سلطان كيجاب.. أسطورة السباحة السودانية وصانع الأمجاد

يعد السباح السوداني سلطان كيجاب واحد من أبرز السباحين في تاريخ الرياضة السودانية، فقد تمكن خلال مسيرته الرياضية من تحقيق العديد من الإنجازات على المستويين المحلي والدولي، ونجح في رفع اسم السودان في المحافل الدولية، وبجانب مسيرته الرياضية المميزة، فقد اقتحم مجال السياسة لفترة من حياته. في السطور التالية تعرف على مسيرته الرياضية وحياته.

من هو سلطان كيجاب؟

عبد المجيد سلطان محمد صالح كيجاب، هو سباق سوداني كندي وسياسي سابق، ولد في عام 1955 في منطقة الغابة في الولاية الشمالية في السودان، وهو واحد من أبرز الشخصيات الرياضية في السودان.

أظهر كيجاب موهبة استثنائية منذ صغره في رياضة السباحة، فقد تعلم السباحة في مياه النيل في السودان، وقد كانت البيئة الطبيعية التي نشأ فيها ملائمة ومناسبة لتطوير مهاراته وصقل قدراته في السباحة.

بفضل التدريب المستمر، سرعان ما أصبح من أفضل السباحين في السودان، وقد حقق إنجازات هامة على المستوى المحلي في بطولات السباحة في السودان، وبعدها شارك في منافسات إقليمية ودولية، ونجح في تحقيق نتائج مميزة.

زوجته وأطفاله

تزوج السباح السوداني سلطان كيجاب من مشاير سوار الذهب، وهي حفيدة الداعية الإسلامي السوداني ساتي ماجد محمد القاضي سوار الذهب، والذي يُعرف بأنه من أشهر الدعاة للإسلام في الولايات المتحدة وأمريكا الشمالية، وأمضى 30 عامًا من حياته في الدعوة للإسلام.

رزق كيجاب من زوجته ب4 أطفال، وهم أبو هيف، وبثينة، ونازك ونواف. أصبح ابنه أبو هيف لاعب كرة سلة محترف في كندا، وشارك في بطولة كأس العالم لكرة السلة تحت 19 عامًا عام 2017.

بداية قصته مع السباحة

ولد سلطان كيجاب في الولاية الشمالية في السودان، وقد درس في المدرسة الثانوية في تنقاسي، والمدارس الإنجيلية، ثم التحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم (والتي تعرف باسم جامعة النيلين حاليًا)، ودرس القانون في الجامعة.

تعلم كيجاب السباحة منذ صغره، وقد كانت بداية قصته مع السباحة بعمله في صيد الأسماك، حيث كان يصطاد السمك، ويبيعه لأهل قريته، فتعلم السباحة بهذه الطريقة.

انطلق بعدها إلى الخرطوم للدراسة، وهناك شارك في منافسات قوية، حيث انضم إلى نادي الخريجين في الخرطوم، وشارك في منافسات السباحة القصيرة ومنافسات كرة الماء، وبعدها بدأ المنافسات الطويلة.

تدرب وشارك كيجاب في المنافسات بجانب أسماء مهمة، منهم السباح فتحي بيرم، والسباحة سارة جاد الله جبارا، وهبة محمد علي، الذي شغلت منصب وزيرة المالية في السودان. أثبت كيجاب مهاراته سريعًا، وتم اختياره لتمثيل السودان في سباق "ماراتونا ديل جولفو كابري" في إيطاليا، وشارك معه زميلاه محمود مصطفى، وفاضل سليمان.

في بداية السبعينات، التحق كيجاب بنادي المريخ للسباحة، وكان من ضمن أول فريق سباحة في السودان، ثم مثّل بلاده في سباق اللاذقية الدولي للسباحة في سوريا في عام 1971.

في العام التالي، تم اختياره للمشاركة في منافسات معرض الزهور في مدينة مستني الكندية، وبعدها مثّل السودان في بطولة العالم الكندية، وواصل المشاركة بعدها في جميع بطولات العالم الكندية على مدار 7 سنوات متتالية، وشارك في سباقات التتابع لمدة 24 ساعة.

من ضمن المسابقات التي شارك فيها، سباحات التتابع على مسافة 46 ميل في مدينة الاتك في كندا عام 1973، والتي احتل فيها المركز التاسع، وبعدها احتل المرتبة 32، من أصل 35 في التصنيف العالمي لماراثون السباحة الاحترافي.

إنجازات هامة في السباقات الطويلة

في عام 1974، شارك السباح السوداني سلطان كيجاب في سباق "جبل الأولياء" الذي كان من ضمن مؤسسيه، والذي يعد واحد من أطول السباقات في العالم. بدأ السباق من سد جبل الأولياء في النيل الأزرق، وانتهى عند مبنى التلفزيون في أم درمان على مسافة 50 كيلوجراما تقريبًا.

كان كيجاب أول من قطع هذه المسافة في 13 ساعة تقريبًا، ثم جاء في المرتبة الثانية سالم وسارة جبارة. من السباقات الأخرى التي شارك فيها سباق عطبرة، على مسافة 30 كم، وقد بدأ السباق من ود مدني، وانتهى عند أم السنط، وحل أولًا على 30 متسابقا شارك فيه.

في عام 1978، شارك في سباق على مسافة 30 كم يبدأ من ود النماري وينتهي إلى دنقلا، ووصل أولًا، وقد شارك في العديد من سباقات السباحة الوطنية، وسباقات منافسات أخرى محلية.

زعم كيجاب أنه سبح في القنال الإنجليزي، وعبر القناة في 11 ساعة ونصف، وذلك في عام 1975. بعد حصوله على الجنسية الكندية عام 1979، شارك كيجاب في العديد من المسابقات الكندية، فقد شارك في سباق Traversée Internationale du lac Memphrémagog في كيبيك بكندا.

شارك كيجاب كذلك في كل سباقات السياحة المصرية، منها سباق الأقصر، وسباق بورسعيد، وسباق الإسكندرية، وسباق النيل، وسباقات مصر الدولية، وسباق قناة السويس، وغيرها من السباقات في مصر.

عبر كيجاب بحيرة ساجني الباردة في 15 ساعة 3 مرات، وقد شارك في بطولة مونتريال الدولية 4 مرات، ما شاركت في بطولات سباحة في أمريكا والمكسيك، والعراق. خلال مسيرته الرياضية، حصل كيجاب على ما يصل إلى 126 جائزة وميدالية في السباحة.

مسيرته بعد التقاعد

بدأ السباح سلطان كيجاب بعد التقاعد بتولي مهام إدارية، وتمثيل بلاده السودان في الخارج، فقد كان ضمن أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية في مونتريال بكندا ممثلًا عن السودان، كما عمل سكرتيرًا للاتحاد العام المحلي للساحة.

اتجه كيجاب كذلك إلى مجال التدريب، ودرب ما يصل إلى 10 أندية سباحة في كندا، كما أنه عمل مدربًا للسباحة في نادي النصر السعودي للسباحة خلال الثمانينات. كان كيجاب صديقًا مقربًا للملاكم العالمي محمد علي كلاي، وهو من أقنعه بزيارة السودان في نهاية الثمانينات، والقيام بجولة على مخيمات اللاجئين للتوعية بشأن المجاعة في السودان في ذلك الوقت.

كان لكيجاب دور مهم في إعداد برنامج "نفحات الصباح" الذي عرض على التلفزيون السوداني، وقدمته الإعلامية الراحلة ليلى المغربي، وكان برنامجًا منوعًا تم تكريم فيه الرياضيون والفنانون والبارزون من مجالات مختلفة.

من الرياضة إلى السياسة

دخل السباح السوداني سلطان كيجاب مجال السياسة في التسعينات، حيث قرر أن يترشح للرئاسة عام 1996 أمام البشير، وحصل على دعم من زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، كما حصل على دعم من الرئيس السوداني السابق جعفر نميري، الذي كان منفيًا في القاهرة في ذلك الوقت.

كان كيجاب، ضمن 39 مرشحًا آخر للرئاسة أمام عمر البشير، وقد فاز البشير في تلك الانتخابات بنسبة 75.4%، بينما حصل 2.41% من نسبة الأصوات، واحتل المرتبة الثانية، وقد وصف ترشحه بأنه تمثيلية، وهو الأمر الذي ظل ينفيه طوال حياته.

وفاته

توفي السباح السوداني سلطان كيجاب فيي 17 أكتوبر عام 2024 في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية  عن عمر 69 عامًا بعد صراع مع المرض.