صادرات الصين ترتفع 12% في مارس وسط الحرب التجارية

الرسوم الجمركية الأمريكية تدفع الصين لزيادة صادراتها

  • تاريخ النشر: منذ 3 أيام
صادرات الصين ترتفع 12% في مارس وسط الحرب التجارية

شهدت صادرات الصين قفزة كبيرة في مارس الماضي، حيث ارتفعت بنسبة 12.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يتجاوز التوقعات.

وأرجع الخبراء هذا الارتفاع إلى محاولات الشركات الصينية تسريع الشحنات للخارج لتفادي الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة. في المقابل، استمرت واردات الصين في الانخفاض؛ بسبب ضعف الطلب المحلي.

نمو الصادرات يتفوق على التوقعات

وفقا للبيانات الصادرة عن هيئة الجمارك الصينية، سجلت الصادرات في مارس زيادة غير متوقعة بنسبة 12.4% بالدولار الأمريكي مقارنة بنفس الشهر من العام السابق.

وهذا يتجاوز بكثير توقعات استطلاع رويترز الذي كان يتنبأ بزيادة قدرها 4.4%، وتعد هذه الزيادة هي الأكبر منذ أكتوبر 2024.

في الجهة المقابلة، تراجعت الواردات بنسبة 4.3% في مارس مقارنة بالعام الماضي، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2%.

تباطؤ الصادرات في أول شهرين من العام

شهدت الصين تباطؤًا في صادراتها خلال أول شهرين من العام 2025، حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 2.3% فقط مقارنة بالعام السابق. وهو أبطأ نمو سنوي منذ أبريل 2024.

كما سجلت الواردات تراجعًا حادًا بنسبة 8.4%، وهو الانخفاض الأكبر منذ منتصف عام 2023.

قال "تشي وي زانغ"، الرئيس وكبير الاقتصاديين في Pinpoint Asset Management: "من المحتمل أن تضعف الصادرات في الأشهر المقبلة؛ بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية التي زادت بشكل كبير". 

وأضاف أنه في المدى القصير، قد يؤدي ذلك إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد ونقص في بعض السلع في الولايات المتحدة، مما قد يرفع من التضخم.

وأوضح زانغ أن بيئة التجارة العالمية الحالية غير مستقرة، ما يزيد من صعوبة تعديل الشركات لخطط سلاسل الإمداد واستثماراتها. كما أشار إلى أن نقل سلاسل الإمداد إلى مناطق أخرى يتطلب وقتًا طويلًا.

التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني

تستمر الصين في مواجهة تحديات اقتصادية جراء التصعيد المستمر في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تباطؤ الاستهلاك المحلي. وقد صرح المسؤولون الصينيون أن النمو المستهدف هذا العام بنسبة 5% سيكون صعبًا في ظل الظروف الحالية.

منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية قاسية على الواردات الصينية وصلت إلى 145%، بما في ذلك 20% على السلع التي لها صلة بتجارة الفنتانيل. ردت الصين بفرض رسوم مماثلة على السلع الأمريكية.

إدارة ترامب تمنح استثناءات لبعض السلع الإلكترونية

في خطوة تخفيفية، منحت إدارة ترامب في الأسبوع الماضي استثناءات من الرسوم الجمركية لبعض المنتجات الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، رغم استمرار فرض رسوم بنسبة 20% على المنتجات المتعلقة بالفنتانيل.

على الرغم من التحديات مع الولايات المتحدة، أظهرت الصين نموًا قويًا في صادراتها إلى دول أخرى.

فالصادرات إلى دول رابطة دول جنوب شرق آسيا شهدت زيادة بنسبة 11.6% في مارس، خصوصًا إلى فيتنام التي سجلت نموًا بنسبة 19%. 

كما ارتفعت صادرات الصين إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 10.3%، في حين انخفضت الواردات بنسبة 7.5%.

في جانب آخر، تراجعت واردات الصين من خام الحديد بنسبة 6.7% إلى نحو 94 مليون طن في مارس، وهو أدنى مستوى منذ عام 2023. 

كما تراجعت واردات فول الصويا بنسبة 36.8%، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2008.

ومع ذلك، شهدت واردات أشباه الموصلات والنفط الخام زيادة بنسبة 11.2% و4.8% على التوالي.

الضغط على الحكومة الصينية لإجراءات تحفيزية

تواجه الحكومة الصينية ضغوطًا متزايدة للإعلان عن تدابير تحفيزية لتعزيز الاستهلاك المحلي وتخفيف الاعتماد على الصادرات. 

وتشير البيانات إلى أن المستهلكين في الصين لا يزالون مترددين في الإنفاق، حيث انخفضت أسعار المستهلكين للشهر الثاني على التوالي، في حين استمرت أسعار المنتجين في الانخفاض للشهر الـ29 على التوالي.

وتتوقع البنوك الاستثمارية أن يتباطأ نمو الاقتصاد الصيني هذا العام؛ بسبب تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية.

وفي أحدث تقاريرها، خفضت جولدمان ساكس توقعاتها للنمو إلى 4%، بانخفاض قدره 0.5% عن تقديراتها السابقة.

من المتوقع أن تصدر الصين بيانات النمو الاقتصادي للربع الأول من العام يوم الأربعاء، تليها اجتماعات رفيعة المستوى للجنة السياسية العليا، حيث من المحتمل أن تكشف الحكومة عن مزيد من تدابير التحفيز لدعم الطلب المحلي وتخفيف آثار الحرب التجارية المستمرة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة