سيف أحمد الغرير.. رجل الأعمال المساهم في نهضة دبي

من العمل في تجارة اللؤلؤ مع والده والقيام بالرحلات الخطيرة في عرض البحار إلى العمل بالتجارة إنها رحلة رجل الأعمال الإماراتي سيف أحمد الغرير أبرز رجال الإمارات العربية المتحدة والمساهم في نهضة إمارة دبي التي نشأ وعمل وبدأ تجارته واستثماراته فيها، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وحياته.

من هو سيف أحمد الغرير؟

سيف أحمد ماجد الغرير هو رجل أعمال إماراتي ولد في منطقة الديرة على ساحل دبي ف يعام 1924، وهو من أبرز رجال الأعمال الإمارات وأهم صناع النهضة في إمارة دبي.

ساهم الغرير مع أقرانه من التجار ورواد الأعمال في إدارة التحولات التي شهدتها الإمارة على مدار سنوات، وأسس مجموعته التي أسهمت في الحداثة التي وصلت إليها دبي اليوم.

عمل الغرير مع والده في صيد وتجارة اللؤلؤ، التي كانت تجارة رائجة في دبي لفترة طويلة، ثم اتجهت الأسرة إلى العمل بالتجارة وكان الغرير المساند والداعم الأول لوالده في تجارته.

بمرور الوقت أسس الغرير مجموعته الاقتصادية عام 1960، وهي مجموعة خاصة بالعائلة، وتنوعت أعمال المجموعة وشملت قطاعات مختلفة منها العقارات والصناعة والبيت بالتجزئة.

تولى الغرير عدة مناصب هامة، منها رئاسة غرفة تجارة وصناعة دبي، واتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات، كما أنه كان عضوًا في مجلس بلدية دبي، وقد ظل لسنوات ضمن قائمة فوربس لأثرياء العالم.

ساهم سيف الغرير بخبراته الواسعة كأحد أبرز رجال الأعمال في دبي في تقديم الدعم والمشورة لغرفة التجارة والصناعة في الإمارة، وساهم بشكل فعّال في رفع مكانتها لتصبح واحدة من أهم الغرف التجارية والصناعية في العالم. ترك بصماته القوية على المشهد التجاري في دبي، وأثرى الاقتصاد المحلي بتجاربه ونجاحاته.

أبناء سيف أحمد الغرير

لدى رجل الأعمال الإمارات سيف أحمد الغرير 6 أبناء وهم عبد الرحمن وماجد ومحمد وأحمد وراشد وسعيد.

يشغل عبد الرحمن سيف الغرير منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة الغرير، أما ابنه ماجد فهو الرئيس التنفيذي للمجموعة، وابنه محمد وابنه راشد يعملان في مجلس الإدارة.

بداية عمله في البحر

ولد سيف أحمد الغرير في منطقة الديرة في ساحل دبي لإحدى العائلات التي عملت في صيد وتجارة اللؤلؤة، وهو الابن الأكبر بين 5 إخوة. بدأ الغرير المساعدة في عمل والده في سن مبكرة، فقد تولى مهام الصيد في مراكب والده وكان يمضي أربعة أشهر متواصلة في البحر من أجل الصيد ويعيش خلال هذه الفترة على الأسماك والتمور والأرز.

كان الغرير هو القبطان، ومن أهم مهامه على السفينة الحفاظ على حبات اللؤلؤ، فكان يضعها في صناديق خشبية في المقصورة التي ينام فيها.

ظلت عائلته تعمل في اللؤلؤ حتى فترة الثلاثينات حيث انتشر اللؤلؤ الصناعي من اليابان، لذا اتجهت العائلة إلى التجارة وأصبحت مراكبها الصغيرة تقوم برحلات أطول بين العراق وأفريقيا والهند لنقل التمور والأقمشة والمنسوجات والأخشاب كذلك. عملت العائلة كذلك في تجارة الذهب وأصبحت إمارة دبي مركزاً مهماً لتجارة الذهب في المنطقة.

فقد عينه بسبب البحر

عمل سيف أحمد الغرير في البحر لسنوات، وقد فقد إحدى عينيه بسبب ذلك، ففي إحدى رحلاته إلى الهند تسببت الرياح القوية إلى ألم شديد في إحدى عينيه.

ذهب الغرير إلى الطبيب في الهند ونصحه بأن يتخلى عن عينه حتى يتوقف الألم، وبالفعل قرر الغرير التخلي عن إحدى عينيه ليعيش حياته كلها يرى بعين واحدة.

إنشاء مجموعة الغرير

كان سيف أحمد الغرير من أهم رجال الأعمال الذين ساهموا في نهضة إمارة دبي، ففي نهاية الخمسينات بدأت الإمارة تشهد نموًا متسارعًا بقيادة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله الذي اهتم بالبنية التحتية في الإمارة.

خلال هذه الفترة أسس الغرير مجموعته الاقتصادية المتكاملة تحت اسم العائلة وذلك في عام 1960، وقد توسعت أعمال هذه المجموعة للاستثمار في قطاعات مختلفة منها العقارات والصناعة والبيع بالتجزئة كذلك.

أسس مجموعته معملًا للإسمنت في دبي، وأنشأت مطاحن للقمح ومعامل لصهر الألمونيوم ومعامل لتكرير السكر، وفي بداية الثمانينات أسست أول مركز للتسوق في البلاد.

كانت مجموعته حتى فترة التسعينيات تحت إدارته، وفي التسعينيات قرر سيف وشقيقه عبد الله الغرير إنشاء مجموعتين منفصلتين ولكنها متكاملتان واستمرت في الازدهار والنمو في الإمارات والأسواق العالمية.

ساعده في إدارة مجموعته أبنائه الستة، وهم عبد الرحمن وماجد ومحمد وأحمد وراشد وسعيد، وقد توسعت المجموعة وأصبحت رائدة في صناعة منتجات التعبئة والتغليف، كما أنها تمتلك مركزي للتسوق وهما "الريف"، و"برجمان".

شهدت المجموعة تسارعًا في وتيرة التغييرات خلال العقد الأخير، حيث قامت بتعزيز استعداداتها لإطلاق مشروعات جديدة وتوسيع نطاق أعمالها على المستوى الدولي في مناطق متعددة، بما في ذلك الشرق الأوسط، وأفريقيا، وأستراليا، وأوروبا، وشمال أميركا.

مناصب شغلها

بجانب إدارته لمجموعته لعدة سنوات تولى سيف أحمد الغرير عدة مناصب هامة، ومنها توليه رئاسة غرفة تجارة وصناعة دبي واتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات في الفترة بين عامي 1977 و1980.

كما شغل مناصب مهمة أخرى، بما في ذلك عضوية في مجلس بلدية دبي والمجلس التنفيذي لإمارة دبي. تميزت فترة رئاسته بنمو وتطور الإمارة، وتعزيز مكانتها في الساحة التجارية الإقليمية والعالمية.

ثروة سيف أحمد الغرير

في عام 2016 صنفت مجلة فوربس سيف أحمد الغرير في المرتبة الخامسة لأغنى رجال الأعمال في الإمارات وقدت ثروته حينها 8 مليارات درهم، أي ما يعادل 2.2 مليار دولار، كما كان في المرتبة 810 على مستوى العالم.

وفاة سيف أحمد الغرير

رحل عن عالمنا رجل الأعمال الإماراتي سيف أحمد الغرير في 27 أغسطس عام 201 عن عمر 95 عامًا، وأقيمت الصلاة عليه في مقبرة القصيص.

حضر جنازته الشيخ محمد بن راشد حفظه الله، كما  نعاه كبار المسؤولين ورجال الأعمال والسفراء في البلاد، منهم وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، والخبير القانوني حبيب الملا وسفير فرنسا في الإمارات لودوفيك بوي وغيرهم.