شاهد.. فريق عماني يستكشف بئر برهوت

قام الفريق العماني لاستكشاف الكهوف بزيارة بئر برهوت في محافظة المهرة، شرق اليمن. وذلك وفقاً لما أظهرته صور نشرتها وسائل إعلام عمانية اليوم الخميس.

يقوم الفريق بتوثيق واستكشاف بئر برهوت في اليمن بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية، تُظهر الصور نزول الفريق إلى قاع البئرلتوثيق السمات الجيولوجية والبيئية للبئر، من خلال أخذ أجزاء من عينات صخرية من قاع حفرة البئر، بالإضافة إلى التقاط مجموعة من الصور وجمع البيانات. سيصدر الفريق تقريراً مفصلاً عن الحفر ومسوحاتها الجيولوجية خلال الأيام القادمة.

قد تُشكل هذه الزيارة للبئر وضع حدّاً علمياً للغموض والشائعات التي تحيط ببئر برهوت منذ مئات السنين.

يقع بئر برهوت في شرق اليمن، على بُعد ما يقرب من 1300 كيلومتر شرق العاصمة صنعاء، قرب الحدود مع سلطنة عمان، تحديداً في صحراء محافظة المهرة، نُسجت حول البئر الكثير من الأساطير بسبب غرابته وعدم تمكن أحد من الوصول إلى قاعه أو كشف ما به.

قصص وأساطير نُسجت حول بئر برهوت

يعتقد الناس أن بئر برهوت مسكونة من الجن. يتراوح عمق الحفرة العملاقة بين 100 و250 متراً، ويبلغ قُطر فُوهتها نحو 30 متراً، ولا يعرف أحداً، ماذا يوجد في قاعها تحديداً.

يقول، صلاح بابحير، مدير هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية باليمن، خلال تصريحات صحافية سابقة، أن أقصى عمق استطاعت الهيئة الوصول إليه داخل البئر لم يكن يزيد عن الـ 50 متراً، وذلك بسبب قلة الأكسجين. وأضاف أنهم لاحظوا في داخل البئر أشياء ورائحة غريبة لم يعرفوا ماهيتها. وفقاً لبابحير، فيُقدر عمر الحفرة بملايين وملايين السنين.

لا يصل ضوء الشمس إلى قعر الحفرة، ولا يمكن من حافتها رؤية الكثير مما فيها سوى بعض الطيور.

بسبب الغموض الذي يُحيط بالحفرة العملاقة، تناقل الكثيرون قصصاً، على مدى مئات السنين، تُشير إلى أن الجن يسكن بئر برهوت، كما اعتقد البعض أن البئر تُعد سجناً للجن. ومن الشائعات الأخرى المنسوجة جول البئر أنها تحتوي على تماسيح ضخمة، وأنها تحتوي على أنهار ضخمة، وأن من حاول النزول إليها سابقاً خرج برأس دون جسد.

استشعر البعض خطورة الحفرة، بل واعتقدوا أنها قد تبتلع كل ما يقترب منها؛ البعض الآخر أصبح يخشى حتى من مُجرد التحدث عن هذه الحفرة الغامضة مخافة أن تُلحق بهم الأذى.

ذكر النبي محمد لبئر برهوت

خلال تصريحات صحافية يقول الدكتور عبد السلام المجيدي، أستاذ التفسير بكلية الشريعة جامعة قطر، وهو من أهل اليمن، أن هناك حديث رواه الطبراني في معجمه الكبير ورد فيه ذكر بئر برهوت.

يقول الحديث: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء برهوت بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام، يصبح يتدفق، ويمسي لا بلال بها".

يُذكر أيضاً أن موقع "إسلام ويب" كان قد ذكر أن الحديث المذكور صححه ابن حبان، وقال ابن حجر إن رواته موثوقون، وفي بعضهم مقال، لكنه قوي في المتابعات. أضاف الموقع أن بئر وادي برهوت، هو بئر عميقة بحضرموت، لا يمكن نزول قعرها، وهي المُشار إليها بآية: (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) في قوله تعالى: "فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ".

قال الزمخشري: برهوت بئر بحضرموت، يُقال إن بها أرواح الكفار، واسم للبلد التي فيها هذا البئر، وفي الفردوس عن الأصمعي عن رجل من أهل برهوت قال أنهم يجدون الريح المنتن الفظيع يخرج منها، وقال جمع من الشافعية أنه يُكره استعمال هذا الماء في الطهارة وغيرها.

وروي عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه قال: "أبغض بقعة في الأرض إلى الله عز وجل: وادي برهوت بحضرموت، فيه أرواح الكفار، وفيه ماؤها، أسود منتن، تأوي إليه أرواح الكفار، وعنه أنه قال: شر بئر في الأرض: بئر بلهوت في برهوت، تجتمع فيه أرواح الكفار".