قدم الكاتب والروائي الكويتي سعود السنعوسي العديد من المؤلفات الهامة التي تحولت بعض منها إلى أعمال درامية هامة، ومنها رواية "ساق البامبو" التي تحولت إلى عمل درامي ناجح فيها بعد.
بدأ سعود شغفه بالكتابة في سن صغيرة، وتطورت موهبته بمرور الوقت فنشر العديد من الأعمال الروائية فضلًا إلى المقالات الأسبوعية التي يكتبها، تعرف على مسيرته الأدبية في السطور التالية.
حياة سعود السنعوسي ونشأته
هو كاتب وروائي كويتي ولد في عام 1981 في الكويت وحصل على العديد من الجوائز عن أعماله الأدبية، ودرس تخصص متعلق بالأغذية، وعمل لفترة في معمل للغذاء، ثم اتجه بعد ذلك إلى الكتابة وتفرغ للعمل فيها.
بدأ اهتمام سعود بالكاتب في سن صغيرة، حيث كتب أول قصيدة له بعمر 9 سنوات، وفيها عبر عن خوفه وخوف أسرته خلال غزو العراق على الكويت. بدأ بعد ذلك بالتدوين عبر الإنترنت ونشر العديد من مؤلفاته من خلالها.
من وخلال التدوين تمكن سعود من الكتابة في عدة مجلات وصحف كويتية، منها مجلة "أبواب"، و"القبس"، وغيرها، واشتهر بعدها بكتابة الروايات وحصل على العديد من الجوائز عن أعماله الأدبية.
مشواره الأدبي
بدأ سعود السنعوسي مشواره الأدبي من خلال الإنترنت، حيث بدأ يكتب في مدونة على الإنترنت، ونشر فيها قصصاً قصيرة، وبعض من مؤلفاته، ثم انتقل للعمل في الجرائد والصحف، ومنها مجلة "أبواب" ابتداءً من عام 2005، وظل يكتب في المجلة حتى توقفها عن النشر عام 2011.
في خلال هذه الفترة كتب سعود العديد من المقالات والقصص القصيرة عبر جريدة "قبس" الشهيرة، وحققت شهرة كبيرة.
كانت انطلاقة سعود الحقيقية حينما نشر روايته الأولى بعنوان "سجين المرايا" عام 2010، حيث حصل على جائزة ليلى العثمان" لإبداع الشباب في القصة القصيرة والرواية في دورتها الرابعة.
تتحدث الرواية عن قصة شاب يعاني من الوحدة والحب، ويحاول التكيف مع الاكتئاب وشروط الحياة الصعبة. تقترب الرواية من النفس الإنسانية ومخاوفها معتمدة على تقنيات التحليل النفسي لتكوين شخصية مركبة، وحملت الرواية قضايا متعددة منها الوطن والاحتلالن والعقاب والثواب وغيرها.
نشر سعود بعد ذلك قصته الأولى بعنوان "البونساي والرجل العجوز" عام 2011، وحصل على المركز الأول في مسابقة "قصص على الهواء" التي نظمتها مجلة "العربي" بالتعاون مع إذاعة BBC العربية.
بعد نجاح روايته الأولى نشر روايته الثانية "ساق البامبو" وهي الرواية الأشهر له عام 2012، وتتحدث الرواية عن قصة حب بين رجل كويتي وخادمته الفلبينية التي تنتهي بالزواج وإنجاب طفل، ومعاناة الطفل بسبب هذا الزواج.
يترعرع الطفل مع والدته في الفلبين، وعندما يصبح شابًا يعود إلى الكويت باحثًا عن أصوله وهويته المنسية، ويتطرق سعود في أحداث الرواية لموضوع العمالة الأجنبية في الكويت، والعادات والتقاليد والدين وأمور حياتية أخرى.
تحولت الرواية إلى مسلسل في عام 2016 حمل الاسم نفسه، والعمل من بطولة سعاد عبد الله، وشجون الهاجري، وفاطمة الصفي، ومرام البلوشي، وون هو تشونغ، وريم أرحمة، وفرح الصراف، وفيصل العميري وغيرهم من الفنانين.
حققت هذه الرواية شهرة كبيرة، وحصلت على عدة جوائز، بما فيها جائزة الدولة التشجيعية، وفي عام 2013 حصل سعود السنعوسي على جائزة البوكر العربية.
في عام 2015 أصدر سعود روايته الثالثة التي حملت اسم "فئران أمي حصة" وصدرت نسخة إنجليزية من الرواية عام 2019، وتتحدث الرواية عن الفتنة الطائفية، حيث تدور الأحداث في الكويت عام 1979 والزمن الافتراضي التي تدور فيه الرواية هو عام 2020.
كتب سعود هذه الرواية من صميم الحياة، وقد صور الطائفية أنها "فئران" وكتب شعار الرواية "الفئران آتية، احموا الناس من الطاعون". تحدث سعود عن الثورة الإيرانية، والحرب العراقية الإيرانية، واجتياح القوات العراقية للكويت، ثم الغز الأمريكي للعراق.
يتطرق في الرواية أيضًا إلى الزمن الافتراضي التي تدور فيها الرواية حيث ينتشر الطاعون الفتاك وتقل أسعار النفط وتسبب في اشتغال فتيل الحرب الأهلية.
بعد أيام قليلة من صدور هذه الرواية تم رفع النسخ من رفوف المكتبات في الكويت، وتحويلها إلى رقابة المطبوعات في وزارة الإعلام، ومنع من إصدارها لمدة 5 أشهر قبل البت في قرار منعها من التداول لأسباب لم يفصح عنها الجهاز الرقابي.
من المرجح أن السبب الرئيسي لمن نشر الكتاب هو الطائفية وتاريخ العلاقة السنية الشيعية في الكويت. استمر منع الرواية من النشر لمدة 3 سنوات، وفي عام 2018 تم السماح بتداول الرواية مجددًا في الكويت بقرار من المحكمة.
في روايته تلك افترض سعود عدة أحداث متخيلة عن المستقبل تحقق بعض منها، بداية من الحرب السعودية اليمنية التي حدثت بعد شهر من إصدار الرواية، مرورًا بتفجير جامع شيعي في الكويت، وهو ما حدث بالفعل في بعد صدور الرواية بأربعة أشهر.
أيضًا تحدث في الرواية عن إغلاق الحدود بين دول مجلس التعاون الخليجي ونشوب أزمة خليجية، وهو ما حدث بالفعل بعد الأزمة الدبلوماسية مع قطر وهبوط أسعار النفط.
تنبأت الرواية كذلك بانتشار مرض الطاعون وحب الناس في منازلهم وهو ما حدث عام 2020 عندما انتشر وباء كورونا.
أصدر سعود روايته الرابعة "حمام الدار" عام 2017 وتأهلت هذه الرواية إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وفي عام 2018 انضم لمجلة "زهرة الخليج" وكتب فيها مقالًا أسبوعيا.
في عام 2019 أصدر سعود روايته الخامسة "ناقة صالحة" ونشرت في عدة دول عربية منها لنان والعراق ومصر، وتتحدث الرواية عن بادية الكويت قبل قيام الدولة وتزامنًا مع معركة الصريف عندما ترفض القبيلة زواج صالح بابن خالها دخيل بن أسمر وتجبرها على الزواج من ابن عمها صالح بن شيخ قبيلة آل مهروس.
قدم سعود السنعوسي مسرحية غنائية بعنوان "مذكرات بحار" وصدرت عام 2019 وهي مأخوذة من الأوبريت الغنائي "مذكرات بحار" للشاعر محمد الفايز. وفي عام 2020 أصدر مسرحية "نيو جبلة" بمشاركة الفنان سعد الفرج عبد الرحمن العقل.
