• معلومات شخصية

    • اسم الشهرة

      شوشانة ذماري.. اليمنية ملكة الغناء العبري

السيرة الذاتية

لم تكن المغنية شوشانة ذماري مجرد مغنية برعت في الغناء العبري فحسب، بل كانت بمثابة "رمزًا للمشروع الصهيوني" حيث قامت خلال مسيرتها بجمع الأموال من أجل تأسيس دولة إسرائيل، في السطور التالية تعرف على مسيرتها وقصة حياتها.

من هي شوشانة ذماري؟

هي مغنية إسرائيلية من أصول يمنية، ولدت في 31 مارس عام 1923 في مدينة ذمار في اليمن، وتعد من أشهر مغنيات اللغة العربية، وأطلق عليها لقب "ملكة الموسيقى العبرية".

انتقلت شوشانة إلى فلسطين بعد والدتها بعامين، وعاشت مع عائلتها هناك، وخلال طفولتها، تأثرت بالأغاني اليمنية الشعبية، وسرعان ما بدأت تظهر موهبتها، وشاركت في عروض مسرحية غنائية في سن مبكرة.

في أربعينات القرن الماضي لمع صوتها، واشتهرت بأغنيات مختلفة منها "كل زهرة"، وعرفت خلال تلك الفترة باسم "ملكة الأغنية العبرية". لم يقتصر دور شوشانة على الغناء فحسب، بل كانت داعمة للمشروع الصهيوني، وقدمت للجنود الصهاينة في ذلك الوقت الدعم من خلال تقديم عروض وحفلات غنائية لها، لذا كانت تعتبر "رمزًا للفن الوطني" في فلسطين المحتلة.

مثلّت شوشانة بلدها في العديد من المهرجانات الدولية، وكانت أول مغنية عبرية تعرف عالميًا بصوتها الشرقي. خلال السبعينات والثمانينات، تعاونت مع عدد من الفنانين الشباب، لذا نجحت في الحفاظ على حضور دائم في المشهد الفني في إسرائيل.

نشأتها وأصولها

ولدت شوشانة ذماري في مدينة ذمار اليمنية لعائلة من يهود اليمن، والدها اسمه يحيى زكريا، أما والدتها هي غزال أيلة دماري، وهي الابنة الكبرى بين 5 أبناء.

في بداية عام 1924، بدأت رحلة شوشانة إلى فلسطين، حيث انتقلت العائلة إلى ميناء عدن سيرًا على الأقدام، ومن هناك اتجهوا إلى فلسطين بالقطار بعد ركوب القنطرة في مصر، ووصلت الأسرة إلى فلسطين في ال15 من شهر يونيو، وكانت شوشانة حينها تبلغ من العمر عامًا ونصف تقريبًا.

استقرت العائلة في مدينة ريشون لتسيون، حيث عمل والدها في مدرسة محلية دينية، وهي المدينة التي تأسست على يد المهاجرين اليهود من الإمبراطورية الروسية، وكانت نتاج الهجرة الأولى لليهود إلى فلسطين عام 1882.

نشأت شوشانة في أسرة فنية، فقد كانت والدتها مغنية تقدم الحفلات الغنائية في المناسبات المختلفة الخاصة بالمجتمع اليمني في فلسطين، وكانت شوشانة ترافق والدتها في تلك الحفلات، لذا اكتسبت معرفة كبيرة بالتراث والغناء اليمني اليهودي.

أصبحت شوشانة فيما بعد تؤدي عروضا غنائية مع عائلتها، وشاركت في احتفالات تجمعات الجالية اليمنية في فلسطين، وغنت أغنيات يمنية تراثية وأغنيات عبرية كذلك.

زوج شوشانا ذماري

تزوجت شوشانة ذماري في سن السادسة عشرة من شلومو بوسمي، والذي أصبح فيما بعد مدير أعمالها. أنجبت ابنة واحدة اسمها نافا.

شوشانة ذماري.. اليمنية ملكة الغناء العبري

مسيرتها الفنية المبكرة

أرادت شوشانة ذماري أن تصبح ممثلة في البداية، إلا أن عائلتها اعترضت لرغبتهم في إكمال مسيرتها الغناء. تلقت شوشانة فيما بعد دعمًا من شقيقها الممثل سعدية داماري الذي شجعها على طومحاتها، وانضمت إلى استوديو شولاميت للتمثيل.

كان أول ظهور علني لشوشانة كمغنية في سن الثالثة عشرة، وفي سن الرابعة عشر ظهرت على المسرح، وبعدها بدأت بالغناء في الراديو، وفي سن السابعة عشر قدمت أول حفل منفرد لها في تل أبيل.

في عام 1944، انضمت شوشانة إلى فرق المسرح لي لا لو، وقدمت العديد من المسرحيات الاستعراضية للفرقة، وبحلول عام 1945، أصبحت شوشانة بالفعل نجمة الغناء العربي بعد إصدار مجموعة من الأغنيات الناجحة.

شوشانة ذماري ملكة الغناء العبري

منذ أوائل الخمسينات، شاركت شوشانة ذماري في العديد من الحفلات والبرامج الإذاعية، وأشهرها برنامج "صوت إسرائيل"، وحققت أغنياتها نجاحًا بسبب عروضها المميزة. في منتصف الخمسينات، قدمت ذاماري فيلم "التل 24 لا يجيب"، كما غنت في فيلم "بين عين مولوديت"، والذي صور معاناة عائلتها في الهجرة من اليمن إلى فلسطين.

خلال الستينات والسبعينات، قدمت داماري العديد من العروض حول العالم في دول منها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والأرجنتين وجنوب أفريقيا والدول الاسكندنافية، كما شاركت في المهرجانات الوطنية في إسرائيل، وحصلت على لقب "السيدة الأولى للأغنية العبرية".

خلال مسيرتها التي امتدت لأكثر من 70 عامًا، تعاونت شوشانة ذماري مع أشهر الملحنين والشعراء، وقدمت مجموعة متنوعة من الألوان الموسيقية، منها أغاني الحب، وأغاني الأطفال، والأغاني اليمنية، وأغاني باللغتين الإنجليزية والإيديشة.

قدمت شوشانة أكثر من ألف أغنية وعشرات الألبومات، وحصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة إسرائيل عام 1988.

شوشانة ذماري.. اليمنية ملكة الغناء العبري

شوشاشنة ذماري ومساندة المشروع الصهيوني

ارتبط اسم المغنية شوشانة ذماري بالمشروع الصهيوني، فقد كانت شاهدة على بوادر المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة، وقدمت دعمها للمشروع بالأغاني والحفلات التي قامت بها حول العالم من أجل جمع التبرعات لبناء المستوطنات وتسليح الجنود.

في عام 1948، وبعد تأسيس إسرائيل، سارعت المنظمات الصهيونية في ذلك الوقت على نقل عشرات الآلاف من اليهود من الخارج إلى أرض فلسطين، واستقبلتهم في معسكرات مكتظة في ظروف صعبة.

وعلى الرغم من تلك الظروف، تم إحضار شوشانة إلى المعسكر، وكانت حينها تبلغ من العمر 25 عامًا، وقدمت حفلات غنائية لليهود للتخفيف عنهم. ساهمت شوشانة بسبب أغانيها في أن تصبح  أول مغنية إسرائيلية من أصول غير أوروبية يتم الترحيب بها من قبل جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي، وخاصة أن يهود اليمن كان في مؤخرة السلم الهرمي للمجتمع اليهودي في فلسطين، وكان يتم اضطهادهم، وعاشوا ظروفًا غير إنسانية.

وفاة شوشانة ذماري

توفيت شوشانة ذماري في 14 فبراير عام 2006 في تل أبيب عن عمر 82 عامًا؛ بسبب مرض الالتهاب الرئوي، وقد توفيت وحيدة، ودفنت في مقبرة تل أبيب القديمة في شارع ترامبلدور.

شوشانة ذماري.. اليمنية ملكة الغناء العبري