سيد القمني هو مفكر مصري مثير للجدل، أثارت آراؤه كثير من الجدل حول طوال حياته، وتصادم كثيرا مع الأزهر الشريف، وكان محل خلاف دائم مع التيارات الإسلامية.
ووصلت الخلافات معه لطلب شيخ الأزهر بمنع كتبه من التداول في المكتبات، وفي نفس الوقت تم سحب جائزة الدولة التقديرية التي حصل عليها بحكم قضائي. مسيرته وأبز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
كاتب علماني مصري، ولد في محافظة بني سويف بمدينة الواسطي في 13 مارس 1947، تخرج من جامعة عين شمس عام 1969، سافر بعدها لفترة للعمل كمدرس فلسلفة للمرحلة الثانوية ببعض دول الخليج، اتسمت آراؤه بالجرأة، فكما روي في إحدى مقابلاته إنه بعد هزيمة مصر في حرب 1967 قرر التعمق في التاريخ الإسلامي، واعتبر أن هزيمة مصر ليس بسبب إخفاق عسكري بل كما قال متأصلة بالفكر الإسلامي.
كانت أول آراء "القمني" المثيرة للجدل حينما أعلن رفض فكرة أن بداية الموروث العربي مع بداية ظهور الإسلام أو مع نزول الوحي، معتبرا أن ذلك ينفي وجود أي حضارات أو موروثات ثقافية قبله وهذا كما قال غير صحيح. معتبرا أنه من المستحيل تحديد نقطة محددة لبدء حضارة الشرق الأوسط.
ومنذ ذلك الوقت بدأت آراء القمني تثير الجدل دائما، وأصبح البعض يصنف على إنه باحث في التاريخ الإسلامي من وجهة نظر ماركسية، في حين اعتبره أخرون نموذجا للتصدي لأصحاب فكر الإسلامي السياسي، أما سيد القمني نفسه فأعلن في لقاء له بأنه يتبع فكر المعتزلة.
أصدر الكاتب سيد القمني 32 كتابا، من أبرز مؤلفاته، أهل الدين والديمقراطية، الجماعات الإسلامية رؤية من الداخل، الإسلاميات، قصة الخلق، صحوتنا لا بارك الله فيها، الأسطورة والتراث، النبي إبراهيم والتاريخ المجهول، والنسخ في الوحي وقمة الـ 17، حرب دولة الرسول.
نظرا للجدل الذي أثارته كتب "القمني" وأرائه، قام شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بعد توليه منصب شيخ الأزهر عام 2010، بتقديم مذكرة إلى القضاء الإداري مطالبا فيها بتنفيذ آراء سيط القمني، كما طالب "الطيب" منع تداول كتبه في المكتبات، ومنعه من الحصول على أي جوائز.
وكان سيد القمني قد حصل على جائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 2009 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتبلغ قيمتها المادية مائتي ألف جنيه، ولكن هذه الجائزة أثار حولها كثير من الجدل، وتقدمت دعاوى تطالب بسحبها.
وجاء قرار هيئة مفوضي الدولة عام 2011، بسحب جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من الكاتب سيد القمني، بعد أكثر من عامين على حصوله على الجائزة.
وقالت في حيثيات إلغاء قرار المجلس الأعلى للثقافة رقم 707 لعام 2009م، كتابات القمني خالفت القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وشككت في نَسب بعض الأنبياء، وشملت بالازدراء بعضهم الآخر، وتطاولت بالألفاظ على الذات الإلهية، وهذا الأمر من غير المتصور حدوثه أو قبوله، وقد اعترض عليه مجمع البحوث الإسلامية.
ورفض "القمني" هذا القرار قائلا "محدش يقدر يسحب الجائزة مني"
كان سيد القمني دائم الصدام ومثيرا للجدل، فقد خرج في أحد لقاءاته واتهم الأزهر بأنه يدرس فقها يخرج مجرمين و"قتالين قتلة"، ولا يختلفون عن عناصر التنظيم الإرهابي داعش، مطالبا بإقالة مشايخ الأزهر والابتعاد عنهم.
ومن ضمن آرائه الصادمة أنه خرج في عام 2016 أثناء حضوره مؤتمراً في أدهوك ببروكسل في لندن، قال "القمني" :أنا كافر لأنه ينكر معلوماً من الدين بالضرورة وفقا لحديث صحيح، موضحا أنه ينكر عدداً من الأمور المعلومة في الإسلام منها إنكاره وجود الجن.
ووصف "القمني" المرأه بأنها الإلهاه الأول في الإنسانية، وسخر "القمني" من حجاب المرأة وفرض زي معين عليها، وقال إن ذلك برئ من ثقافتنا، وزعم أن الإسلام يتعامل مع المرأة مثل "المعزة" الجديدة التي تشتريها، موضحا إنكاره لتعدد الزوجات، بالإضافة لبعض الاتهامات التي وجها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وللصحابة والخلفاء الراشدين.
وهو ما جعل الدكتور محمد الشحات عضو مجمع البحوث الإسلامية يرد عليه بأنه أخطر على مصر من داعش لأن فكره يدعو للإرهاب والتطرف.
وقال المفكر الإسلامي كمال حبيب إن ما يدعو إليه هو دجلا ونصبا ومحاولة للتسول من الجهات العلمانية في مصر، أما الكاتب الأردني شاكر النابلسي فقال إن ثقافته الإسلامية تتسم بالسطيحة.
أما عن أبرز المدافعين عنه فهو الكاتب الراحل أنيس منصور الذي كتب عنه قائلا "ما أحوج الفكر المصري الراكد والفكر العربي الجامد إلي مثل قلمك".
وقال عنه الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية إن القمني مفكر إسلامي كبير، ومبدع مجتهد.
منذ عام 2019، بدأ سيد القمني يعاني من ضعف شديد في النظر، أصبح يرى بالكاد "طشاش" -على حد وصفه، موضحا في تصريحات صحفية له إنه اعتزل القراءة نهائياً بسبب قصور النظر الذي أصابه مؤكدا أنه لم يفقد بصره بشكل تام كما أشيع.
سيد القمني الاتجاه المعاكس
حل المفكر العلماني سيد القمني ضيفا سابقا في برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة عام 2007، وكانت مناقشة مع الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات، ووصل الأمر للتراشق بالألفاظ بينهم.
واعتبر "القمني" أن الشعوب في المنطقة العربية صنفان، أحدهم إسلامي متشدد وفي رأيه هذا الصنف حول النساء إلى "غفر" –على حد قوله- بسبب ارتداهم زي موحدا، وطالب "القمني" بأن يدخل مستشفى المجانين كل من انتخب الإسلاميين أو تعامل معهم.
وادعى "القمني" أن الدين الإسلامي لا يعرف المنافسة السياسية في السلطة، وذلك لوجود حديث يقول "من خرج يدعو لنفسه أو لغيره وعلى الناس إمام فعليه لعنة الله فاقتلوه"، وهذا يعني عدم وجود ترشيح أو انتخابات.
أما الصنف الثاني، وفقا لـ"القمني" فهو صنف حكومي يبطش بكل من يشك به، ويضيقون على من يرتادون المساجد.
في الوقت نفسه هاجم هاني السباعي القمني واتهمه بأنه يستهزأ بالإسلام والمسلمين.
في 6 نوفمبر عام 2022 تم إعلان وفاة سيد القمني، عن عمر يناهز 75 عاما، نتيجة لأزمة قلبية كما صرحت ابنته، وتم دفنه بمحافظة الشرقية.
أما عن عدد أبناء سيد القني فهم أربعة، وكشفت إحدى بناته أنه أوصاهم قبل وفاته بالاهتمام بأنفسهم ودراستهم وعملهم فقط.