ثالث عربي يحقق ميداليتين ذهبيتين في الأولمبياد، إنه الرياضي المغربي سفيان البقالي الذي مثّل بلده المغرب في أولمبياد باريس، وحقق الذهبية في منافسات 3 آلاف متر موانع للرجال للمرة الثانية على التوالي، ويمنح بلده الجزائر والعرب ثالث ميدالية ذهبية في أولمبياد باريس 2024، تعرف على مسيرته وحياته.
من هو سفيان البقالي؟
هو عداء مغربي ولد في 7 يناير عام 1996 في مدينة فاس في المغرب متخصص في سباقات المسافات الطويلة، وخصوصًا سباق 3 آلاف متر موانع، ويعتبر من أبرز الرياضيين المغاربة، وحقق العديد من الإنجازات على الصعيدين الدولي والمحلي.
حقق البقالي العديد من الميداليات خلال حياته منها ذهبية في أولمبياد طوكيو 2020 وأخرى في أولمبياد باريس 2024، وحصل ميداليات أخرى في بطولات العالم، كما حقق عدة انتصارات في بطولات الدوري الماسي لألعاب القوى.
يُعرف البقالي بأسلوبه الفريد في السباق وقدرته على التحكم في وتيرته، مما يجعله أحد أفضل العدائين في العالم في تخصصه.
بداية مسيرته الرياضية
بدأ سفيان البقالي مسيرته الرياضية عام 2014، في سن الثامنة عشر، حيث احتل المركز الرابع في بطولة العالم للناشئين لألعاب القوى، وفي العام نفسه شارك في بطولة أفريقيا لألعاب القوى، واحتل المركز العاشر في منافسات 3 آلاف متر موانع.
في العام التالي، شارك البقالي في بطولة العالم للعدو الريفي، واحتل المركز 18، وفي العام التالي شارك في الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 في ريو دي جانيرو للمرة الأولى، بعدما بلغ رقمه الشخصي 8:14:14 دقيقة.
تألق البقالي في ريو دي جانيرو، واحتل المركز الرابع، وتمكن من تحسين رقمه إلى 8:14.38 دقيقة. في العام التالي حصل على الميدالية الفضية في بطولة العالم لألعاب القوى، وحصل على البرونزية في البطولة نفسها عام 2019.
البقالي في أولمبياد طوكيو
في عام 2020، تأهل سفيان البقالي إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو عام 2020، والتي تم تنظيمها في عام 2021 بسبب جائحة كورونا، وتمكن من الفوز بالميدالية الذهبية في سباق 3 آلاف متر موانع، وهي أول ميدالية ذهبية تحصل عليها المغرب منذ أولمبياد أثينا 2004، وأصبح من ضمن أهم العدائين في العالم. في الأولمبياد قطع البقالي مسابقة السباق في زمن وصل إلى 8:08.90 دقيقة.
واصل البقالي تألقه بعد أولمبياد طوكيو، حيث شارك في بطولة العالم لألعاب القوى عام 2022 في مدينة يوجين في ولاية أوريغون الأمريكية، واحتل المركز الأول في سابق 3 آلاف متر موانع بتوقيت 8:25.13 دقيقة.
تألق سفيان البقالي في الدوري الماسي أيضًا، حيث شارك في البطولة في عام 2023، والتي تم تنظيمها في مدينة ستوكهولم، وحل المركز الأول في سباق 3 آلاف متر موانع، ثم شارك في بطولة العالم لألعاب القوى في العاصمة المجرية بودابست، وأحرز الميدالية الذهبية، وأتم السباق في توقيت قياسي وهو 8:03.53 دقيقة، ليحمل الرقم القياسي العالمي في هذه المنافسة.
غياب من الفعاليات الرياضية
رغم تألقه في بطولة العالم 2023، إلا أن سفيان البقالي ابتعد عن المضمار بسبب تعرضه لإصابة خطيرة عاش بسببها فترة صعبة ومتقبلة، بل إنه لم يكن واثقًا من المشاركة في أولمبياد باريس، ومشاركته لم تتأكد إلا في منتصف شهر أبريل 2024.
تمكن البقالي من التألق والعودة إلى مستواه بفضل دعم عائلته ومتابعة مدربه المكثفة، وطوال عام 2024 لم يشارك في أي فعاليات رياضية لتركيز جهوده على الأولمبياد فقط، وبالتالي ستصبح بداية موسمه الرياضي الحقيقي بعد انتهاء دورة باريس.
ذهبية أولمبياد باريس
تمكن المغربي سفيان البقالي من التألق في الأولمبياد للمرة الثانية في نسخة باريس 2024، حيث حصد ذهبية سباق 3 آلاف متر موانع للرجال للمرة الثانية، ليصبح أول عداء مغربي في تاريخ الألعاب الأولمبية يحقق ذهبيتين أولمبيتين في دورتين فقط.
وتمكن البقالي من التفوق على البطل الإثيوبي لاميشا جيرما، صاحب الرقم القياسي العالمي في سباق 3 آلاف متر موانع، حيث حقق رقمًا قياسيًا العام الماضي، وأتم السباق في 7 دقائق 52 ثانية، و11 جزءاً من الثانية.
وحسم البقالي اللقاء بتسجيله 8:06.05 من الثانية، وهو أفضل أداء له في هذا الموسم، وتفوق على زميله الأمريكي كينث روكس، والكيني أبراهام كيبيووت. بعد الفوز، أهدى البقالي هذه الميدالية إلى بلده المغرب وعائلته وأصدقائه ومدربه الذين دعموه.
وأوضح البقالي أن المنافسة كانت شديدة، ووضع مع مدربة خطة تم تنفيذها على أتم وجه، وهو ما مكّنه من الفوز. وقال البقالي في تصريحات صحفية أن السباق في البداية كان سريعًا، وبعدها أصبح تكتيكيًا، ثم لعب عنصر السرعة دورًا كبيرًا في الأمتار الأخيرة، كما شكر زميله على مساعدته في الفوز في آخر 200 متر.
وقال البقالي: "كنت خائفا من السقوط وسط الزحام في منتصف السباق، لكن الحمد الله مرت الأمور بشكل جيد، شعرت بأن أحد العدائين قد سقط لكني لم ألتفت إليه، وأكملت مسيرتي حتى حققت الفوز".
وقد تحدث البقالي عن خطة تكتيكية وضعها له منافسه الإثيوبي، وقد أكد البقالي هذا الأمر، وقال إنه انتشرت معلومات حول خطة في السباق تأكد منها بعد انطلاقه، إلا أنه بمساعدة زميله محمد تندوفت تمكن من اختراق كوكبة من الرياضيين، الذين حاولوا منعه من التقدم.
وقد شارك في هذا السباق 3 عدائين عرب، وهم التونسي محمد أمين الجهنياوي، وأحمد جزيري، واحتلا المركزين الرابع والخامس على الترتيب، بينما جاء المغربي محمد تندوفت في المركز الثاني عشر.
هدفه أولمبياد لوس أنجلوس
يبدو أن طموحات العداء المغربي سفيان بقالي لم تتوقف، فقد صرح بعد الفوز بذهبية أولمبياد باريس 2024 إن هدفه التالي هو تحقيق نفس النتائج في أولمبياد لوس أنجلوس.
وقال البقالي في تصريحات صحفية: "منذ عام 2016 أخذت على عاتقي مسؤولية الفوز في البطولات الكبرى وتحقيق الميداليات، سواء ذهبية أو فضية أو برونزية، ورفعنا التحدي في أولمبياد طوكيو، ونرفعه الآن في باريس، وأتطلع إلى تحقيق نفس النتائج في لوس أنجلوس".