-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
مكان وتاريخ الميلاد
-
الوفاة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
-
معلومات خفيفة
-
البرج الفلكي
-
السيرة الذاتية
يعد رجل الأعمال الإماراتي الراحل سعيد لوتاه من أبرز رواد الصناعة المالية الإسلامية في العالم، حيث يعود إليه الفضل في تأسيس أول بنك إسلامي في العالم وكان من أبرز الشخصيات الذين عملوا على نهضة بلدهم الإمارات ووصفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأنه "صاحب اليد الطولى الخير"، في السطور التالية تعرف على إنجازاته ومسيرته المهنية وقصة نجاحه.
من هو سعيد لوتاه؟
الحاج سعيد بن أحمد بن ناصر بن عبيد آل لوتاه هو رجل أعمال إماراتي من أبرز رواد الأعمال والمصرفيين في الإمارات والوطن العربي ولد في 1 يناير عام 1923 وعمل في العديد من القطاعات وخاصة القطاع المصرفي وعرف بأعماله الخيرية.
تولى الراحل عدة مناصب رفيعة في دبي وتميّز بأعماله الرائدة في مجالات متعددة. فقد كان رئيسًا لـ "مجموعة سعيد لوتاه وأولاده"، ورئيس مجلس الإعمار في دبي الصناعية، ورئيس المجلس الأعلى لجامعة آل لوتاه العالمية بالاتصالات الحديثة.
كما أسّس أول بنك إسلامي في دبي عام 1975، وشارك في تأسيس الشركة العربية الإسلامية للتأمين والمدرسة الإسلامية للتربية والتعليم.
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية والثقافية والاقتصادية على الصعيد العربي والدولي، حيث تم تكريمه بجوائز عديدة منها جائزة تقديرية عن كتابه "لماذا نتعلم؟" والدرع الذهبية العالية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس.
نُشرت له العديد من المؤلفات، بما في ذلك "لماذا نتعلم؟" و"الأهداف من تأسيس البنوك: مقارنة بين النظام المصرفي الإسلامي والنظام المصرفي الربوي". كما قام بتأليف ديوان شعر بعنوان "أوتار وأفكار"، يتضمن همسات من قوافي الشعر النبطي.
نشأته وحياته
ولد رجل الأعمال سعيد لوتاه في إمارة دبي في مطلع العقد الثاني من القرن العشرين، وهو ابن لعائلة لوتاه التي تعد من أعرق العائلات في الإمارات والتي قدمت العديد من الرجال والنساء المشاركين في نهضة إماراتهم.
نشأ لوتاه في كنف والده الحاج أحمد بن ناصر لوتاه وقد عاش حياة متواضعة وتلقى تعليمًا متواضعًا في الكتاتيب التقليدية التي كانت منتشرة آنذاك وبدأ حياته العملية قبل سن الثانية عشرة، حيث ساعد والده في تجارة اللؤلؤ في البيع والشراء والإصلاح والتلميع، حيث كانت اللؤلؤ هي التجارة الأشهر في المنطقة قبل اكتشف النفط.
وفي سن التاسعة عشرة أوكلت إليه مهمة تسيير سفينة شراعية متجهة إلى الهند وأفريقيا فسار بها في مياه الخليج وبحر عمان والمحيط الهندي ببراعة وعرف بمهارته في معرفة الاتجاهات بالاعتماد على حركة النجوم.
لم تكن هذه الرحلة هي الأولى له إلى الخارج، فقد سبق أن رافق والده في رحلة الحج في نهايات ثلاثينيات القرن العشرين على ظهر الناقة وهو في سن السادسة عشرة، وتعلم من خلال هذه الرحلة الكثير والكثير.
تأسيس شركة للمقاولات
في عام 1956 قرر الحاج سعيد لوتاه تأسيس شركة للمقاولات والإنشاءات والأعمال الهندسية وأطلق عليها اسم "س. س. لوتاه للمقاولات" لتصبح أول شركة إنشائية هندسية في إمارة دبي.
كانت الإمارة في هذا الوقت في بداية رحلتها نحو الازدهار الاقتصادي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله، الذي توفي عام 190، فكانت هي الفترة الأمثل للبدء في التجارة وأعمال البنية التحتية في دبي.
خلال هذه الفترة كان لوتاه مشاركًا في تقديم النصيحة والتوجيه إلى مجلس بلدية دبي، وأصبح رئيسًا لمجلس الإعمار الذي أسس الشيخ رائد رحمه الله والذي هدف إلى بناء أراضي للمواطنين غير المقتدرين، حيث يتم منعهم جزءًا من ريعها وجزء آخر لتسديد قرض البناء وتعود ملكية الأرض لهم بعد سداد القرض.
وأدى هذا المشروع إلى ظهر عدد من الضواحي السكنية الجديدة في دبي منها المنامة والحمرية والراشدية وهور العمزوغيرها. ومن أبرز مساهمات سعد لوتاه في الإنشاء تأسيس منطقة بورسعيد السكنية التي خلد فيها حرب بورسعيد المصرية عام 1956.
في عام 1978 أسس لوتاه منطقة سكنية أخرى وأطلق عليها اسم "منطقة بدر" وخلد فيها معرفة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة، كما أسس منطقة باسم تخليدًا لعائلته وعشيرته.
اهتم لوتاه كذلك بقطاع الصناعة فأسس مصنع بولي باك عام 1993، كما أسس مصنعًا للأسلاك عام 1994 ومصنعًا آخر الفيبرجلاس، كما أنشأ عددًا من الورش المتخصصة في أعمال النجارة والكهرباء والحدادة وتصليح المركبات والتكييف كذلك.
لم تقتصر مشروعاته السكنية في دبي فقط، بل أنشأ مشروعات سكنية وصحية وتعليمية في دول أخرى مثل اليمن والسودان وسريلانكا وساهم في معالجة الفقر والحد من تفشي الأمراض في هذه الدول.
تأسيس أول بنك إسلامي في العالم
في عام 1975 أسس الشيخ سعيد لوتاه كيان مصرفي في دبي برأسمال قدره 50 مليون درهم فقط، وكان أول كيان من نوعه في العالم العربي والغربي كذلك، وفي عام 1979 نجح في تأسيس أول شركة للتأمين الإسلامي وأطلق عليها اسم "الشركةا لعربية الإسلامية للتامين إياك".
اهتمامه بقطاع التعليم
اهتم الشيخ سعيد لوتاه رحمة الله بقطاع التعليم أشد الاهتمام، فشارك في تأسيس العديد الجماعة والمدارس والكليات في دبي.
أسس لوتاه المجلسة الأعلى لجامعة آل لوتاه العالمية بالاتصالات الحديثة، وهي جمعية رائدة في دبي يتم ترديس الاقتصاد والتجارة وعلوم الحاسوب والصيرفة الإسلامي باللغتين العربية والإنجليزية وتأسست الجامعة عام 2001.
وقد سبق أن أسس العديد من الكليات منها كلية دبي الطبية لبنات عام 1986، وكلية دبي للصيدلة للبنات عام 1993. أنشأ كذلك أول دورة لإعداد وتأهيل المعلم الشامل عبر الإنترنت وتخرجت أول دفعة عام 2004.
أسس لوتاه كذلك موقعًا على لإنترنت لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من لغات الإنجليزية والصينية والروسية والأردية والتركي على مدار 24 ساعة وبشكل مجاني.
ساهم كذلك في إنشاء أول مدرسة صفية شاملة يتخرج منها الطلاب في سن التكليف، وأسس نظامًا شاملًا للوقف الغذائي حيث خصص أراض لزراعته وإنتاج غذاء رخيص وذلك في عام 2005.
اهتم لوتاه بالأيتام وتعليمهم فأسس "مؤسسة تربية للأيتام" عام 1982 وتولى فيها تربية الأيتام من عمر5 سنوات حتى سن التكليف، أي سن 15 عامًا كما عمل على تشغيلهم فيها بعد في مؤسساته وشركاته وتزويجهم كذلك.
كانت مدرسة سعيد لوتاه "المدرسة الإسلامية للتربية والتعليم" هي أول مدرسة إسلامية رائدة في العالم العربي والإسلامي وتضم المراحل التعليمية الثلاث بداية من المرحلة التأسيسية وحتى المرحلة التخصصية. أسس أول جمعية تعاونية استهلاكية في الإمارات اسمها "جمعية دبي التعاونية" ووفرت لحوم إسلامية منذ عام 1972 حتى يومنا هذا.
اهتمامه بقطاع الطب
اهتم العميد سعيد لوتاه كذلك بقطاع الطب بشكل كبير، فبجانب تأسيس عدد من الكليات الطبية للبنات في مدينة دبي أسس كذلك أول مركز للبحوث البيئية في دبي عام 1992، ومركز دبي الطبي التخصصي ومختبرات للأبحاث الطبية في العام نفسه، في عام 2003 بنى لوتاه المستشفى التعليمي في دبي.
مشاركات ومؤتمرات
شارك الراحل سعيد لوتاه في العديد من المؤتمرات العلمية والإسلامية الدولية والمتعلقة بالاقتصاد الإسلامي والمصارف الإسلامية، ومن أبرز تلك المشاركات مشاركته في الملتقى الثالث للجودة في مدينة الدمام عام 2011 وقدم فيها ورقة بحثية بعنوان "الجودة نظام الحياة".
أطلق كذلك مجلة "الاقتصاد الإسلامي" من خلال بنك دبي الإسلامي وهي أول مجلة إسلامية متخصصة تهدف نشر المنهج الاقتصادي الإسلامي، وعمل الشيخ محمد عبد الحكيم زعير رئيسًا للتحرير ومشرفًا للجريدة.
جوائز وتقديرات
خلال حياته حصل على العديد من الجوائز والتكريمات التي تكرم سيرة عطاء وأدب، ومنها في عام 1999، حيث حصل على لقب رجل الاقتصاد الأول في الإمارات، وتم منحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة باركتون الأمريكية نفس العام تقديرًا لجهوده الاقتصادية والتربوية.
كما انتخب عضوًا في الرابطة البريطانية للتعليم المفتوح في عام 2001، وحصل على جائزة رئيس دولة الإمارات التقديرية في نفس العام.
في عام 2003، نال الدكتوراه الفخرية من الأكاديمية الدولية للمعلوماتية في روسيا الاتحادية بالاتفاق مع هيئة الأمم المتحدة. وفي 2004، حاز على الدرع الذهبي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
تم تكريمه من قبل مجلس التعاون الخليجي لخدماته التربوية الجليلة، إلى جانب جائزة الشيخ حمدان بن راشد للعلوم الطبية وشهادة تقدير من «مركز نداء الفطرة».
في عام 2012، حصل على جائزة الإبداع الاقتصادي من مؤسسة الفكر العربي، وفي عام 2014 كرمته جامعة الدول العربية كمؤسس لأول بنك إسلامي على مستوى العالم. كما تم تكريمه كداعم وحاضن لمقر النادي العلمي العربي للمخترعين.
في عام 2015، حظي بتكريم خاص من قبل سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمنحه جائزة الاقتصاد الإسلامي. تمت إدراجه في قائمة أغنى مائة عربي لعام 2013 من قبل مجلة «فوربس الشرق الأوسط».
أهم مؤلفات سعيد لوتاه
ورغم انشغاله في حياته المهنية ومسؤولياته العديدة في الحياة إلا أنه ألف العديد من الكتب التي ترجمت بعضها إلى لغات أجنبية، ومن هذه الكتب لقد أصدر العديد من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية، منها: "لماذا نتعلم؟"، "الأهداف من تأسيس البنوك"، "تأملات في سورة الطلاق"، "الزواج في الإسلام عبادة"، "أوتار وأفكار: همسات من قوافي الشعر النبطي"، "القيادة الرشيدة"، "طرق على أبواب التربية والتعليم".
أصدر أيضًا كتب "عصرنة التأصيل الإسلامي للعمل الاقتصادي"، "صفات المؤمنين الذين يزكون أنفسهم"، "تأملات في الفرق بين كلمة الزكاة ومعنى الإيتاء"، "تحديث التعليم وتطوير المناهج"، "الزكاة والتزكية"، "تأملات في الوصايا العشر"، "من تجربتي"، "الثروة"، "اللائحة الإدارية"، "كيف تكون مديرًا"، "من هم جماعة التبليغ".
ومن مؤلفاته أيضا "حرب النقود والعملات"، "المجتمع الفاضل"، "لماذا المدرسة الصفية؟"، "تكريم بني آدم"، "تحرير الإنسان"، "الفرق بين الزكاة والصدقة في حياة المسلم"، "خسارة الأمم"، "العبادة"، "مفهوم الأمانة"، "ما هو الإسلام؟".
وفاة سعيد لوتاه
رحل عن عالمنا رجل الأعمال الإماراتي سعيد لوتاه في 29 يونيو عام 2020 عن عمر 97 عامًا بعد حياة حافلة من الإنجازات في قطاعات مختلفة أبرزها القطاع المصرفي.
وبعد وفاته نعاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة له على حسابه على منصة إكس، وقال فيها: " حط رحاله عند ربه اليوم الحاج سعيد أحمد آل لوتاه، أنشأ أول بنك إسلامي في العالم، وكان تاجراً عصامياً له بصماته في اقتصاد دبي،له يد طولى في الخير.. وهو أب للكثير من الأيتام ،عرفت فيه عقلاً راجحاً وحكمة وسكينة،رحمك الله وتقبل عملك وألهم أهلك الصبر والسلوان.
نعاه أيضًا الشاعر السعودي سالم بن زريق في قصيدة طويلة كتب فيها:
قل للإمارات ما ماتت مكارمـهم
وكان في الناس ما أبقاه لوتــاه
مقدس الروح شهم في أرومته
غضنفر القول والأفعال يمنـــاه
تمشي عزيمته الشماء في وطن
فيض المحبة في الأجواء مسعاه
تظافرت في الآليء السبع بغيتهم
مثل الجمان الذي في الحب نهواه
ها أنت تمضي إلى الرحمن يا بطلاً
في ذمة الله!! ما آثرت رؤياه
كل الأيادي تمد اليوم ضارعة
أن يرحم الله وجهاً طاب محياه
وأن تنال من الفردوس منزلة
عند الإله. الذي ندعوه. رباه
شعبُ الإمارات قلبٌ نابضٌ رحمٌ
يدعو بأن يرحم الرحمن لوتاه