اشتهرت المغنية الأمريكية سيسي هيوستن بصوتها القوي، وهو ما جعلها من أشهر نجمات السول والغوسبل في أمريكا، فقد بدأت مسيرتها الفنية في الخمسينات، وأصدرت العديد من الأغنية الرائجة، وبجانب نجاحاتها الشخصية، فهي أيضًا والدة الأسطورة الراحلة ويتني هيوستن، وكان لها دور كبير في توجيه ابنتها ودعمها في مسيرتها الفنية، في السطور التالية تعرف على مسيرتها وحياتها.
من هي سيسي هيوستن؟
اسمها الحقيقي إميلي درينكارد، واسم شهرتها هي سيسي هيوستن، هي مغنية أمريكية تعد واحدة من أشهر مغنيات السول في الولايات المتحدة، ولدت في 30 سبتمبر عام 1933 في نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية.
بدأت هيوستن مسيرتها الفنية في الخمسينات، حيث كانت عضوة في العديد من الفرق الغنائية، وأشهرها فرقة The Drinkard Singers التي كانت من أوائل فرق الغوسبل الأفرو أمريكية، وحققت الفرقة نجاحًا كبيرًا.
انضمت هيوستن خلال مسيرتها إلى العديد من الفرق، وفي السبعينات، بدأت مسيرتها الفردية، ونجحت في إصدار العديد من الألبومات والأغاني التي حققت نجاحًا كبيرًا في موسيقى السول، كما حصلت على العديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز الغرامي.
إلى جانب مسيرتها الفنية، هيوستن هي والدة أسطورة الغناء ويتني هيوستن، التي كانت واحدة من أشهر وأعظم المغنيات في العالم، وقد ساعدت ابنتها في مسيرتها الفنية، وكانت داعمة لها في كل مراحل حياتها.
نشأتها وتعليمها
ولدت ويتني هيوستن في نيوجيرسي لعائلة كبيرة مكونة من 8 أطفال، وقد كانت الطفل الأصغر بينهم. والدها من أصول أفريقية وهولندية أمريكية أصلية، فجدها كان من أصول أمريكية أصلية.
كانت عائلة والدها تملك مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية في جورجيا في فترة كان من الصعب على عائلة من السود أن تمتلك الأراضي، إلا أن العائلة باعت تلك الأراضي واحدة تلك الأخرى لحل المشكلات القانونية.
تربت هيوستن في عائلة متدينة مهتمة بالتعليم، فقد كان والدها حريصًا على تعليم أولادها، وشجعهم على الغناء في الكنيسة، وقد نشأت على المذهب الميثودي الأسقفي.
في سن الثامنة توفيت والدة هيوستن بسبب نزيف في المخ، بينما توفي والدها بسرطان المعدة، وكانت تبلغ من العمر 18 عامًا.
بعد وفاة والدها، ذهبت للعيش مع أختها الكبرى وزوج أختها، وكانت أختها لديها 3 أطفال، منهم المغنية والممثلة ماري ديون واريك، والمغنية ديليا خوانيتا واري. درست هيوستن في مدرسة ساوث سايد الثانوية، ولم تكمل دراستها الجامعية.
زوجها وأطفالها
تزوجت المغنية سيسي هيوستن عام 1955 من فريدي جارلاند، وقد أنجبت منه ابنًا واحدًا ولد عام 1957، وهو لاعب كرة السلة في الدوري الأمريكي للمحترفين غاري جارلاند.
في عام 1985، وعندما كانت تبلغ من العمر 24 عامًا، التقت بجون راسل هيوستن جونيور، وبدأت قصة حب بينهما. أدت علاقتهما إلى إنجاب طفله الأول منه واسمه مايكل عام 1961، والذي أصبح كاتب أغاني، ثم ابنتها الثانية ويتني هيوستن عام 1963، والتي توفيت عام 2012.
أنجبت سيسي من حبيبها جون، رغم أنه متزوج من امرأة أخرى، ولقد انفصل عن زوجته عام 1964، وتزوج من سيسي بعد انفصاله بشهر واحد. زوجها الثاني كان من قدامى المحاربين في الجيش، كما أنه خدم في الحرب العالمية الثانية، وكان يعمل كسائق سيارة أجرة عندما التقى بسيسي.
دخل زوجها جون إلى مجال الترفيه عام 1959، حيث شكلت زوجته حينها فرقة موسيقية، وقد عمل مديرًا للفرقة، ولكنه تركها في نهاية الستينات لبدء مسيرته الفنية المنفردة.
في عام 1976، نجا جون بأعجوبة من نوبة قلبية كادت أن تودي بحياته، وبعد هذه الأزمة، بدأت الخلافات بين الزوجين، وانتهى الزواج في النهاية بالانفصال لسنوات، ثم تم الطلاق رسميًا حتى عام 1991. لدى سيسي هيوستن من أبنائها الثلاثة 6 أحفاد، وتسعة من أبناء الأحفاد.
سيسي هيوستن وعلاقتها بابنتها ويتني
كانت الفنانة سيسي هيوستن داعمة كبيرة لابنتها ويتني في مسيرتها الفنية، وقد وقفت بجانبها خلال محنتها مع إدمان المخدرات، ففي أواخر التسعينات، حاولت إدخال ابنتها أكثر من مرة لإدخالها برامج إعادة التأهيل.
في إحدى المرات، حصلت سيسي على أمر من المحكمة للتدخل في إنقاذ ابنتها من المخدرات. بعد وفاة ابنتها، أصدرت سيرتها الذاتية عام 2013 باسم "تذكر ويتني: قصتي عن الحب والخسارة والليلة التي توقفت فيها الموسيقى".
في مذاكرتها، تحدثت عن العديد من المواقف مع ابنتها ويتني، منها أنها زارتها مرة خلال زوجها من بوبي براون عام 2005، وحينها رأت على جدران المنزل رسومات غريبة ووجوه غريبة، لذا قررت التدخل قانونيًا مرة أخرى لإجبار ابنتها على التعافي وإعادة التأهيل.
بعد مأساة وفاة ابنتها في ظروف غامضة عام 2012 في فندق في نيويورك، انتقدت سيسي الصحافة والإعلاميين بشكل كبير، وأكدت أن العديد من الصحفيين تحدثوا عن وفاة ابنتها كأنهم يعرفون كل شيء. عاشت سيسي صدمة ومأساة أخرى بعد وفاة حفيدتها وابنة ويتني بوبي كريستينا براون عن عمر 22 عامًا.
مسيرتها الفنية
بدأت المغنية سيسي هيوستن مسيرتها الغنائية في سن مبكرة، حيث بدأت الغناء وعمرها 5 سنوات فقط، وانضمت إلى إخوتها في الغناء في الكنيسة، كما غنت في فرقة The Drinkard Four مع شقيقتها آن وأخويها لاري ونيكي.
تحول اسم الفرقة فيما بعد إلى The Drinkard Singers، وقد أصدرت الفرقة أول ألبوم إنجيلي بعنوان A Joyful Noise، وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا. في عام 1963، شكلت فرقة "سويت إنسبيريشنز" مع دوريس تروي وابنة أختها ديدي واريك، وقدمت الفرقة خلال منتصف الستينات العديد من الأغنيات لمغنيين مشهورين.
مسيرتها المنفردة
بعد مشوار من الغناء في عدد من الفرق الغنائية، بدأت سيسي هيوستن مسيرتها المنفردة في الستينات، وأصدرت العديد من الأغنيات، أولها أغنية This Is My Vow وغيرها من الأغنيات التي زادت من شعبيتها.
في عام 1970، أصدرت أول ألبوم لها بعنوان Presenting Cissy Houston، وقد لاقى الألبوم استحسانًا واسعًا. بعد ألبومها الأول أصدرت المزيد من الأغنيات المنفردة، وفي عام 1977 وقعت مع شركة "برايفت ستوك" للتسجيلات، وأصدرت معهم 3 ألبومات ناجحة، منهم Step Aside for a Lady، وألبوم You're the Fire، وقد أصدرت خلال مسيرتها ما يصل إلى 10 ألبومات غنائية.
خلال مسيرتها، حصلت هيوستن على جائزة جرامي لأول مرة عام 1996 لأفضل ألبوم إنجيلي تقليدي عن ألبوم Face to Face، ثم حصلت على على جرامي الثانية لها عام 1998 عن ألبوم He Leadeth Me.
وفاتها
توفيت المغنية سيسي هيوستن في 7 أكتوبر عام 2024 عن عمر 91 عامًا في دار رعاية للمسنين، حيث كانت مصابة بمرض الزهايمر. نشرت العائلة بيانًا بعد وفاتها جاء فيه "لقد كانت الأم سيسي شخصية قوية وامرأة ذات إيمان وقناعة عميقين. كانت تهتم بالعائلة والمجتمع، وستظل مسيرتها في صدارة قلوبنا".