حينما تغني وتظهر على الشاشات كانت تفرغ الشوارع من المارة والسيارات شوقًا للاستمتاع بصوت بدوي قوي وجميل، صاحبة الخال سميرة توفيق من الفنانات اللاتي تمكن من تشكيل حالة فنية خاصة بهن لم تتكرر، تاركة خلفها بصمة فنية نادرة وأعمالًا مميزة وخالدة.
سميرة غسطين كريمونة هي مغنية لبنانية اشتهرت بالغناء باللهجة البدوية ولدت في 25 ديسمبر عام 1935 في أم حارتين في السويداء بسوريا لعائلة أرمينية مسيحية، ولها خمسة إخوة، وهم جانيت، ونوال، وشارل، وجورج، ومانويل، والدتها نعيمة ربة منزل، ووالدها يعمل في ميناء بيروت.
حصلت سميرة على لقب "كريمونة" بعد نزاع قضائي طويل، وانتقلت مع عائلتها من السويداء إلى بيروت وعاشت في منطقة الجميزة التي كانت معروفة في الماضي باسم الرميلة وذلك في عام 1945.
بدأت موهبتها الغنائية تظهر وهي في عمر السابعة، وحينما كانت تبلغ من العمر 13 عامًا أحيت الحفلات الغنائية في مسارح بيروت الخاصة بالعائلات، ومن أهمها مسرح "عجرم" كما غنت في العديد من المناطق اللبنانية.
في شهر ديسمبر عام 2021 أعلنت إذاعة دمشق الرسمية خبر وفاة الفنانة الكبير سميرة توفيق لتعتذر بعد ساعات من نشر الخبر بعد التأكد من سلامة الفنانة.
وبعد انتشار شائعة وفاتها كتبت ابنة شقيقتها لينا رضوان على الفيس بوك تكذيب هذا الخبر، وقالت إنها بصحة جيدة وتعيش في فيلتها في أبو ظبي.
بدأت سميرة توفيق الغناء على المسارح وهي تبلغ من العمر 13 عامًا، حيث كانت تحيي الحفلات الغنائية على مسارح بيروت ومنها مسرح "عجرم" ومن ثم ازدادت شهرتها لتتنقل في عدد من المناطق في لبنان ومنها "عالية" حيث غنت في أكبر وأهم مسارحها وقتها مسرح "طانيوس".
وفي هذه الحفلة غنت لكبار الفنانات مثل ليلى مراد، وسعاد محمد، وحصلت على أول مبلغ لها نظير غنائها وهو مائة ليرة لبنانية.
في أوائل الستينات بدأت انطلاقتها الفنية وحققت شهرة كبيرة، وبعدها تبنتها إذاعة الأردن الرسمي وغنت فيها أغنية "بين الدوالي" للشاعر جميل العاصي، وبعدها تبعتها أغاني حققت شهرة كبيرة في لبنان والبلدان العربية، وما ميزها لهجتها البدوية الذي أعطى لصوتها لونًا خاصًا.
طوال مسيرتها الفنية تعاونت من عدد كبير من الملحنين والشعراء في لبنان وخارجها، ولعل أهمهم عفيف رضوان، وعبد الجليل وهبي، وإلياس الرحباني، وملحم بركات، ووسام الأمير، والجليل وهبي، وإيلي الشويري.
كما ربطتها بعائلة الملحن فليمون وهبي صداقة متينة، فضلًا عن علاقتها القوية بالملحن توفيق البيلوني التي بدأت حينما التقت به في بدايتها الفنية وشجعها على الغناء، ومنه اختارت اسمها الفني "سميرة توفيق" حيث قالته له: "أنا سميرة، والتوفيق من الله".
وحققت سميرة شهرة كبيرة ليس فقط من خلال أغانيها المسجلة، وإنما أيضًا من خلال حفلاتها التي أحيتها في كل أرجاء العالم، فافتتحت أوبرا هاوس في مدينة ملبورن الأسترالية بجانب الفنان وديع الصافي، وغنت أمام ملكة إنجتلرا إليزابيث الثانية.
أيضًا كانت المطربة العربية الوحيدة التي مثلت بلدها بدعوة من الجالية اللبنانية في حفلة إنطلاق النادي اللبناني المكسيكي، وحازت على تكريمات كثيرة، منها المفتاح البرونزي والذهبي من فنزويلا.
أحيت سميرة عدة حفلات في كل دول العالم، فغنت في لندن، وفرنسا، والعديد من الدول الإفريقية والعربية وتجاوزت شهرتها لتصل إلى كل دول العالم.
اشتهرت سميرة أيضًا بالغناء البدوي، ومن أشهر أغانيها "يا هلا بالضيف" التي أصبحت فيما بعد بمثابة نشيد يُذاع في المناسبات عند استقبال شخصيات رسمية في لبنان، ومن أغانيها الثانية الشهيرة أغنية "أسمر خفيف الروح"، وأغنية "ما قدرت أودعهم"، وأغنية "تنقل يا غزالي".
وفي عام 2017 دُعين للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال الأردني الحادي والسبعين وغنت في الحفل مجموعة من أشهر أغانيها، بالإضافة إلى الأغاني الأردنية الوطنية، ومنحها ملك الأردن الملك عبد الله وزوجته الملك رانيا وسام الحسين للعطاء والتميز.
ومع تقدمها بالعمر بدأت تعاني من مشكلات صحية كثيرة اضطرتها للخضوع للعلاج في بريطانيا، وفي عام 2020 مرت بوعكة صحية بسبب مرض في القلب أجرت على إثرها لعملية قسطرة قلبية في أبو ظبي.
كانت بداية سميرة في التمثيل في عام 1960 من خلال فيلم "مولد الرسول" وبعدها بثلاثة أعوام شاركت في فيلم "لبنان في الليل" و"البدوية العاشقة"، وغنت فيهما مجموعة من أشهر أغانيها مثل "العين تقول للعين"، و"خاين يا زماني".
وفي عام 1964 شاركت في فيلم "عتاب"، وفيلم "حسناء البادية"، وفيلم "بنت عنتر"، وفيلم "بدوية في باريس"، وفيلم "إنت عمري" كضيفة شرف حيث غنت أغنية الفيلم.
وفي عام 1965 شاركت في فيلم "بدوية في روما" وغنت في الفيلم أغنية "مين قدنا بالحب"، وبعدها بعام شاركت في فيلم "القاهرون" مع الفنان فهد بلان، وبعدها بعام شاركت في فيلم "غزلان" وغنت فيه أغنية "هيا يا زين".
وفي عام 1970 شاركت في فيلم "بنت الشيخ"، وبعدها بثلاثة أعوام شاركت في فيلم "عروس من دمشق" وفي عام 1974 شاركت في فيلم "فاروس ونجود" وفيلم "فارس بني عبس"، وفيلم "فاتنة الصحراء"، وفيلم "عنتر فارس الصحراء"، وفيلم الغجرية العاشقة.
وغنت في هذه الأفلام أشهر أغانيها مثل أغنية "يمين الله"، وأغنية "صباح الخير"، وأغنية هلا بيكم هلا"، وأغنية "يا طير"، وأغنية "يا عود الخيزران".
وفي عام 1975 شاركت في فيلم "عرس التحدي"، وفيلم "الاستعراض الكبير"، وغنت فيه أغنية "يا شويقي لا تندهلي"، وبعدها بعام شاركت في فيلم "أيام في لندن"، وفي عام 1977 شاركت في مسلسل "سمرا".
وفي التلفزيون حلت ضيفة في العديد من البرامج الحوارية منها برنامج "خليك بالبيت"، و"الفن الأصيل"، و"كأس النجوم"، و"الشريان"، و"مجموعة إنسان".
- كانت عائلتها ترافقها في كل تنقلاتها؛ ولهذا السبب لقبت بـ"صاحبة الأسطول السادس".
- صمم لها مصمم الأزياء اللبناني وليم خوري ما يقرب من 1500 فستان غالبيتها عباءات مطرزة، وأشهرها ثوبها على شكل فراشة ارتدته أثناء احتفال أقيم في تلفزيون لبنان الرسمي، وكانت ترتدي ما بين ثلاثة إلى أربعة فساتين في الحفلة الواحدة.
- اشتهرت بارتداء التصاميم غير التقليدية ولعل أشهرها الثوب الأسود الطويل الذي تزينه ليرات ذهبية مزيفة، فالفستان مكون من 1800 قطعة معدنية ذهبية مزيفة.
- اشتهرت بالخال فوق شفتيها، وكانت تقلدها النساء وترسمن على وجوههن الخال بقلم الكحل الأسود، ولا تزال هذه الموضة رائجة حتى يومنا هذا.
- في أثناء تصوير فيلم "بدوية في باريس" تعرضت لإصابة بسبب قفزها من صفرة مرتفعة وتعرضت لكسر في ظهرها أجبرتها على التوقف لفترة، وخضعت لعملية جراحية في ظهرها بسبب هذه الإصابة.
- أعطاها الملحن إيلي شويري أغنية "أيام اللؤلؤ" واكتشفت فيما بعد أنه أعطى نفس الأغنية لصباح، ولكنها قررت أن تغنيها لأن لكل منهما لون مميزاً، وحققت الأغنية شهرة كبيرة بصوت سميرة، وبصوت صباح.
- تزوجت سميرة مرة واحدة في منتصف التسعينات من رجل أعمال لبناني يقيم في السويد وعاشت هناك فترة، ولكنها انفصلت عنه، ولم تنجب أي أطفال، وعن سؤالها حول كونها نادمة لأنها لم تنجب أطفالًا نفت الأمر، وقالت إنها تعيش وسط أبناء إخوتها وهي من ربتهم.
- غابت عن الساحة الفنية لسنوات بسبب إصابتها بكسر في قدمها في منزلها في لندن، وهي تعيش الآن في الإمارات في مدينة أبو ظبي.