يعتبر العالم والمخترع الأمريكي من أصول هندية شيفا أيادوراي من أبرز الشخصيات المؤثرة في عالم التقنية والابتكار، حيث يرجع إليه الفضل في اختراع البريد الإلكترونية، حيث تمكن من تطوير نظام يعتمد على البريد الإلكتروني كوسيلة للتواصل الرقمي، وكان يبلغ من العمر 14 عامًا فقط، إلا أنه رغم هذا الإنجاز دارت حوله العديد من الادعاءات كونه لم يكن وراء هذا الابتكار، تعرف على حياته وإنجازاته في هذا المقال.
من هو شيفا إيادوراي؟
فيلايابا أيادوراي شيفا هو مهندس ومخترع وعالم ورائد أعمال وسياسي أمريكي من أصول هندية، ولد في 2 ديسمبر عام 1963 في بومباي في الهند، ويعد من أبرز الشخصيات في عالم التكنولوجيا.
كان لشيفا الفضل وراء في ابتكار البريد الإلكتروني، حيث ادعى عام 2011 في مقال نشر في مجلة تايم أنه اخترع البريد الإلكتروني وعمره 14 عامًا، كما أنه سجل حقوق الطبع والنشر على تطبيق بريد إلكتروني كتبه.
عُرف عن إيادوراي بأنه مناهض للقاحات، كما أنه يروج دائمًا لنظريات المؤامرة، وقد تعرض لانتقادات حادة خلال جائحة كورونا، بسبب نشره معلومات مضللة حول الجائحة.
نشأته وتعليمه
ولد شيفا إيدوراي في بومباي في الهند، وقد نشأ في قرية صغيرة اسمها موهافور في تاميل نادو، إلا أن عائلته هاجرت إلى الولايات المتحدة الأميركية عندما كان يبلغ من العمر 7 سنوات.
في عام 1978، وعندما كان يبلغ من العمر 14 عامًا، بدأ اهتمام شيفا بعلوم الكمبيوتر، حيث حضر برنامج صيفيًا في معهد كورنات لدراسة البرمجة، وخلال دراسته في مدرسة "ليفينجستون" الثانوية اهتم بالبرمجة أيضًا.
بعد التخرج من المدرسة، التحق بجامعة نيويورك، ودرس العلوم الرياضية، كما أنه تطوع للعمل في جامعة الطب وطب الأسنان في نيوجيرسي، وخلال وجوده في الجامعة أنشأ نظام مراسلة إلكترونية في كلية الطب، وقد سجل حقوق ملكية هذا النظام عام 1982.
حصل أيادوراي على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وبعدها حصل على درجة الماجستير في الدراسات البصرية من المعهد نفسه، وأكمل في الوقت نفسه ماجستير أخرى في الهندسة الميكانيكية.
في عام 2007، حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة البيولوجية في علم الأحياء النظمي، كما أنه درس في العام نفسه نظام "سيدها" هو نظام للطب التقليدي مشهور في جنوب الهند، ويعتبر أحد أقدم الأنظمة الطبية هناك.
حياته الشخصية
في عام 2014، كان شيفا إيادوراي على علاقة بالممثلة فران دريشير، وفي العام نفسه أعلنا عن زواجها، إلا أنهما انفصلا عام 2016.
اختراع البريد الإلكتروني
في عام 1978، وعندما كان شيفا إيادوراي يبلغ من العمر 14 عامًا، كان يعمل في جامعة نيو جيرسي الطبية ضمن برنامج صيفي، وخلال هذا البرنامج، كان يهدف إلى تطوير نظام رقمي يحاكي نظام البريد الورقي التقليدي المستخدم بشكل واسع في المؤسسات الأكاديمية.
خلال هذا البرنامج، طور شيفا نظامًا أطلق عليه EMAIL، وكان يحاكي ميزات النظام البريدي التقليدي، بما في ذلك "الصندوق الوارد، و"الصندوق الصادر"، و"النسخ الاحتياطية"، و"المرفقات"، و"المجلدات" وعناصر أخرى.
تم تنفيذ هذا النظام على حاسوب من نوع VAX، وتضمن جميع المكونات الضرورية لإدارة الاتصالات داخل المؤسسة. في عام 1982، حصل أيادوراي على حقوق النشر لهذا النظام، الذي أصبح أولى المحاولات حماية حقوق الملكية الفكرية لنظام البريد الإلكتروني.
ورغم هذا الإنجاز، إلا أنه كان هناك جدل كبير حول اختراع إيادوراي للبريد الإلكتروني، فهناك العديد من الأشخاص والمؤسسات الذين ساهموا في تطوير البريد الإلكتروني قبل عام 1978، منها نظام CTSS في أوائل الستينات.
طوّر كذلك العالم "راي توملينسون" نظامًا آخر أتاح إرسال رسائل عبر الشبكات من خلال استخدام علامة @ لتحديد عناوين البريد، ويرجع الجدل حول اختراع بأن فكرة البريد الإلكتروني كانت موجودة قبل نظام إيادوراي بفترة طويلة.
تعرض إيادوراي إلى انتقادات عدة من قبل عدد من العلماء الذين اعتبروا أن ادعاءه بتطوير البريد الإلكتروني الأولى يقلل من مساهمات علماء آخرين في هذا المجال، حيث اعتبروا أن البريد الإلكتروني هو نتاج عمل جماعي وتطور تقني عبر الزمن، وليس اختراعًا لشخص واحد فقط.
مسيرته المهنية
في عام 1994، أسس شيفا إيادوراي شركة اسمه Millennium Cybernetics، وهي شركة مخصصة لإنتاج برامج لإدارة البريد الإلكتروني. في عام 2009، تم تعيينه من قبل مجلس البحوث العلمية والصناعية الهندي، وساهم في إنشاء شركة CSIR، وهي شركة مهمتها استخدام الأبحاث التي أجرتها المختبرات المملوكة للقطاع العام، إلا أنه ترك الوظيفة بعد 5 أشهر فقط.
رأيه في الأغذية المعدلة وراثيًا
خلال مسيرته، نشر إيادوراي العديد من الأوراق البحثية والمقالات حول مجالات متعددة، منها الأغذية المعدلة وراثيًا، فقد عرف بشخصيته المثيرة للجدل، وخاصة فيما يتعلق بالأغذية المعدلة وراثيًا.
عُرف عن إيادوراي بموقفه الصارم حول الأغذية المعدلة وراثيًا، ورأى أنها تهدد صحة الإنسان والبيئة، وروج لفكر أن هذه الأغذية تسبب مشكلات صحية طويلة، منها السرطان، وأن الشركات الكبرى التي تروج لهذه المنتجات لا تراعي الآثار الصحية المحتملة على المستهلكين.
شدد إيادوراي على ضرورة إجراء دراسات طويلة الأمد حول تأثرات الأغذية المعدلة وراثيًا، إلا أنه واجه انتقادات حادة، وخاصة أن ادعاءاته لم تكن مدعومة بأدلة واضحة، إلا أنه ثبت على موقف، ووعد بدفع مبلغ 10 ملايين دولار إذا تمكن المعترضون على دحض أبحاثه.
مسيرته السياسية
في عام 2017، بدأ شيفا إيادوراي مسيرته السياسية عام 2017، حيث تقدم كمرشح جمهوري لانتخابات مجلس الشيوخ، ولكنه حصل على المركز الثالث بنسبة 3.4% من الأصوات.
خلال حملته الانتخابية قدم شيفا وعودًا مختلفة، منها تبني منظور علمي وهندسي لحل المشكلات، والتركيز على الهجرة والتعليم والابتكار، ودعم التعلم العام.
في عام 2020 ترشح للمرة الثانية في انتخابات مجلس الشيوخ، وأنفق حوالي 1.4 مليون دولار على حملته الانتخابية، ولكنه خسر أيضًا، وهذه المرة اتهم بوجود تزوير في الانتخابات، لذا تم تعليق حسابه على تويتر، ولكن هذا لم يوقفه من نشر معلومات مضللة عن تزوير الانتخابات.
في عام 2022 ترشح للمرة الثالثة للانتخابات، ولكن هذه المرة انتخابات حاكم ولاية ماساتشوسيتس، وفي عام 2024 ترشح كمرشح مستقل في الانتخابات الرئاسية، ولكن تم استبعاده؛ لأنه ليس مولودًا في الولايات المتحدة.
نظرية المؤامرة حول فيروس كورونا
خلال جائحة كورونا، أثار شيفا إيادوراي الجدل بشكل كبير؛ بسبب ترويجه لنظريات المؤامرة حول جائحة كورونا واللقاحات والفيروس، فقد شكك في استجابة الحكومات للجائحة، واعتبر أن بعض الإجراءات التي اتخذت كانت مفرضة، مثل التباعد الاجتماعي، والإغلاق، وأنها تسببت في أضرار اقتصادية واجتماعية كبيرة.
اتهم إيادوراي الشركات الكبرى في استغلال الأزمة من أجل الترويج للقاحات، كما أنه من بين الذين روجوا بأن فيروس كورونا تم تصميمه في المختبرات، وأعرب عن شكوكه حول سلامة وفعالية اللقاحات.