يعد الفنان البحريني سعد الجزاف من أعمدة المسرح في البحرين وسببًا في الحراك المسرحي في البحرين، فرغم العقبات التي واجهته خلال مسيرته الفنية إلا أنه واصل عمل الفني المسرح قرابة نصف عقد من الزمان، كما أفنى حياته في التمثيل والإخراج في الإذاعة والتلفزيون أيضًا، كما شارك في أول فيلم بحريني طويل، في السطور التالية تعرف عل مسيرته الفنية وحياته.
من هو سعد الجزاف؟
سعد بن أحمد الجزاف هو ممثل ومخرج مسرحي بحريني ولد في عام 1945 في مدينة المحرق في البحرين، وهو واحد من أبرز نجوم الفن في البحرين ومن أعمدة المسرح البحريني.
ساهم الجزاف طوال مسيرته الفنية، التي استمرت قرابة 50 عامًا، في العديد من الأعمال الفنية، وخاصة في المسرح، فقد تمكن من بناء صرح مسرحي ضخم وشارك في أكثر من 40 علمًا مسرحيًا ولعل أهمها مسرحية "السيد" التي تعد من أشهر المسرحيات البحرينية في الوطن العربي والتي عرضت لعدة سنوات في أكثر من دولة عربية مثل مصر والكويت.
نشأته ودراسته
نشأ الفنان في مدينة المحرق، وهو من أبناء حارة بو ماهر، درس الجزاف في مدرسة المحرق الجنوبية للبنين في المرحلة الابتدائية عام 1955، وقد أوضح أن بدايته الفنية كانت في نادي الجزيرة في فرقة فنية مسرحية وقد ساهمت هذه الفرقة في تأسيس مسرح الجزيرة في عام 1974.
درس المرحلة الإعدادية في مدرسة الهداية الخليفية، وقد كان الفنان الراحل من المتفوقين، ثم درس في مدرسة المنامة الثانوية، وكانت هي المدرسة الثانوية الوحيدة في البحرين آنذاك.
حياته الشخصية
لا توجد الكثير من المعلومات عن حياة الفنان سعد الجزاف الشخصية، ولكنه متزوج منذ عام 1972 ولديه عدة أبناء، وقد توفيت زوجته في عام 2014.
وفاة سعد الجزاف
توفي الفنان سعد الجزاف في 1 نوفمبر 2023 عن عمر 78 عامًا بعد أيام قليلة من دخوله المستشفى بسبب تعرضه لنزيف في الرأس.
وبعد وفاته نعاه عدد كبير من نجوم الفن في البحرين والخليج، منهم الفنان طارق العلي الذي كتب على حسابه على منصة إكس: "أتقدم بخالص التعازي إلى أسرة الجزاف الكرام والأسرة الفنية والمسرحيين البحريين الكرام بوفاة فقيدهم الغالي الأستاذ سعد الجزاف، رحمه الله سائل الله سبحانه أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته".
نعته أيضًا الفنانة هيفاء حسين من خلال نشر صورة له على حسابها على إنستغرام قالت فيها: "إنا لله وإنا إليه راجعون، الفنان البحريني سعد الجزاف الله يرحمه ويغمد روحه الجنة". كما نعاه أيضًا الفنان يوسف الحمدان، ونجوم آخرون، وتم تشييع جثمان الفنان الراحل في مقبرة المحرق.
![سعد الجزاف Saad Aljazzaf أيقونة المسرح البحريني]()
عمله في المسرح المدرسي
في عام 1967 تم تعيين سعد الجزاف أستاذًا للعلوم واللغة الإنجليزية في مدرسة عمر بن عبدالعزيز للصفين الخامس والسادس الابتدائي واستمر في هذه المدرسة حتى عام 1976، وقد كان وقتها مرشحًا للتدريس في المرحلة الإعدادية.
تولى بعدها مسؤولية قسم النشاط المدرسي المسرحي بطلب من الشيخ عبد العزيز بن محمد آل خليفة وزير التربية والتعليم آنذاك، حيث كان هاويًا للمسرح، وكان من أول الحاضرين لأعماله المسرحية في المدرسة، وقد كانت هذه بدايته في المسرح المدرسي والذي عمل فيه حتى عام 2000 ولمدة استمرت 25 عامًا حتى التقاعد.
حصل الجزاف على أول راتب له 52.5 دينار، وكان يحصل على زيادة سنوية قدرها 2.5 دينار، كما كان يحصل على 5 دنانير كحافز، وقد اشترى منزلًا صغيرًا بهذا الراتب ورممه.
وقد تزوج في عام 1972 براتب 72 دينارًا، وأخذ قرض من وزارة التربية والتعليم بقيمة 752 دينارًا لترميم المنزل، وكان يتم استقطاع 11 دينارًا من راتبه شهريًا مقابل هذا القرض. وقد أوضح الجزاف أنه في عام 1980 حصل على قرض من الإسكان وبنى منزلًا ثانيًا.
مسيرته الفنية في المسرح
بدأ الممثل البحريني سعد الجزاف مسيرته الفنية في الستينات وقد امتدت مسيرته إلى نحو عقود قدم فيهم العديد من الأعمال الفنية خاصة في المسرح، وقد شغل الجزاف منصب رئيس مجلس إدارة مركز الجزيرة الثقافي، كما أنه من مؤسسي مسرح الجزيرة.
![سعد الجزاف Saad Aljazzaf أيقونة المسرح البحريني]()
أهم مسرحيات سعد الجزاف
شارك الجزاف في أكثر من 40 عملًا مسرحيًا طوال مسيرته، وأبرز هذه المسرحيات مسرحية "السيد"، وقد قدم هذه المسرحية في الكويت والأردن ومصر والمغرب وسوريا وقد بدأ عرض هذه المسرحية عام 1986 واستمر عرضها حتى عام 1990 في عدة دول عربية.
كانت أعمال الممثل سعد الجزاف في الستينات عبارة عن مسرحيات قصير يتم تقديمها في مسرح الأندية، ومنها مسرحيات "المصير"، و"غلطة أب"، و"كلنا فدائيون".
في السبعينات كتب العديد من المسرحيات وشارك في تمثيلها أيضًا، ومنها مسرحية "اصبر وتشوف"، و"غلط يا ناس"، كما شارك في مسرحيات "زمان البطيخ"، و"نواخذ الفريج"، و"الضايع"، و"توب يا بحر"، و"الرجل الطيب"، و"الدانة"، و"ممثل الشعب"، و"الكبش"، و"الكل زمان" وغيرها.
أعد الجزاف كذلك مسرحية الكاتب اليوغوسلافي براتسيلاف توشيتس، كما أعد وألف مسرحية "طاش ما طاش"، و"فرجة"، وألف العديد من مريحات الأطفال منها "أبناء الوطن"، و"عنبر أخو بلال".
واجه الفنان سعد الجزاف العديد من التحديات خلال عمله في المسرح، ولعل أهمها عدم وجود دعم للعمل المسرحي والفني آنذاك، وكانت معظم المسرحيات تقام بجهود فردية.
ولكن تم تسهيل عمل المسرحيين في السبعينات بعد تأسيس وزارة الإعلام كوزارة مستقلة تهتم بالثقافة، وأصبح القائمون على هذا الفن يتلقون الدعم الأهلي والمبادرات الشعبية.
![سعد الجزاف Saad Aljazzaf أيقونة المسرح البحريني]()
مسلسلات سعد الجزاف
في التلفزيون شارك الفنان سعد الجزاف في العديد من الأعمال التلفزيونية، وخاصة في فترة الثمانينات، ومن أهمها سباعية "الصمت"، و"في قلوب مغلقة"، و"خفايا ضمير"، و"الأوفياء"، و"سهرة ربيع كل الفصول" والتي كانت من تأليف جاسم الزايد.
من أبرز المسلسلات البحرينية التي شارك فيها الفنان الراحل أيضًا مسلسلات "نيران"، و"سوالف أم هلال"، و"الكلمة الطيبة"، وقد شارك في أول فيلم بحريني طويل بعنوان "الحاجز" مع المخرج بسام الذوادي.
