تعد الكاتبة والمترجمة المصرية سمية رمضان من أبرز الكاتبات والأديبات في مصر، فقد نشرت عدد من الروايات التي حققت نجاحًا كبيرًا ومنها أولى رواياتها "أوراق النرجس" التي حصلت على جائزة نجيب محفوظ للرواية، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الأدبية وحياتها.
من هي الكاتبة سمية رمضان؟
هي كاتبة ومترجمة مصرية ولدت في محافظة القاهرة عام 1951 ودرست اللغة الإنجليزية في كلية الآداب جامعة القاهرة، كما حصلت على درجة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية من كلية ترينيتي كوليج في دبلن بإيرلندا.
نشرت الكاتبة سمية مجموعات قصصية، ثم نشرت روايتها الأولى "أوراق النرجس" وقد عملت في ترجمة العديد من الأعمال الأدبية من الإنجليزية إلى العربية. حصلت الكاتبة سمية على الكثير من الجوائز ومنها جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية.
مسيرتها المهنية
عملت سمية رمضان مدرس أدب إنجليزي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة من عام 1982 حتى عام 1989، وتعمل منذ عام 1992 كمحاضرة ومترجمة في أكاديمية الفنون بالقاهرة، كما كانت تكتب قصصًا متفرقة في مجلة "أدب ونقد" القاهرية والتي جمعتها فيما بعد إلى مجموعة قصصية.
ترجمت سمية عدد من الأعمال الأدبية إلى العربية منها رواية "غرفة تخص المرء وحده" للكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف. سمية هي عضو مؤسس في منتدى النساء والذاكرة التي تهتم بخلق فرص متساوية بين الرجل والمرأة، وقد تم تأسيس هذا المنتدى عام 1997.
حياتها الشخصية
لا تتحد الكاتبة سمية عن حياتها الشخصية وتفضل التكتم حول أي معلومات شخصية عنها. ولكنها متزوجة منذ الثمانينات من رجل غير معروف ولديها منه ابن واحد اسمه أيمن.
مسيرتها الأدبية
أحبت الكاتبة سميرة رمضان الكتاب منذ صغرها، وقد بدأت مسيرتها الأدبية في مطلع التسعينيات ومزجت أعمالها بين النثر والشعر وأحبت الأعمال الصوفية كثيرًا. ورغم دخولها مجال الكتابة متأخرًا إلا أنها حققت نجاحًا كبيرًا بأعمالها.
عاشت الكاتبة سمية لفترة طويلة خارج مصر لدراسة الدكتوراه، وخلال هذه الفترة تعرفت أكثر على نفسيات الشعوب وتعمقت بشكل أكبر في الثقافة المصرية وهو ما جعلها تنجذب إلى الكتابة بشكل أكبر.
تأثرت الكاتبة سمية كثيرًا باللغة الإنجليزية، وقد أوضحت أن تعلم لغة ثانية أثرى مفرداتها ومعجمها، وساعدها في طريقة تفكيرها أيضًا فاللغة تترك بصمة مهمة، ولم تمنعها اللغة الإنجليزية من الكتابة باللغة العربية ولم تحد قدرتها على الإبداع.
أوضحت سميرة أنها تأخرت في الكتابة بسبب انشغالها بالحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، وأكدت أنها هي من شقت طريقها في مجال الكتابة رغم خوفها وإحساسها بأنها لن تصبح ناجحة في هذا المجال.
أوضحت سمية أيضًا إن أصعب ما واجهها خلال رحلتها الإبداعية هو اختيار اللغة التي تكتبه لها، ولكنها حسمت رأيها في النهاية وقررت الكتابة باللغة العربية ولم تستسلم لغواية الكتابة باللغات الأجنبية التي كتبت بها بالفعل ولكنها مزقتها ولم تنشرها.
مجموعاتها القصصية
في عام 1995 نشرت الكاتبة سمية رمضان مجموعتها القصصية الأولى بعنوان "خشب ونحاس" وكانت تنوي أن تجعل اسم المجموعة القصصية "حكايات إلى ابني أيمن" ولكن ابنها رفض كونه لا يريد أن يكون مشهورًا.
أصدرت مجموعتها الأولى في دار شرقيات، وذلك بعد أن تواصل معها مديرها وعرض عليه أن تجمع جميع القصص التي كتبتها في كتاب واحد، وبالفعل تم الأمر بتشجيع من بعض الأصدقاء والشاعرة فاطمة قنديل التي نشرت أول قصة لها في مجلة "أدب ونقد" القاهرية.
وجهت الكاتبة سمية مجموعتها القصصية لابنها أيمن على أمل أن يقرأها ذات يوم، وكان عمره وقتها 8 سنوات، وقد أوضحت أنها شاورته في القصص التي كتبتها وتناولت الكثير من الأسئلة والقضايا الوجودية التي كان ابنها يسأل عنها.
في عام 1999 أصدرت مجموعتها القصصية الثانية "منازل القمر" الصادرة عن دار شرقيات، وكانت قصص الطفولة هي نقطة انطلاق معظم القصص داخل الكتاب.
أوراق النرجس لسمية رمضان
نشرت سمية رمضان روايتها الأولى "أوراق النرجس" عام 2001 وقد ترجمت لاحقًا إلى اللغة الإنجليزية على يد المترجمة مارلين بوث ونشرها قسم النشر بالجامعة الأمريكية.
فازت هذه الرواية بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، وتألفت لجنة التحكيم الناقد عبد المنعم تليمة والناقد عبد القادر القط والناقدة هدى وصفي وفريال غزوي ومارك لينز من الجامعة الأمريكية.
تعد رواية "أوراق النرجس" رواية شديدة التعقيد من حيث التركيب والدلالة، وفي الكتاب عبرت عن موضوعات يستعصى على لبعض التعبير أو الإفصاح عنها بشكل مباشر.
وعن حصولها على جائزة نجيب محفوظ روت الكاتبة سمية رمضان كواليس الحصول على هذه الجائزة في حوار صحفي مع جريدة الشرق الأوسط، حيث قالت إن الدكتورة فريال غزول، إحدى أعضاء لجنة التحكيم، تواصلت معها وأخبرتها بأنها فازت بالجائزة قبل شهور من موعد إعلان الفائز وطلبت منها ألا تخبر أحدًا.
وقالت سمية إنها اكتشفت بعد أيام تسريب خبر فوزها للصحافة، ورغم خوفها من أن تغضب منها الدكتورة فريال ظنًا منها بأنها من سربت خبر فوزها إلا أن ذلك لم يمنعها من أن فرحها بالجائزة.
كتاب "طريق المستقبل"
في عام 2010 أصدرت سمية رمضان كتابها الثاني "طريق المستقبل رؤية بهائية" عن دار مدبولي للنشر والتوزيع وفيها أوضحت سمية مفهوم البهائية، حيث كتبت في مقدمة الكتاب: "البهائية معتقد غائب عن أذهان الكثيرين لأسباب عديدة، وهذا ما يسعى الكتاب لإيضاحه من خلال عرضه للمبادئ التى يؤمن بها البهائى ويحاول كل جهده لترجمتها فى سلوكه وحياته".
انقسم كتابها إلى 9 فصول، وهي "وحدة العالم الإنساني"، و"ضرورة تحري الحقيقة بأنفسنا"، و"ضرورة العمل على نبذ جميع أنواع التعصبات"، و"اتفاق العلم والإيمان"، و"المساواة بين الرجل والمرأة"، و"ضرورة إرساء مبدأ درء الفروق الاقتصادية بين الشعوب والطبقات"، و"مبدأ الشورى"، و"والآن من يخط طريق المستقبل"، و"المؤسسات والهيئات البهائية".
وفي الكتاب تحدثت سميرة رمضان عن البهائية بعيدًا عن وجهة النظر البهائية، وتهدف من ذلك توضيح الصورة للجميع وإيضاح هذ الدين لمن لا يدينون به أو لا يجدون غايتهم فيه.