يعد الروائي والكاتب العراقي سنان أنطون من أبرز الروائيين العرب، بقلمه روى تاريخ العراق في حقب مختلفة، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية، وحصدت عدة جوائز عالمية، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وأعم أعماله.
من هو سنان أنطون؟
هو شاعر وروائي وكاتب وأكاديمي ومترجم عراقي يعيش في الولايات المتحدة، ولد في عام 1967 في بغداد بالعراق، ويعد واحد من أهم الروائيين العرب الذين اهتموا بالكتابة عن تاريخ العراق والحقبات المختلفة التي مرت عليها العراق.
يعد أنطون من أبرز الأصوات الأدبية المعاصرة في العالم العربي، وقد درس في جامعة بغداد، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة بعد حرب الخليج الأولى، وهناك واصل تعليمه العالي.
أصدر أنطون عدة روايات شهيرة حققت شهرة واسعة، منها رواية "إعجام"، والتي تسلط الضوء على تجربة الاغتراب في العراق خلال فترات الحروب، فضلًا عن مجموعة من الروايات التي تسطر تاريخ العراق.
إلى جانب الرواية، برع أنطون في الشعر، وأصدر عدة مجموعات شعرية تناول فيها موضوعات مختلفة مثل الهوية والذاكرة والمنفى، كما أن له إسهامات في ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية.
يعمل أنطون كذلك كأستاذ للأدب العربي، وتتميز أعمالها بالاهتمام بالقضايا السياسية والاجتماعية في العراق، فهو يكتب بشكل أساسي للقارئ العراقي، كما أنه عرف بقدرته على تصوير تأثير الحروب والصراعات على الأفراد والمجتمعات بأسلوب عميق وبسيط في الوقت نفسه.
نشأته وتعليمه
ولد الكاتب سنان أنطون في بغداد، وقد حصل على درجة البكالوريوس من جامعة بغداد قسم اللغة الإنجليزية عام 1990، وفي العام التالي هاجر إلى الولايات المتحدة بعد حرب الخليج الأولى، وهناك واصل دراسته العليا.
حصل أنطون على شهادة الماجستير في الدراسات العربية من جامعة جورج تاون عام 1995، وفي عام 2006، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، وخلال هذه الفترة كان يعمل بالتدريس.
حصل أنطون على عدة منح أكاديمية، ففي عام 2003، حصل على منحة ميلون للبحث الأكاديمي عام 2003، كما حصل على منحة من برنامج أوروبا في الشرق الأوسط في برلين عام 2009. كان أنطون زميلًا في معهد الدراسات المتقدمة في برلين في عام 2016، و2017.
ديانة سنان أنطون
الروائي سنان أنطون مسيحي الديانة.
مسيرته المهنية
عمل الكاتب سنان أنطون في التدريس لعدة سنوات، ففي عام 2003 كان أستاذَا مساعدًا في كلية دارتموث لمدة عامين، وفي عام 2005، عمل أستاذًا مساعدًا في جامعة نيويورك، وحاليًا يعمل كأستاذ للأدب العربي في جامعة نيويورك.
وبجانب عمله الأكاديمي، بدأ سنان مسيرته الأدبية من خلال الشعر، وكتب عدة قصائد ودواوين شعرية، وانتقل بعدها إلى عالم الرواية، ولكنه لم يترك الشعر، وواصل في كتابة عدة دوااين. عمل كذلك في الترجمة، وترجم العديد من الروايات العربية إلى الإنجليزية، كما أنه ترجم بعض أعماله وروايته إلى الإنجليزية.
كتب سنان أنطون
في عام 2003، أصدر الكاتب سنان أنطون رواية "إعجام"، وقد أعيد نشر الرواية في 3 طبعات، كما شارك في إنتاج وإخراج فيلم تسجيلي بعنوان "حول بغداد"، وفي العام التالي صدر له ديوان بعنوان "موشور مبلل بالحروب".
في عام 2010، صدرت له رواية "وحدها شجرة الرمان"، كما صدر له ديوان شعري بعنوان "ليل واحد في كل المدن". في عام 2012، صدرت له رواية "يا مريم"، والتي تحدث فيها عن مجزرة كنيسة النجاة، وقد ترشحت الرواية لجائزة البوكر العربية، ووصلت إلى القائمة القصيرة.
في عام 2016، صدرت له رواية بعنوان "فهرس"، وبعدها بعامين صدرت له رواية بعنوان "كما في السماء"، وفي عام 2023، صدرت له رواية بعنوان "خزامى".
في أعماله الروائية الأربعة، اهتم سنان أنطون بالحديث عن تاريخ العراق، وكانت مؤلفاته عبارة عن شهادة متنوعة للحرب واليأس والقمع وقدرتها على تحطيم الفرد وتهشيم المجتمع العراقي.
تناول أنطون المأساة العراقية بأشد تفاصيلها، ليس فقط كراوي وكاتب، ولكن كذلك كشاهد لم يتمكن من نسيان ذكريات وتفاصيل مرهقة شهدها في بلده العراق. تناول أنطون العديد من الموضوعات في أعماله، منها الفتنة الطائفية، والحروب، والاضهداد والديكتاتورية.
بجملته الشهيرة "تركت العراق ولم تتركني" روى الكاتب والروائي العراقي سنان أنطون قصة الحرب والظلم والقمع في العراق. شهدت العراق الكثير من الحروب منذ الثمانينات، ولا يزال يعيش إلى اليوم تداعيات تلك الحروب، ويرى من المهم الكتابة عن الحروب، بدلًا من اعتبارها كأنها من عداد الماضي.
أعماله في الترجمة
بجانب الشعر والرواية، برز سنان أنطون في عالم الترجمة، فقد ترجم العديد من الأعمال الأدبية العربية إلى الإنجليزية، منها ترجمات للكاتب سعدي يوسف، ومحمود درويش، وسركون بولص، كما ترجم مئات القصائد للسياب، ومؤيد الراوي، والماغوط، وأنسي الحاج، وشعراء آخرين.
من أعماله الأخيرة في الترجمة، ترجمة رواية "سفر الاختفاء" للكاتبة الفلسطينية ابتسام عازم. بجانب ذلك، ترجم أنطون عددًا من أعماله الأدبية، فقد ترجم سنان أنطون روايته "وحدها شجرة الرمان"، ونشرت عام 2015، وعن سبب ترجمة عمله هو اشتياقه لهذا الكتاب الذي أمضى عامين في كتابته.
حازت ترجمته للرواية على جائزة سيف غباش للترجمة عام 2015، كما حازت ترجمة الرواية إلى الفرنسية على جائزة أفضل رواية مترجمة من الأدب العربي عام 2017، وقد ترجمت رواياته إلى 15 لغة أخرى، منها التركية، والفارسية. ترجمت روايته "إعجام" أيضًا إلى عدة لغات منها الألمانية والإيطالية والفارسية والإنجليزية.
سنان أنطون والقضية الفلسطينية
يعد الروائي العراقي سنان أنطون من أبرز الروائيين الداعمين للقضية الفلسطينية، منذ بدء الحرب على غزة في نوفمبر 2023، وهو يظهر دعمه لفلسطين، وشارك في المظاهرات التي تنظمها جامعة نيويورك.
وقد اعتقل سنان خلال إحدى المظاهرات المؤيدة لفلسطين في جامعة نيويورك، وكانت مظاهرة مطالبة بإنهاء تعاقد الجامعة بأي استثمارات صهيونية، وقد أفرج عنه بعد الاعتقال بفترة، وأعلن عن ذلك الكاتب الصحفي سيد محمود عبر منشور على حسابه على منصة إكس.