سيدتي الجميلة هكذا كان لقب واحدة من أشهر نجوم السينما والمسرح في مصر في الستينات والسبعينات، بل إنها استمرت جميلة حتى وفاتها رغم بلوغها من العمر 82 عاما، إنها الجميلة شويكار.
التي كان يصاحب إطلالتها على الشاشة البهجة، فتسعدنا في الاستعراضات، وترسم الضحكة حينما تقدم كوميدي، وتبكينا في مشاهد التراجيدي، مسيرتها الفنية وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية...
نشأة شويكار وحياتها
ولدت شويكار إبراهيم طوب ثقال، في الإسكندرية يوم 24 نوفمبر عام 1938، كان والدها تركي وجدها الأكبر كان ضابطا في جيش محمد علي باشا، وكان يلقب بـ "طوب ثقال" – أي أصحاب المقام الرفيع-، أما والدتها فكانت شركسية.
تربت في حي مصر الجديدة، منذ صغرها تعلقت بالفن، وهي في صغرها كانت ليلى مراد هي قدوتها ونجمتها المفضلة، التحقت بالمدارس الفرنسية، وأثر المنزل في تكوين شخصيتها، فوالدها كان نهماً للقراءة، ووالدتها كانت محبة للموسيقى وتجيد العزف على البيانو.
منذ صغرها كانت تتمتع بجمال ملفت، وتقدم للزواج منها حسن نافع مهندس ثري وهي في السادسة عشر من عمرها، وأنجبت منه ابنتها منة الله، أصيب زوجها بمرض خطير، وقررت "شويكار" استكمال دراستها، فالتحقت بالمرحلة الثانوية، وأثناء الدراسة توفي زوجها، فأصبحت أرملة وهي في الثامنة عشر من عمرها.
قررت التغلب على أحزانها، فالتحقت بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، وبدأت في البحث عن عمل، ودخلت عالم التمثيل بترشيح من المخرج حسن رضا صديق العائلة الذي رشها للانضمام لفرقة أنصار التمثيل، وبالفعل شاركت معهم في عدة مسرحيات.
وهي في العشرين من عمرها، اختارها نادي سبورتنغ لتفوز بلقب الأم المثالية، لأنها كان تدرس، تعمل، أم وأرملة في نفس الوقت، قررت "شويكار" التي وقعت في غرام التمثيل أن تطور من نفسها فبدأت بحضور دروس تمثيل على يد كلا من محمد توفيق وعبد الوارث عسر.
في عام 1960 ظهرت لأول مرة على شاشة السينما من خلال فيلم حبي الوحيد، مع النجوم عمر الشريف، كمال الشناوي، ونادية لطفي،
مسيرتها الفنية
دخلت شويكار عالم السينما في عام 1960 من خلال فيلم حبي الوحيد، واستطاعت بعد أول فيلم أن تصبح من أهم نجوم الستينات في السينما المصرية، واستطاعت أن تقدم مجموعة من أشهر الأفلام.
فقدمت في الستينات غرام الأسياد، الضوء الخافت، دنيا البنات، الزوجة 13، آخر فرصة، من غير أمل، عروس النيل، طريق الشيطان، صاحب الجلالة، النشال، المجانين في نعيم، القاهرة، الحسناء والطلبة، وفيلم الباب المفتوح.
كما لمعت في أفلام هارب من الزواج، فتاة شاذة، حديث المدينة، أنا وهو وهي، أمير الدهاء، المارد، اعترافات زوج، أدهم الشرقاوي، الشقيقان، الرجال لا يتزوجون الجميلات، اقتلني من فضلك، مبكى العشاق، غرام في أغسطس، وفيلم إجازة بالعافية.
كما تألقت في أفلام الراجل ده حيجنني، أخطر رجل في العالم، أجازة غرام، مطاردة غرامية، مراتي مجنونة، عالم مضحك جدا، شنبو في المصيدة، المليونير المزيف، أشجع رجل في العالم، أرض النفاق، أنا ومراتي والجو، وفيلم العتبة جزاز.
استمرت شويكار في السبعينات في التألق وقدمت العديد من الأفلام الشهيرة ومن أشهرها، عريس بنت الوزير، سفاح النساء، رضا بوند، ربع دستة أشرار، أنت اللي قتلت بابايا، نحن الرجال طيبون، غرام الطريق الزراعي، مدرسة المراهقين، شلة المحتالين، وفيلم الشحات.
كما قدمت أفلام الأخوة الأعداء، النداهة، الكرنك، الكداب، الجبان والحب، فيفا زلاطا، سنة أولى حب، دائرة الانتقام، من أجل الحياة، فتاة تبحث عن الحب، طائر الليل الحزين، دعاء المظلومين، جنس ناعم، السقا مات، 13 كدبة وكدبة، شباب يرقص فوق النار، وفيلم المرأة هي المرأة.
واستمرت في التألق في الثمانينات ومن أشهر أفلامها، الإخوة الغرباء، القرش، الخبز المر، درب الهوا، الذئاب، بيت القاضي، بحر الأوهام، السطوح، سنوات الخطر، سعد اليتيم، الموظفون في الأرض، اليوم السادس، الكماشة، اغتيال مدرسة.
وفي التسعينات والألفية الجديدة كانت مقلة في الظهور ومن أشهر أفلامها النصاب والكلب، أمريكا شيكا بيكا، كشف المستور، وفيلم العاشقان في عام 2001، وبعد 9 سنوات من الابتعاد عن السينما أعادها خالد يوسف من خلال إقناعها بالاشتراك في فيلم كلمني شكرا، وندمت بعدها شويكار في لقاء على الاشتراك في الفيلم وقالت إن خالد يوسف لم يعاملها بما يليق مع تاريخها الفني، بالإضافة لعدم اقتناعها بالفيلم.
ومثلما تألقت في السينما تألقت في التلفزيون ومن أشهر مسلسلاتها، بين القصرين، قصر الشوق، ترويض الشرسة، يوم عسل ويوم بصل، هوانم جاردن سيتي، امرأة من زمن الحب، وآخر أعمالها في الدراما في 2012 هو مسلسل سر علني.
أما عن أشهر مسرحيات شويكات فهي أنا وهو وهي، أنا فين وأنت فين، السكرتير الفني، سيدتي الجميلة، إنها حقا عائلة محترمة، سك على بناتك، الزيارة انتهت، وفي عام 1990 كانت آخر مسرحياتها وهي مراتي تقريبا.
شويكار وفؤاد المهندس
في عام 1963 كانت تستعد لبطولة مسرحية السكرتير الفني مع النجم السيد بدير، ولكنه اعتذر عن العمل لظروف مفاجئة، وتم استبداله بالنجم فؤاد المهندس، لتبدأ واحدة من أشهر ثنائيات المسرح والسينما وقصص الحب بين شويكار وفؤاد المهندس.
تشاركوا في العديد من الأعمال في السينما والمسرح، وبدأت قصة الحب بينهما، وفي أثناء عرض مسرحيتهم الشهيرة أنا وهو وهي، فاجئها على خشبة المسرح أثناء العرض بطلب الزواج منها وقال لها "تتجوزيني يا بسكوته"، لترد "وماله".
وجمعتهم قصة حب وزواج استمرت 20 عاما، قدموا فيها مجموعة من روائع الأعمال سواء في السينما أو المسرح ومن أشهر مسرحياتهم سويا، سيدتي الجميلة، حواء الساعة 12، إنها حقا عائلة محترمة، أنا وهو وهي، ومسرحية السكرتير الفني.
وفي السينما قدموا اعترافات زوج، ربع دستة أشرار، إجازة غرام، العتبة جزاز، أخطر رجل في العالم، وهارب من الزواج، ولكن بعد قصة الحب الكبيرة والثنائي الشهير انتهت العلاقة بالطلاق، ولكن استمرت بينهم صداقة، وقالت عنه إنه كان بالنسبة لها ليس زوجا فقط وإنما حبيب، أخ، وصديق ومعلم.
أما ثالث أزواجها فكان السيناريست مدحت حسن، إلا أنها لم تتحدث كثيرا عن هذه الزيجة
وفاة شويكار
في السنوات الأخيرة من حياتها فضلت الابتعاد عن الأضواء والاهتمام بالحياة مع ابنتها وأحفادها، وإن كانت لا تفضل كلمة "الاعتزال"، وأصيبت بمجموعة من الوعكات الصحية كان أشهرها كسر في الحوض في عام 2016. وفي 14 أغسطس عام 2020 رحلت شويكار عن عالمنا، عن عمر يناهز 82 عاما.