يعد الفنان التشكيلي السوري سعد يكن من أبرز الفنانين الذين قدموا العديد من اللوحات الفنية المبدعة، وقد تميزت لوحاته بالتشخيص ويتناول موضوعات يتم تناولها في المقاهي الشعبية، فيعبر عن الحيوية والحياة بكل ألوانها من خلال لوحاته، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
من هو الفنان سعد يكن؟
هو فنان تشكيلي سوري ولد في عام 1949 في حي الفرافرة في مدينة حلب السورية من أب تركي وأم سورية، ويعد من أبرز الفنانين التشكيلين في سوريا والوطن العربي وشارك طوال مسيرته الفنية في مئات المعارض الفنية في الوطن العربي والعالم.
درس يكن في مركز الفنون التشكيلية في حلب وتخرج فيها عام 1964، وفي العام التالي بدأ في المشارك في المعارض الدولية الرسمية. انتسب يكن بعدها إلى كلية الفنون الجميلة عام 1970 ولكنه تركها بعد عامين من التحاقه بها.
غادر يكن حلب قاصدًا دمشق ولكنه عاد إلى حلب من جديد، وخلال الحرب السورية اضطر إلى مغادرة حلب والعيش في لبنان ولكنه يعود إلى حلب بين الفينة والأخرى.
يعد يكن من أبرز الفنانين المبدعين الذين اهتموا بالتجسيد والتشخيص والابتكار، وقد أحب الرسم والقراءة والفنون منذ صغره، وبدأ الرسم في الرابعة عشرة من عمره عام 1964 وحينها كان قد تخرج من مركز الفنون التشكيلية في حلب.
يعمل يكن محكم في البينالي العالمي في بلغاريا عام 1985 وقد شغل العديد من المهام كما قدم العديد من البرامج المتخصص في مجال الفن، وقد أسس صالة النقطة للآداب والفنون في حلب.
مواليد الفنان سعد يكن
درس الفنان سعد يكن في مركز الفنون التشكيلية في حلب، وقد كان يُدرس في هذا المعهد الفنان الراحل إسماعيل حسين وطالب يازجي. وخلال دراسته في المعهد تعرف على العديد من الفنانين من أبناء جيله منهم مأمون صقال ووحيد مغاربي.
ولد يكن في عام 1949 أي يبلغ من العمر حاليًا 74 عامًا، ولا تتوفر أي معلومات عن حياته الشخصية.
بداية الفنان التشكيلي سعد يكن
أحب الفنان سعد يكن الرسم منذ صغره وقد بدأ الرسم في سن الرابعة عشر حينما كان يدرس في مركز الفنون التشكيلية وقد أقام أول معرضين له بالأبيض والأسود بين عامي 1970 و1971.
تابع يكن تحصيله العلمي في مجال الفنون، إذ شعر بضرورة التعرف على حياة الفنانين وسيرهم الذاتية، والتعرف على الشعراء فتعمق في دراسة ابن عربي والحلاج والسهروردي، وقد حول قراءاته ودراساته تلك إلى أعمال فنية استلهمها من هذه القراءات.
شارك يكن في العديد من المعارض الجماعية في سوريا وخارجها، كما قدم عدة معارض خاصة به فقط حول العالم. قدم أول معرض له في معرض له في صالة متحف حلب الوطني عام 1969، ثم قدم أول معرضين له بالأبيض والأسود في نفس الصالة لتتوالى المعارض الفنية التي شارك فيها.
أعمال سعد يكن
طوال مسيرته الفنية أقام يكن أكثر من 50 معرضًا فرديًا في أوروبا وكندا والوطنا لعربي، فضلًا عن مئات المشاركات في المعارض المشتركة، حتى عام 1976 كان قد أنجز ما يقارب من 22 ألف سكتش في حلب صور فيها المدينة ومسارحها وأحياؤها الشعبية وأدباؤها.
عمل الفنان التشكيلي سعد يكن أيضًا كمصمم ديكورات مسرح الشعب، وقد أنجز سيكتشات كاملة عن مسرح الشوك لعمرو حجو ودريد لحام، كما كان يُدرس الفن للطلاب.
خلال مسيرته تم مقارنة أعماله كثيرًا أعمال فرانسيس بيكون وذلك التشابه لعله بسبب اختيار الاثنين قسمات الإنسان كمحور أساسي في أعمالهم الفنية. تميزت لوحات يكن بتركيزها على مظاهر الحياة في حلب فرسم السوق والأحياء الشعبية والمقاهي في مدينة حلب ونقلها في لوحته.
لم يحب يكن في أعماله الفنية أن تنتمي إلى مدرسة بعينها، فقد اعتبر البعض ان أعمال سعد يكن تنتمي إلى المدرسة الرمزية أو التعبيرية، ولكنه يقول دائمًا إن أعماله تنتمي لنفسه ولحسه الجمالي، فهو يرسم ما يشعره وينقل تجاربه وما يسمعه وما يراه على لوحته. اعتاد يكن في لوحاته رسم الشخصيات بمساحات وألوان وظلال مختلفة، وقد تلاعب بالألوان بكل حرية.
في عام 1981 كان يكن العربي الوحيد الذي شارك في برنامج فني خاص مع 9 فنانين من حول العالم للاطلاع على الفنون الأمريكية المعاصرة، وقد شارك عام 1985 في تحكيم في البينالي العالمي بمدينة كابروفو في البرتغال، وألقى العديد من المحاضرات في الفن المعاصر في جامعتي حلب ودمشق.
لوحات الفنان سعد يكن
يركز يكن في أعماله على التشخيص وتجسيد الأجساد المبسطة. يتميز أسلوبه بتصوير الوجوه الممدودة ذات التقاسيم الجادة وغالباً ما تكون في حالة حركة. تتنوع مواضيع أعماله من الأجواء السائدة في المقاهي الشعبية إلى فنون الأداء. تتميز أعماله بالتعبير والحيوية وتسليط الضوء على الوجوه والأجساد المتجسدة فيها. يركز بشكل خاص على استخدام مزيج من الألوان الأبيض والأحمر والأزرق.
تعرض الأعمال الفنية ليكن في العديد من المجموعات الفنية العامة والخاصة، كما تعرض في متاحف عالمية وعربية منها متحف الفن الحديث في بروكسل والمتحف الوطني في الأردن ومتحف الفن المعاصر في مونتريال والمتحف الوطني في دمشق وسوريا وغيرها.
ومن أشهر لوحات الفنان سعد يكن لوحات "جقة طرب نسائية"، ولوحة "آخر رجل في المقهى"، و"لوحة "صراع جلجامش مع ثور السماء المقدس"، و"المقنع في دور الفراشة" وغيرها من اللوحات.
500 68336179 2427656987474991 1795312435855360000 n1630230040
69f127ed 9401 460e b2f0 f1929160d186
الفنان سعد يكن وحلب
تعرضت لوحات الفنان سعد يكن إلى التدمير والسرقة في حلب خلال الحرب السورية، وقد اضطر إلى مغادرة حلب والسفر إلى لبنان ليترك مدينته الجميلة التي شهدت أول معارضه الفنية.
وعن مدينة حلب يقول يكن إن حلب هي زهرته وملاذه، وهي المكان الذي يقصده ليريح أعصابي، ويقول: "أشتاق إلى حلب وأقصدها لأريح أعصابي، فارتباطي بها غير مرهون بمن يسكنها. لذا أحتاج باستمرار للسير في تلك الأزقة القديمة التي احتضنت نشأتي لأحافظ على صلتي الوثيقة بها وأجدّدها".
