-
معلومات شخصية
-
اسم الشهرة
-
حقق الشاعر والرسام الإيطالي سلفاتور روزا شهرة واسعة بفضل لوحاته التي تدور أحداثها وسط طبيعة مظلمة وجامعة ومأساوية، وتمكن من أن يصبح واحد من أهم الفنانين في القرن السابع العشر وحتى أوائل القرن التاسع عشر، وقد برز أيضًا في مجالات إبداعية أخرى منها الشعر والموسيقى والتمثيل، تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته.
هو رسام وشاعر إيطالي في عام 1615 ويعد واحد من أبرز الفنانين التقليديين في إيطاليا خلال القرن السابع عشر، وواحد من أهم رسامي الحركة الرومانسية في إيطاليا خلال القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.
رسم سلفاتور في الأساس العديد من المناظر الطبيعية، ثم وسّع نطاق موضوعاته وشملت لوحاته فيما بعد شخصيات ولوحات تحمل رموزًا واستعارات التي حملت طبيعة مظلمة وجامحة.
تأثر سلفاتور بالعديد من الفنانين في عصره منهم ريبيرا وأنيلو فالكوني، وقد اشتهر برسم مشاهد المعارك والمشاهد القتالية والبحرية، وقد طوّر لنفسه أسلوب فينه خاص به فيما يتعلق برسم الطبيعة البرية الخلابة، ولوحاته تنم عن شاعريته العالية.
ولد سلفاتور روزا في مدينة أرينيلا في ضواحي نابولي في إيطاليا، ووالدته من أصول يونانية صقلية، أما والده كان إيطالي ويعمل مساح أراضي ربى ابنه على أن يصبح محاميًا أو كاهنًا إلا أن سلفاتور انجذب أكثر للفنون منذ طفولته وكان يتدرب على الرسم سرًا مع عمه باولو جريكو.
تدرب سلفاتور على الرسم على يد العديد من الأستاذة، وقد تأثر بشكل خاص بالفنان خوسيه دي ريبيرا. توفي والده وهو بعمر 17 عامًا وأصبحت عائلة بلا دعم مالي، لذا ركز بشكل أكبر على لرسم وانتقل إلى روما من أجل الرسم وكسب المال.
تعرف سلفاتور روزا على السيد سيدة روزا بلوكريسيا باوليني في فلورنسا، وكانت سيدة متزوجة تركها زوجها بعد وقت قصير من الزواج ولم يعد أبدًا. كانت روزا في البداية نموذجًا لبعض ألواحه وكانت ملهمته في بعض أعماله الأدبية، وسرعان ما تحولت قصتهما إلى قصة حب وأصبحا مخلصين لبعضهما مدى الحياة، إلا أنهما لم يتزوجا إلا بعد سنوات من علاقتهما وتحديدًا في عام 1673 أي قبل وفاته بفترة قصيرة.
كانت الكنيسة في هذا الوقت غير متسامحة مع ممارسة العيش بدون زواج، إلا أنه بسبب علاقات روزا البارزة تمكنت من توفير حماية لها من محاكم التفتيش في ذلك الوقت
لدى سلفاتور من زوجته ابن اسمها روزالفو، الذي توفي بسبب الطاعون، وابن آخر اسمها أوغوستو، وتشير المصادر أنه رزق ب4 أطفال آخرين ولكنه لم يتمكن من تربيتهم بسبب وضعه المالي السيء.
عُرف سلفاتور روزا بمواهبه المتعددة، فقد برع في الرسم والموسيقى والكتابة والنحت والتمثيل والشعر، وخلال مسيرته المهنية كتب العديد من المسرحيات التي قدمت في مناسبات مختلفة، وشاركف ي التمثيل في هذه المسرحيات.
حققت مسرحياته نجاحًا كبيرًا، إلا أن هذا النجاح تبعه عداوة شديدة من بعض الفنانين والرعاة الأغنياء، وخاصة أن أعماله المسرحية كانت هزلية وتحمل هجاء لبعض المظاهر الاجتماعية التي كان يرفضها، وبسبب ذلك انتقل إلى فلورنسا.
وفي فلورنسا واصل رسم لوحاته الهجائية وعرض مسرحياته التي سببت له مشكلات عدة، وأصبح رمزًا للتمرد حتى أن اسمه وقصته أصبحت أسطورة شعبية رويت في العديد من المسرحيات، وقد انتشرت شائعات تفيد بأنه شارك في الانتفاضة في نابولي ضد الحكم الإسباني، إلا أنه لم يتم إثبات هذا الأمر.
انتقل سلفاتور بعدها للعيش في روما، وهناك ركز على لوحاته بشكل أكبر، وقد تناولت لوحاته موضوعات وقصص مختلفة وجديدة لم تكن معروفة للرسامين في عصره، وقد أثارت بعض أعماله موجة من الجدل بين المرجعيات الدينية والمدنية، ومنها لوحة حملت اسم "رحيل العدالة عن الأرض" والتي تم اعتبارها هجاءً موجهًا لهذه المرجعيات، وكان على وشك أن يتم القبض عليه.
خلال مسيرته الفنية انتقد سلفاتور الثقافة الفنية الرومانية، وسبب له هذا عداء مع فنانين آخرين، كما أنه انشغل برسم سلسلة من اللوحات الساخرة. انتقلت الكثير من اللوحات التي رسمها سلفاتور إلى خارج إيطاليا وتحديدًا في فرنسا وإنجلترا.
كان تأثير الفنان الإيطالي سلفاتور روزا كبيرًا على الحركة الفنية الرومانسية في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وكانت من أوائل مظاهر تأثيره على لحركة اللومانسية لوحة صور فيها المناظر الطبيعية الإنجليزية.
ظهر تأثير روزا بشكل أكبر وأعمق في إنجلترا، حتى أن اسمه أصبح نوعًا من الكلمات الرمزية للصفات التي يقدرها الرومانسيون، فيما أصبحت قصة حياته موضوعًا مهمًا للعديد من الروايات التي زعمت أنها سيرة ذاتية للفنان.
تأثر العديد من الفنانين الرومانسيين في بريطانيا بأعمال روزا، ومنهم هنري فوسيلي، وجون هاملتون مورتيمر، وألكسندر رونسيمان وغيرهم، كما ظهر تأثيره على فنانين في إسبانيا.
تم تصنيف سلفاتور روزا كرسام تاريخي، وقد اختار للوحاته موضوغات غامضة اقصرتعلى قصص معينة من الكتاب المقدس أو حياة الفلاسفة أو الأساطير، وهي موضوعات نادرًا ما تناولها الفنانون في عصره.
رسم روزا الكثير من مشاهد المعارك ومشاهد السحر والكثير من الصور الذاتية، ويعتبر على نطاق واسع بأنه أهم وأفضل من رسم المناظر الطبيعية الأصلية التي غالبًا ما تكون برية وعدائية، وركز على أبرز عالم الطبيعة الأكبر التي يكون فيها الأشخاص التي يسكنونها هامشيين وغير أساسيين في لوحاته.
أنتج روزا في شبابه عدد ضخم من اللوحات الفنية، التي رأى النقاد أنها لم تكن دائمًا مساوية لرؤيته المبتكرة والأصلية، ولعل ذلك لرغبته في كسب الكثير من المال من أجل الإنفاق على نفسه وعائلته، وهذه اللوحات المبكرة أصبح يكرهها في سنواته الأخيرة.
تأثر سلفاتور بالمدرسة الرومانسية وأصبحت شخصيته بمثابة "عبادة" للفنانين في عصره، وبحلول منتصف القرن التاسع عشر فقدت لوحاته بريقها وشهرتها مع صعود الحركة الواقعية والانطباعية.