تعد الروائية المصرية سلوى بكر من أشهر الروائيات النسويات في مصر والشرق الأوسط، وقد عرفت بأعمالها الأدبية التاريخية وآرائها المثيرة للجدل خاصة حول موضوعات الدين والحجاب، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الأدبية وحياتها.
من هي سلوى بكر؟
هي روائية وناقدة مصرية ولدت في عام 1949 في محافظة القاهرة ونشأت في أسرة متواضعة في حي المطرية بالقاهرة. كان والدها يعمل في السكك الحديد، وقد توفي باكرًا لتتحمل والدتها مسؤولية الأسرة من بعده.
أحبت سلوى القراءة منذ صغرها، وقد بدأ حبها للقراءة بفضل عائلة والدتها، حيث كان به مكتبة كبيرة، كما كانت تحب حصة القراءة الحرة في مدرستها. درست سلوى في كلية التجارة بجامعة عين شمس، وقد حصلت على بكالوريوس إدارة الأعمال عام 1972. خلال دراستها الجامعة انضمت إلى الحركة الطلابية.
لدى والدتها أصول تركية وصعيدية، وقد درست والدتها في جنوب مصر في مدرسة فرنسية قبل ثورة 1952.
اعتقالها
خلال دراستها الجامعية انضمت سلوى بكر إلى الحركات الطلابية، وفي عام 1989 شاركت في إضراب العمال وقد تم اعتقالها وسجنت في سجن القناطر، خلال اعتقالها أتيحت لها فرصة التعرف على السجينات الجنائيات، إذ كانت السجينة السياسية الوحيدة بينهن.
وقد ألهمتها تجربة السجن كتابة روايتها "العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء" والتي تدور أحداثها داخل السجن النسائي ووضع المرأة في المجتمع.
مسيرتها المهنية
في عام 1974 تم تعيين الكاتبة والروائية المصرية سلوى خطاب كمفتشة تموين، وقد ظلت في هذه المهنة حتى عام 1980. خلال عملها كمفتشة حصلت على درجة الليسانس في النقد المسرحي لتعمل فيما بعد ناقدة للأفلام والمسرحيات، وقد بدأت بشق طريقها الأدبي في منتصف الثمانينات.
حاليًا تعمل الدكتورة سلوى بكر أستاذًا زائرًا في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وهي تعمل في هذه الوظيفة منذ عام 2001 وحتى الآن.
زوج سلوى بكر
تزوجت سلوى بكر من منير الشعراني وقد أنجبت منه ابن وابنة، ولكنها لا تتحدث عن حياتها الشخصية وتفضل إبعاد حياتها الشخصية عن الصحافة.
سافرت سلوى مع زوجها في قبرص وعاشت هناك لفترة، وخلال تواجدها في قبرص كانت لها تجارب بسيطة في الكتابة الصحفية.
ديانة سلوى بكر
نشأت الروائية سلوى بكرة لعائلة مصرية مسلمة.
بدايتها الأدبية
في بداية الثمانينات بدأت الكاتبة سلوى بكر مشوارها الأدبي، وكان باكورة إنتاجها الأدبي مجموعة قصصية تحمل اسم "حكاية بسيطة" عا 1979، وقد نشرتها سلوى على نفقتها الخاصة.
حازت مجموعتها القصصية الأولى رواجًا كبيرًا، وقد تميزت بكونها شاملة لكافة الألوان والأعراق. في عام 1984 أصدرت سلوى مجموعتها القصصية الثانية "مقام عطية" وعرفت أيضًا باسم "رواية عطية" وقد نشرت في دار الفكر.
روايات سلوى بكر
أصدرت الكاتبة سلوى بكر العديد من الروايات الناجحة، ولعل أشهرها هي رواية "العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء" والتي ترجمت إلى أكثر من 17 لغة منها الإنجليزية والتركية والكورية والألمانية والإسبانية وغيرها، وصدرت في عام 1991.
تعد رواية "العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء من كلاسيكيات الأدب النسائي العربي، وقد عرضت فيها الكثير من الفكاهة والسخرية من خلال قصص نساء يجتمعن في سجن النساء في مدينة الإسكندرية.
في عام 1998 أصدرت روايتها الثانية "البشموري" وقد تحدثت فيها عن فترة مهمة في حياة مصر في ظل الحكم الإسلامي، وقد تناولت الرواية أيضًا تاريخاً لكنيسة القبطية وتمكن من المزج الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية في آن واحد.
في عام 1999 أصدرت روايتها الثالثة "نونة الشعنونة" والتي تحولت إلى تمثيلية من بطولة الفنانة حنان ترك. في عام 2003 أصدرت رواية "سواقي الوقت"، وفي العالم التالي أصدرت رواية "كوكو سودان كباشي"، وقد تحدثت في هذه الرواية عن الحرب الأهلية المكسيكية التي شاركت فيها كتيبة منا لجيش المصري في عام 1863 إلى عام 1867. وعن سبب اختيارها هذه الفترة لقصة روايتها أوضحت أنها قرأت كتاب "بطولة الأورطة المصرية في المكسيك" التي ضمت جنود مصريين وسودانيين وهو ما شكل داخلها مجموعة من الأسئلة عن الحرب وكان هذا الباعث في كتابة هذه الرواية.
وفي عام 2006 أصدرت رواية "أدماتيوس الألماسي"، وفي عام 2010 أصدرت رواية "الصفصاف والآس". وفي عام 2022 أصدرت رواية "فيلا سوداء بأحذية بيضاء". وفي رواياتها وأعمالها الأدبية اهتمت سلوى بكر بالمرأة المهمشة في المجتمع، فتقول: "أكتب حول النساء اللواتي نادرًا ما يراهم الآخرون".
كتب سلوى بكر
بجانب الروايات أصدرت الكاتبة سلوى بكر العديد من المجموعات القصصية، وأولها "حكايات بسيطة" وهي أول عمل أدبي لها وصدر عام 1979. أصدرت بعدها مجموعة قصصية بعنوان "مقام عطية" عام 1984.
في عام 1986 أصدرت قصة "زينات في جنازة الرئيس"، وفي عام 1992 أصدرت قصة "عجين الفلاحة"، وفي التسعينات أصدرت عدة مجموعات قصصية منها "وصف البلبل"، و"أرانب"، و"إيقاعات متعاكسة".
في عام 2002 ألفت أول مسرحية لها بعنوان "حلم السنين"، وخلال الألفينات أصدرت عدة مجموعات قصصية منها "شعور الأسلاف"، و"من خبر الهناء والشفاء"، و"ورد أصبهان".
تصريحاتها عن الحجاب وتعليم القرآن
عرفت الروائية سلوى بكر بتصريحاتها الجريئة، ومن ضمن التصريحات التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي هو رأيها في الحجاب وتعليم الأطفال القرآن الكريم في المدارس.
وقد سُئلت سلوى في أحد الحوارات الصحفية عن كيفية مواجهة الإرهاب أوضحت سلوى أن مواجهة الإرهاب لا يقتصر على الجانب الأمني فقط ولكن يمتد إلى التعليم كذلك. وأوضحت إن إجبار الفتيات الصغيرات في المرحلة الإعدادية على ارتداء الحجاب، وإلغاء حصص الرياضة والموسيقى والرسم والرقص كلها أشياء تساعد على أن يتحول الإنسان إلى داعشي أو إرهابي.
وانتقدت أيضًا تحفيظ الأطفال آيات قرآنية لا يفهمها، وقالت: "لماذا يقوم طفل في المرحلة الابتدائية بحفظ آيات قرآنية لن يفهمها، وليه نعمل مقرأة للقرآن ونصبغ الطفل بهذا الاختيار.. وهذه سرقة للطفولة".
وأوضحت أن الكثيرين الآن يعتبرون الدين مسألة شكلانية تنحصر في الحجاب، ولكن الدين في حقيقته جوهر.