-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
السيرة الذاتية
كانت الأمريكية من أصول أفريقية سوجورنر تروث واحدة من أهم السيدات الداعيات إلى الحرية في تاريخ أمريكا، فرغم ولادتها في زمن العبودية إلا أنها تمكنت من الحصول على حريتها مع ابنتها وكافحت من أجل المساواة بين الرجل والمرأة، في السطور التالية تعرف حياتها وقصة كفاحها.
من هي سوجورنر تروث؟
هي ناشطة أمريكية في مجال الحقوق المدنية الأمريكية الأفريقية وحقوق المرأة ولدت في عام 1797 في زمن العبودية في قرية سوارتيكيل في نيويورك وكافحت من أجل حريتها وحرية ابنتها.
كافحت تروث طوال حياته من أجل حريتها وقد تمكنت من أن تذهب إلى المحكمة من أجل استعادة ابنها من رجل أبيض وكانت أول امرأة سوداء تفوز بمثل هذه القضية في تاريخ أمريكا.
اشتهرت تروث بعملها الثوري خلال الحرب الأهلي، وقد عرفت بشكل كبير بسبب خطابها الشهير "ألست امرأة" خلال الحرب الأهلي الذي نشر عام 1863.
كانت تروث لها دور كبير في الحرب الأهلية فقد ساعدت في تجنيد القوات السوداء بعد الحرب، وحاولت طوال حياتها من منح العبيد المزيد من حقوقهن وناضلت من أجل حقوق النساء الأمريكيات الأفريقيات طوال حياتها حتى وفاتها.
نشأتها وحياتها مع العبودية
لا يوجد معلومات مؤكدة عن سنة ميلاد سوجورنر تروث بالتحديد وتشير التقديرات أنها ولدت بين عام 1797 و1800. ولدت تروث في عائلة كبيرة بها 10 أو 12 تقريبًا لعائلة مستعبدة، حيث كان والدها مستبعدة من غانا، أما والدتها كانت ابنة عبيد تم أسره من غينيا.
في طفولتها اشترى العقيد هاردنبيرج جميس وزوجته إليزابيث بوم تروث وعائلتها مجانًا من تجار العبيد وعاشت الأسرة في منطقة جبلية في شمال ريفتون حاليًا في نيويورك.
كانت تروث تتحدث الهولندية طوال حياتها، وحتى بعد تعلمها الإنجليزية كانت تتحدث بلكنة هولندية. بعد وفاة العقيد هاردنبيرج ورث ابنه تركة والده، ومنها استعباد الناس كجزء من ممتلكاته الشخصية.
بعد وفاة الابن تشارلز عام 1806 تم بيع تروث، التي كانت تبلغ من العمر حينها 9 سنوات تقريبا، في مزاد مع قطيع من الأغنام مقابل 100 دولار واشتراه رجل اسم جون نيلي، الذي وصفته بالقسوة والشدة، حيث كان يحرص على ضربها يوميًا.
في عام 1808 باعها نيلي مقابل 105 دولارات لحارس حانة وامتلكها لمدة 18 شهرًا فقط، قم باعها مجددًا إلى جون دومونت عام 1810 الذي كان يغتصبها مرارًا وتكرارًا.
قصة حبيبها الأول وزواجها رغمًا عنها
في عام 1815 التقت سوجورنر تروث برجل مستعبد اسمه روبرت كان يعمل مزارعا في مزرعة مجاورة ووقعا في حب بعضهما إلا أن مالك روبرت رفض هذه العلاقة لأن لم يرد للأشخاص الذين استعبدهم أن يتزوجوا وينجبوا من نساء لا يستعبدهم لأنه يريد أن يمتلك الأطفال أيضًا.
رغم هذا الرفض استمرت العلاقة وفي أحد الأيام تسلل روبرت لرؤية حبيبته تروث إلا أنه وجده مالكه وقام بضربه بوحشية، وكانت هذه المرة التي ترى فيها تروث حبيبها روبرت الذي توفي بعد سنوات قليلة.
ظلت هذه الذكرى السيئة تطارد تروث طوال حياتها، فقد انفصالها رغمًا عنها من حبيبها تزوجت في النهاية من رجل مستعبد كبير في السن اسمه توماس وأنجبت منه 5 أبناء وهما يعقوب وبكر، الذي توفي في طفولته، وديانا نتيجة اغتصاب دومونت لها، وبيتر وإليزابيث وصوفيا.
بداية رحلتها من أجل الحرية
في عام 1799 كانت ولاية نيويورك قد بدأت في تشريع قانون من أجل إلغاء العبودية، ورغم ذلك فإن عملية تحرير العبيد ظلت لسنوات قيد التنفيذ ولم تكتمل إلى في يوليو عام 1827.
كان دومونت، الرجل الذي اشترى تروث، قد وعدها بأن تحصل على حريتها بعد عام من إعلان تشريع التحرير في الولاية إذا أحسنت العمل، ولكنه غيّر رأيه مدعيًا أن إصابتها في اليد جعلتها أقل إنتاجية.
رغم غضبها من هذا الأمر إلا أنها واصلت العمل في الغزل بجهد شديد حتى ترضي إحساسها بالالتزام تجاهه إلا أنها لم تتمكن من الحصول على حريتها لذا قررت الهرب من أجل حريتها.
في عام 1826 هربت سوجورنر تروث مع ابنتها الرضيعة صوفيا، وكانت وقتها تبلغ من العمر 29 عامًا، على أن يتم تحرير أطفالها فيما بعد بشكل قانوني، حيث نص القانون حينها أن العبد يحصل على حريته في العشرينيات من عمره.
هربت تروث إلى عائلة رجل أبيض اسمه إسحاق فان فاجينينيز وقد عرض عليها أن تعمل لخدمته مقابل 20 دولارًا حتى يتم تنفيذ قانون تحرير الولاية، وقد وافقت تروث على هذا الأمر.
خلال هذه الفترة علمت سوجورنر تروث أن ابنها بيتر، الذي كان يبلغ من العمر 5 سنوات حينها، قد تم بيعه بشكل غير قانوني إلى مالك آخر في ألاباما، لذا قررت أن ترفع قضية ضد دومونت.
أول امرأة سوداء تفوز بقضية ضد رجل أبيض
بعد أن علمت سوجورنر تروث أن ابنها بيتر قد بيع لمالك آخر بشكل غير قانوني قررت أن ترفع قضية في المحكمة العليا في نيويورك ضد دومونت وذلك بمساعدة عائلة فاجينينيز.
رفعت تروث القضية باسم إيزابيلا فان فاجينن وبعد أشهر من الإجراءات القانونية تمكنت من استعادة ابنها لتصبح أول امرأة سوداء ترفع قضية على رجل أبيض وتكسب القضية، وقد تم اكتشاف وثائق المحكمة المتعلقة بهذه القضية في أرشيف ولاية نيويورك عام 2022.
معتقداتها الدينية
في عام 1827 اعتنقت سوجورنر تروث المسيحية وشاركت في تأسيس الكنيسة الميثودية في نيويورك، ثم انتقلت إلى كنيسة جون ستريت المثيودية.
في عام 1833 ذهبت للعمل كمدبرة منزل في بيت زعيم طائفة يهودية اسمه روبرت ماثيوز وانضمت إلى الطائفة، إلا أنها تركتها بعدها بعام بعد اتهامه في قضية ضرب ابنته وازدراء المحكمة وقررت ترك منزله.
اتجهت تروث من جديد إلى الكنيسة وطول حياتها عملت في التبشير وإلقاء الخطب الروحية كما أنها ساهمت في تأسيس عدد من الكنائس في عدة مدن منها نيويورك.
اختفاء ابنها
كافحت سوجورنر تروث من أجل حماية ابنها بيتر من ظلم وإذلال العبودية ورفعت قضية من أجل استعادته إلا أنها خسرته إلى الأبد في ظروف مجهولة.
في عام 1839 بدأ ابنها بيتر العمل على متن سفينة للصيد، بعد بداية عمله في هذه السفينة تلقت تروث 3 رسائل فقط منه بين عامي 1840 و1841 وقد أخبرها في رسالته الثالثة أنه أرسل لها 5 رسائل كما أخبرها أنه لم يتلق أي رسائل منها منذ بداية عمله.
بعدما عادت السفينة إلى الميناء مجددًا عام 1842 لم يكن بيتر على متنها حيث اختفى في ظروف غامضة ولم تسمع تروث أي أخبار عن ابنها مرة أخرى طوال حياتها.
كفاحها من أجل إلغاء العبودية
في عام 1843 قررت سوجورنر تروث أن تشق طريقها الطويل من أجل إلغاء العبودية وغادرت نيويورك متجهة إلى ماساتشوستس محملة بأفكار دينية وتبشيرية، فقد قالت لأصدقائها قبل مغادرتها "الروح يدعوني ويجب أن أذهب".
في المدينة الجديدة اجتذب تروث العشرات والمئات حولها بفضل خطبها الفريدة، وفي عام 1844 انضمت إلى جمعية نورثهامبتون للتعليم والصناعة التي دعت إلى إلغاء عقوبة الإعدام ودعم حقوق المرأة والتسامح الديني ونشر السلام.
عاشت تروث مع أفراد المنظمة في مساحة صغيرة وعملوا على تربية الماشية والعمل في مصنع للحرير وأشرفت على غسيل الملابس وهناك ألقت أول خطاب لها ضد العبودية.
في عام 1850 نشرت كتابها الأول بمساعدة ويليام لويد جاريسون بعنوان "قصة سوجورنر تروث: عبدة من الشمال" وتمكنت من شراء منزلًا في فلورنسا مقابل 300 دولار وسددت رهن المنزل من خلال مبيعات كتابها.
خطابها الأشهر "ألست امرأة؟"
في عام 1851 ألقت سوجورنر تروث خطابها الأشهر على الإطلاق بعنوان "ألست امرأة" خلال حضورها محاضرة في ولاية نيويورك وكان خطابًا ارتجاليًا عن حقوق المرأة طالبت فيه بحقوق متساوية بين الرجال والنساء، كما تحدثت عن حياة امرأة مستعبدة سابقًا ودعت إلى إلغاء عقوبة الإعدام.
نشرت عدة نسخ من هذه الخطبة واختلفت كل نسخة عن الأخرى في عدة تفاصيل، ومن مقتطفات هذه الخطبة التالي:
"لدي من العضلات ما يعادل أي رجل، ويمكنني القيام بنفس القدر من العمل مثل أي رجل. لقد حرثت وحصدت وقشرت وقطعت وحصدت، فهل يستطيع أي إنسان أن يفعل أكثر من ذلك؟ لقد سمعت الكثير عن المساواة بين الجنسين. يمكنني أن أحمل بقدر أي رجل، ويمكنني أن آكل كثيرًا أيضًا، إذا استطعت الحصول عليه. أنا قوية مثل أي رجل الآن".
وأضافت: "أما بالنسبة للذكاء، فكل ما يمكنني قوله هو، إذا كانت المرأة تمتلك نصف لتر، والرجل ربع جالون، فلماذا لا تستطيع ملء نصف لتر صغير منها؟ لا داعي للخوف من إعطائنا حقوقنا خوفًا من أن نأخذ أكثر من اللازم، لأننا لا نستطيع أن نأخذ أكثر مما لدينا".
تضمنت إحدى النسخ لخطبتها أنها قالت إن أبناءها الثلاثة عشر بيعوا جميعًا كعبيد رغم أنه من المعروف أنها أنجبت 5 أبناء فقط.
استمرت سوجورنر تروث في إلقاء المزيد من خطبها الشهيرة في العديد من الجمعيات والمؤتمرات منها الجمعية الأمريكية للحقوق المتساوية، ومؤتمر إلغاء عقوبة الإعدام، والذكرى الثامنة لحرية الزنوج، والمؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للمطالب بحق المرأة في التصويت وغيرها من المؤتمرات.
أيضًا شاركت تروث في العمل مع ماريوس روبنسون محرر مجلة أوهاية لمكافحة العبودية وسافرت في جميع أنحاء الولاية متحدثة عن الجريدة.
جهودها من أجل حرية العبيد
خلال حياتها كافحت سوجورنر تروث وناضلت من أجل المساواة بين الأمريكيين من أصل أفريقي والحرية للنساء. تمكنت تروث من تأسيس جمعية ميشيغان لمكافحة العبودية عام 1853.
انضمت تروث إلى الحركات المناهضة للعبودية في أوهايو وميشيغان، كما كان لها دور في تجنيد القوات السوداء لجيش الاتحاد خلال الحرب الأهلية، وقد تم تجنيد حفيدها في القوات.
في عام 1864 انضمت إلى جمعية إغاثة فريدمان الوطنية في واشنطن وعملت من أجل تحسين أوضاع الأمريكيين من أصل أفريقي، وخلال هذه الفترة تم دعوتها إلى البيض الأبيض من قبل الرئيس أبراهام لينكولن.
في عام 1865 عارضت تروث الفصل العنصري وركبت عربات الترام للمساعدة على إلغاء هذا الفصل. كافحت تروث أيضًا من أجل تأمين منح الأراضي للمستعبدين وقد واصلت هذا المشروع لسنوات إلا أنها لم تنجح في إتمامه.
مرضها ووفاتها
في سنواتها الأخيرة تمت رعاية سوجورنر تروث على يد اثنين من بناتها وقد عانت من المرض قبل وفاتها وتوفيت في 26 نوفمبر عام 1883 في منزلها وأقيمت جنازتها في الكنيسة المشيخية في ولاية أوهايو وحضر جنازها ما يقرب من ألف شخص ودفنت في مقبرة أوك هيل في المدينة.
تكريمها بعد وفاتها
بعد وفاتها تركت تروث إرثًا ضخمًا من الخطب والمشاريع من أجل حرية السود وحرية المرأة وقد تم تكريمها من خلال إنشاء التماثيل لها في أكثر من مدينة وولاية في أمريكا.
في عام 1935 تم إنشاء نصب تذكاري لها في ولاية ميشيغان وتم تسمية طريق سريع على اسمها، وفي عام 1999 وخلال الذكرى المئوية الثانية لوفاتها تم وضع تمثال له يبلغ ارتفاع 12 قدمًا.
أما في نيويورك فقد تم وضع العديد من التذكارات والتماثيل لها أولها في عام 1983 تم وضع لوحة تكرمية لها في ولاية نيويورك، وفي عام 1998 تم وضع تمثال لها بالحجم الطبيعي في الحديثة التاريخية الوطنية لحقوق المرأة في نيويورك.
أيضًا تم الكشف عن تمثال لها عام 2013 وتمثال آخر عام 2015 وعام 2020 تم وضع تمثالين لها، وفي عام 2022 تم تخصيص إنشاء حديثة باسمها بالقرب من مسقط رأسها.
صُنع سوجورنر تروث العديد من التماثيل في عدد من المدن والولايات منها واشنطن وكاليفورنيا وماساتشوستس. أيضًا تم تسمية العديد من المكاتب والمدارس والشوارع في أمريكا تكريمًا لها في ولايات ميشيغان ونيويورك وبالتيمور وغيرها.