سمير ماني.. بائع اللحم الذي أصبح أول ملياردير في ألبانيا

نجح الملياردير الألباني سمير ماني من تحقيق ما لم يتمكن أحد قبله من تحقيقه، فقد أصبح أول رجل في ألبانيا يدخل عالم المليارديرات، ليصبح رمزًا للنجاح والطموح، في بلد عرف فترات طويلة من التحديات الاقتصادية، وأصبح واجهة للأعمال الحرة الحديثة في ألبانيا، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وقصة نجاحه.

من هو سمير ماني؟

هو رجل أعمال وملياردير ألباني، ولد في 24 ديسمبر عام 1967 في مدينة كورتشي في جمهورية ألبانيا الشعبية، وهو المؤسس والرئيس لمجموعة بالفين، التي تعد من أهم المجموعات الاستثمارية غرب البلقان، والتي تضم أكثر من 50 شركة في 10 دول في أوروبا والولايات المتحدة.

ولد ماني في ألبانيا، وعاش فترة من حياته في النمسا، وقد بدأ أولى خطواته في عالم التجارة خلال التسعينات مستفيدًا من التغيرات ما بعد الشيوعية في أوروبا الشرقية، وكانت البداية بتصدير الإلكترونيات والسلع الاستهلاكية في ألبانيا.

أسس لاحقًا شركة بالفن جروب، والتي نمت لتصبح واحدة من أكبر التكتلات الاستثمارية في جنوب شرق آسيا، وقادته ليصبح أول ملياردير في بلاده.

أطلق سمير ماني سلسلة متاجر إلكترونية اسمها نبتون، وتحولت فيما بعد إلى علامة تجارية رائدة، وتوسعت المجموعة لتشمل مراكز تسوق عملاقة، بالإضافة إلى مشاريع عقارية فخمة، ومجمعات سكنية فاخرة.

امتدت استثمارات ماني إلى قطاع المعادن، كما دخل مجال الإعلام، واهتم بالتكنولوجيا الناشئة، وساهم بشكل كبير في تحديث الاقتصاد الألباني، وفتح أبوابه على الأسواق العالمية.

نشأته وتعليمه

ولد رجل الأعمال سمير ماني في مدينة كورتشي في ألبانيا، وعاش فيها حتى إنهاء دراسته، حيث درس ف يكلية الجيولوجيا والتعدين في جامعة تيرانا.

في عام 1991، وبعد انهيار النظام الشيوعي في ألبانيا، انتقل ماني لفترة إلى النمسا، واستقر في فيينا، حيث عمل هناك مترجمًا، وأقام علاقات تجارية مختلفة.

تزوج ماني من إيفا ماني، ولديه منها 4 أبناء، ويقيم مع عائلته بين تيرانا عاصمة ألبانيا، وبين فيينا.

بدأ مشواره ببيع كرات اللحم

امتلك رجل الأعمال سمير ماني روحًا محبًا للتجارة، فقد بدأ تجربة مشروعات مختلفة قبل سقوط الشيوعية حينما كان لا يزال طالبًا في الجامعة. في عام 1987، افتتح ماني متجرًا لبيع كرات اللحم مع صديقه في ألبانيا.

عمل ماني فيما بعد في تجارات مختلفة، فعمل في بيع الساعات الإلكترونية، والملابس والأوشحة المستوردة، وفي عام 1992، بدأ بالعمل في مجال الصرافة.

بعد سقوط النظام الشيوعي، وفتح حدود ألبانيا في أوائل التسعينات، قرر ماني، الذي كان حينها في العشرينات من عمره، من بين الشباب القلائل الذي قرروا مغادرة البلاد، فاتجه أولًا إلى بلغراد، ومنها إلى النمسا، حيث بدأ حياته كمهاجر.

في النمسا، بدأ العمل كمترجم لعدة أشهر، ثم بدأ في بيع الأجهزة الإلكترونية المنزلية، وتمكن بحلول عام 1993 افتتاح شركة صغيرة في فيينا سمها "ألبا تريد" لا تزال موجودة حتى الآن، والتي كانت بمثابة أولى محطاته لتأسيس مجموعة "بالفين للاستثمار" فيما بعد. تمكن سمير ماني  من افتتاح أول مليون له في سن الخامسة والعشرين من عمره، وذلك من خلال بيع أجهزة التلفزيون فحسب.

توسع ماني فيما بعد، ووسع نطاق تجارته إلى مقدونيا، حيث افتتح أول متجر له  هناك عام 1994، وقد حقق شهرة في النمسا ومقدونيا، ولكنه لم يكن معروفًا في بلده ألبانيا.

توسع أعماله في ألبانيا

بعد سنوات من العمل في فيينا ومقدونيا، قرر سمير ماني توسع أعماله في بلده أبنيا، وذلك بداية من عام 2005، مع اقتراب التغيير الحكومي في البلاد وصعود الحزب الديمقراطي إلى السلطة.

تمكن ماني، من خلال علاقاته مع شخصيات مقربة من السلطة، من أن يفتتح شركة "نيبتون"، وهي أكبر متاجر الإلكترونيات في ألبانيا، والتي أصبحت من أكبر شركات مبيعات بالتجزئة للمنتجات الإلكترونية في ألبانيا وحول العالم، وتملك نحو 31 متجرًا في ألبانيا.

توسعت شركته فيما بعد إلى الدول المجاورة مثل مقدونيا وكوسوفو، وتمكنت الشركة من المنافسة بقوة كونها توفر أفضل العلامات التجارية وأحدث التقنيات المطلوبة.

تأسيس مجموعة بالفين

كانت مجموعة بالفين في البداية شركة صغيرة أسسها سمير ماني في فيينا بداية من عام 1993، ومع الوقت توسعت أعماله واستثماراته في قطاعات أخرى، وأسس مجموعة "بالفين" التي أصبح لها حضور في غرب ألبانيا وغرب مقدونيا وعدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

تعمل مجموعة بالفين، تحت قيادة سمير ماني، في العديد من القطاعات، منها العقارات والبيئة بالتجزئة والجملة، والخدمات المصرفية، والسياحة، والتعليم، والخدمات اللوجستية، وإدارة الأصول، وتضم الشركة حوالي 5 آلاف موظف، وتعد واحدة من أبرز الشركات التي تلعب دور مهم في السوق الألبانية والأسواق الدولية، وتضم المجموعة نحو 56 شركة تابعة تغطي جميع القطاعات الاقتصادية في البلاد.

بدأت مجموعة بالفين بناء مجمع تيرانا اللوجستي عام 2012 بمعايير دولية، وفي عام 2015، بدأت المجموعة، تحت قيادة ماني، بتشييد منتجع جرين كوست، الذي يعد أول منتجع فاخر في بالاسا ألبانيا.

أما عمه في مجال العقارات، فقد بدأ منذ عام 2000، وركز في البداية على تشييد المناطق السكنية والتجارية في ألبانيا، وتوسع فيما بعد لتشمل تشييد المناطق التجارية والصناعية والمشروعات السياحية الفاخرة في ألبانيا والنمسا وشمال مقدونيا ودول أخرى. توسعت مجموعته كذلك في مجال الزراعة، حيث ينتج منتجات زراعية بهدف التصدير.

ثروة سمير ماني

في غضون 20 عامًا، نجح سمير ماني في أن يتحول من مهاجر ألباني في النمسا إلى أقوى رجل اقتصادي في ألبانيا. في عام 2025، قدرت فوربس ثروته 1.4 مليار دولار، وأصبح أول ملياردير في ألبانيا.

يعيش ماني في حي رولينج هيلز الخاص في العاصمة تيرانا، وهو مجمع سكني طوره بنفسه، وتقدر قيمة الفيلا 4.8 مليون يورو، وتبلغ مساحتها 3 آلاف متر، وذلك وفقًا لوسائل إعلام ألبانية.

في عام 2008، تم إدراج اسمه ضمن قائمة الأربعة أشخاص الذين يجب مراقبتهم في عالم الأعمال وفقًا لمجلة فاينانشال تايمز، وذلك بسبب توسعه وزيادة نطاق استثماراته.

جوائز وتكريمات

في عام 2012، أصبح سمير ماني قنصلًا فخريًا لتايلاند، واستقال من هذا المنصب عام 2023. في عام 2016، حصل على لقب المزايا المدنية الخاصة من رئيس ألبانيا. في عام 2019، حصل على وسام الشرف للخدمات المقدمة لجمهورية النمسا، وهو أعلى وسام للدولة.