-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
مكان وتاريخ الميلاد
-
الوفاة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
سنوات النشاط
-
السيرة الذاتية
ناضل الرئيس السوري السابق شكري القوتلي من أجل حصول بلده سوريا على الاستقلال، وقد كان أول رئيس عربي يتنازل عن الحكم طواعية من أجل الوحدة بين مصر وسوريا، وأصبح اسمًا لامعًا في سجل التاريخ السوري، وارتبط اسمه بالنضال من أجل الاستقلال، وتوحيد البلاد، تعرف أكثر على سيرته وحياته في هذا المقال.
من هو شكري القوتلي؟
شكري بن محمود بن عبد الغني القوتلي هو رئيس الجمهورية السورية في الفترة بين 1943 إلى 1949، وفي الفترة بين 1955 و1985، ولد في 21 أكتوبر عام 1891، ويعد واحد من أبرز السياسيين في تاريخ سوريا، ومناضل من أجل الاستقلال.
تميز عهد القوتلي بمواقفه الصّلبة في وجه الضغوط الخارجية، ممّا جعله هدفًا للمؤامرات، ففي عام 1949، أُجبر على الاستقالة من منصبه إثر انقلاب عسكري، ثم عاد إلى الحكم عام 1955، لكنّه اضطر إلى التنازل عن رئاسة الجمهورية العربية المتحدة للرئيس جمال عبد الناصر عام 1958.
كان القوتلي منخرطًا في النشاطات القومية العربية، وشارك في الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين. بعد الحرب العالمية الأولى، انضم إلى حركة الاستقلال السورية، وأصبح عضوًا في الكتلة الوطنية، وهي حركة سياسية قادت النضال ضد الانتداب الفرنسي على سوريا.
يُعتبر شكري القوتلي أحد الشخصيات المهمة في تاريخ سوريا الحديث، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تحقيق استقلال البلاد وتعزيز الوحدة العربية. ورغم التحديات التي واجهتها حكومته، يبقى إرثه محل احترام في التاريخ السوري.
ما هو أصل شكري القوتلي؟
ولد شكري القوتلي في حي الشاغور في العاصمة السورية دمشق، وقد نشأ في عائلة من التجار وملاك الأراضي الذين نزحوا من الحجاز إلى سوريا منذ قرون، وقد كانت لعائلته مكانة مرموقة في المجتمع العربي، وقيل إن أصل شكري القوتلي من العراق.
شقيق جد القوتي هو محمد سعيد القوتلي، وهو شخصية بارزة في سوريا، وقد دعاه الخديوي إسماعيل من اجل حضور افتتاح قناة السويس. عُرف عن عائلته القوتلي أنهم طوال القامة وأصحاب بنية قوية.
كان والد القوتلي من الأعيان في سوري، أما جده عبد الغني، فقد كان من كبار المحسنين في دمشق، وقد قال عنه الناقد الأدبي السوري محمد كرد: "قد تلد الولادة مثل عبد الغني القوتلي ولكن أعظم منه بالأخلاق وكره فلا".
اشتهر الكثير من أبناء عائلة شكري القوتلي، ومنهم حسن باشا القوتلي، وهو رئيس غرفة تجارة دمشق في نهاية القرن التاسع عشر. من بين الشخصيات البارزة في عائلته أيضًا محمد سعيد باشا القوتلي، والذي كان وكيل أعمال عبد القادر الجزائري في دمشق، وحضر معه افتتاح قناة السويس عام 1869.
أما والدة القوتلي، فهي تنتمي إلى واحدة من العائلات العريقة في دمشق، واسم والدته ناجية بنت محمد عطا القدسي، وتعود عائلة القدسي من العائلات العريقة التي تعود نسبها إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد توفيت والدته حزنه عليه بسبب اعتقاله خلال الانقلاب العسكري الأول عام 1949.
نشأته وتعليمه
نشأ شكري القوتلي في عائلة محبة للعلم والثقافة، وقد عرف عنه منذ نعومة أظافره عشقه للغة العربية. التحق القوتلي بمدرسة الآباء العازاريين في دمشق، وهي واحدة من المدارس الدمشقية التي اهتمت بدراسة اللغة العربية.
بعد إنهاء دراسته فيها، التحق بمدرسة ثانوية عنبر في دمشق، وبعدها التحق في مسابقة الكلية الشاهانية في إسطنبول، والتي كانت وقتها واحدة من أفضل مدارس العلوم السياسية والإدارية في الدولة العثمانية في ذلك الوقت.
كان قوتلي من بين 350 طالبًا تقدموا للمسابقة للانضمام إلى الكلية، وقد نجح 40 طالبًا، وكان ترتيبه الخامس من بينهم، ليبدأ دراسته في الكلية بداية من عام 1908، وهو نفس العام الذي تم الإعلان فيه عن الدستور العثماني، وكانت هذه السنة بداية العمل السياسي للقوتلي.
بداية نضاله السياسي
في عام 1908، وخلال دراسته في الكلية في إسطنبول، بدأ شكري القوتلي حياته السياسية، وذلك بعد عام من إعلان الدستور في الدولة العثمانية، حيث أسس مع مجموعة من رفاقه المنتدى الأدبي في إسطنبول، وضم العديد من الشباب العربي.
هدف القوتلي من خلال هذه المجموعة إلى الدفاع عن مصالح العرب، وبرزت في هذا الوقت ميوله للقومية العربية، والوحدة، فقد كانت من ضمن أهداف المجموعة تكوين كيان عربي واحد.
كان القوتلي معارضًا لسياسة السلطان عبد الحميد الثاني، وأيد انقلاب جمعية الاتحاد، وبسبب أفكاره تلك تمكن من يكوّن لنفسه اسمًا مهمًا في العمل السياسي، إلا أن بدايته الجريئة تلك كانت سببًا في الكثير من المشكلات التي واجهها مستقبلًا.
اعتقاله بسبب نضاله السياسي
في عام 1913، وبعد تخرجه من الكلية في إسطنبول، عاد شكري القوتلي إلى دمشق، وهناك بدأ مسيرته المهنية بالعمل في ديوان الولاية، والذي كان من المفترض أن يعمل فيه لمدة 3 سنوات.
إلا أن القوتلي استقال سريعًا من منصبه، حيث رفض تقبيل يد الوالي، وهو برتوكول فرضه الوالي على كل الموظفين آنذاك، وكانت هذه الحادثة سببًا لعودته للنضال السياسي مرة أخرى.
انضم القوتلي إلى جمعية العربية الفتاة، والتي كانت من الجمعيات السياسية السرية والمحظورة، وهي جمعية تأسست عام 1911 في باريس، وأصبح لها فرع في دمشق عام 1913.
كانت الجمعية تهدف إلى إنهاء تبعية سوريا إلى الدولة العثمانية، وكان من ضمن أعضاء هذه الجمعية الأمير فيصل، والذي عقد عدة اجتماعات مع أعضائها بهدف توحيد الجهود للاستقلال من الدولة العثمانية.
بسبب نشاطه السياسي، اعتقل القوتلي مع بعض من رفاقه، ثم أطلق سراحه، ليعود مجددًا إلى السجن، وفي الداخل تعرض لتعذيب شديد حتى يعترف على رفاقه، لذا قرر الانتحار خشية الاعتراف تحت وطأة التعذيب.
نُقل القوتلي إلى المستشفى، وظل فيها لمدة شهر، ليعود إلى السجن، وهذه المرة لانتظار تنفيذ حكم الإعدام عليه، إلا أنه نجا من الإعدام بعد قيام الثورة العربية الكبرى عام 1916 على يد الشريف حسين، الذي هدد بإعدام الضباط الأتراك الذي أخذهم كأسرى إذا لم يتم الإفراج عن المناضلين في السجن.
جهوده من أجل الاستقلال
بعد نجاح الثورة العربية الكبرى، تولى شكري القوتلي مهم تشكيل حكومة ولاية دمشق، بطلب من الملك فيصل، الذي أصبح حاكمًا لإقليم سوريا، إلا أن الحكومة لم تعمل طويلًا، حيث وقعت سوريا تحت وطأة الاحتلال الفرنسي، بعد توقيع معاهدة سايكس بيكو لتقسيم الدول العربية بعد سقوط الدولة العثمانية.
وكانت هذه بداية نضال جديد من أجل الاستقلال، حيث أسس القوتلي حزب الاستقلال عام 1918 من أجل توحيد الصفوف لمحاربة الاحتلال الفرنسي، وبسبب هذا الحزب واجه للمرة الثانية خطر الإعدام عام 1920، وذلك بعد فوز فرنسا في معركة ميسلون بين الثوار الفرنسي.
استطاع القوتلي الهرب من سوريا، وعاش متنقلًا بين مصر، وفلسطين وعدة دول أوروبية، واستمرت جهوده من أجل التنديد بالاحتلال، ومن ضمن جهوده عقد المؤتمر السوري الفلسطيني" الذي دعا فيه إلى تحرير المنطقة العربية من الاحتلال الأجنبي.
بعد هذا المؤتمر قررت القوات الفرنسية إصدار عفو عنه وعن بعض السجناء السياسيين ليعود إلى سوريا عام 1924، لكن لم يستمر رضا الفرنسيون عليه لفترة طويل، حيث رفض التفاوض معهم، لذا أصدر بحقه حكم الإعدام للمرة الثالثة، وذلك بسبب تقديمه مساعدات ودعم مالياً للثوار في سوريا.
هرب القوتلي مرة أخرى إلى مصر، وتنقل بين مصر وسوريا والرياض، ليعود إلى سوريا عام 1930 بعد جهود طويلة ندد فيها بالاحتلال الفرنسي.
انضمامه إلى الحكومة السورية
في عام 1930، وبعد توقيع الملك فيصل على المعاهدة الإنجليزية العراقية، والتي أعطت لبريطانيا حق إدارة الشؤون الخارجية والعسكرية للعراق، فقد شكري القوتلي أقوى حليف له، لذا بدأ في محاربة الاحتلال لوحده.
في عام 1931 انضم القوتلي إلى المؤتمر العربي القومي في القدس، وفي العام التالي أسس "الكتل الوطنية" وانضم فيها أبرز السياسيين في سوريا، ومنهم جميل مردم بك، وفخري البارودي، وهاشم الأتاسي.
أسست الكتبة الوطنية جمعية تأسيسية للتواصل مع الاحتلال من أجل كتابة دستور للبلاد، وكانت من ضمن بنود الدستور إقامة دستور ليبرالي وحكومة تمثيلية، إلا أن فرنسا عارضت هذا البند لمدة 5 سنوات، لذا قررت الكتلة الوطنية عقد المعاهدة السورية عام 1936.
أصبح القوتلي بعدها عضوًا في مجلس النواب السوري، ثم تم تعيينه وزيرًا للدفاع والمالية في حكومة جميل مردم، وخلال شغله هذا المنصب أسس وزارة الدافع السورية، كما عقد اتفاقًا مع السعودية لعمل خط سكة حديد بين الحجاز وسوريا.
سبب هذا الاتفاق غضب الفرنسيون، الذين سارعوا في التحالف مع الحكومة السورية في اتفاقية "البنك السوري والبترول"، وقد منحت هذه الاتفاقية لفرنسا أحقية تواجد خبراء فرنسيين، وتعاون بين البلدين.
سببت هذه الصفقة غضب الكثير من السياسيين في سوريا، وعلى رأسهم القوتلي، الذي قدم استقالته من الوزارة عام 1938، وسافر إلى أوروبا من أجل المطالبة باستقلال سوريا.
في عام 1940 اتهم القوتلي بقتل عبد الرحمن الشهبندر، وبعد إثبات براءته انتخب زعيمًا للكتلة الوطنية عام 1941، وفي عام 1943، وبعد وفاة رئيس سوريا تاج الدين الحسني، رشح شكري القوتلي نفسه رئيسًا لسوريا المستقلة.
إلا أن القوات الفرنسية رفضت هذا الأمر، وفي عام 1945 قصفت البرلمان السوري، وطلبت من القوتلي عقد معاهدة مع فرنسا ولكنه رفض، وقد تمكن في النهاية من مواجهة محاولات الاحتلال لتدمير الحكومة الجديدة، إلا أنه كان أقوى منه، وأجبر القوات الفرنسية على إجلاء قواتها من سوريا بشكل كامل في عام 1946.
توليه رئاسة الجمهورية السورية
في عام 1945 أعلن الرئيس شكري القوتلي أن يوم 1 أغسطس هو يوم وطني لتأسيس الجيش السوري، وفي عام 17 أبريل عام 1946 أقيل عيد الجلاء الأول بمشاركة عربية كبيرة.
في عام 1947 انتهت ولاية الرئيس القوتلي الأولى، إلا أن حلفاءه أصروا على بقائه في الحكم، وكان هذا يعارض الدستور السوري، الذي يحدد ولاية الرئيس 4 سنوات غير قابلة للتمديد، لذا اقترح عليه بعض السياسيين تعديل الدستور من أجل البقاء لولاية جديدة.
وبالفعل تم تعديل الدستور، وأعيد انتخاب القوتلي رئيسًا للمرة الثانية، وقد أدى هذا الأمر إلى ظهور حزب معارض في حلب. واجه القوتلي العديد من الانتقادات، حيث أساء استخدام منصبه، وعيّن الكثير من عديمي الكفاءة غير المؤهلين فقط من أجل ولائهم السياسي له.
من انقلب على شكري القوتلي؟
في عام 1949 انقلب حسني الزعيم على شكري القوتلي، وهو ضابط سوري اعتقل من قبل القوات الفرنسية عام 1944، وأفرج عنه القوتلي بعد توليه الرئاسة، وسمح له بعودته إلى عمله، ومنحه منصب قائد الجيش ورئيس الأركان.
اعتقل الزعيم القوتلي من أجل الانقلاب، ثم أفرج عنه بعدما استقال القوتلي، ليسافر إلى مصر، ويستقر في الإسكندرية. بعد أشهر قليلة من الانقلاب تم الانقلاب على حسني الزعيم من قبل سامي الحناوي، وأعدم الزعيم بعد محاكمة عسكرية.
من استلم بعد شكري القوتلي؟
بعد مرور أربعة أشهر على انقلاب الحناوي، انقلب عليه أديب الشيشكلي، الذي ظل في الحكم حتى الانقلاب عليه عام 1954، لذا قدم استقالته، وهرب إلى بيرو ثم إلى السعودية، واستقر في النهاية في البرازيل، وتم اغتياله عام 1955.
العودة إلى السلطة مرة أخرى
بعد فترة غير مستقرة شهدت الكثير من الانقلابات العسكرية، قررت هيئات وطنية وسياسية في سوريا السفر إلى مصر، من أجل إقناع شكري القوتلي بالعودة إلى الحكم مرة أخرى، وبالفعل تم انتخابه رئيسًا لسوريا للمرة الثالثة في عام 1955.
شكري القوتلي وجمال عبد الناصر
كانت علاقة شكري القوتلي وجمال عبد الناصر محورًا مهمًا في تاريخ الوطن العربي، حيث تعاونا معًا من أجل تحقيق حلم الوحدة العربية، من أجل تأسيس الجمهورية العربية المتحدة.
في نهاية الخمسينيات، زادت الضغوط الخارجية والداخلية على سوريا، حيث واجهت تهديدات من قوى إقليمية ودولية، بالإضافة إلى عدم الاستقرار الداخلي. في هذا السياق، بدأ القوتلي في البحث عن تحالفات قوية يمكنها حماية سوريا وضمان استقرارها.
بدأت المحادثات بين سوريا ومصر في عام 1957، وتواصلت الجهود لتحقيق الوحدة بين البلدين. القوتلي وعبد الناصر اتفقا على أن الوحدة ستعزز من مكانة البلدين، وستكون خطوة نحو تحقيق حلم الوحدة العربية الأوسع.
وفي 1 فبراير 1958، أعلن القوتلي وعبد الناصر عن تأسيس الجمهورية العربية المتحدة، ليتم دمج سوريا ومصر في دولة واحدة، واستقال القوتلي من منصبه كرئيس للجمهورية، وأصبح عبد الناصر رئيسًا للجمهورية العربية المتحدة، بينما حصل القوتلي على لقب "المواطن الأول" كتكريم لدوره في تحقيق الوحدة.
انفصال الوحدة العربية
خلال سنوات الوحدة، قضى شكري القوتلي سنواته مبتعدًا عن العمل السياسي، وتنقل بين القاهرة، ودمشق وجنيف، وتصدرت أخباره الجرائد السورية، وقد أزعج هذا الأمر عبد الناصر؛ لأن الأضواء تتسلط على القوتلي بدلًا منه.
وبسبب ذلك اتسع الخلاف بين القوتلي وعبد الناصر، وخاصة بعد منع عزف النشيد الوطني السوري في المناسبات الوطنية، لذا أصبح القوتلي مؤيدًا للانفصال، بسبب التجاوزات المصرية، كما انتقد انعدام الديمقراطية التي اتبعها جمال عبد الناصر.
توالت الأصوات بعدها لعودة القوتلي لحكم سوريا للمرة الرابعة، إلا أنه رفض هذا الطلب، وابتعد عن السياسة حتى وفاته.
متى توفي شكري القوتلي؟
مرض شكري القوتلي في منزله في بيروت في عام 1964 انتقل القوتلي للعيش في بيروت، جيث عانى من ذبحة قلبية بعد سماعه بنبأ سقوط الجولان على يد إسرائيل، وتوفي في 30 يوليو عام 1967، وأعيد جثمانه إلى دمشق بناء على وصيته.
خرجت جنازة مهيبة للقوتلي شارك فيه أهالي الشام من كل الفئات السياسية، وقد خرج المشيعون وقالوا: "لا إله إلا الله شكري بك حبيب الله"، ودفن القوتلي في مقبرة الباب الصغير.
تكريم شكري القوتلي
بعد وفاته تم تخليد ذكرى القوتلي بتسمية العديد من الشوارع في عدة مدن سورية ومصرية على اسمه، منها شارع شكري القوتلي بين ساحتي المرجة والأمويين.
صدر كتاب عن حياته عام 1959 حمل اسم: "شكري القوتلي: "تاريخ أمة في حياة رجل"، وكتاب "جهاد شكري القوتلي" عام 2003، وكتاب ثالث بعناون "جورج واشنطن سوريا" عام 2005، وصدر باللغة الإنجليزية.