-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
مكان وتاريخ الميلاد
-
الوفاة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
السيرة الذاتية
سخّر الراحل سلطان العويس أمواله وثروته التي حققها بالكد والتجارة لسنوات في سبيل الإنفاق على المجالات الثقافية والإنسانية في بلده الإمارات وكرس حياته من أجل الإبداع والأدب والثقافة فبرز فيهما وظل اسمه راسخًا في بلاده حتى بعد وفاته بسنوات، تعرف أكثر على حياته وإنجازاته في السطور التالية.
من هو سلطان العويس؟
سلطان بن علي بن عبد الله العويس هو شاعر وتاجر إماراتي ولد في عام 1925 في الحيرة في إمارة الشارقة ويعد من أبرز شعراء الإماراتي وأهم النماذج الثقافية فيها.
عمل العويس في التجارة وتنقل بين البلدان العربية والخليجية وهو ما أثرى تجربته المهنية والتجارية وتجربته الثقافية كذلك، فجمّع أموالًا طائلة سخرها لخدمة وطنه والإنسان وأنفق على لمشروعات الخيرية والإنسانية وساهم في تطوير الحركة الأدبية والثقافية في الإمارات وإنعاشها.
أسس العويس أكبر جائزة أدبية في الوطن العربي والتي تحمل اسمه ولا تزال تقدم جوائز أدبية حتى يومنا هذا رغم وفاته منذ أكثر من 20 عامًا، وتطورت هذه الجائزة لتصبح مؤسسة ثقافية مستقلة تقدم الدعم الكبير للمثقفين والأدباء في الإمارات والوطن العربي.
اشتهر الراحل بأعمال البر والخير وله الكثير من المشروعات الخيرية داخل وخارج بلده، فقد ساهم في بناء المستشفيات ودور الرعاية والمرافق العامة في بلده وتبرع بملايين الدراهم من أجل بناء مستشفيات مختلفة.
بدأ العويس مسيرته الشعرية منذ عام 1947، وقد نشرت أول قصيدة له في عام 1970 في مجلة الورود البيروتية. يُعتبر العويس من المقامات المهمة في عالم الشعر بدولة الإمارات، حيث يشغل مكانة مرموقة في قلوب القراء والمتابعين.
بالرغم من بداية تألقه الشعري في مقتبل عمره، إلا أنه استطاع بموهبته أن يحتل موقعاً متميزاً في سماء الشعر العربي. يُعتبر العويس حلقة وصل بين جيلين من الأدباء والشعراء، ويمتلك قدرة على لمس أوتار قلوب الناس بصدق وعمق، دون تكلف أو اصطناعية.
تتميز قصائده بأنها تعكس عمق الذات وترجمة للمشاعر بطريقة صادقة وجميلة، مما جعلها تحظى بشعبية واسعة بين القراء من مختلف الثقافات والأعمار. وبفضل هذه الصفات الفريدة، يُعتبر العويس واحدًا من طليعة شعراء الغزل في الخليج العربي، ويبقى إرثه الشعري محط إعجاب وتقدير الكثيرين.
نشأته وحياته
الشاعر سلطان العويس من مواليد إمارة الشارقة وتحديدًا من منطقة الحيرة التي تلقى فيها تعليمه الأولى ثم انتقل إلى دبي. ولد العويس في عائلة عرفت بتجارة اللؤلؤ، فوالده علي بن عبد الله العويس هو من أهم طواشة الإمارات والخليج المعروفين في تجارة اللؤلؤ وكان من الأثرياء في بلده قبل انهيار سعر اللؤلؤ.
نشأ سلطان في بيئة ثرية وغنية، وبسبب تجارة والده فقد رافقه في الكثير من رحلات الطواشة منذ سن مبكرة، لينفرد سلطان بعدها برحلاته إلى الهند بعد وفاة والده، وخلال رحلاته إلى الهند اكتسب الكثير من الخبرات وتزود بدعامتين مهمين ألا وهما اكتساب اللغتين الإنجليزية ولغة الأوردو وأيضًا الاطلاع على شؤون العالم الخارجي.
العمل في الطواشة
لم تكن رحلة العويس للثراء سهلة، فقد ولد الشاعر سلطان العويس في عائلة تعمل في تجارة اللؤلؤ، وعمل هو في الطواشة لسنوات، والطواشة مهنة صعبة يتعين فيها توفير مستلزمات البحث عن اللؤلؤ، فيرحل في سفينة صغيرة إلى مغاصات اللؤلؤ بغرض شرائه كما يبيع للغواصين ما يحتاجون من مواد تخص عملهم وقوتهم كذلك مثل الأكل والماء.
وقد سُئل العويس في لقاء له على قناة LBC عن معنى الطواشة فرد على المذيعة غاضبًا وقال: "الطواشة أكل تبن، هي مهمة صعبة، لكن المرأة لا تنظر إلا إلى بريق اللؤلؤ ولا تعرف المخاطر التي تحملها الباحثون عن اللؤلؤ الحالمين بمال يعوضهم معاناتهم مع البحر الغادر الذي قد لا يعودون منه مرة أخرى".
إلا أن مهنة الطواشة ورحلاته من أجل عمله أكسبته خبرات عديدة فتعلم اللغتين الأردية والإنجليزية، كما تعرف على أدب وثقافات دول أخرى فزادت خبرته الأدبية والثقفية بجانب خبرته التجارية.
تجربته التجارية الرائدة
انتقل سلطان العويس من الشارقة إلى دبي وهناك أسس عددًا من المشروعات التجارية والأدبية، ففي دبي تعرف على رموز الأدب والتجارة فيها وفعالياتها كذلك، فأطلق مجلسًا في جي الحميرة الذي كان من أهم الملتقيات الثقافية في الإمارات.
أيضًا ساهم العويس في الكثير من المشروعات التنموية في دبي، ولعل أهمها افتتاح عدد من المدارس فيها، كما أسس أول مصرف وطني في دبي وهو بنك "دبي الوطني" وقد تولى رئاسته لسنوات وحقق المجلس فيها أرباحًا كثيرًا أدى إلى انتشار فروع البنك في العديد من الدول في الوطن العربي.
شارك الراحل كذلك في تأسيس غرفة تجارة وصناعة دبي وأصبح عضوًا في مجلس إدارتها، كما كان رئيس مجلس الإدارة لعدد من الشركات المساهمة.
ساهم العويس أيضًا في إنشاء عدد من المشروعات الصناعية، منها مصانع تعبئة المياه الصحية، ومعامل لتعبئة المشروبات الغازية، أنشأ كذلك المخابز الأوتوماتيكية ومصانع الأسمنت وأسس معامل للزيوت والكثير من المنشآت العمرانية الحديثة.
لم يكتفِ سلطان العويس بمشروعاته التجارية والخيرية في دبي فقط والإمارات فقط، بل ساهم أيضًا في إنشا ءالمستشفيات والمصحات وإقامة السدود وتأسيس الكليات في العديد من الدول خارج بلده ومنها الهند.
تأسيس شركة سلطان بن علي العويس للعقارات
في عام 1972 أسس سلطان العويس شركة سلطان بن علي العويس العقارية والتي تعد من أبرز الشركات العقارية في الإمارات وشركة رائدة على صعيد القطاع، وتؤمن الشركة خدمات تأجير العقارات بجانب إدارة المرافق والأمن من خلال مكاتبها في دبي والشارقة.
تجربة شعرية رائدة
لم ينفق سلطان العويس أمواله على المشروعات التجارية والخيرية فقط، بل اهتم بالجانب الثقافي في بلاده، فقد عرف بحبه للشعر والأدب وأنشأ في بلده ملتقيات ومجالس ثقافية عديدة.
ورحلة العويس مع الشعر بدأت مبكرًا وتحديدًا في عام 1947، إلا أن أول قصائده لم تنشر إلا بعد 20 عامًا تقريبًا وتحديدًا في عام 1970 حيث أصدر أول ديوانه الذي نشر في مجلة الورود البيروتية.
ورغم أنه بدأ الشعر مبكرًا إلا أنه يعتبر مقلًا في إنتاجاته الأدبية، ولكنه ليس مقلًا أبدًا في تطوير وتنمية المجال الأدبي والثقافي في بلده الإمارات ليصبح من أبرز الوجوه الثقافية في الإمارات والوطن العربي.
شعر سلطان بن علي العويس بالشفافية والحميمية، فالكثير من النقاد لا يعتبرونه الأعلى من حيث الملكة الشعرية، ولكنه الأغنى من الناحية الجمالية بلا شك.
تمكن العويس من الموازنة بين حياته كتاجر وحياته كشاعر فأصبح من أبرز شعراء دولة الإمارات وكان حلقة الوصل بين جيلين من الشعراء في بلده، كما كان من أهم شعراء الغزل في الخليج العربي.
صدر لسلطان العويس عددًا من الدواوين الشعرية، ومنها ديوان "مرايا الخليج" الذي صدر عام 1985، وديوان "سلطان العويس المجموعة الكاملة" وصدر عام 1993.
وقد وصف العديد من الأكاديميين أن العويس من الجيل الثاني لشعراء الحيرة بجانب شعراء آخرين منهم الشيخ صقر القاسمي، وخلفان بن مصبح، وقد تم تناول شعره بشكل أكاديمي وصدرت عدد من الدراسات عن شعره، كما صدر كتاب يحكي تجربته الشعرية صدر عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بعنوان "سلطان العويس تاجر استهواه شعره".
نجد في قصائد سلطان العويس مشاعره الإنسانية الواضحة، واهتمامه بآلام المكلومين والمحرومين، فنجد مثلًا في قصيدته "وقفة" يقول:
صريع الهوى بالمقلتين طريح وكأس المنى للعاشقين صبوح
يقول لي السمار كأسك فارتشف فما الفجر إلا ساعة ويلوح
فقلت شربت الحب كأساً فشدني إليه كما شد اللجام جموح
فيا حب زدني إنّ زادي وقفة مع الشوق أغدو في الهوى.. وأروح
مع الحب يا قلبي وأنت أسيرة وقاضي الهوى لو تستفيق شحيح
ويقول في عن الوصل والشوق:
جمال الحب أن تلد الليالي وصالاً بعد آلام الصدود
تغلغل الحب حتى صار لي نفساً أعيشه نغماً في موكب العمر
كتب الشاعر سلطان العويس عن الحب والعشق واتسم بالحب والإخلاص للحبيب وتميز بطبيعته المحبة المسالمة، فلم يستغل ماله وثروته من أجل أن يجد الحب، فيقول:
إليك مالي، فما مالي سوى ورق لن يؤثر المال قلب قد سكنتيه
لي من عيونك أموال أكدّسها ومن حديثك درٌ لست أحصيه
وقد وصف الكثير من النقاد سلطان العويس بأنه واحد من سلاطين العشق الذين برعوا في كتابة شعر عن الغزل والحب والهوى، ومن شعر سلطان العويس في العشق:
أنا قلب تجاوره شفاه لتسقطه على السهد المذاب
أسيراً أو جريحاً أو قتيلاً وتلك سعادة القلب المصاب
مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية
بفخر واعتزاز بالأدباء والمفكرين والعلماء العرب، ولتعزيز الأمل والتشجيع على العمل الجاد والمثمر في سبيل تقدم الأمة العربية، قرر الشاعر سلطان بن علي العويس تأسيس جائزة تحمل اسمه عام 1987.
هذه الجائزة تُعتبر استحقاقاً وتقديراً لمساهمات الأدباء والمفكرين العرب وتشجيعاً لهم على الاستمرار في تقديم عطائهم الفكري والثقافي.
بدأت الجائزة كرمز لتكريم الأدباء والمفكرين العرب، وتطورت مع مرور الوقت إلى مؤسسة ثقافية مستقلة تحت اسم "مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية"، حيث تولت هذه المؤسسة مهمة تنظيم الجائزة وإدارتها بشكل مستقل.
وقد أُشهرت المؤسسة رسمياً بموجب المرسوم رقم 4 لسنة 1994، مما أكد على أهمية دورها في دعم وتشجيع الأدب والثقافة العربية.
تُعد هذه المبادرة بمثابة إضافة قيمة للمشهد الثقافي العربي، حيث تسهم في تعزيز الحوار الثقافي وتشجيع المبدعين والمثقفين على التميز والابتكار في مجالات الأدب والفكر.
جوائز سلطان بن علي العويس الثقافية
جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية تعتبر منبراً مهماً لتشجيع الأدباء والمفكرين العرب وتكريمهم عن نتاجهم الثقافي والأدبي، مع الحرص على استقلالية ومحايدة عملية التحكيم ومنح الجوائز. وتهدف الجائزة إلى تعزيز الحوار الثقافي ودعم المبدعين في مختلف المجالات الأدبية والفكرية.
تنقسم الجائزة إلى أربعة حقول رئيسية تغطي مجموعة واسعة من التخصصات الأدبية والفكرية مثل الشعر والرواية والمسرحية والدراسات الأدبية والإنسانية، مما يسمح بتكريم الإبداع في مختلف الميادين. وتتميز الجائزة بقيمتها المالية الكبيرة التي تشكل حافزاً للمبدعين لتقديم أعمالهم بجودة وتميز.
بالإضافة إلى الجوائز الرئيسية، تضم الجائزة أيضاً جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي التي تعتبر تكريماً للشخصيات والمؤسسات التي قدمت إسهامات مميزة في المجالات الثقافية والعلمية. وهذا يساهم في تشجيع المزيد من الباحثين والمفكرين على الاستمرار في مساهمتهم في تطوير الفكر والثقافة العربية.
لا تهتم الجائزة بدين أو جنس أو لون المتقدم لها، بل تمنح الجوائز دون أي تحيزات مسبقة، ويحصل الفائزون في هذه الجوائز على 120 ألف دولار أمريكية قيمة الجائزة لكل حقل من حقولها، أي بواقع 600 ألف دولار أمريكي لكل الحقول.
ثروة سلطان العويس
لا توجد مصادر تؤكد ثروة رجل الأعمال سلطان العويس، ولكنه يُعرف بأنه من أثرياء الإمارات ويملك ثروة ضخمة سخرها من أجل العلم والأدب والثقافة والشعر والأعمال الخيرية والتجارية والصناعية التي ساهمت في تطوير بلده الإمارات.
متى توفي سلطان العويس؟
توفي سلطان العويس في 4 يناير عام 2000 عن عمر 75 عامًا وهو عائد إلى الإمارات على متن الطائرة من لاهور وقد توفي إثر أزمة قلبية.
وقد أحدثت وفاته ردود فعل واسعة وخاصة في الأوساط الثقافية والفكرية والإمارات واعتبروا وفاته خسارة للوطن والأمة. شيعت جنازة الراحل في موكب مهيب شارك فيه الشيوخ والوزراء والمسؤولين والأعيان في البلاد.
تمت الصلاة عليه في مسجد الصحابة بالشارقة، وبعد وفاته نعاه ديوان صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ونعاه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم رحمه الله.
في الذكرى الـ24 على وفاة سلطان العويس اعتمدت منظمة الأمم المتحدة "اليونسكو" عام 2025 عامًا للاحتفال بالذكرى المئة لمولد سلطان العويس.
إن قرار منظمة اليونسكو اعتمد على الملف الضخم الذي قدمته مؤسسة سلطان بن علي العويس حول الشاعر الراحل يعتبر إنجازاً كبيراً وتقديراً لإرثه الثقافي والأدبي. وتشير هذه الخطوة إلى أهمية الدور الذي لعبه العويس في مجال الأدب والثقافة العربية، وإلى تأثيره العميق على الساحة الثقافية العالمية.
وقد أظهرت اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم دعماً قوياً لهذه المبادرة الكبيرة، مما يعكس التزامها بتكريم الشخصيات الثقافية البارزة وتعزيز مكانة الإمارات في المشهد الثقافي الدولي.
وباعتماد عام 2025 عاماً للاحتفال بمئوية العويس، ستتاح الفرصة لإبراز إرثه وإسهاماته المتميزة في عالم الشعر والأدب. وسيكون هذا الاحتفال فرصة لتسليط الضوء على تأثير العويس وتكريمه رسمياً، ولتعزيز إرثه الثقافي والأدبي ليظل خالداً في ذاكرة الأجيال القادمة.