سفن-غوران إريكسون.. رحلة مدرب مع أكبر الأندية والمنتخبات

ارتبط اسم المدرب السويدي سفن-غوران إريكسون بالعديد من الأندية والمنتخبات الكبرى، فقد ترك بصمة واضحة في عالم كرة القدم، وتألق بعدما درب منتخب إنجلترا، وقاده إلى تحقيق إنجازات هامة، وبجانب إنجلترا، فقد قاد منتخبات وأندية أخرى، في السطور التالية تعرف على مسيرته الرياضية وحياته.

من هو سفن غوران إريكسون؟

هو مدرب كرة قدم سويدي، ولد في 5 فبراير عام 1948 في مدينة سونه في السويد، ويعد واحد من أشهر مدربي كرة القدم، حيث تولى تدريب العديد منا لأندية والمنتخبات الوطنية خلال مسيرته المهنية.

بدأ إريكسون مسيرته التدريبية مع عدة أندية سويدية، ثم انتقل إلى إيطاليا، ودرب عدة أندية إيطاليا، أما أشهر فتراته التدريبية كانت مع منتخب إنجلترا عام 2001 إلى 2006، حيث قاد المنتخب إلى بطولتي كأس العالم 2002، و2006، ورغم عدم تحقيقه إلى لقب مع المنتخب، إلا أنه ظل شخصية بارزة في كرة القدم الإنجليزية.

اشتهر إريكسون بأسلوبه التكتيكي المنضبط، وقدرته على التعامل مع اللاعبين النجوم، واعتمد بشكل كبير على التنظيم الدفاعي واللعب المتوازن، وبرحيله فقدت كرة القدم واحد من أبرز مدربيه.

نشأته وبداية مسيرته الكروية

ولد سفن-غوران إريكسون في مدينة سونه في السويد، وقد نشأ في عائلة متوسطة، فوالده كان يعمل سائق حافلة، أما والدته كانت تعمل في متجر للمنسوجات. بدأ إريكسون مشواره كلاعب كرة قدم مع نادي تورسبي السويدي في دوري الدرجة الرابعة، وكان يبلغ من العمر 16 عامًا.

في عام 1972، انضم إلى نادي كارلسوجا في الفريق الرديف، كما عمل في الوقت نفسه مدرس للتربية البدنية في مدينة أوريبرو. لم يبرز إريكسون كلاعب كرة قدم، وقد اعتزل كرة القدم سريعًا في عام 1975، حيث كان يبلغ من العمر 27 سنة، واتجه إلى التدريب.

تأثر إريكسون بأسلوب اللعب الإنجليزي للمدرب الإنجليزي روبرت دوغلاس هوتون، والمدرب روي هوجسون، وبدأ مسيرته كمدرب مع عدة أندية سويدية.

حياته الشخصية

تزوج سفن-غوران إريكسون من آن كريستين بيترسون عام 1977، ولكنه انفصل عنها عام 1994 بعدما أنجبت له طفلين، وهما لينا ويوهان. في عام 1998، تعرف على المحامية الإيطالية الأمريكية نانسي ديل أوليو، وبدأت علاقتهما بعد 6 أشهر، وانتقلا معًا في لندن.

في أوائل عام 2002، كان على علاقة غرامية مع مقدمة البرامج البريطانية السويدية أولريكا جونسون، ولكنه انفصل عنها سريعًا، وعاد إلى حبيبته نانسي، وكنه خانها مرة أخرى مع سيدة بريطانية بنغلاديشية اسمها فاريا علم. في عام 2013، نشر إريكسون سيرته الذاتية بعنوان "قصتي".

بداية مشواره كمدرب

بدأ سفن-غوران إريكسون مسيرته كمدرب مع نادي ديجيرفورس السويدي، حيث بدأ كمدرب مساعد لمدة عام، وبعدها تم تعيينه مساعدًا لمدرب منتخب السويد، ثم أصبح مدربًا لنادي ديجيرفورس من عام 1977 إلى عام 187، وقاد الفريق لتصفيات دوري 1977، و1978، وصعد بهم إلى دوري الدرجة الثانية لكرة القدم في السويد.

بعد مشواره الناجح مع نادي ديجيرفورس، تلقى عرضًا من نادي جوتنبرج في الدرجة الأولى في السويد، وحينها لم يكن معروفًا بشكل كبير للعديد من اللاعبين، ولكنه حقق نجاحًا كبيرًا مع النادي، وقاده إلى المركز الثاني في الدوري السويدي الممتاز، كما فاز النادي بكأس السويد لأول مرة في تاريخه.

ورغم النتائج الجيدة، إلا أن أسلوبه لم يعجب الجمهور، لذا قل متوسط الحضور في مبارياته، لذا انتقل إلى نادي إفك السويدي، وقاده إلى أول كأس اتحاد أوروبي عام 1982، ووصل النادي إلى نصف النهائي، ثم فاز بكأس الاتحاد الأوروبي.

أدى نجاح إريكسون الأوروبي إلى لفت أنظار الأندية الأوروبية له، فانتقل إلى بنفيكا البرتغالي في عام 1983، وحقق مع النادي الدوري البرتغالي مرتين، وكأس البرتغال، والمركز الثاني في كأس الاتحاد الأوروبي، ثم انتقل إلى إيطاليا.

مشواره في الدوري الإيطالي

انتقل سفن-غوران إريكسون إلى نادي روما الإيطالي في يوليو 1987، ولكنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا فلم يحقق مع النادي إلى كأس إيطاليا عام 1986، وغادر النادي في مايو 1987 متجهًا إلى فيورنتينا، ولم يحقق أي ألقاب مع النادي، لذا عاد إلى بنفيكا البرتغالي مرة أخرى، وقاد النادي إلى نهائي كأس أوروبا 1989-1990، كما حقق مع النادي الدوري البرتغالي الممتاز عام 1991.

في يوليو 1992، عاد إلى إيطاليا لقيادة نادي سامبدوريا، وفاز مع النادي بكأس إيطاليا 1994، ثم انتقل إلى نادي لاتسيو في عام 1997، وفاز مع النادي بكأس إيطاليا، وكأس السوبر الإيطالي، وكأس أبطال الكؤوس الأوروبية، وكأس السوبر الأوروبي 1999، والدوري الإيطالي عام 200.

تألقه مع منتخب إنجلترا

بعد استقالة المدرب كيفن كيغان كمدرب لمنتخب إنجلترا، اختار الاتحاد الإنجليزي المدرب سفن-غوران إريكسون كمدير فني للمنتخب الإنجليزي في يناير عام 2001، وأصبح أول مدرب أجنبي يقود المنتخب الإنجليزي، وقد كانت خطوة جريئة من الاتحاد في ذلك الوقت.

قاد إريكسون المنتخب للتأهل إلى كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان بعد سلسلة من المباريات القوية، وأهماه الانتصار التاريخية بنتيجة 5 أهداف لهدف على ألمانيا في ميونيخ. في هذه البطولة وصل المنتخب إلى ربع النهائي، ولكن تم إقصاؤه على يد البرازيل حاملة اللقب.

شارك المنتخب بعدها في كأس أمم أوروبا 2004، وقدمت إنجلترا عرضًا قويًا، ولكن خرج المنتخب في ربع النهائي على يد البرتغال. في عام 2006، شارك المنتخب في كأس العالم في ألمانيا، ولكن انتهت مسيرة الفريق في ربع النهائي مرة أخرى.

ورغم أن منتخب إنجلترا لم يحقق بطولات تحت قيادة إريكسون، إلا أنه تم الإشادة به بسبب أسلوبه التكتيكي واهتمامه بالتفاصيل، وهو ما جعل المنتخب يتمتع بنظام دفاعي قوي ومتوازن بين الهجوم والدفاع.

نجح إريكسون في جعل المنتخب الإنجليزي أكثر استقرارًا وهدوءًا، وهو ما ساعد في تحقيق نتائج جيدة على المستوى القاري والدولي، وقد نجح في التعامل مع لاعبين نجوم، منهم ديفيد بيكهام، وفرانك لامبارك، واستطاع بناء فريق قوي من الناحية الجماعية والفردية على حد سواء.

مشواره بعد مغادرة منتخب إنجلترا

ترك سفن-غوران إريكسون تدريب منتخب إنجلترا عام 2006، وتوقف لمدة عام، ثم عاد لتدريب نادي مانشستر سيتي، وكان أول مدير فني سويدي في الدوري الإنجليزي، وأول مدر فني غير إنجليزي يدرب نادي مانشستر.

غادر إريكسون النادي عام 2008 دون تحقيق أي ألقاب، ثم انتقل لتدريب منتخب المكسيك، وغادر عام 2009، ليدرب فريق نوتس كاونتي في الدوري الإنجليزي، ثم درب منتخب ساحل العاج، وبعدها درب نادي ليستر سيتي الإنجليزي.

في عام 2013، تولى تدريب نادي قوانغتشو آر آند إف في الدوري الصيني الممتاز، ثم درب أندية أخرى في الصين، منها شنغهاي، وشينتشين، ثم درب منتخب الفلبين عام 2018، وشارك مع النادي في كأس آسيا 2019، ثم اعتزل التدريب، ولكنه استمر في العمل كمستشار لبعض الوقت.

مرضه ووفاته

في يناير عام 2024، أعلن سفن-غوران إريكسون أنه تم تشخيصه بسرطان البنكرياس في مرحلة متأخرة، وصرح في حوار صحفي أن الطبيب أبلغه أن لديه عاماً أو أقل يعيشه.

في مارس عام 2024، تحدث إريكسون عن أمنيته التي لم يتمكن من تحقيقها، وهي تدريب نادي ليفربول الإنجليزي، لذا حقق له النادي أمنيته، وأدار فريق أساطير ليفربول في مباراتهم الخيرية ضد نادي أياكس الهولندي.

خلال هذه المباراة، تم تكريم إريكسون وتلقى تصفيق حار من الجمهور بعد الانتهاء منا لمباراة، كما تم تكريمه من قبل أندية سابقة دربها، منها بنفيكا، ولاتسيو، وتوربي إيف، وسامبودريا.

بعد 8 أشهر من إعلانه عن مرضه، توفي إريكسون في منزله في سونه بالسويد في يوم 26 أغسطس عام 2024، عن عمر 76 عامًا، وقد أعلن عن وفاته مدير أعماله عبر حسابه على منصات التواصل الاجتماعي.

بعد وفاته، أشاد به العديد من نجوم كرة القدم، منها ديفيد بيكهام، الذي قام "إريكسون. شكرًا لك على كونك الشخص الذي كنت عليه دائمًا، عاطفيًا وحنونًا وهادئًا ورجلًا نبيلًا، سأكون ممتنًا إلى الأبد؛ لأنك كنت قائدي".

وقد وفاته، نشرت عائلته بيانًا شكرت فيه المعزين، كما طلبت منهم احترام خصوصية العائلة ورغبتها في تلقي التعازي إلكترونيًا.