبالإضافة إلى الفن كان عضوا في مجلس الشعب السوري من عام 1998 وحتى عام 2002، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية..
وحصل على وسام الاستحقاق السوري في عام 2007، ووسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، ووسام العلويين الفيلاليين من رتبة الصليب الأكبر.
ولد صباح الدين أبو قوس، في يوم 2 مايو من عام 1933، بمدينة حلب السورية وتوفي في دمشق يوم 2 نوفمبر في عام 2021، وبين الميلاد والوفاة مسيرة فنية حافلة جعلته أحد أكبر الأسماء في تاريخ الموسيقى العربية.
وحمل لقب "فخري" بدلا من لقب عائلته وذلك تقديراً لفخري البارودي الذي اهتم به وساهم في رعايته الفنية.
موهبة صباح الفنية ظهرت مبكرا منذ طفولته وبجانب الدراسة التقليدية قام بدراسة الغناء والموسيقى في معهد حلب للموسيقى الشرقية ثم معهد دمشق.
وتخرج من المعهد في عام 1948، حيث درس الموشحات والقصائد والأدوار والعزف على العود على يد أعلام الموسيقى العربية وكبار الموسيقيين السوريين، وعمل في شبابه موظفاً بأوقاف حلب ومؤذن في جامع الروضة.
شجعه الزعيم السوري فخري البارودي على البقاء في سوريا واحتراف الغناء وعدم الهجرة إلى إيطاليا، وبعد سنوات قليلة أصبح أحد أهم الفنانين في الوطن العربي بسبب موهبته الكبيرة.
ولكونه على خلاف عدد كبير من الفنانين العرب لم يعمل في القاهرة "هوليوود الشرق" التي تعتبر بوابة الفانين العرب نحو الشهرة والنجاح.
قيل عن صباح أنه ثاني فنان عربي يدخل إلى كل منزل عربي بعد كوكب الشرق أم كلثوم، ولمدة تجاوزت 50 عاما حصل على شعبية كبيرة كما ساهم في تطوير الأساليب التقليدية من الموسيقى العربية.
واشتهر بأداء الموشحات الحلبية بصوته القوى، كما كان يشتهر بالأداء القوي على خشبة المسرح أمام الجمهور.
وفي سوريا قام بالغناء في القصر الرئاسي بدمشق، أمام الرئيس السابق شكري القوتلي، ودخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية عندما قام بالغناء لمدة 10 ساعات دون توقف في حفل كاراكاس بفنزويلا.
وتعاون مع كبار الشعراء والملحنين في العالم العربي، وقام بغناء العديد من الأغاني الحلبية التراثية المقتبسة من قصائد المتنبي، وأبو فراس الحمداني، وغيرهم.
أما الشعراء المعاصرون الذين غني لهم، فمنهم أنطوان شعراوي، وفؤاد اليازجي، وعبد العزيز محي الدين، وجلال الدهان، وعبد الباسط الصوفي.
وحصل على عدد من الجوائز والتكريمات لدوره في إحياء التراث العربي، وسجل خلال مسيرته الفنية نحو 200 لحن ما بين قصيدة وأغنية وموشح ودور وموال.
بجانب براعته في الغناء والتلحين، شارك الفنان السوري الكبير في عدد من الأعمال السينمائية منها فيلم "الوادي الكبير" مع المطربة وردة الجزائرية.
وفيلم "الصعاليك" مع مريم فخر الدين، ودريد لحام، كما قدم برنامج "أسماء الله الحسنى" مع زيناتي قدسية ومنى واصف.
ولم تمنعه أعماله الفنية من المشاركة في الحياة العامة، حيث تولى النجم السوري الكبير عدداً من المناصب منها نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب ونقيب الفنانين السوريين وسفير الغناء العربي.
وعضوية اللجنة العليا لمهرجان المحبة باللاذقية واللجنة العليا لمهرجان الأغنية السورية.
ارتبط الجمهور العربي بعدد كبير من أغاني الفنان السوري صباح فخري، ولكن يوجد عدد من الأغاني تحظى بشهرة واسعة منها: "يا حادي العيس" و"مالك يا حلوة مالك" و"خمرة الحب" و"يا طيرة طيري" و"فوق النخل" و"قدك المياس" و"ابعتلي جواب".
وحصل النجم السوري على عدد كبير من الجوائز والتكريمات الفنية منها شهادة تقديرية من محافظ مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا الأمريكية مع مفتاح المدينة تقديراً لدوره في إثراء الحركة الفنية التراثية العربية.
كما حصل على مفتاح مدينة ديترويت في ولاية ميشيجان ومفتاح مدينة ميامي في ولاية فلوريدا مع شهادة تقديرية، وأقامت جامعة U. C. L. A حفل تكريم له.
وغنى في قاعة نوبل للسلام في السويد، وفي قاعة بيتهوفن في بون ألمانيا، وفي قاعة قصر المؤتمرات بباريس، وقام بجولة فنية ثقافية في بريطانيا حيث قدّم حفلات غنائية ومحاضرات عن الموسيقى والآلات العربية.
وفي الوطن العربي أقام له الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة حفل تكريم وقلده وسام تونس الثقافي عام 1975، وقدم له السلطان قابوس سلطان عمان وسام التكريم عام 2000.
وحصل على الميدالية الذهبية في مهرجان الأغنية العربية بدمشق عام 1978، وجائزة الغناء العربي من الإمارات، وكرمته وزارة السياحة المصرية بجائزة مهرجان القاهرة الدولي للأغنية.
كما تم تكريمه من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في مصر لمساهمته لسنوات طويلة في المهرجانات التي أقيمت على مسرح دار الأوبرا الكبير ومسرح الجمهورية في القاهرة ومسرح قصر المؤتمرات في الإسكندرية.
وحصل على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة في عام 2007، وفي مصر أقيمت له جمعية فنية تضم محبيه لتكون أول جمعية رسمية لفنان غير مصري.
تزوج النجم السوري مرتين، تزوج في المرة الأولى لمدة 15 عاما وأنجب 3 أبناء هم عمر ومحمد وطريف، وبعد وفاة زوجته تزوج مرة أخرى وأنجب نجله أنس الذي احترف الغناء.
ومن بين 4 أبناء، فإن أنس صباح فخري، هو الوحيد الذي استكمل مسيرته الفنية، حيث احترف الغناء ويشتهر بأداء الأغاني العربية الكلاسيكية.
وأصدر عدد من الألبومات منها "مشتاق" و"ليونك"، وشارك في عدد من الحفلات الموسيقية التي أحياها والده الراحل.
أما عن ثروته، فقدرت عدد من المواقع الفنية ثورة الفنان الراحل بنحو 10 ملايين دولار أمريكي، والتي جمعها من خلال إحياء عدد كبير من الحفلات الفنية على مدار مسيرته الفنية التي امتدت لنحو 50 عاما.
بعد مسيرة فنية حافلة توفي النجم السوري الكبير يوم 2 نوفمبر من عام 2021، عن عمر ناهز 88 عامًا، وشيعته الجماهير السورية في جنازة شعبية ورسمية.