اشتهر رجل الأعمال السعودي صالح التركي كواحد من أبرز الشخصيات في مجال العمل الخيري والاجتماعي خاصة في مكة المكرمة، وقد بدأ حياته المهنية في السبعينيات وتمكن من تأسيس شركته الخاصة، تعرف على قصة نجاحه في السطور التالية.
حياة صالح التركي ونشأته
صالح بن علي بن عبد الرحمن التركي هو رجل أعمال سعودي ولد عام 1947 في مدينة بغداد، وهو أصغر إخوته. كان والده يعمل ضابطًا لدى الشرطة العراقية.
تعود أصول عائلة التركي إلى نجد وتحديدًا لمدينة بريدة في منطقة القصيم، وكانت منطقة نجد وقتها تعاني من ظروف معيشية صعبة، لذا أجبرت عائلته على الهجرة إلى الكويت والبصرة بحثًا عن فرص أفضل.
بعد تحسن الأوضاع السعودية استدعى الملك سعود السعوديين المهاجرين خارج المملكة للعودة إلى بلادهم، ووعدهم بتقديم فرص معيشية أفضل، فعادت أسرة التركي إلى السعودية، واستقرت في مدينة الرياض.
بعدها بفترة انتقلت الأسرة إلى مدينة الظهران في المنطقة الشرقية واستقرت بشكل مؤقت في إسطبل يعود ملكيته إلى شركة أرامكو، قبل الانتقال إلى بيت الضباط.
وحينما كان التركي في الصف الثالث الابتدائي، وتحديدًا في عام 1958 انتقل إلى لبنان مع أخيه عبد العزيز، والتحقا في مدرسة المقاصد الإسلامية في بيروت.
عاش التركي مع أخيه في المدرسة الداخلية، وكان لعيشه في لبنان تأثيرا كبيرًا في نشأته. ظل التركي في لبنان الجامعة، حيث درس في الجامعة الأمريكي في بيروت وحصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال.
وفي بيروت لم يكن بعيدًا عن الأوضاع السياسية والحراك السياسي في لبنان، حيث عاصر الكثير من الحراك السياسي هناك.
بعد انتهاء دراسته الجامعية، أرسل تركي برقية إلى الملك فيصل مع حوالي 160 طالبًا سعوديًا كانوا ملتحقين معه في الجامعة نفسها، وطالبوا الملك بتوفير فرص تدريب لهم بعد عودتهم إلى المملكة.
رد عليك الملك فيصل ببرقية، وشكرهم فيها على حماسهم ووافق على طلبهم، وأمرهم بالعودة إلى المملكة، وتحديدًا في مدينة تبوك ليبدأ صالح حياته المهنية.
حصل الفيصل كذلك على الماجستير في إدارة الأعمال م جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
التركي متزوج من سيدة غير معروفة، ولقبه هو "أبو فيصل" ولديه انبة اسمها نورة وهي أول سعودية تحصل على منصب نائبة رئيس اتحاد رياضي، كما أنها المديرة التنفيذية للموارد البشرية.
تشغل ابنته أيضًا منصبًا في شركة نسما، فهي المسؤولة الاجتماعية في الشركة، وممثلة في وفد المملكة لرجال الأعمال في منظمة العمل الدولية في جنيف.
حياته المهنية
بدأ صالح التركي أول وظيف له كبائع في متجر مع أخيه عبد العزيز يمتلكه أخوه عبد الرحمن في مدينة الخبر، وكان هو وأخوه يستيقظان مبكرًا من منزلهم في مدينة الدمام ويمشيان في الحر حتى السوق حتى يجدا سيارة أجرة تقلهم إلى المحل.
تأسيسه شركة نسما
بدأ التركي حياته المهنية في القطاع الخاص حينما قرر تأسيس شركة مع صديقيه مروان وعماد غلمية عام 1979، وحملت الشركة اسمها "نسما" وهي الحروف الأولى لاسم الشركة بالإنجليزية "الشركة الوطنیة للخدمات الهندسية والتسويق".
توسعت أعمال الشركة منذ ذلك الحين إلى أن أصبحت شركة قابضة تضم تحتها 48 شركة، منها طيران نسما، ونسما وشركاه التي شاركت في أعمال بناء منطقة جبل عمر المطلة على الحرم المكي، كما أن شركته تشرف على مشروع مترو مكة، بالإضافة إلى مشاريع مدينة نيوم.
لم تكن بدايته الأولى في عالم الأعمال ناجحة، حيث واجه العديد من العثرات، ولكن أول نجاح رسمي قام به هو نجاح شركته في استقطاب شركة كورية وإقناعها بأن تكون نسما هي المسوق لها داخل المملكة.
بالفعل تمكنت شركة نسما من تسويق الشركة الكورية داخل السعودية، والحصول على أول مشروع رسمي لها في مدينة ينبع بقيمة إجمالية 50 مليون ريال سعودي لتصبح عمولة الشركة 2.5%.
وعلى الرغم من هذا النجاح الكبير لم يكن التركي راضيًا، بسبب رفض الشركة الكورية في إشراكه أو إشراك أبناء البلد في هذا المشروع، وإنما اكتفت بدفع العمولة فقط ورفض أي تدخلات من السكان المحليين.
وهذا السبب أصبح لدى التركي سياسية جديدة في عمله، حيث فرض على الشركات التي يسوّق لها أن تكون نسما جزءًا أساسيًا من المشاريع التي تفوز بها.
وبعد تأسيس الشركة ب40 عامًا تنفذ نسما الآن جميع مشاريعها من خلال شركات سعودية تابعة لها، وتمكنت من تحقيق نسب توطين عالية في بعض شركاتها إلى ما يزيد عن 80%.
تعد شركة نسما كذلك من الشركات الرائدة في مجال التدريب وتهيئة الشباب لسوق العمل، كما تعطي لهم كامل الفرص لتحقيق النجاح من خلال مراكز التدريب الخاصة بها.
أعمال أخرى
يرأس صالح التركي مجلس إدارة شركة جدة القابضة وشركة فرص السعودية للاستثمار، فضلًا عن كونه عضوًا في مجلس إدارة الشركة العربية للدواجن "أمات" وشركة "رعاية الطبية القابضة".
هو أيضًا عضو في المجلس الاستشاري لبنك "كوتس لندن" في الشرق الأوسط، ويرأس لجنة تراحم لرعاية السجناء في جدة. يترأس كذلك جمعية البر بجدة، وشغل سابقًا رئيس الغرفة التجارية والصناعية في جدة.
شغل التركي كذلك رئاسة مجلس الغرف التجارية والصناعية في السعودية، وهو عضو في مجلس منطقة مكة المكرمة.
يشغل التركي عضوية في مجلس أمناء جامعة الأمير مقرن بن عبد العزيز في المدينة المنورة، وهو أيضًا عضو مجلس أمناء جامعة دار الحكمة في مدينة جدة، وعضو المجلس الاستشاري لجامعة عفت في جدة.
كان سابقًا عضو في مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا، والمجلس الاستشاري للمعهد السعودي للعلوم البحثية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا.
تعيينه أمينًا لمحافظة جدة
في يوم الجمعة الموافق 27 يوليو عام 2018 صدر أمرًا ملكيًا بتعيين صالح التركي أمينًا لمحافظة جدة بالمرتبة الممتازة.
تميز التركي بعرضه مشاكل المدينة بكل شفافية وجرأة لم يتعود عليها مواطنو المدينة، حيث تحدث أمام أمير المنطقة خالد الفيصل ومحافظها الأمير مشعل بن ماجد عن تجاوزات وفشل المقاولين.
اتهم التركي غالبية المقاولين بأنهم سبب دمار بيئة المحافظة، وأكد على أن الأمانة هي من تتولى مشاريع الصيانة والتشغيل بدلًا من المقاولين، ولاقى خطابه استحسانًا واسعًا.